|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
![]() |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
المؤتمرات المشبوهة.. وشهود الزور! بقلـم: مرســى عطــااللــه بعض مايجري في واشنطن وأغلب ما يصدر عنها من سياسات يؤكد من جديد أن الذين يديرون دفة السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بوجه عام والدول العربية بشكل خاص أبعد مايكونون عن الفهم الصحيح لنفسية وطموحات شعوب المنطقة وأن هذه السياسات تنطلق من أرضية سوء فهم متعمد ومبني علي معطيات ومعلومات غير دقيقة أبرزها ذلك الذي يتردد علي صفحات الصحف الأمريكية بايعاز من عناصر الدس والتحريض التي تزعم وتروج بأن شعوب المنطقة تكره كل ماهو أمريكي بدءا من الثقافة ووصولا إلي السياسة. ولأن ما يبني علي باطل يظل باطلا فإن استمرار غياب المعلومات الدقيقة والفهم الصحيح في أروقة الإدارة الأمريكية لحقائق الأمور في المنطقة يصبح سهلا وميسورا علي أي مجموعة من المغامرين حتي لو كانوا مجرد عابري سبيل في أن ينفذوا إلي العقل الأمريكي بسموم الأكاذيب التحريضية من نوع المؤتمر المشبوه الذي انعقد أخيرا في واشنطن ـ برعاية شبه رسمية ـ تحت عنوان مشاكل أقباط المهجر والذي انطلق منه خطاب طائفي وعنصري وتحريضي تفوح منه كل روائح عدم الانتماء الوطني والاستقواء بالأجنبي تحت مظلة الادعاء بأن شعوب المنطقة ـ ذات الأغلبية المسلمة ـ تكره أمريكا بسبب أو بغير سبب علي حد زعمهم. ولو أن أحدا في واشنطن أجهد نفسه وراجع بأمانة ملف العلاقات العربية ـ الأمريكية لأدرك علي الفور أن العرب كانوا يراهنون دائما علي صداقة أمريكا ويبذلون كل جهد لخطب ودها من أرضية الثقة وليس من أرضية الخوف والنفاق وأن مفردات العداء لم تكن متداولة في سجل العلاقات العربية ـ الأمريكية لسنوات طويلة. نعم لم يكن هناك أي شعور بالعداء تجاه أمريكا حتي قرب مطلع الستينيات وقبل أن تخلع عن نفسها برقع الحياء وتجاهر بانحيازها المطلق ودعمها غير المبرر للسياسات العدوانية والتوسعية لإسرائيل علي حساب الحقوق والمصالح العربية. ولعله لا يخفي علي الذين يديرون هذه الأسطوانة المشروخة للتغطية علي الفشل في العراق وعلي وحشية السلوك الإسرائيلي اللاإنساني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل أن الولايات المتحدة كانت هي القوة العظمي الوحيدة التي تتربع وحدها في قلوب العرب وبالذات خلال حرب السويس عام1956 عندما أجبرت إدارة الرئيس الأمريكي داويت ايزنهاور إسرائيل وبريطانيا وفرنسا علي وقف العدوان الثلاثي ضد مصر وحزم أمتعة الرحيل فورا من سيناء وبورسعيد. لم يقل أحد في العالم العربي يومها إن الموقف الأمريكي كان ناجما عن خوف من رد فعل عربي مؤيد للاتحاد السوفيتي في إطار سياسة التحجيم والاحتواء للمطامع السوفيتية وإنما قيل وقتها إن أمريكا انطلقت في تحركها من أرضية انتصارها للقانون الدولي وأنها لم تأبه بأن موقفها هذا يتصادم مع مطامع ومصالح ثلاث دول من أقرب حلفائها! وإذن فإن شعوب وحكومات المنطقة كانت منذ البداية تتعلق بالحلم الأمريكي الذي يبشر بإنهاء عصور الاستعمار والسيطرة الأجنبية ورد الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين ودعم حقوق الإنسان والقانون الدولي. فمن هو المسئول عن هذا التراجع في أرضية وشعبية الدور الأمريكي في المنطقة ولمصلحة من يعاودون العزف من جديد علي نغمة الكراهية المتأصلة في النفوس العربية ضد كل ماهو أمريكي علي حد زعمهم؟ لقد ساند العالم العربي الولايات المتحدة الأمريكية عام1991 عندما انتفضت باسم ضرورة الدفاع عن الكويت ضد الغزو العراقي ولم يقل أحد في العالم العربي وقتها إن ذلك بسبب ذاتية المصالح الحيوية لأمريكا ورغبتها في تأمين منابع النفط في الخليج! ولكن العالم العربي بدأ يشعر بالصدمة وتساوره الهواجس والشكوك في النوايا الأمريكية وبعد أن كشفت السياسة الأمريكية تجاه المنطقة بوجه عام وتجاه العراق بوجه خاص أن القضية لم تكن انتصارا للشرعية الدولية وإنما كانت مدخلا لاخضاع المنطقة, وبالذات دول الخليج ومعها العراق تحت مظلة الهيمنة الأمريكية, وهو ما تجلي في الاصرار علي غزو العراق دون غطاء من الشرعية الدولية اعتمادا علي حجج ومبررات أثبتت الأيام أنها حجج ومبررات مصنوعة وكاذبة جملة وتفصيلا! وما أحوج واشنطن إلي أن تعيد قراءة بنود سياستها تجاه المنطقة وأن تبني مواقفها علي معلومات دقيقة وليس علي شهادات الزور التي يتطوع بها أولئك الذين لن يترددوا في الشهادة ضد أمريكا نفسها مستقبلا إذا برزت علي السطح قوة عالمية تملك السيف والذهب! |
![]() |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|