|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
بقلم: محمد عبد المجيد من أين جاء هؤلاء الرجال؟ أليسوا أبناء مصريين، وخرجوا من أرحام أمهات مصريات تمنيّن لهم مستقبلا مشرقا، وتعلم الرجال منهن الأخلاق الحميدة والحرام والحلال والعيب والمكروه والسلوكيات السويّة؟ أليس لهم أبناءٌ وبنات يصنعون لهم ولهن بلدا آمنا، ويقومون على التربية القويمة، وتدخل بيوتَهم كلماتٌ ساميات كالكرامة والعزة والوطنية والدفاع عن المظلومين واحقاق العدالة وخدمة الشعب؟ أليس لهؤلاء الرجال رب يعبدونه، ويخافون عذابه، ويرجون رحمته، ويستعدون ليوم تشخص فيه الأبصار، ويأتيه كلهم فردا، ويلقى كتابه منشورا فيقرأه وكفى بنفسه في هذا اليوم حسيبا؟ ربع قرن يتحكم في رقاب هؤلاء الوطنيين من مباحث أمن الدولة ومخابرات مصر مجموعةٌ من أعتى اللصوص، ورجال هربت منهم رجولتهم وشهامتهم عندما نهبوا الشعب، واستولوا على خيراته، وكانت كلمة الباطل في هذه الأرض الطيبة هي العليا. وطنيون حتى النخاع، ومهمومون بمصر ومستقبلها، وخائفون على أمنها، ويملكون أدلة وقرائن وملفات وشواهد واسرارا لو تم نشر ذرات منها للف حبل المشنقة حول رأس الطاغية حسني مبارك ولصوص عهده وحيتان عصره وزبانية حكمه الطاغوتي الآثم. على رغم يقيني ومعرفتي بتجاوزات كثيرة أو قليلة إلا أنني لم أفقد الثقة مرة واحدة في أجهزتنا الوطنية، وأرى أن الصدام الشعبي مع مباحث أمن الدولة والمخابرات يصب في صالح الاثنين معا: حسني مبارك وإسرائيل. ولكن كيف يمكن اقناع الرجال العظام الذين يخضعون لأعفن الأنظمة المهترئة والفاسدة أن مصر بلدهم، وأنهم أكبر من أن يلفوا أعناقهم في قبضة الديكتاتور، وأن أصغر لواء أو عميد أو عقيد أو ملازم في أمن الدولة والمخابرات يستطيع أن يحصل على ملفات بتجاوزات وجرائم مبارك وولديه وعصابة الحكم تكفي لانهاء شرعية حكم هذا الرجل وتستعد مصر لعقد أكبر محاكمات العصر. كيف تمكن مبارك من صناعة العداء بين الشعب وأجهزة حمايته، وكيف استطاع الحط من شأن مخابراتنا الوطنية فجعلها وسيطا في رئيسها بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وقام بتصغير رجالها، ووضع رقيبا ثالثا على كل اثنين، وجعلهم يخشون من بعضهم، وكلما اشتد ساعد اللواءات وتعرفوا على حقائق ما يحدث في مصرهم، جاءت التوجيهات من الطاغية مبارك باحالتهم إلى التقاعد، وارسالهم إلى أفواه رجال الأعمال يعملون مستشاريين قانونيين لعلهم يصمتون على ملفات يعرفونها، وملفات جديدة ستصلهم عن طريق المكاتب الجديدة ومعها أجور مغرية تختلط بغضب على تاريخ الصمت حينما انحازوا للقصر. الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006 ليست لحماية الشعب فقط، لكنها الطريق الوحيد لاعادة الكرامة لرجال مصر الوطنيين، من مباحث أمن الدولة والمخابرات، وعودة الروح للدور الوطني العظيم والطاهر وليس لحماية الأربعين حرامي وما سرقوه ونهبوه واختلسوه من خيرات الشعب. كيف برب العزة يخضع حماة الشعب لسارق الشعب، ورجال الأمن لرجل فاقد للشرعية الشعبية والأخلاقية والأدبية؟ كيف ينام رجال مصر من مباحث أمن الدولة ومخابراتها، ولا يزور الأرق والعذاب وتقريع الضمير والخوف من طوفان يعرفونه كما يعرفون أبناءهم أجفانهم وأفئدتهم وقلوبهم وعقولهم ليعرفوا أنهم هم أيضا في سجن أشد وطأة وثقلا من السجن الكبير؟ ماذا سيحدث عندما يرفض ضباط مباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية أوامر الطاغية وابنه وتوابعهما بضرب الشعب ؟ هل يمكن أن نصدق أن مهمة ضابط أمن الدولة والمخابرات حماية كل سبل القمع والقهر والسرقة والهبر والنهب وتهريب الأموال وصناعة الادمان وتجار المخدرات ونواب الكيف؟ لماذا لا يرى أحبابنا وحماتنا من مباحث أمن الدولة ومخابرات مصر العظيمة المشهد الحقيقي بدون رتوش، وهو أنهم كمن وقف خارج بيته، وطلب منه اللصوص في الداخل أن يتولى حمايتهم خلال ارتكاب جرائمهم في اغتصاب الأهل في الداخل وسرقة محتويات المنزل وامتهان كرامة الأم والأب والأبناء؟ إنها فعلا الصورة الحقيقية للمشهد الكارثي. دائما ينتابني شعور عميق وحزين وباك عندما أرى أجهزتنا الأمنية الرائعة والطاهرة والوطنية والعظيمة وهي تحمي الطاغية في ولايته الخامسة المغتصبة من حق الشعب، وعندما أرى كبار ضباط أمن الدولة ومخابراتها وهم أصغر من جمال مبارك وعلاء وكمال الشاذلي وصفوت الشريف وفتحي سرور وكبار التجار الذين يسعون لجعل مصر في ذيل قائمة الأفقر والأسوأ والأكثر تخلفا والتصاقا بعالم المديونيات؟ لماذا لا يغضبون؟ لماذا لا يقفون أمام الضمير دقائق معدودة لطرح السؤال الذي وصل إلى السماء ولم تسمعه العقول بعد: أليست مصر بلدنا أم هي مِلك لهذا الرجل وولديه؟ أكتب هذه الكلمات مناشدا أبناء وطني من ضباط أمن الدولة ومخابراتها أن ينحازوا هذه المرة إلى الوطن، وأن يفضوا أيديهم عن حماية اللصوص، وأن يتيقنوا أنهم أكبر من حسني مبارك وكل رجاله مجتمعين أو منفردين. قطعا لن أحلم بأن ينضموا إلى الشعب في انتفاضة 23 يوليو 2006 لكنني أملك الحق في حلم وقوفهم على الحياد بين الشعب وجلاديه، بين أهلهم واللصوص، بين أبنائهم ومغتصبيهم، بين أحبابهم وسارقي اللقمة من أفواهم، وأن لا يطيعوا أوامر الطاغية بضرب المتظاهرين والمنتفضين والغاضبين، وأن يفهم حسني مبارك وولداه أن قفص الاتهام في محكمة الشعب هو الحَكَمُ الفصل لنهاية عصر اللصوص. سيغضب الكثيرون من هذه الرسالة ويعتبرونها تلميعا لأجهزة القمع، وتأهيلا لمراكز القهر، لكننا لم نفقد الأمل في هؤلاء الرجال الوطنيين، ونراهم مِنّا ونحن منهم، ونرفض أي مساس بهم، وننحاز إليهم في مواجهة الطاغية قبل أن نطلب منهم الانحياز إلى الشعب. لعلهم أكثر مِنّا غضبا على مبارك، وحزنا على الوطن، ومعرفة بملفات الفساد وأموال مبارك وأسرته، وقدرة على تحريك الانتفاضة لصالح الشعب بطرق يعرفونها جيدا. إننا نريدهم في الانتفاضة لأنهم أكبر من الرئيس وأسرته ولصوص عهده.. ولا نحسب أنهم يظنون بأنفسهم الأصغر والأكثر طاعة وخنوعا ومذلة ومسكنة ومهانة أمام طاغية يقف فوق نظام كرتوني هلامي يحتضر. يا ضباط مباحث أمن الدولة ومخابرات مصر العظيمة، هذا الرجل يلوث شرفكم وعزتكم ومهنتكم وضمائركم ومهمتكم في حماية أهلكم، وقد آن الوقت لأن تغضبوا قبل أن يغضب عليكم في صمتكم فتخسرون الشعب، أو يغضب الشعب عليكم فتخسرون الدنيا والآخرة. هذا الرجل يضربكم في مقتل مرتين: الأولى عندما جعل جموع الجماهير تظن بكم السوء وتحمل لكم الكراهية لأنكم تسبغون عليه الحماية، والثانية عندما يتربص بكم ويأمر باحالتكم إلى المعاش في سن مبكرة. يا ضباط مباحث أمن الدولة ومخابرات مصر الوطن، فلتبقوا في عيوننا أكبر من الطاغية وولديه وأمهما، وأكثر طهرا ووطنية وقربا للشعب، ولتقفوا مع الانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 فهي صوتكم الذي صمت طويلا أمام ملفات لمبارك ورجاله تختبيء بداخلها جرائم العصر وكل العصور. يا رجال أمن الدولة ومخابرات الوطن الحزين والبائس، لا تحرسوا رجلا يغتصب أهلكم في الداخل ويسرق خيرات أبنائكم وأحفادكم لأجيال قادمة ستلعن يوم خرست ألسنتنا. عندما يتسلل إلى نفوسكم وضمائركم الإيمان بأن هذه بلدكم، فهذا يعني أن نهاية مبارك وأسرته أقرب إليكم من شرف المهنة.محمد عبد المجيد Egyptagainstmoubarak@hotmail.com الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006 |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|