|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
حديث قداسة البابا شنودة لجريدة 'الأسبوع'
طرد عرفات يفجر المنطقة والقوة هي طريق الحق [/c] [c] [/c] أجرت الحوار: سناء السعيد اتفقنا مع الجالية الإسلامية المصرية في أمريكا للعمل المشترك والتعاون ليس معني الحرية أن نحطم المثل أو نفسد أنفسنا والآخرين تدريس الدين لابد منه لأن وجودالله في حياة الإنسان ضروري أمريكا أدانت عمليات الاغتيال الإسرائيلية ولكن إدانة بلا عقوبة تكون مجرد كلام لا ندري إلي أين يقودنا هذا الجو السياسي ولا ندري أين هي خريطة الطريق؟ في حديث هام ل 'الأسبوع' تطرق قداسة البابا شنودة الثالث إلي قضايا عدة تثير الجدل فعرض لسياسة الاغتيالات والتدمير والتهويد التي تقودها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وتحدث عن المقاومة والإرهاب ومعادلة قلب الحقائق وخلط الأوراق عندما تدمغ المقاومة بالإرهاب ويصنف الإرهاب الإسرائيلي علي أنه دفاع عن النفس، وتحدث عن مجلس الحكم الانتقالي في العراق وتساءل ما البديل؟ وتحدث عن مغبة القوة وهل يمكن أن تستنزف نفسها بنفسها عندما تتبني استراتيجيات عقيمة، وتحدث عن الديمقراطية وهل يمكن فرضها واستيرادها من الخارج وتحدث عن قضايا أخري. ھ خلال زيارتكم الأخيرة للولايات المتحدة لابد أنكم شاهدتم كيف تعيش الجاليات العربية في المجتمع الأمريكي.. هل مازال هناك شعور عدائي تجاه العرب وهو الشعور الذي ساد في أعقاب كارثة 11 سبتمبر 2001؟ ھھ ينبغي أن نفرق بين عبارتين: شعور ضد العرب وشعور ضد المتطرفين أو الإرهابيين من العرب، فأمريكا لاتزال لها علاقات سياسية ثابتة ووثيقة مع بعض الدول العربية، ومن بينها مصر طبعا، ولكنها باستمرار تتحدث عن مقاومة الإرهاب ولا تتحدث عن مقاومة العرب، فالعرب يشكلون نسبة كبيرة من التعداد في كثير من الدول ولكن الإرهاب شيء آخر. ھ حديثي هنا ينصب علي الجاليات العربية التي تعيش في أمريكا ممن اضيرت أسرهم بعد كارثة 11 سبتمبر، ولا ننسي أن أحد الأقباط المصريين قد قتل في موجة العداء السافر التي اندلعت ضد العرب في أعقاب كارثة الثلاثاء الأسود. ھھ بالنسبة للقبطي الذي قتل قيل إنه قتل خطأ واعتذروا عن ذلك. ھ هذا شبيه بما تفعله إسرائيل تغتال وتقتل ثم تعتذر. وأمريكا هنا فعلت الشيء نفسه.. واتساءل لماذا لم يدفع تعويض عن قتله مثل التعويض الذي حصلت عليه أمريكا من ليبيا في قضية لوكيربي بمعدل عشرة ملايين عن كل ضحية؟ ھھ أنا لم أسمع شيئا عن التعويض ولم أتابع الموضوع في مسألة التعويض، لكن أمريكا عموما أصبحت تدقق كثيرا في الدخول والخروج احترازا من دخول إرهابيين إلي أمريكا أو خشية من أن تحدث عمليات إرهابية وبخاصة كلما اقتربت من تاريخ 11 سبتمبر. ھ هل لمستم من الجالية المصرية في أمريكا الشعور بالامتعاض والقلق من جراء القوانين الأمريكية الاستثنائية التي فرضت وكانت لها آثارها السلبية علي الحقوق المدنية لأقباط المهجر؟ ھھ لم يقل لي أحد شيئا عن هذا، ولكني اجتمعت مع بعض مجموعات من الجالية الإسلامية المصرية واتفقنا علي العمل المشترك كمصريين في أمريكا بحيث نعمل سويا لتذليل أي موضوع. وأكثر من اجتماع حضره القنصل العام المصري السفير محمد علام وأظهر حماسه حيال عمل الأقباط والمسلمين وتعاونهم معا في أمريكا. ھ تعاون حول ماذا تحديدا؟ ھھ أمور كثيرة من بينها حماية الشباب من الانحراف وذلك من خلال الاشتراك مع أولياء الأمور. ومن بينها العمل علي أن يكون للحاصلين علي الجنسية الأمريكية حق التصويت. ھ أليس من المفروض لحامل الجنسية أن يتمتع بهذا الحق تلقائيا؟ ھھ نعم.. كل شخصا حاصل علي الجنسية الأمريكية له هذا الحق ولكن هناك أشخاصا لا يسعون نحو هذا الأمر ولا يطالبون به ولا يستخدمونه. ھ قد يؤدي غياب الثقافة بالمجتمع نفسه إلي تعرض الجالية المصرية إلي المخاطر لاسيما أن العنصرية دائما ما تنشأ عن الجهل بالآخر وعندها تحدث الفجوة ويعامل الفرد علي أنه إنسان متطرف ومتعصب وخارج حلبة التفاهم. ھھ حاليا الثقافة متنوعة أي ما يسمي Multi Culture لأن أمريكا تضم عناصر متعددة وجاليات وأجناسا متعددة، فمن أراد أن يدرس مثلا فلابد أن يدرس كل هذا الخليط من الثقافات. الأمر الثاني لابد أن نفهم في هذه الثقافة مركز الحرية وإلي أي حد يسود استخدام الحرية، فمثلا أمريكا من أجل الحرية تستبعد تدريس الدين عموما في المدارس والجامعات.. وباسم المساواة يحدث نفس الشيء وهذا أمر خطير لأن الدين ضروري ولابد من تدريسه. كما أن وجود الله في حياة الناس ضروري ولابد منه أيا كانت اختلافاتهم في التفاصيل الدينية والعقائدية، فهناك ثوابت معينة ينبغي أن تستمر، وهذا الأمر أشعر بخطورته، من أجل هذا نحن بدأنا في أمريكا تأسيس مدارس قبطية لنا ندرس فيها الدين إلي جوار المنهج العام الخاص بوزارة التعليم. ھ ولن يستطيعوا منعكم من ذلك. ھھ لا يمنعون ولكنهم في المقابل يمنعون المنحة المالية، حيث يتكبد الوالدان الثقل المادي لعدم وجود اعتماد مالي بعكس المدارس العامة. ھ هذا ما تعمد أمريكا إلي تعميمه في الدول العربية بحيث تلغي مادة الدين من المناهج الدراسية. ھھ أنا لا أعرف هذه النقطة بالذات ولكن في أمريكا لا يسمح بتدريس الدين، المدارس الخاصة تدرس الدين ولكن مقابل ذلك لا يجري مدها بالاعانة، ورغم ذلك نشجع الأسر علي تعليم أولادهم في مدارس خاصة من أجل الحفاظ علي أولادهم فكريا وخلقيا ولو كان المقابل تحمل الأسر التكلفة المالية. ھ وكأن الحرية الأمريكية تدعو إلي تغييب الدين؟ ھھ أنا دائما أقول إن الحرية ليس معناها أن الإنسان يحطم المثل باسم الحرية، أو يفسد نفسه أو يفسد غيره باسم الحرية، لذلك نحن وقفنا وقفة شديدة ضد الشذوذ الجنسي المنتشر هناك لدرجة أن إحدي الكنائس وافقت علي رسامة أسقف من بين الشواذ وهو يعترف بأنه شاذ. ھ هذا شائع في الكنائس. ھھ ليس في كل الكنائس.. ولكن هذا الأمر كان في الكنيسة الانجليكانية ووقفنا ضدها، وأتذكر أنني في أول اجتماع مع الآباء بادرنا مع كهنة الأقباط في أمريكا وكندا وأصدرنا بيانا ضد هذا الشذوذ. |
#2
|
||||
|
||||
ھ الشذوذ يعتبر خطية بالفعل؟ ھھ نعم يعتبر خطية مزدوجة لأنه عبارة عن خطية زنا بالإضافة إلي خطية شذوذ، أي أنه يحمل خطيتين في آن واحد، وأيضا يحمل قدوة سيئة وانهيارا في أخلاقيات المجتمع ثم هو أمر ضد الأسرة وتكوينها الطبيعي وضد الأخلاق العامة وضد تعاليم الكتاب المقدس. ھ رغم سياسة الاغتيال التي تقودها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية والإبادة الجماعية وهدم البيوت لم يïحرك المجتمع الدولي ساكنا بل رأينا أمريكا نفسها أكبر داعم لإسرائيل فلم تïدن أية عملية وإنما اعتبرت ما تقوم به إسرائيل حربا ضد الإرهاب؟. ھھ أمريكا أدانت عملية اغتيال إسماعيل أبو شنب أحد كبار قيادات حماس البارزين الذي اغتالته إسرائيل في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، كما أدانت محاولة اغتيال أحمد ياسين وإسماعيل هنية في السادس من الشهر الحالي .. ولكن مجرد الإدانة بلا عقوبة تكون مجرد كلام، والعجيب استمرار إسرائيل في موضوع الاغتيالات واصرارها علي المضي قدما في بناء الجدار العنصري العازل بحيث إن كل هذه الأمور كانت تحدث بعد هدنة وبعد اتفاقية لم تدم طويلا وانتهكتها إسرائيل منذ بدايتها .. وكان من الطبيعي ان يكون لها ردود فعل، ولكن ما حدث أن حماس كانت تهدد فقط بالانتقام فتبادر إسرائيل بالرد علي هذا التهديد باغتيال مزيد من الفلسطينيين بدعوي أنها معرضة للخطر من جراء هذه التهديدات حتي ولو لم يترجم التهديد إلي عمليات علي أرض الواقع، وكان أن أعلنت الفصائل الفلسطينية الهدنة وجرت محاولة للصلح لكن لم تتجاوب إسرائيل معها الأمر الذي اضطر أبو مازن معه للاستقالة وشرع أحمد قريع في تشكيل حكومة جديدة. ھ هل يمكن أن تقع في نفس المطب؟ ھھ هذا جائز جدا خاصة أنها ستكون محرجة ما بين شعورها الوطني وما بين اغتيالات إسرائيل وتهجماتها وممارساتها القمعية، فهذا الموضوع لم يوضع له حل علي الاطلاق ولا ندري إلي أين يقود هذا الجو السياسي كما لا ندري أين توجد خريطة الطريق التي يتحدثون عنها. ھ خريطة الطريق ترنحت بعد الصفعات والضربات التي وجهتها إسرائيل لعملية السلام، وعلي حين وعد بوش بإنشاء الدولة الفلسطينية نسفت إسرائيل الدولة باقامة الجدار الفاصل وتكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي، فأين هي الدولة؟ ھھ ولا تنسي قتل القيادات وهذا هو الأخطر لأن تدمير البني التحتية من الجائز أن يعقبه إعمار فلسطين، إن مشكلة الشرق الأوسط والنزاع بين الفلسطينيين واليهود لم يحل ولم تقدم له حلول عملية علي الاطلاق، حتي في الوقت الذي رضي فيه قادة فلسطين أن يمتنعوا عن القتال وأعلنوا الهدنة لأكثر من ستة أسابيع استمرت إسرائيل في اعتداءاتها .. ورغم ذلك حاول الفلسطينيون الالتزام بسياسة ضبط النفس ولم يردوا علي الاعتداءات المتتالية. ھ إسرائيل لم تعترف أصلا بالهدنة وكل ما فعلته أنها مضت في ممارساتها غير عابئة بالمجتمع الدولي ولا بالمنظمة الدولية بعد أن همشتها أمريكا وأخضعتها لها؟ ھھ ماذا تقترحين للخروج من هذا الاستعصاء؟ ھ أنا أتحدث مع رأس الحكمة قداسة البابا شنودة كي يقول لنا ماذا يمكن لنا فعله؟ ھھ الموضوع في أيدي رجال السياسة وليس رجال الدين. ھ رجال الدين لديهم حكمة من الممكن اعمالها كعنصر إفاقة وتنبيه؟ ھھ ومن قال ان العالم يسير بالحكمة .. هناك مشكلة التنازع الفكري حول حقوق كل طرف في هذه القضية، وكل طرف يدعي لنفسه حقوقا لا يقبلها الطرف الآخر فماذا تكون النتيجة؟ إن الذي يفصل في الأمر ويحسمه ويتحكم فيه هي القوة وليست الحكمة وليست السياسة، القوة هي الفيصل. ھ وأين معايير العدل والانصاف واعطاء الحق لأصحابه؟ وأين الحقيقة في أن الاحتلال هو المتسبب في كل هذه الأزمات مجتمعة؟ ھھ إعطاء الحق إلي أصحابه . كلمة الحق تحتاج لتفسير وكلمة أصحابه تحتاج إلي مناقشة .. العبارة جميلة نقولها ونرددها بينما يقول كل طرف إن الحق في جانبي. ھ المعول في الحكم هنا هو التاريخ الذي يؤكد أن الأرض للفلسطينيين؟ ھھ التاريخ يقول إن أوربا كلها كانت خاضعة للدولة الرومانية وتفككت ويتحدث عن الدولة العثمانية وتفككت، والتاريخ يتحدث عن عهد صلاح الدين وانتهي هذا أيضا وأصبح التاريخ عبارة عن ذكريات وليس أحكاما .. يعني ننام ونحلم أحلاما سعيدة بماض يختلف عن الحاضر يسميه الناس التاريخ. ھ وسط المعمعة الحادثة الآن هل ثمة بارقة أمل في قيام دولة فلسطينية رغم أن كل ما يحدث ينسف فكرة الدولة من أساسها لاسيما بعد أن سيطرت إسرائيل علي الضفة كاملة وفي سبيلها للسيطرة علي غزة أيضا في الوقت المناسب وفقا لما قاله شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخرا؟ ھھ عبارة دولة فلسطينية تحتاج إلي تعريف definition وتحديد لطبيعة هذه الدولة وحدودها وقدرتها علي أن يكون لها جيش وسيادة وقوة مسلحة معترف بها، وهل تكون دولة خاضعة لغيرها أم دولة قائمة بذاتها؟ وهل تكون خاضعة لشروط سياسية معينة أم لا شروط علي الاطلاق، لكن عبارة دولة فلسطينية عبارة قد يعزي الناس أنفسهم بها دون أن يدخلوا إلي عمقها وحقيقتها، وإني أتساءل إذا كان زعيم هذه الدولة محاصرا وشبه معتقل و مهددا بالطرد من البلاد فما معني تكوين دولة؟! ھ قرار إسرائيل بطرد عرفات جاء رد فعل لما قاله البيت الأبيض من أن عرفات جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل وعليه يجب التخلص منه وهو نفس المنطوق الذي ردده ساسة إسرائيل ومن ثم اتخذوا هذا القرار؟ ھھ عرفات يمثل رمزا في التاريخ الفلسطيني وفي السعي وراء تكوين دولة فلسطينية ورغم أنه تنازل كثيرا في أوقات عديدة إلا أن الضغوط تمارس عليه باستمرار ويطالب بمزيد من التنازلات أو يجري طرده .. ولا شك أن قرار إسرائيل هذا هو تجاوز لكل الأطر الدولية ويزيد الأمور تفاقما، عرفات هو الرئيس الشرعي المنتخب وهو عنصر أساسي لتحقيق الاستقرار ،وطرده سيفجر العنف في المنطقة كما قال الرئيس مبارك. ھ جري وصم المقاومة بالإرهاب رغم أنها رد فعل علي الاحتلال الذي أوجد المقاومة وليس العكس، ورغم ذلك خلطت أمريكا الأوراق عندما أطلقت علي الاحتلال الاسرائيلي وممارساته دفاعا عن النفس وأطلقت علي المقاومة صفة الإرهاب وطالبت باستئصالها والقضاء علي بنيتها التحتية؟ ھھ من حق كل شعب أن يقاوم دفاعا عن كيانه ووجوده، لكن المهم أسلوب هذه المقاومة وهل هو مقبول أم لا؟ وهل له ردود فعل شديدة أم لا؟ يمكن أن يقولوا من حقك أن تقاوم ولكن ما هو الاسلوب الذي تقاوم به. ھ إذا كان الخصم يمارس الاغتيال العشوائي والإبادة الجماعية ويحاصر الشعب بالكامل وأوصل الفلسطينيين إلي حالة من اليأس والإحباط فماذا تراهم يفعلون؟ ھھ طبعا المقاومة تكون مقاومة للسلطة ولكن يجب الا تكون عشوائية لو تركزت علي مقاومة سلطة الخصم لن يلومها أحد. ھ مقاومة السلطة شبه مستحيلة علي أساس أنها مدججة بالحرس والسلاح والنفوذ وبالتالي كيف يمكن للفلسطيني شبه الأعزل مقاومة السلطة هنا؟ ھھ نعود إلي نقطة البدء. إسرائيل شرعت في تكوين ذاتها وتكوين علاقات سياسية لها مع الخارج. لعل في بداية تلك العلاقات السياسية وعد بلفور الذي حصلت عليه عام 1917 من خلال علاقتها بإنجلترا. ثم هناك سياستها داخل أمريكا كونت لها قوة في الصحافة والاقتصاد والإعلام عموما واللوبي اليهودي وعبر اتصالاتها بالكونجرس ومجلس الشيوخ بينما العرب لم يقوموا بشيء من هذا. وجاء الوقت الذي أصبحت فيه إسرائيل تعلن نفسها وتجني ثمار علاقاتها وسياساتها بينما العرب لم يفعلوا شيئا من هذا. ھ يجب أن نأخذ في الاعتبار الدعم الأمريكي فهو عامل رئيسي في الموضوع. انحياز أمريكا لإسرائيل يïضفي عليها الحماية ويكفي أنها لاتقترب من ترسانتها النووية، فرغم تحرش أمريكا بكل الدول تظل إسرائيل بمنأي عن المساءلة عن ترسانتها النووية رغم امتلاكها ل400 رأس نووي؟ ھھ نعود ونقول إن مقياس التعامل هو القوة. فبواسطتها يمكن للإنسان أن يعمل ما يشاء ولايستطيع أحد أن يعاقبه. خذي مثلا كوريا الشمالية التي تحدت المواقف بقوة. فماذا كانت النتيجة؟ لم يستطع أحد أن يقاومها، فالمسألة مسألة القوة. من يملكها يملك التفاهم. نقول هذا ونصب أعيننا ما قاله الزعيم سعد زغلول الحق فوق القوة. وهو مجرد تعبير نظري ولكن علي أرض الواقع القوة هي التي تستطيع أن تدوس علي الحق بغير حق. ويبقي بعد ذلك قول شوقي: وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ولكن للأسف لاتوجد هذه اليد المضرجة. |
#3
|
||||
|
||||
ھ مغبة القوة هل يمكن أن تكون سلاحا ذا حدين. أي أنها تستنزف نفسها من خلال تبني من يمتلكها استراتيجيات عقيمة أحيانا؟ ھھ القوة قد لاتستمر قوة ولكنها علي أي حال تأخذ فترة تمارس فيها سيطرتها وتبقي بعد ذلك ردود الفعل في الجوانب الأخري بالنسبة لاستخدام هذه القوة، فإذا كانت القوة تقابل بقوة أخري قادرة علي أن تحجمها حينئذ ستفكر القوة في المدي الذي يمكنها العمل في حدوده ولكن إذا لم توجد قوة أخري يمكن عندئذ أن تبسط القوة نفوذها علي الجميع. ھ ولكن حتي مع انعدام وجود قوة أخري فإن القويٌ يكون عرضة للانهيار بفعل الزمن والأحداث أو لسوء تقديراته وحساباته أحيانا. فلا يمكن لدولة أن تفتح علي نفسها أكثر من جبهة وتضع نفسها في مأزق كأمريكا اليوم التي تحاول التحكم في ملفات العالم السياسية؟ ھھ الأمثلة عديدة في التاريخ حول انهيار القوة وسقوط الامبراطوريات .. فهناك نابليون كان أكبر قوة في وقت من الأوقات لكنه انهار.. وكذلك هتلر .. الأيام دول. ھ مجلس الحكم الانتقالي في العراق ظهر بوصفه صنيعة للاحتلال ورغم ذلك هناك من رأي ضرورة التعامل معه رغم أن قرار مجلس الأمن رقم 1500 لم يعترف به. ھھ عندما نعرض لأي مسألة فإن دائرة التفكير تقول حينما يرفض أمر يقف أمامنا السؤال وما هو البديل. ھ المجلس يجب أن يكون مرفوضا لأنه معين من قبل الاحتلال والتعامل معه سيعني ترسيخا للاحتلال؟ ھھ أيضا أقول ما هو البديل؟ الحقوق لاتؤخذ دفعة واحدة، وربما يكون هناك تدرج للوصول إلي الحقوق. وفي مصر مررنا بهذا التدرج.. ثورة ..19 ثم دستور 23 ثم بقاء الاحتلال البريطاني في الثكنات العسكرية البريطانية في قصر النيل والشرقية وفي القصاصين وأبو كبير وكل هذه المناطق. واخيرا انتهي هذا الاحتلال علي يد الثورة أيام جمال عبد الناصر. لكن الأمر أخذ مدي زمنيا بداية من دستور 23 حتي 52 أي ثلاثين عاما. وفي نفس الوقت كان الناس يتحدثون عن سلطة المندوب السامي البريطاني في مصر وعدم قدرة كثير من الحكومات الوطنية علي التدخل. أي أن الأمر تم بالتدرج. ھ ماهو منظوركم للديمقراطية؟ هل يمكن فرضها من الخارج أم أنها لابد أن تنبع تلقائيا من مجتمع كل دولة حتي تكون لها روافدها الطبيعية وأصولها غير المفروضة؟ ھھ كلمة ديمقراطية لغة معناها حكم الشعب، ف'ديموس' باليونانية تعني الشعب. ولكن يبقي بعد ذلك سؤال. هل كل شعب قادر علي أن يحكم نفسه أم يحتاج الأمر إلي نضوج سياسي للشعب يستطيع بواسطته أن يحكم نفسه، فمثلا بواسطة الديمقراطية يستطيع الشعب أن يحكم عبر نوابه الذين يتم اختيارهم بالانتخاب. ولكن هل الشعب قادر علي أن ينتخب هؤلاء النواب بطريقة سليمة وعادلة؟ أم أن كثيرا من الانتخابات لاتدل علي رغبة صادرة عن الشعب أو أن يكون الشعب مخدوعا كأن يتمكن شخص من استمالة الآلاف بالخطاية أو بالوعود أو بالمال وعندئذ لايكون رأي الشعب في هذه الحالة بالذات دليلا علي نضوج سياسي في اختيار ممثليه. ھ أمريكا كانت تتحدث قبل احتلال العراق عن أنها ستحوله إلي نموذج ديمقراطي للمنطقة وأتساءل: هل ما يحدث الآن في العراق هو الديمقراطية الموعودة؟ ھھ الرغبة في نشر الديمقراطية شيء والقدرة علي نشرها شيء آخر وأيضا نشر الديمقراطية شيء واستمرارها شيء آخر. فكم من حكام بدءوا بديمقراطية ولم يستمروا فيها. فعبارة الديمقراطية عبارة جذابة في لفظها ولكن طريق الوصول إليها ليس سهلا. لقد بدأ العالم يتعامل من خلال طرق كثيرة في الحكم ومن بينها الاوتوقراطية autocratic جاءت من (أوتوس) باليونانية أي الذات أي الحكم المطلق فالذات هي التي تحكم. وجاءت الديكتاتورية dictatorshic أي الإنسان الذي يملي إرادته علي غيره To dictate وعرف العالم حكم الفرد وحكم الجماعة وسيادة الاقتصاد. ھ هل تتفقون معي علي أنه لابد من الاسراع بنقل السلطة للشعب العراقي وتطبيق منطق السيادة له بدلا من منطق الاحتلال؟ ھ ھ اسأل بدوري ماذا عن الشعب العراقي هل يتفق علي فكر واحد في هذا الأمر؟ هل الشيعة متفقون مع السنة والأكراد والتركمان وغيرهم ومتفقون علي من يحكم؟ ألا يمكن أن يوجد تنازع داخلي؟ ھ لاشك أن الكل يجمع علي أن يرحل الاحتلال الذي أحال الدولة إلي بؤرة من الفوضي والانقلاب الأمني ولا ننسي أن الاحتلال عينه علي ثروات العراق النفطية وعن طريقه استطاعت اسرائيل أن تدخل العراق عبر معاملات مالية وشركات ومصالح؟ ھھ نحن نرجو أن يستعيد العراق مكانته ويحتفظ بحقوقه. أما الطريق إلي ذلك فيحتاج إلي أن يكون العراقيون جميعا علي رأي واحد ولا اختلاف بينهم ولا تنازع علي السلطة، وما من شك في أن الاحتلال لايمكن أن يدوم ولابد أن يأتي وقت ينتهي فيه. المهم أن يتم وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال في أسرع وقت والانتقال إلي الحكم الدستوري. وما نأمله ألا يقع العراق فريسة لأي صراع داخلي أو أية تجاذبات من قوي اقليمية أو دولية. ھ كيف يمكن لنا الخروج من متاهة ما يحدث في المنطقة؟ ھھ إذا أردت الصراحة أوجه السؤال بدوري إليك لأنني لا أدري كيف يمكن لنا الخروج من هذه المتاهة؟!! http://www.elosboa.com/elosboa/issues/341/0701.asp |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
البابا شنودة: تعداد المسيحيين في مصر ١٢ مليوناً والكنيسة تعرف عدد «شعبها» ولا يهمنا ا | abomeret | المنتدى العام | 8 | 30-10-2008 03:43 AM |