كاتب كردي يزعم أنه مطلوب للقتل بعد كتاب عن الجنس في حياة الأنبياء

[makakola]

http://www.alarabiya.net/Articles/2006/02/22/21345.htm

الجماعة الاسلامية الكردية نفت إهدارها دمه ولم تنف إساءته للأنبياء
كاتب كردي يزعم أنه مطلوب للقتل بعد كتاب عن الجنس في حياة الأنبياء

دبي- حيان نيوف

قال كاتب كردي إن الجماعة الاسلامية في كردستان العراق أصدرت فتوى لقتله بعد نشره كتاب يتحدث عن الجنس في تاريخ الأديان وبشكل خاص الاسلام وعلاقة الأنبياء مع النساء وتعدد زوجاتهم. وعقب إصدار هذه الفتوى طلبت المحكمة الكردية إلقاء القبض على مؤلف الكتاب الذي توارى عن الأنظار خوفا من تعرضه للقتل، فيما امتنعت عائلته عن الظهور أمام العامة بعد أن تحولت هذه القضية إلى حديث رئيسي في خطب الجمعة. ولكن الجماعة الاسلامية نفت إصدارها هذه الفتوى مؤكدة أن الكتاب يسئ بشكل كبير إلى الأنبياء ويتهمهم تهما أخلاقية.
وكان الكاتب الكردي مريوان حلبجي، 40 عاما، أصدر كتاب " الجنس والشرع والمرأة في الإسلام" منذ العام الماضي، وبموافقة وزارة الثقافة في كردستان، إلا أن حدث رسوم الكاريكاتير الدنماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم أدى إلى إخراج هذا الكتاب إلى العلن وإثارته من قبل الجماعات الاسلامية.

المؤلف يتحدث عن كتابه والفتوى
وتحدث الكاتب مريوان حلبجة لـ"العربية.نت" عن أفكار كتابه قائلا : " تتناول الجنس كظاهرة طبيعية والشرع كقانون ميتافيزيقي والمرأة في داخل هذين التطورين، ثم الجنس والشرع خاصة في التاريخ الاسلامي ، وبعد ذلك تاريخ الجنس في البشرية و المجتمعات القديمة ، والجنس وموقف الأنبياء منه ، وبعدها الجنس ما قبل ظهور الاسلام في الجزيرة العربية وبعد ذلك في مرحلة ظهور الاسلام ثم تطرق الكتاب لموضوع الحجاب وتعدد الزوجات وظهور أحكام الشريعة في الاسلام ثم النبي محمد وتعدد زوجاته و زواج المتعة والمسيار و الطلاق ".
وعن الفتوى الصادرة بقتله، قال مريوان " نعم صدرت فتوى مسجلة بشريط فيه صوت أحد قادة الجماعة الاسلامية في كردستان العراق ومنشورة في جريدة رسمية اسمها ( أسو) العدد 191 في تاريخ 14- 2 -2006 ، وبسبب ضغوط المثقفين رجعوا عن كلامهم ولكن فتواهم مسجلة في شريط وأذيعة في (إذاعة نوى) وكل الناس سمعوها بقتلي وقتل الرسام الكاريكايتر الدنماركي".
ويتابع الكاتب الكردي متحدثا عن الحملة عليه " من انتقدني لم يقرأ كتابي جيدا وركزوا فقط على بعض القصص التي ذكرتها عن النبي ابراهيم عليه السلام والرسول محمد صلى الله وعليه السلام ، الجزيرة منطقة حارة وقوة الجنس كانت كبيرة، وتحدثت عن علاقة عدد من الأنبياء مع النساء وموقفهم من الجنس".
ويسهب في الحديث عن ظروفه بعد الفتوى:" عندي ظروف صعبة جدا . أولادي لا يذهبون للمدرسة ، وفي شهر كامل صلوات الجمعة كلها تشتمني، والمحكمة طلبت القاء القبض عليّ ولذلك لا أحد يعرف مكاني باستثناء شخص واحد وأنا مقطوع عن العالم ولدي فقط الهاتف وأصدقائي يعطوني النقود لأصرفها على عائلتي".
ووصف قضيته أنها "سياسية وليست دينية"، مشيرا إلى أحزاب اسلامية في كردستان " ضخمت الموضوع واستخدمت الجوامع ضدي والمجتمع الآن فهم أنني كاتب ألّف كتاب إساءة للنبي ".
ثم يقول :" مصادري كلها مصادر معتبرة مثل صحيح البخاري ومؤرخين وغيره وهذا ليس رأيي انا وإنما آراء آخرين . هو عمل باحثين من التاريح نقلوا الحدث دون زيادة أو نقصان ولكن في نهاية الكتاب ذكرت رأيي وطالبت بحرية المرأة والمساواة مع الرجل، وهذا كتابي الرابع العاشر".

الجماعة الاسلامية تنفي
إلا أن محمد حكيم، عضو المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في كردستان، نفى إصدار جماعته لهذه الفتوى.وقال" نستغرب هذا الكلام عن فتوى.. هذا عار عن الصحة.. نحن حزب سياسي لنا مقاعد في برلمان كردستان لا نصدر فتاوى لقتل الناس".
وعن الكتاب يقول حكيم " لم يستند على أي معلومة صحيحة وهاجم الأنبياء عامة من ابراهيم إلى محمد واتهمهم بتهم أخلاقية حتى نحن نظمنا مظاهرة سلمية في أربيل وطلبنا من البرلمان أنت يعاقب كل الإساءات للأديان".
وحول بعض الاساءات للأنبياء والواردة في الكتاب، يقول " ذكر أن ابراهيم زوجته سارة هي أخته ويقول عن لوط أنه عاشر بناته وهذه أبسط الأشياء". ويستطرد " هو روّج للفتوى لأنه يريد السفر للخارج والحصول على إقامة هناك".

آراء أخرى
ويقول ريبوار اورحمن، مسؤول الاخبار في جريدة (آلاي ازادي) الكردية التي تصدر في السليمانية، إن الكتاب يركز حديثه عن زوجات الرسول والخلفاء وعن النساء اللواتي عملن مع أسماء بارزة في الاسلام، ثم يحكي عن حقوق المرأة في الاسلام ".
ويصف الفتوى الصادرة أنها "غامضة"، موضحا أن صحيفة نشرت ذلك على لسان أحد القادة في الجماعة الاسلامية التي نفت ذلك وقالت "لم نصدر أي فتوى وهذه كلها أكاذيب لأننا نستند إلى المحكمة حتى تقرر في هذا الأمر". وتابع "لكن الكاتب يخاف من الاغتيال لأن الجماعة الاسلامية لديها أشخاص متشددون جدا".
وعن رأيه بالكتاب يقول: "الكتاب ضعيف جدا من حيث الدلائل ليس بحثا أكايميا أو علميا وهو مجرد أقوال، والكاتب ليس كاتبا مهما وثقافته محدودة وهذا كله يؤثر على الكتاب"- حسب تعبيره.