اسلاميون الكويت في اول تهجم علي المسيحيين في برلمان الكويت

[honeyweill]

400 ألف مسيحي يعيشون في الكويت بينهم 200 مواطنإسلاميو الكويت غاضبون لتمييز عطلة الميلاد ويطلبون مساواتها بالهجري


ايمانويل غريب القس الوحيد في الكويت يقود قداس الكنيسة الانجيلية

دبي - فراج اسماعيل

قال نائب بارز في الكتلة الاسلامية بالبرلمان الكويتي إنهم تقدموا الثلاثاء 25-12-2007 باقتراح بترحيل عطلة رأس السنة الميلادية المقررة الثلاثاء القادم 1-1-2008 إلى نهاية الأسبوع لتكون مع العطلة الرسمية الأسبوعية. في حين انتقد محام واعلامي مرموق استجابة الحكومة السريعة لطلبات الاسلاميين بعدم اصدار تراخيص لحفلات المطربين والمطربين في ليلة "رأس السنة".

وتشير احصائيات غير رسمية إلى أن عدد المسيحيين المقيمين في الكويت يصل إلى 400 ألف شخص، بينهم 200 فقط من المواطنين. واعتبر اسلاميون أن تمسك الحكومة بعدم ترحيل عطلة "الكريسماس" إلى نهاية الاسبوع وتمييزها في قرار وزاري عن باقي العطلات بما فيها رأس السنة الهجرية، بمثابة "تقديس لها، تتعارض مع الهوية الاسلامية للمجتمع الذي يزيد عدد سكانه عن مليوني نسمة، أغلبيته الساحقة من المسلمين، مطالبين بمساواتها بالهجرية باعتبار أن رأس السنة ليس مناسبة دينية".

ونفى النائب د.وليد طبطائي في تصريحات لـ"العربية.نت" أن يكون النواب الاسلاميون قد اعترضوا من الأساس على تخصيص عطلة لرأس السنة الميلادية. وأكد "أننا استغربنا على تقديس هذه العطلة دون غيرها من العطلات الأخرى بما فيها رأس السنة الهجرية التي التي يجري ترحيلها إذا جاءت في وسط الأسبوع طبقا لقرار حكومي سابق وما نريده هو المساواة".


ليست مناسبة دينية

وقال طبطائي "قرار الحكومة نقل عطلة الخميس إلى السبت وترحيل العطلات التي تصادف وسط الأسبوع إلى يوم الأحد ما عدا عطلة رأس السنة الميلادية فتظل في وقتها، ودخل ذلك حيز التنفيذ من سبتمبر الماضي، ويتم تطبيقه لأول مرة مع افتتاح العام الجديد، وهو أمر مثير للدهشة، لأنه استجابة للذين يقضون ليلة رأس السنة في السهر".

وتابع "نأمل أن تستجيب الحكومة لاقتراحنا وتعدل يوم العطلة، او على الأقل إذا لم يتيسر ذلك هذا العام، أن يتم مراعاته في الأعوام المقبلة". وكان رئيس ديوان الخدمة المدنية بالكويت عبدالعزيز عبدالله الزين أعلن تحديد العطلة يوم الثلاثاء استنادا إلى قرار مجلس الوزراء رقم 42 لسنة 1979 بشأن العطلات الرسمية وتعديلاته وقرار المجلس رقم 1334 لسنة 2005 بأن التعطيل بمناسبة رأس السنة الميلادية يكون في نفس اليوم الذي يقع فيه دون ترحيل.

وأوضح أن هذا المطلب لا يتناقض وحق المسيحيين المقيمين في الكويت "لأن الأول من يناير ليس مناسبة دينية، وإنما هو يوم فرفشة". مشيرا إلى قرار صدر من وزارة الاعلام بعدم الترخيص لمطربين ومطربات من خارج الكويت لاحياء حفلات رأس السنة، واصفا ذلك بأنه استجابة لطلبات سابقة تقدم بها أعضاء الكتلة الاسلامية.

من جهته علق المحامي والاعلامي محمد الجاسم رئيس تحرير صحيفتي الوطن و"نيوزيوك العربية" سابقا بأن هناك وضعا قانونيا يقضي بترحيل العطلات التي تأتي في منتصف الأسبوع بناء على اقتراح من أحد أعضاء البرلمان، ولكن هذا القرار التنظيمي لم يكن موفقا في الواقع لأنه من الصعب تعطيل عطل المناسبات التي يجب أن تكون في مواعيدها".


اثارة ودغدغة عواطف

وتابع بأن "عدم ترحيل عطلة رأس السنة الميلادية أثار بعض النواب الاسلاميين، فهم يحاولون من خلال اثارة هذه الموضوعات تقديم هوية اسلامية للمجتمع الكويتي وفق المنظور الخاص بهم، وهذه اثارة لا قيمة لها، وإنما يقصد من وراءها – في ظني – دغدغة عواطف قواعد الحركة الاسلامية".

واستطرد بقوله "إنها محاولة متكررة من قبل الجماعات الاسلامية في الكويت والمجتمعات العربية عموما، لمنح مجتمعاتهم هوية اسلامية بـ"العافية"، وهذا الموضوع ليس له أهمية ومحل تندر في الكويت، وما يدور حوله من نقاش ليس جديا ومهما".

وقال إن "عطلة رأس السنة الميلادية، من العطل الرسمية التي تطبقها الكويت على الأقل طوال الأربعين سنة الماضية". ويتمتع المسيحيون الذين يقيمون في الكويت بحقوقهم كاملة في اقامة شعائرهم الدينية، وتوجد 7 كنائس مختلفة تمارس شعائرها بحرية في اطار الالتزام بالقانون.

ويعود الوجود المسيحي في الكويت إلى بدايات القرن العشرين حسب تصريحات منسوبة لأول قس كويتي وهو عمانويل غريب راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية، والذي قال إن "المسيحيين الكويتيين يعاملون عبر التاريخ معاملة مساوية للمسلمين، كما أنهم تقلدوا مناصب عليا وصلت لدرجة سفير في الخارج، وحقوقهم ككويتيين مكفولة بحكم الدستور".

وفي تصريحات سابقة أدلى بها مطران الكنيسة الكاثوليكية في الكويت كاميلو بالين، قدر عدد المسيحيين المقيمين في الكويت بـ400 ألف شخص، من ضمنهم 300 ألف كاثوليكي، ومعظمهم من الجاليات الأجنبية، فيما تقدر مصادر كويتية عدد المواطنين المسيحيين بـ200 شخص.

ووصف محمد جاسم قرار منع الاحتفالات في ليلة رأس السنة بأنه دليل ضعف من الحكومة التي أخذت فيه بمبدأ اغلاق الباب الذي يأتي منه الريح، مخافة اثارة غضب الاسلاميين. وقال"ما فهمته أنه لم تصدر تراخيص بهذه الحفلات، لكن الاشكالية سواء كانت هذه المعلومة صحيحة أو غير صحيحة، أن حكومتنا في الكويت ضعيفة جدا وتخشى من نسمة الهواء، وتكرر هذا الضعف الحكومي في معرض الكتاب مثلا الذي أقيم مؤخرا، فقد منعت كتب ذات علاقة بالدين الاسلامي، مع أنها تعرض وتباع في السعودية".

وعلل ذلك بأن "هناك خوفا حكوميا دائما من المحاسبة على أي شيء له صبغة اسلامية، وهذا لا يعكس قوة التيار الاسلامي الكويتي، وإنما يعكس مدى ضعف الحكومة، فلو تكلم نائب واحد محتجا على موضوع معين، نجدها تستحيب له لأنها لا تريد وجع الرأس".

وكانت مصادر في وزارة الاعلام الكويتية أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أنها لن تمنح أي ترخيص لاقامة حفلات غنائية خاصة في اجازة رأس السنة، وستقوم بتجميد جميع الطلبات التي يتقدم بها المتعهدون الفنيون الذي يعتزمون اقامة حفلات في هذا الوقت، وهو ما اعتبرته مصادر صحفية قرارا سياسيا لأنه لا يوجد نص قانوني يمنع اقامة هذه الحفلات، وعزت ذلك إلى الخوف من المساءلة البرلمانية.

ويتناقل المتعهدون شفويا قائمة سوداء من المطربات يقولون إن وزارة الاعلام تحظر منح تصاريح لهم باقامة حفلات في الكويت تضم هيفاء وهبي ومروى وروبي ومي حريري.

http://www.alarabiya.net/articles/2007/12/25/43378.html