سمير فريد يكتب: صورة تلخص أول تطبيق لشعار «طظ في مصر»
سمير فريد يكتب: صورة تلخص أول تطبيق لشعار «طظ في مصر»
٤/٢/٢٠٠٨
الصورة التي نشرتها «المصري اليوم» في الصفحة الأولي من عدد الخميس الماضي ـ والتي نعيد نشرها مع هذا المقال ـ تلخص علي نحو فذ، عملية ٢٣ يناير التي قامت بها حماس ضد مصر، حيث نظمت تدمير الحدود بواسطة عشرات الألوف من سكان غزة، ووزعت عليهم عشرات الملايين من العملات، بعضها مزيف، واعتدي مسلحون منهم علي حراس الحدود المصريين، ثم توجه بعضهم إلي محافظات مصر بأسلحة وأحزمة ناسفة، حيث قبضت الشرطة علي إحدي مجموعاتهم في بني سويف.
الصور التي التقطتها عدسة المصورة قسمت السيد، تلخص الموقف، فهناك طفلان يتطلعان إلي الكاميرا، أحدهما يمسك ببندقية خشبية، وحامل البندقية يبتسم بمزيج من البراءة والبلاهة، وهناك شخصان من ظهرهما يتوجهان نحو سيارة تعبر الحدود التي سقطت، وفي الركن الأعلي من يسار الصورة زاوية تجريدية، وعلي بقايا جدران الحدود شعار: «من إسبانيا إلي إندونيسيا أمة واحدة.. شعب واحد»، وهو الشعار السياسي لعملية ٢٣ يناير.
تلخص الصورة الموقف، لأن بندقية حماس التي وجهتها نحو مصر بندقية خشبية، ولأن العملية كلها طفولة سياسية، فالسياسي الحق هو من يحمي شعبه ويحول دون محاصرته، ويعرف متي يقاوم بالسلاح ومتي يقاوم بالمفاوضات، ويحسب بدقة كل خطة يقوم بها داخليا وإقليميا ودوليا، ولكن الانتحار ليس سياسة، وإنما حالة نفسية تحتاج إلي علاج، وقد أدي استيلاء حماس علي غزة إلي مهزلة تاريخية، فبدلا من حل الدولتين «إسرائيل وفلسطين»، أصبح هناك حل الدولتين «الضفة وغزة».. وهو حل للقضية الفلسطينية بإلغائها، والناس في غزة يعذبون ويقتلون بواسطة إسرائيل، ولكن بقرار من حماس.
«من إسبانيا إلي إندونيسيا أمة واحدة.. وشعب واحد».. يقصد به أن هناك أمة إسلامية واحدة وشعبا واحدا من المسلمين، ولكن مفهوم الأمة في القرآن، أن الإسلام يجمع بين كل المسلمين من كل الأمم وكل الشعوب، وربما يتساءل القارئ العاقل: وما علاقة إسبانيا بالموضوع، والإجابة أن الطفولة السياسية في دولة حماستان الهزلية وصلت إلي حد اعتبار إسبانيا جزءا من الأمة الإسلامية، لأن جيوش العرب المسلمين احتلت إسبانيا في زمن ما، وذلك من دون إدراك أن هذه المقولة التعسة، هي مقولة الصهيونية نفسها، عندما قامت باحتلال فلسطين، لأن اليهود كانوا فيها في زمن ما منذ ألفي عام.
والشعار أيضا يعني أنه لا حدود بين دول الأمة الإسلامية، ويعني كما قال زعيم الإخوان المسلمين في مصر بالنص: «طظ في مصر»، وبالطبع فإن أي إنسان يؤمن بالإسلام إذا ما خير بين دينه ووطنه يختار دينه، ولكن السؤال ذاته خطأ، فالدين لا يوضع في كفة مقابل أي شيء، وكذلك الوطن، وقد وصلت الأمور إلي حد استخدام اسم «الله» سبحانه وتعالي في الصراع السياسي، وبينما أدي حياء الأنبياء إلي وصف أتباعهم بالأنصار أو الحواريين، أدي افتقاد الحياء عند بعض السياسيين إلي أن يطلقوا علي منظمتهم «حزب الله» جل جلاله عما يفعلون.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=92389
|