|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
هذا الرضوخ الغربي للإرهاب الأصولي ما معناه؟
ربما لا نجافي الحقيقة، إذا ما قلنا أن الأصولية الإسلامية باتت لا تفرض نفسها ومنطقها على البلدان الإسلامية فحسب، بل هي بدأت تمارس سطوتها على بلدان الغرب عموماً. وربما لا نبالغ أيضاً إذا ما قلنا أن بعض الدول الغربية باتت تستجيب لإرادة الإرهاب وتخضع شيئاً فشيئاً لإيديولوجيته، الأمر الذي يعني أن مستوى ما حققه هذا الغرب من حريات على مختلف الأصعدة، بات الآن مهدداً، وأكثر من أي وقت مضى، ولعل السبب في هذه التراجعات الأوروبية أمام سطوة الأصوليين، لا يعود برأينا إلى تفشي ظاهرة الإرهاب عالمياً فقط، بل بسبب الطريقة التي يتعامل فيها الغرب مع الإفرازات الفكرية والاجتماعية للإرهاب. هذه الطريقة التي تفوح منها رائحة الخوف التردد. وهذه الملاحظة التي أشار لها بعض الكتاب الغربيين في كتاباتهم لا تأتي اعتباطاً، بل لها شواهد كثيرة تؤيدها سنأتي على ذكر بعض منها. ولنا أن نلاحظ أن التفكير السائد للمنظمات الإرهابية، كان فرض نفسه وبحكم تواطؤ الحكومات. العربية والإسلامية مع القوى الأصولية على هذه المجتمعات، وفي مقدمتهم المثقفين. والمفكرين والكتاب والأدباء، كما أن تفكير الإرهاب السائد نجح إلى حد كبير في السيطرة على المجتمع المدني في الدول العربية والإسلامية من خلال مسلسل دموي نال من الكثيرين أمثال فرج فودة ويوسف السباعي ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ وتهديد السيد القمني بالقتل) إضافة إلى رفع دعاوى قضائية ضد بعض الكتاب، وأخرى مماثلة للفصل بين الزوج وزوجته كالتي حدثت مع حامد نصر أبو زيد إلخ. وربما كان باستطاعتنا أن نفهم أسباب نجاح الأصوليات، في السيطرة على المجتمعات العربية والإسلامية نظراً لسيادة ثقافة الاستعلاء الديني واحتقار الفكر الحر ونظراً لواقع التخلف الثقافي والفكري عموماً والنقص الفادح في مستوى الحريات، إضافة إلى طبيعة حكومات الاستبداد المسيطرة على هذه المجتمعات، ولكن ما لا يمكن فهمه، هو أن تستجيب المجتمعات الأوروبية للتهديد الإرهابي ذاته وتفرض على مجتمعاتها مسلكيات لا تليق بحكومات ومجتمعات حرة ومتحضرة، وسأتطرق هنا إلى ثلاثة نماذج تؤكد حال التردد والخوف الأوربي والرضوخ لمشيئة الإرهاب. أولها ردود الفعل التي صاحبت نشر الرسوم الكاريكاتيرية من قبل إحدى الصحف الدانمركية، لقد وقفت الحكومة الدانمركية موقفاً متردداً فبدلاً من تنبري للدفاع عن حق التعبير كحق قانوني يكفله دستور الدانمرك عن مواطنها الرسام، حاولت التنصل من المسؤولية، واصطبغ موقفها بالدفاع عن النفس ومحاولة الاعتذار المبطنة. لا بل، ولم تحاول حكومة الدانمرك حتى استنكار ما وقع من اعتداءات همجية على سفارتها من قبل بعض المتطرفين المدعومين من سلطات بلادهم.والنموذج الثاني تمثّل في سلوك الفاتيكان الذي حاول استرضاء المتطرفين الأصوليين بعد تصريحات البابا التي حملت قصداً معان مختلفة ومحاولة التنازل لجيش الإرهاب من خلال إراقة ماء الوجه وتدخل البابا مباشرة بالسياسة، لدى زيارته مؤخراً لتركيا، ودعوته لدخول تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي كتكفير عن ما قاله، ولعل مثل هذا السلوك هو ما يضعنا أمام تساؤلات تتناول مستقبل الحريات العامة في أوروبا. ليس هذا فحسب بل لقد وصل أمر التنازلات أمام الإرهاب حدا مستهجنا نال هذه المرة من حرية الإبداع والفن لصالح إيديولوجيا الأصوليين الإسلاميين. ولنا أن نذكّر باستهجان اضطرار الجهات المنظمة لـ "كونسرت" للموسيقار موتسارت في المانيا، بحجة أن نهاية الكونسرت قد تفسر تفسيراً يعتبره المتطرفون الإسلاميون مسيئاً للإسلام، وهذا يعني أن الإرهاب الأصولي قد أصاب نجاحات متقدمة في أوروبا وأنه نجح بكم بعض الأفواه وبإرهاب الحكومات والمؤسسات والأفراد وسمح له بتهديد صروح الحريات الديموقراطية التي حققتها هذه البلدان على مدار تاريخها، ولعل الاستمرار الأوروبي في الاستجابة لشروط التهديد والرضوخ لمطالبه، هي في الواقع أمر خطير ولا يمكن القبول به تحت أي مسمى، لقد دفعت أوروبا الكثير من التضحيات المادية والبشرية من أجل أن تصل لما وصلت إليه من تقدم في الحريات الإنسانية، فهي قدمت 50 مليون من الضحايا البشرية في الحرب العالمية الثانية فقط، كي تنتزع كافة أنواع الحريات التي تتمتع بها الآن، وأن الاستجابة لشروط وضغوط الأصوليين هو ما يعرّض مجمل هذه الانجازات للخطر. وربما كان من الطبيعي أن يصاب المرء، وخصوصاً ذلك القادم من بلدان الشرق، بخيبة الأمل أمام صور التراجع الأوروبي أمام الأصولية الإسلامية، ففي الوقت الذي يتوقع فيه أن تمد هذه الدول يد المساعدة وتمارس ضغطاً مادياً ومعنوياً على الحكومات المستبدة في العالم العربي من أجل إرساء أبسط قواعد الحريات السياسية والفكرية والاجتماعية، نراها كيف تستجيب هي لأسلوب الإرهاب وضغوطه. وربما كان من المهم الوقوف بحزم أمام ما نراه من تراجعات. كما لا بد من توجيه الانتقادات للطريقة الغربية التي يتم التعامل فيها مع هذه الأصولية، لأن هذا الأسلوب إذا ما استمر، سيكون وخيما على أوروبا مثلما كان وخيما على البلدان المشرقية. نادية عيلبوني كاتبة وصحافية فلسطينية تقيم في فيينا http://www.copts-united.com/scaa/sca..._from=&ucat=7& |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
دموية الغزو العربى الاسلامى لمصر......(مدموج) | yaweeka | المنتدى العام | 63 | 07-05-2007 04:22 AM |