تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-05-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
نظريات المؤامرة طريقة لتجنب مواجهة الحقائق

الدكتور رياض عبد
نظريات المؤامرة أسلوب شائع لتفسير الأحداث السياسية الداخلية و الدولية في العالم أجمع و هي ليست حكراً على شعب أو فئة دون أخرى. لكن الملاحظ أن إنتشار هذا النمط من التفكير يتناسب عكسياً مع درجة الإنفتاح الثقافي و السياسي في المجتمع. فنرى مثلاً أن نظريات المؤامرة في البلدان الغربية قد تنشر في كتب أو منشورات من النوع الذي يقرؤه العامة ولكن عموماً لا تؤخذ على محمل الجد. فلا يمكن أن تجد صحيفة أو مجلة رصينة في الغرب تعطي مصداقية للتحليلات التآمرية. لكن الحال هو غير ذلك في الفكر العربي و الإسلامي المعاصر حيث أصبح نمط نظريات المؤامرة هو الطاغي غالباً دون منازع في تفسير كل ما يلم بمجتمعاتنا العربية المريضة من مشاكل. و لا يقتصر إستخدام هذا الأسلوب على العامة أو أنصاف المثقفين كما هو الحال في الغرب بل يتعداه ليشمل معظم شرائح النخبة المثقفة بما فيها الطبقات السياسية (الحاكمة و المعارضة).

فنرى وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة و المرئية تبث سيلاً متواصلاً من النظريات التي تنحي باللائمة على أيدي خفية غالباً ما تكون أجنبية (الصهيونية أو الإمبريالية أو الصليبيين الخ) لتفسير الإخفاقات المتنوعة التي تعاني منها مجتمعاتنا و دون أي مبالاة لتقديم الأدلة المادية لدعم مثل هذه النظريات. حتى أصبحت الكثير من هذه الخرافات هي بحكم المسلمات التي لا يشكك فيها عاقل.
السؤال هو: ما هو تفسير هذا الأنتشار الوبائي لنظريات المؤامرة بين العرب و المسلمين على الرغم من الأنفتاح الإعلامي الهائل في العشر سنوات الأخيرة ؟ و هل من ضرر في مثل هذا النمط من التفكير؟

في البدء أود أن أفرق بين الإنفتاح الإعلامي و الإنفتاح الثقافي. لا شك أن العشر سنوات الأخيرة شهدت إنفتاحاً إعلامياً كبيراً و ذلك بفضل الفضائيات العربية المرئية التي تبث على الأغلب من البلدان الأوروبية. ولكن هذا الإنفتاح الإعلامي لم يصاحبه إنفتاحاً تقافياً حيث بقيت المسلمات الدينية و الثقافية الجوهرية بمنئى عن أي مراجعة أو مناقشة جدية. و الدليل على ذلك أنه عندما ثارت مشكلة الرسوم الكاريكاتيرية في الدانيمارك لم تمتلك ولو فضائية عربية واحدة الجرأة لمناقشة هذه المسألة بشكل موضوعي . وذلك يدل على أنه على الرغم من الإمكانيات التقنية و الحرية السياسية فإن مساحة التابو (المحرمات الثقافية) لم تتزحزح كثيراً. وهذا يعني أن الكاتب و المثقف و الفرد العربي العادي يجد نفسه سجين مسلمات ثقافية و حضارية (و دينية) لا يحق لأحد تسليط الضوء عليها و بالتالي الخيار الأوحد هو أبقاؤها في الخفاء و الدفاع المستميت لإبقائها في منأى عن أي مساءلة.

لذلك نرى أنه على العكس مما يجري في بقية أنحاء العالم (غير المسلم) فإن الإنفتاح السياسي (زيادة مساحة حرية التعبير) في الكثير من البلدان العربية لم يؤدي بشكل تلقائي الى نمو الممارسة الديمقراطية في هذه البلدان بل على العكس (و هذا ما لم يكن متوقعاً) أدى الى إزدياد التطرف الديني و الكبت على حرية التعبير. كيف ولماذا حصل ذلك؟

فلنسأل ما هو سر جاذبية نظريات المؤامرة للعرب و المسلمين؟ إن لنظريات المؤامرة فائدة كبرى لمروجيها الا و هي إلقاء اللوم على الآخر و بالتالي تبرأة الذات من أية مسؤولية. طبعاً الذات هنا قد تشير الى الذات القومية أو الدينية أو الطائفية. إن القاء اللوم على الآخر كذلك يبطل الحاجة لمعرفة الذات أو مراجعة أو مساءلة الذات. لذا فمن الممكن أن لمروجي نظريات المؤامرة الحفاظ على مسلماتهم القومية أو العقائدية و في نفس الوقت إعطاء تفسير مقبول لما يحدث في العالم من حولهم. لكن المشكلة في الإفراط في إستخدام هذا النمط التآمري من التفكير غير المدعوم بالأدلة المادية يؤدي مع مرور الوقت الى إنفصام متزايد عن الواقع و بالتالي الى تشوش و إضطراب في القرارات و التي تؤدي بشكل متزايد الى فوضى و فشل في كافة المجالات.
إن مساحة التابو (المنطقة المحرمة) الثقافي أو الحضاري هي التي تحدد مدى اللجوء الى التفسيرات التآمرية. فكلما إتسعت مساحة المفاهيم التي لا يجوز نقدها أو حتى فهمها إزدادت الحاجة الى إبتداع و إختراع أسباب خارجية (غالباَ ما تكون وهمية) لتفسير إخفاقاتنا و تخبطنا.
إن من سوء الحظ أن التاريخ العربي الحديث قد زود العرب بشماعة جاهزة لتعليق كافة إخفاقاقاتهم (إسرائيل) و كذلك مصدراً للرزق لا يحتاج الى إستخدام العقل البشري (النفط) مما أدى الى إخفاء الإخفاقات المريعة التي تعاني منها المجتمعات العربية أوتسهيل إلقاء اللوم لهذا الإخفاق على جهات خارجية.

إن من المؤسف أن آلاف الأطنان من الحبر قد بددت و هدرت في ترويج خرافات و في حياكة قصص عن مؤامرات من نسج الخيال بدلاً من الكشف عن و البحث في مشاكل حقيقية تعاني منها الشعوب و المجتمعات العربية. فمثلاً كان علينا أن نسأل هل موجة الإرهاب العالمي الحالية مصدره الدين الإسلامي (لا أشير هنا الى مذهب دون آخر و إنما الى الدين الإسلامي برمته)؟ فإن كان كذلك فما هو السبيل لمعالجة مثل هذه العلة؟ هل يعود تأخر الجامعات العربية في مجال الأبحاث العلمية و الثقافية الى الكبت الفكري الناتج عن تسلط الفكر الديني؟ أليس من أسباب تخلفنا الإقتصادي هو القيود المفروضة على نصف المجتمع (النساء)؟ هل يتمتع غير المسلمين بحقوق المواطنة الكاملة في البلدان العربية و ما هي العوائق لمنحهم مثل هذه الحقوق؟ إن البحث المتعمق للإجابة على مثل هذه الأسئلة و المئات غيرها و إيجاد الحلول الممكنة لها هو ما نحتاجه و ليس حياكة المزيد من النظريات السطحية و التبسيطية عن مؤامرات خيالية. إن حشو عقول الشباب العربي المسلم بسيناريوهات مفبركة عن أعداء وهميين جل همهم في الحياة هو تدمير حضارتنا و سرقة ثرواتنا و أسترقاقنا و تخريب تراثنا هو السبب الأساس في ثقافة العنف المنتشرة في هذه البلدان.
إن الإستمرار في الترويج لأسلوب نظريات المؤامرة في البيئة الحضارية العربية و الإسلامية هي وصفة لتفشي التطرف المفرط و الطريق الأكيد نحو هاوية حضارية و إجتماعية ستكون نتائجها وخيمة على الجميع. إن العنف الإرهابي الإسلامي المتفشي في الكثير من أنحاء العالم و المتمثل في أبشع أشكاله في العراق هو أحد النتائج الكارثية لهذا النمط من التفكير و لهذه الثقافة.
إن إبقاء مساحة التابو الثقافي على ما هو عليه (أو حتى توسيعها) هو الطريق الأكيد لإبقاء المجتمعات العربية في حالة تخلف حضاري و إقتصادي و أخلاقي لن تنفع كل أموال النفط في معالجته.

الكاتب طبيب استشاري الامراض النفسية والعصبية - شفيلد، المملكة المتحدة
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 02:54 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط