بداية النهاية ـ الأنهيار بدأ

[kokotoni]

فساد واستقالات في الحزب الحاكم بمصر

حملة شعارها: أبلغ النيابة واحتفظ بالحصانة
فساد واستقالات في الحزب الحاكم بمصر

نبيل شرف الدين من القاهرة : انتفض الحزب الوطني (الحاكم) في مصر، وهبّ كبار قادته للدفاع عن زميلهم في الحزب والبيزنس والبرلمان، النائب محمد أبوالعينين رئيس لجنة الصناعة في البرلمان الذي باتت تحوم حوله الشبهات بالتورط في شحنة الفياغرا الضخمة (طن و700 كيلوغرام) التي وصلت إلى قرية البضائع بمطار القاهرة باسم شركته "سيراميكا كليوباترا"، غير أنه أنكر صلته بها واعتبرها حملة تستهدف النيل من المستثمرين، وأفسح له التلفزيون الحكومي المصري الوقت والفرصة المواتية في برنامج شهير ليدافع عن نفسه كما حدث تماماً مع مالك الباخرة المنكوبة ممدوح إسماعيل الذي سافر خارج البلاد ولم تسقط عنه الحصانة البرلمانية . يأتي هذا في الوقت الذي قرر فيه المستخلص الجمركي أمام النيابة أنه يعمل لصالح شركة أبو العينين منذ عشرين عاماً، وأن لديه تفويضاً رسمياً منها يثبت ذلك الأمر، نافياً صلته بمحتوى الشحنة، مشيراً إلى أن مهمته تنحصر في إنهاء الدورة الورقية والمستندات الخاصة بالشحنة، بغض النظر عن محتوياتها أو أي تلاعب بها، كما ورد بأقواله أمام النيابة .

من جهة أخرى توالت الاستقالات من الحزب الوطني (الحاكم) فبعد ساعات من استقالة أسامة الغزالي حرب، رئيس تحرير مجلة "السياسة الدولية"، والعضو البارز في لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك، فقد تقدم محمد علام عبد الحليم أمين مساعد الحزب الوطني وأمين التنظيم بمحافظة سوهاج بصعيد مصر باستقالة من الحزب الوطني احتجاجاً على ما أسماه "الصراع الداخلي في الحزب وتصفية جميع عناصره الملتزمة وكذلك الأفعال التي من شأنها انتهاك جميع مبادئ الالتزام الحزبي"، حسب تعبيره، بينما توقعت دوائر حزبية أن تتقدم هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة "الديمقراطية" التي تصدر عن "الأهرام" من الحزب الوطني وأمانة السياسات قريباً .

فياغرا وسياسة

وعودة إلى قصة طن الفياغرا الذي وصل إلى مطار القاهرة، وتبرأ منه النائب ورجل الأعمال محمد أبو العينين، وعلى طريقة مالك العبارة المنكوبة "السلام 98"، حين بادر إلى استئذان مجلس الشورى الذي يشغل عضويته بالتعيين، بدلاً من رفع حصانته للمثول أمام القضاء، ثم سافر إلى الخارج، حتى تستقر الأوضاع، وينسى الشارع المصري المحتقن قصة الضحايا الذين ابتلعهم البحر الحمر، فقد بادر أبو العينين إلى إبلاغ النائب العام بنفسه ، مبدياً استعداده للوقوف امام القضاء في مصر لإجلاء الحقيقة ومعرفة الشاحن والمستفيد والمتعاقد، وكشف ابوالعينين في بيانه العاجل الذي ألقاه أمام البرلمان عن تلقيه اتصالا هاتفيا من يوسف بطرس غالي وزير المالية بعد اكتشاف الواقعة انتقل على إثره إلى المطار، وقابل مسئولي الجمارك بقرية البضائع للنظر في مستندات شحنة الفياغرا، وقال أبوالعينين إن شركة الشحن والمورد منسوبان إلى إمارة عجمان بدولة الإمارات، مؤكدا انه لا يعرف المورد ولم يسبق له الاستيراد من الامارات، ووصف ابوالعينين الواقعة بالمؤامرة وقال : "إننا أمام عملية تزوير كبرى هدفها النيل من المستثمرين"، على حد قوله .
وانتفض كبار قادة الحزب الوطني (الحاكم)، دفاعاً عن أبو العينين، وكان في طليعة المدافعين رجل الأعمال المقرب من جمال مبارك، وأمين التنظيم في الحزب أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة في البرلمان، قائلاً إن القصة غير مقنعة، ومستحيل ان يقوم بنك بتظهير مستندات وصحة توقيع مؤسسات صاحبها ليس عميلا لدى البنك، وهو ما أكده أيضاً النائب عبدالرحمن بركة وكيل اللجنة الاقتصادية في البرلمان ويعمل أيضاً عضوا منتدباً لبنك مصر - رومانيا وقد أعلن أن النائب "ابوالعينين لم يسبق له التعامل مع البنك" .

وفي قصة الاستقالات المتلاحقة في صفوف الحزب الوطني (الحاكم) فقد هاجم محمد علام عبد الحليم كبار قيادات الحزب وخصّ أمين التنظيم أحمد عز باتهامه بأنه يدير الحزب على طريقة الشركات، قائلاً إنه احمتل الكثير وعاني وظل صامتاً لالتزامه الحزبي، لكنه اكتشف أن ما يدعو إليه الرئيس مبارك وابنه جمال من فكر جديد، لا يزيد عن كونه تغييراً في الأشخاص والأسماء وليس في السياسات . أما أسامة الغزالي حرب فقال في مقابلة تلفزيونية إنه تعرف علي جمال مبارك قبل انضمامه لأمانة السياسات بأربع سنوات عن طريق لقاء رتبه أسامة الباز وكان يهدف اللقاء إلى تأسيس مركز تاريخ مصر المعاصر، وهو عبارة عن مكتبة ضخمة تضم وثائق التراث السياسي المتعلق بتاريخ مصر السياسي منذ حركة الضباط في عام 1952 إلى الآن .

ومضى أسامة الغزالي حرب ـ وهو كاتب وباحث مرموق يرأس تحرير مجلة "السياسة الدولية" التي تصدرها مؤسسة الأهرام ـ ليتهم من أسماهم "المجموعة الصغيرة أو الحيتان المحيطين بجمال مبارك، وإن كان لهم نفوذ لقربهم من جمال باعتباره ابنا للرئيس مبارك وهو أيضا شخص قوي وبالتالي هذه المجموعة مؤثرة بشكل قطعي ولا شك أن لهم تأثيراً، كما هو واضح في اختيار المناصب الخاصة بالقطاع الاقتصادي في الدولة" .


http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politi...6/3/134793.htm