|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
مكتبة الظواهرى جابت مكانة...و هاخد المكافئة
------------------------------------ علي سالم في شريطه الأخير الذي توعد فيه كعادته أميركا ودول الغرب، ودول الخليج العربي على غير العادة، ظهر الدكتور أيمن الظواهري وخلفه مكتبة كبيرة اكتظت بالكتب التراثية المجلدة تجليدا فاخرا وهي الصورة التي يجب أن نتوقف عندها طويلا، فالرجل تخلى عن الخلفية التاريخية الشهيرة التي طالما استخدمها في خطاباته التهديدية، وهي الفيافي والقفار أو الخلفية المحايدة التي لا تعرف منها مكان التصوير، كما تخلى عن المدفع الرشاش الذي اعتاد وضعه إلى جواره. بالطبع ستتولى أجهزة العالم كله تثبيت الصورة لدراسة كل ما هو مكتوب على غلاف كل كتاب ومكان وتاريخ طبعه وتوزيعه بأمل التعرف على مكان التصوير. في المسرح يوجد ما نسميه علم (العلامة - سيميولوجي) وهو ذلك الجهد الإنساني المبذول لتحويل الحياة إلى علامات بهدف التأثير في المشاهدين من أقصر الطرق، ولعل أشهر العلامات في الحياة اليومية للبشر هي علامات المرور، فيكفي مثلا رسم طفل وطفلة يرتديان ملابس مدرسية لتعرف أنه يجب عليك تقليل السرعة لأنك تمر بمدرسة أطفال، لا داعي لرسم مدرسة أو حوش مدرسة امتلأ بالأطفال، لذلك كان ظهور المكتبة خلف أيمن الظواهري دلالة سيميولوجية مهمة تدل على تغير جدير بالانتباه فهو يريد إيصال رسالة إلى لاوعي المشاهدين بأنهم يشاهدون برنامجا تليفزيونيا أقرب الى برنامج زيارة لمكتبة فلان. أتصور أن الرسالة هي: يتحدث إليكم الآن الدكتور أيمن الظواهري في ثوبه الجديد مستندا الى خلفيته الجديدة التي لم تروها من قبل، أنا رجل الأفكار والكتب... لا توجد متفجرات أو خناجر أو سيوف في هذه الكتب... بل توجد فيها كل أنواع الحكمة التي جمعها الناس على مر التاريخ... يعني أنا لست إرهابيا قاتلاً... بل أنا مفكر يريد تغيير هذا العالم إلى الأفضل. غير أن ذلك كله ليس أكثر من تغيير في الديكور بينما ظلت رسالته الإعلامية على ما هي عليه. تماما كما ظلت بنيته السيكولوجية على ما هي عليه بل وظل فهمه للدين نفسه على ما هو عليه، وهو ما عبر عنه في فيلم تسجيلي قديم هو «سيف الإسلام» من إنتاج «هيئة الإذاعة البريطاني» (بي بي سي) عام 1988 الذي قال فيه «الإسلام شجرة لا ترتوي إلا بالدماء» ويا له من قول مرعب سخيف يتسم بالجهل والانحطاط غير أنه يعبر بصدق نادر عن تركيبته النفسية. دعني أفكر معك في خلفية المشهد، هذه كتب، هل اصطحبها معه بين أمتعته عندما هرب إلى مكان ما من جبال تورا بورا...؟ لو كان حريصا كل هذا الحرص على الكتب لاستخدمها من قبل خلفية لتسجيلاته. بالإضافة إلى أنها جديدة وأغلفتها لامعة ككل المجلدات التي تستخدمها بعض البيوت كجزء من الديكور. الكتب مشتراة حديثاً إذن ومن سوق قريب. إن الوحدة المكلَفة بمطاردة أسامة بين لادن ومساعديه داخل الاستخبارات الاميركية تم حلها مكافأة لها على فشلها الذريع حتى الآن في معرفة مكانه وكأنه وأعوانه اختفوا في كوكب آخر يستحيل البحث فيه أو كأن الجن الأزرق أخفاهم في مكان تحت الأرض مجهز باستديو تسجيل فيديو بالإضافة إلى شبكة اتصالات قوية تتيح لهم الوجود الدائم على الساحة الإعلامية. أنا أتصور أن هذه الوحدة ضيعت وقتها في البحث في المكان الخطأ... أسامة وأيمن وأعوانهما لا يعيشون في الجبال بل في بيوت عادية مثل بقية خلق الله وأتصور أن الفرق بيننا وبينهم هو أن بيوتهم آمنة كأقصى ما يكون الأمن والأمان، اسمح لي أن أتكلم كمثقفي الفضائيات وأقول: السؤال الذي يطرح نفسه، علما بأنه لا يوجد سؤال قادر على طرح نفسه، نحن فقط من يطرح الأسئلة. السؤال هو: أين يعيش الآن قادة «القاعدة»؟ الإجابة على هذا السؤال تساوي ما يمكن أن أحصل عليه من مهنة الكتابة في خمسة آلاف عام، ولو كنت أعرفها لما فكرت في كتابة حرف واحد في الصحافة أو في الفن، غير أنني أحاول معرفة الإجابة بدافع من الفضول الفني وحده وأنا أستند في تحليلي إلى الخيال الدرامي وحده فليست لدي معلومات أكثر مما لدى القارئ والفرق الوحيد بيني وبينه أنني أحاول الخروج من معطيات الواقع الظاهرية باستنتاجات غير يقينية وإن كنت شديد الاقتناع بها. هناك لغز سياسي كبير تناثرت أجزاؤه يواجهنا هذه الأيام، وأنا أتعامل معه بوصفه لعبة أطفال مكونة من أجزاء كثيرة في حاجة لإعادة الفك والتركيب. هذه الأجزاء تتضمن أيضا معطيات للموقف علينا أن نأخذها بعين الاعتبار. لنعد قليلا إلى الوراء. تم القضاء على نظام طالبان واختفى الملا عمر باختفاء نظامه كما اختفى تبعا لذلك أسامة بين لادن وأيمن الظواهري، هربا كما يقال إلى الجبال في حماية القبائل على الحدود الأفغانية - الباكستانية. هذا هو ما نفترضه جميعا. وبكل القدرات التكنولوجية والبشرية لأجهزة المعلومات الأميركية والأوروبية بشكل عام وقدرات الأجهزة الباكستانية بوجه خاص فشلوا جميعا في التعرف على الجهة أو المكان الذي اختبأ فيه زعماء «القاعدة» والذي يديرون منه عملياتهم. وهو ما يجعلني أشك كثيرا في حكاية الاختباء بين القبائل في مغارات الجبال على الحدود. من الصعب الاعتقاد بأن رجال القبائل في مواجهة قوة المال على الأقل، على استعداد لحماية أشخاص غرباء عنهم ولا مستقبل لهم. حتى لو فعلوا ذلك بقوة العقيدة أو بقوة المال فمن المستحيل لقادة «القاعدة» أن يضمنوا عدم تسرب خبر عن وجودهم وهو الأمر الذي سيعرض زعماء القبائل لمتاعب جمة في حال انكشاف أمرهم. وعندما ندرس سلوك قادة القاعدة في الفترة الأخيرة وأدبياتهم السياسية وانضباط خطوط إشاراتهم واتصالاتهم ومواصلاتهم وما تتسم به من كفاءة لوجستية عالية، فمن الصعب تصور أن هذا المجهود المبني على درجة عالية من الثقة بالنفس هو سلوك أشخاص مطاردين في الجبال يخشون أن يكشف أمرهم أحد. إنه سلوك قادة يثقون بأن أحدا لن يكتشف مكانهم. وهذا الأمر مستحيل الحدوث إلا في حالة واحدة هي أن يكونوا في حماية جهاز أمن دولة قوي للغاية. في العصر الحديث الدولة الثورية وحدها هي القادرة بشبكتها الإدارية المعقدة على إخفاء شخص أو أشخاص عدة إخفاء تاماً. لقد أخطأ الدكتور أيمن خطأ أمنياً لا يغتفر عندما قدم هذه الكتب كخلفية لمشهده الأخير، وربما أدرك يوما ما أن علم العلامة هو الذي قاد الآخرين لمعرفة مكانه. http://www.alarabiya.net/Articles/2006/09/14/27440.htm |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|