|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
**{{{ يوم من يوميات" *** " يحكيها بينة وبين نفسة }}}**
استيقظت مبكرا بعد ليلة طويلة في كوابيسها وقصيرة في عدد ساعاتها. بعد تناول طعام الافطار، أرتديت ملابسي التي تزينها على الكتفين رتبتي كأحد ضباط الشرطة، وأنا أعرف أن لا أحد يناديني بها لأنني في الظاهر سعادة الباشا. ألقيت نظرة على المرآة المعلقة في الجانب الأيمن من الصالون، ثم بصقت عليها قبل أن تلحق بي زوجتي لباب الخروج مودعة إياي، وداعية لي بطول العمر والسلامة. لم تلاحظ شريكة عمري في قسمات وجهي هذا الكم الهائل من احتقاري لنفسي، فهي تظن أنني فارس مغوار أو أسد يرتدي زي ضابط شرطة، أو واحد من الذين أرسلهم القدر لتعليم الغوغاء أصول التمدن والتحضر والطاعة. توجهت لباب المصعد الذي أطاعني دون أن ألمس أزراره، والحقيقة أن الرجل الأنيق الذي كان بداخله فتح لي الباب ملقيا تحية الصباح فلم أتبين إن كانت تحية سلام أم استجداء. وقفت بجانبه وحاولت أن أرهف السمع لما يدور في أعماقه فكأنني سمعت ما يدور في خلده، وتناهت إليّ تمتمةٌ لم أتبين منها إلا قوله الذي لم يخرج من بين شفتيه: أعرف أنك ***. خرجت من باب البناية ورأيت عيونا كثيرة تنظر إليّ فعرفت أن اصحابها تعرفوا على صورتي التي نشرتها بعض وكالات الأنباء صباح أمس وقد أمسكتُ أحد المتظاهرين من رقبته، وضغطت عليها بشدة، وجاء أحد المسجلين خطرين وهو يعمل معنا كلما هَمّتْ جموعُ الشعب في الاحتجاج على الرئيس حسني مبارك، فجعل يضربه في بطنه وصدره حتى كاد يخر صريعا. لم تشفع لي نظافة البدلة البيضاء الأنيقة بنجومها البراقة وأنا أخرق الأرض وأبلغ البنايات الشاهقة طولا في أن أبصق على أعماقي دون أن يراني أحد، فأنا في الحقيقة واحد من **** الحراسة الذين يأتمرون بأوامر اللصوص، ويقوم الرئيس بتسليطنا على خصومه، فتشتعل نار الغضب في نفوسنا. كل المجرمين فيهم من روح البشر ولو ذرة واحدة إلا نحن ففينا من روح ال**** المسعورة ما يجعل الرغبة في قتل النفس هي الحل الوحيد للانتماء للانسانية ولو في باطن الأرض. زميلي وهو مأمور قسم شرطة آخر كان صباح أمس أقرب إلى أشرس الحيوانات قسوة وسعارا، وقد شاهدته وهو يضرب بحذائه الأسود الثقيل وجه أحد القضاة وحملة أمانة العدالة التي أبت الأرض والسماوات والجبال أن يحملنها، ثم لا يكتفي بهذا بل أمر قبضايات الرئيس من المسجلين خطرين أن يتولوا الباقي. كان القاضي الذي يحكم بين الناس، وهو ضمير الأمة وصوت العدالة والحَكَمُ الفاصل بين أهواء المتنازعين يرجوني أن أتوقف، ويبكي بدموع لم أشاهد مثلها من قبل ففيها عزة وإباء، لكن فيها أيضا جبالا صماء من الاحتقار لي وكان وهو يستجدينا التوقف أكبر منا جميعا، والفارق بينا لا تدركه الأبصار، فهو انسان فيه نفخة من روح الله، أما أنا ف*** فيه نفخات من كل الشياطين. توقفت السيارة أمام قسم الشرطة، ووقف كل من مررت به تحية تعظيم واجلال لي، ثم دخلت إلي مكتبي في الوقت الذي خرج فيه أحد السعاة بعدما وضع فنجان القهوة. ألقى تحية الصباح بسرعة خاطفة، لكنني سمعتها هكذا: صباح الخير أيها ال***! بعد دقائق دخل أحد المخبرين قائلا: المجموعة التي قبضنا عليها بالأمس لا تزال في التخشيبة، وقد طلب أحدهم دواء عاجلا كنا قد صادرناه، فهل يسمح الباشا أن نعطيه إياه؟ قلت له ولكن تعليمات السيد الرئيس حاسمة بأن يتم معاملة الغوغاء كأنهم حيوانات أو أقل قيمة، فعليك أن تمنع الدواء عنه فكل ما يسعد الرئيس مبارك يصب في صالح استمرارنا فوق رؤوس رعاياه. خرج المخبر مسرعا، وأغلق الباب خلفه، لكن أحدا لم يشاهدني وأنا أنظر إلى صورتي في سطح مكتبي الذي يبرق، ثم أبصق عليها مرة أخرى. قلت لنفسي: الدنيا كلها تعرف أنني *** يحرس سيده ولصوص الوطن وقساة الأمة وحيتان الفساد، وأنني أصنع جحيما لأولادي، ومستقبلا مظلما لأولادهم، وأن سيدي في قصره المعمور بالخيرات وال**** يحتقرني ويزدريني بأكثر مما أفعل أنا مع الأحرار والمتمردين والمعتصمين والمتظاهرين. أحسدهم على جمال الروح التي تتردد صداها في جنبات كل الشوارع والميادين التي يمرون بها. إنهم ينامون ملء جفونهم، ويقبضون السماء بأيديهم من رفعة وسمو أرواحهم فهم يصنعون زمنا جميلا، ونحن نصنع القبح والدمامة والصديد والغثيان. كانوا يقفون على الرصيف المقابل لنادي القضاة، وكانت نظراتهم لي ولزملائي ال**** تخترق أجسادنا، وتهتز ضلوعنا خوفا وفزعا من مصير قاتم جحيمي ينتظرنا عندما يهرب الطاغية حسني مبارك وأسرته ورجاله. يا إلهي، كم هي لحظات مرعبة ومفزعة تلك التي ستمر بي عندما يتحرر هؤلاء الناس، ويبدأ كشف حساب طويل بطول النهر الخالد، ويسألني أحدهم: كيف كان شعورك وأنت تعلق مواطنا من قدميه في سقف مكتبك ثم تهوي بسوطك فوق ظهره العاري؟ كيف ستلتقي عيناي بعيني حارس العمارة وأنا عائد ذليل فيه كل مسكنة المهانة بعدما يتحرر المصريون؟ إنهم يعرفون أنني *** أنبح واصرخ وأنهش بأنيابي في جسد نحيل لقاض أو مستشار أو مواطن عادي تعتبره ابنته الصغرى مثلا أعلى لكل القيم والمباديء السامية الجميلة. يا إلهي، لماذا لم تخلقني انسانا على هيئة *** بدلا من *** على هيئة بشرية في صورة باشا يرتدي زيا يحسده عليه الحمقى والأغبياء؟ لماذا لا تنشق الأرض وتبتلعني فأصون لأسرتي كرامتها، ويحفظ أولادي من بعدي صورة لوالدهم على غير حقيقته؟ بعد قليل تتوسط شمس حارقة كبد السماء، وقد تلقيت للتو مكالمة هاتفية من مساعد السيد الوزير يطلب مني التوجه مع فرقة من الأمن وصف الضباط وبعض المخبرين والمرشدين وكل الأولاد المسجلين خطرين في الحي الذي يقع فيه قسم الشرطة إلى أحد الميادين الكبرى، فهناك مجموعة من المصريين تتظاهر مطالبة بحقوقها في زمن الرئيس حسني مبارك. علمت أن الرئيس غاضب جدا لأن عدد المعتقلين أقل مما توقعه فخامته، لذا فعلينا مهمة جديدة وهي ادخال البهرجة والسرور على سيد القصر كما تفعل القرود المدربة في السيرك القومي. وصلنا إلى الميدان في وقت وجيز، وتفرقنا على مداخل الشوارع المؤدية إليه، لكن احساسا غريبا انتابني فجأة وكأنه كابوس في أشد لحظات الوعي واليقظة. أحسست أن مصر كلها، برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها وكل الأحياء والدواب التي تمشي على أرضها قد تجمعت أمامي في مشهد كأنه يوم الحشر، ثم فجأة بصقت كلها في وجهي بصقة واحدة لم تستمر أكثر من ثوان معدودات، ثم استمعت لصوت بجانبي يقول: سعادة الباشا، لقد قبضنا على أحد المجرمين وكان يصرخ ويقول بأنه رئيس محكمة. في أقل من لمح البصر كانت قد عادت لي روح ال*** فأمسكت بوجه وبدأت فى ممارسة عملى ملحوظة: ياترى هل كل **** الحراسة مثلة يفكرون بما يسكونوا فية بعد ان ينتهى هذا العهد الاسود ام لا سؤال لكل *** من **** الحراسة وعذرا لل**** |
#2
|
|||
|
|||
مش عارف ليه متحامل قوى كده على رجل الشرطة؟
مش كل ال30الف ضابط من النوع الذى وصفته ولم تكن نظرة احدهم ابدا الى نفسه كما صورتها انت بل بالعكس لانه يقوم بواجبه ...فانت تنام بينما هو يجلس على مكتب طوال الليل يتلقى شكاوى المواطنين او تراه فى عز البرد فى احد الاكمنة بينما انت تمر عليه بسيارتك وان تغلق الزجاج من شدة البر وفى اشهر الصيف بينما انت تجلس فى سيارتك تستمع الى الموسيقى وتستمتع بهواء التكييف وتجد نفسك متضايق لانك امضيت وقت اطول فى اشارة المرور بينما هو واقف فى شمس الظهيرة لتعبر الطريق لبيتك سالما. تراه يدافع عنك وعن امنك بنفسه غير مبالى بأمنه هو الذى هو بالنسبه له ولاسرته اهم منك انت شخصيا ولكنه واجب الوظيفة فتراه يطارد لص يهدد امنك وامن اسرتك بينما انت تخاف ان تواجه فأر تسلل الى مطبخك، تراه يعمل اكثر من 16 ساعة يوميا بدون اوفر تايم او حوافز بينما انت لاتعمل دقيقة اكثر من الوقت المحدد بالعمل، هل تتصور ان تكلف بمأمورية لتبتعد عن اهلك لأيام او لاسابيع وبدون مقابل فقط لانك تؤدى عملك؟ ... هل تعرف ان اكثر من 80% من ضباط الشرطة "من فئة الباشا" لم يحصلوا على اجازة منذ اكثر من عام ونصف؟ هل تصدق ان فى عيد مثل شم النسيم او فى غيره من الاعياد سواء الدينية او حتى القومية وبينما انت تستمتع مع اسرتك بالعيد فهو لم يكن لديه الوقت ليخرج مع اسرته؟ ببساطة لنك مسئول منه هل تعلم انه محروم من القيام بأى عمل آخر او مضاربة فى البورصة لتحسين دخله لان ذلك بالنسبة له ممنوع منعا باتا؟ هل تصدق ان رجل الشرطة الذى يعمل اكثر من 16 ساعة يوميا وبدون راحات اسبوعية ويعرض نفسه لاخطار المهنة فى زمن الارهاب هذا لايتقاضى اكثر من 1500 جنيه وبعد ان يكون قد تخطى عمره الاربعين عاما؟ ليست مشكلته فى الاوامر التى تصدر من قيادته لان قيادته سياسية ويحاسب حسابا عسيرا اذا خالف او قصر فى تنفيذ الاوامر. ياسيدى فئة ضباط الشرطة افضل من فئات كثيرة فى مجتمعك تسرقك وانت سعيد وتدمرك وانت راضى عنها. هل تعلم ان عشرات من فئة الباشا التى تنتقدها قد خسرت عمرها كضحايا المهنة سواء بسبب الارهاب او حوادث مباشرة بسبب واثناء عملها كضابط؟ لماذا لم تنتقد القضاه الذين تفضحهم الصحف للرشاوى التى يحصلون عليها؟ لماذا لم تنتقد الصحافة وهى اخطر مهنة لانها تخاطب العقول؟ لماذا لم تنتقد الصحة بسبب الامراض التى تكالبت على الكبد والكلى؟ لماذا لم تنتقد المدرسين بعدما اصبح ابنك يذهب الى المدرسة ويعود كما ذهب؟ لماذا لم تنتقد رجال الاعمال الذين على ايديهم انهار الاقتصاد المصرى وذهبت اموال البنوك فى جيوبهم؟؟ لماذا لم تنتقد الفنانين وفضائحهم؟ لماذا لاتريد ان تمنع الشرطة المتظاهرين؟ هل يعجبك فوضى المظاهرات من تكسير محلات واحراق سيارات والقاء الطوب؟ هناك فرق بين مظاهرة سلمية لها مطالب تعرضها وبين ما نراه من فوضى فى الشارع بحجة التعبير عن الرأى. ياريت نكوم عادلين او على الاقل نعرف ان الشرطة او اى وظيفة فيها كل الاصناف وان رجل الشرطة هو انت او اخوك او ابوك او ابنك فهو انسان ومصرى |
#3
|
|||
|
|||
الموضوع منقول نقل مسطرة من موقع الحوار المتمدن ......الكاتب اسمه محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين الموقع الذى كتبت فيه الحوار المتمدن - العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=63499 |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|