تساؤل هام لمن يعرف الرد...

[sammy]

الأربعاء 12 نوفمبر 2003 15:10
عادل حزين






فى مقالته القيمة المنشورة بأيلاف، أطلعنا الاستاذ سعود عبد الله الجارح على شذرات موثقة من فكر الدكتور سفر الحوالى، واذا استبعدنا النبرة السلبية التى يشير بها الى فكر المذكور، وخلصنا مقالته من خاتمتها التى يتهم فيها سفر الحوالى بأنه محرض على الارهاب، فإن ما بقى منها جدير فعلا بالاهتمام، ألا وهو استعراض فكر الحوالى وآراءه والسند الذى يقوم بهذه الاراء فيعطيها مرجعيتها وشرعيتها، وهو ما سكت عن مناقشته صاحب المقالة، بل ولم يتم مناقشة تلك الأمور سواء من جانب السيد مسعود ولا من جانب غيره ممن يهتمون بأمور الدين والفتوى، اللهم الا فى عبارات انشائية تحريضية فى الاساس، تتعاكز فى خجل مريب على قليل من مصادر الشريعة سواء كان نص قرآنى أم سنة مشرفة،أما فتاوى سفر الحوالى ومن نحى نحوه فلها سند مؤسس على قواعد صلبة من الدين الحنيف.
ينقل الاستاذ سعود الجارح من كتابات الحوالى:
"أن من يقول: لا بد أن نضع القوانين أو نتحاكم إلى القوانين في أي شيء؛ نتحاكم إلى قانون العقوبات أو الجزاء أو القانون المدني أو القانون التجاري و المعاملات التجارية والمالية عموما.. من يقولون ذلك، إنما يسيئون الظن وينتقصون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن معنى كلامهم ولازمه: أن الله سبحانه وتعالى إما أنه لم يعلم بأن العصر سيتغير وأن الأحوال سوف تتطور - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - فمن قال أو اعتقد ذلك فقد كفر " (11).
كما ينقل عنه قوله
يقول عن الكتاب والخطباء الذين انكروا على أسامة ومن معه عملياتهم الإرهابية بانهم: "ينـزلقون في منـزلق المصطلحات الخدّاعة فيقولون إن الله حرم الإرهاب، أو أن دين الإسلام بريء من الإرهاب،مع أن إرهاب أعداء الله في كتاب الله مطلوب {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}"(12
أيضا:
"ونحن يجب علينا أن نرد تغير الناس إلى الحق الذي لا يتغير. فالناس كانوا يكرهون الكفار، ولم يكن أحد منهم يصافحهم، كان الكافر إذا دخل جزيرة العرب إما أن يدّعي أنه حاج من إحدى الدول الإسلامية - كما فعل بعضهم - وإما أن يتبين أمره فيقتل، فكان لا يستطيع أن يذهب إلى اليمن ولا إلى الحجاز ولا إلى نجد إلا بهذه المنزلة. أما الآن فمنهم السائق والخادم ومدير الأعمال والمهندس والمستشار والخبير..إلخ.
فهل تغيرت الفتوى أو نحن الذين تغيرنا؟ نحن تغيرنا، أما حكم الله عز وجل فلم يتغير، فحكم الله: إنهم نجس، ولا يجوز أن يقربوا المسجد الحرام، وإنه لا يجتمع في جزيرة العرب دينان. هذا حكم مطلق قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصى به في مرض موته وهو في النزع الأخير صلوات الله وسلامه عليه قبيل التحاقه بالرفيق الأعلى، فلا يمكن أن يتغير، ولا يمكن أن ينسخ"(17).
هذه هى خلاصة الافكار التى نقلها كاتب المقال عن فكر سفر الحوالى واليقين الغالب أن السيد سفر الحوالى قد أسس لدعاويه تلك فى كتبه المشار اليها فى هوامش المقال تأسيسا شرعيا مقبولا على سند من القرآن والسنة، فهلا أوضح أحدا هل قام سفر الحوالى بابتداع تلك الاصول الشرعية؟ أم هى ثابتة مصونة بين دفاف القرآن وكتب السنة والسيرة؟ وإن كانت ثابتة ثبوت الجبال وحارقة حرقة شمس الصيف، فهل المطلوب من سفر الحوالى التجاوز عنها أم تجاهلها؟ أم تغليب المتهافت ظنى الثبوت والدلالة على ما هو صلد قطعيهما؟
لست بالمرة من اتباع الحوالى ولا من اتباع من اتبعه من قريب ولا من بعيد، بالعكس اجد فيما يتنادى به شر مطلق وفتنة مستحكمة، ولكن انظر فى رأيه نظرة شباب المسلمين فأجده على يقين متين، قوته فى بساطته ووضوحه.
نعم لا بد من مجازاة المجرم الذى قتل وروع أيا كان دافعه، ولكن ما فائدة ذلك وماكينة تفريخ الارهابيين الفكرية تعمل بألف ضعف طاقة آلة الامن.
الفكر ياسادة لا يتغلب عليه إلا فكر، فإن رمتم القضاء على الارهاب فالطريق يبدأ من هنا،
من الاجابة على السؤال الذى هو: أين اخطأ سفر الحوالى ومن نحا نحيه؟؟؟

نيويورك

خاص بأصداء
ارسل هذا الموضوع اطبع المقال