هل إسلام محمد حسان وأبوإسحاق الحوينى ويعقوب ومسعد أنور هو إسلام مكة والمدينة؟
محمد الدسوقى رشدى
هل كنت تتوقع كل هذا الاهتمام الشعبى بصحة الشيخ محمد حسان؟ هل كنت تتوقع هذه اللهفة والحسرة التى أصابت عشرات الآلاف حينما علموا بسقوط الشيخ مريضا؟ هل تتخيل أن اهتمام الفضائيات الدينية بمرض الشيخ كان أكثر من اهتمام التليفزيون المصرى بصحة الرئيس مبارك نفسه؟.. كثيرون لا أعلم إن كنت منهم أم لا، أصابتهم الدهشة فى مقتل بسبب هذا المشهد الملحمى الذى أثبت خطأ النظريات التى يروجها الإعلام بأن الشعب المصرى وسطى لا يحب أهل الذقون، ولا يرحب بريح التعليمات المتطرفة القادمة من المملكة العربية السعودية، كثيرون ممن لا يركبون المترو أو الميكروباص أو يسيرون فى الشوارع الشعبية أصابتهم الدهشة لأنهم لم يشاهدوا من قبل أغلفة شرائط مشايخ السلف وعلى رأسهم الشيخ محمد حسان فى كل مكان، ولم تساعدهم الظروف على السفر إلى المنصورة لمشاهدة عشرات الآلاف وهم يسعون لتقبيل يد الشيخ حسان بعد خطبته، أو كيف يحرص مستقبليه فى المحافظات المختلفة على تأجير بودى جاردات لتفريق الناس من حوله، أو الفرجة على كيف يتحول مسجد ابن تيمية فى كفر الشيخ إلى خلية نحل لا موضع فيها لقدم وقت خطبة الشيخ أبو إسحاق الحوينى، أو رؤية الجماهير وهى تسعى بأيديها لأخذ البركة من جلباب الشيخ محمد حسين يعقوب أو عطره الذى اعتاد أن يوزع منه على مريديه، وربما لم يشاهد أحد منكم تلك الجموع التى تأتى من محافظات مصر المختلفة لتحضر درسا مدته ساعة للشيخ مسعد أنور، ولذلك فمن الطبيعى جدا أن يندهش من هذا الاهتمام المليونى بالشيخ حسان ورفاقه لأنه لا يعرف أن هناك كتيبة سلفية تقود القطاع الأكبر من المتدينين فى مصر الآن وتأثير الأزهر فى الناس بجوارها يساوى صفرا على الشمال، وهذه الزيادة المطردة فى أعداد النقاب وأصحاب اللحى السائرة فى الشوارع يمكنها أن تفسر لك جانبا كبيرا من الأمر.. تفسر لك كيف تحول محمد حسان والحوينى ويعقوب وأنور ومحمود المصرى إلى أمراء جدد يقدمون للشارع المصرى نوعا جديدا من التدين يحمل الختم السعودى، لدرجة أن هؤلاء المشايخ يكتبون أسماءهم على الطريقة السعودية مثل (أبوإسحاقَ حجازىْ بنُ محمدِ بنِ يوسفَ بنِ شريفٍ الحوينىّ) ويمكنك أن تشم منه ريح التعصب والتطرف، نوع جديد من التدين لا يخجل من الهجوم على الأزهر وشيوخه، ولا يتمهل حينما يصف الدعاة الجدد بالتخلف والكفر، نوع جديد من التدين يرفض البنوك وتعليم البنات وخروج المرأة للعمل والمدارس المختلطة، ويكفر الفنانين، ويكره السينما، ويدعو إلى أن تصبح كل الفضائيات ماركة قناة الناس، نوع جديد من التدين أصاب الناس بالحيرة هل هذا الدين الذى يقدمه لنا محمد حسان والحوينى ويهدم فكرة المواطنة والدولة ويتعامل مع المرأة على أنها جسد مصنوع من عجينة الغواية والإثم، هو نفسه دين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذى صنع إمبراطورية قائمة على العلم والمساواة، هل هذا الدين الذى يقدمه لنا محمد حسان ورفاقه ويحمّل كل من لا تطول لحيته إلى صدره، وكل من تطول جلبيته أو بنطلونه الأرض ذنوبا لا طاقة لنا بها هو نفسه دين النبى الكريم الذى أسس معنى أصيلا للحرية العامة والشخصية، هل هذا الدين الذى ينشره محمد حسان ورفاقه ويستسهل التكفير ويرفض إعمال العقل ويضع العلم فى مرتبة ثانية، ويرفض خروج المرأة من منزلها هو نفسه دين خاتم المرسلين الذى جادل النساء وأوصى بهن خيرا وقال للناس أنتم أعلم بشئون دنياكم؟ هل هذا الدين الذى يروج له الشيخ الحوينى ويسب ويلعن فى الشيعة ويكفر نصر أبوزيد والقمنى ويكره أى صاحب رأى مختلف، هو نفسه دين سيد البشرية أجمعين الذى علمنا ما قاله القرآن حول أن الدعوة لله تكون بالموعظة الحسنة؟ هل الدين الذى يقدمه لنا الشيخ أبو إسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب ومسعد أنور ويطلب منا طاعة ولى الأمر ونبذ المظاهرات ومبايعة الرئيس مبارك، هو نفسه دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى أمرنا بالثورة للحق ورد الظلم، وأن أمرنا لابد أن يكون شورى بيننا؟.
..............
لتكملة المقال :
http://youm7.com/News.asp?NewsID=132959
|