|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
أزهى عصور الكذب والنفاق
د. طارق الغزالي حرب طوال الشهور والأسابيع الماضية توالت على أرض المحروسة أحداث وراء أحداث، أظهرت بشكل واضح وجَلىٍّ أن شعب هذا الوطن يعيش هذه السنوات أزهى عصور الكذب والنفاق، والرياء وفقر الأخلاق، تتجلى فى تصريحات نخبته الحاكمة والمتحكمة وأقوالهم وأفعالهم، سواء فى ذلك من ينتسبون إلى قياداته التنفيذية والتشريعية، أو من هم أعضاء فى جوقته الإعلامية بالصحف والإذاعات المسموعة والمرئية والفضائيات على جميع أشكالها، حكومية كانت أو خاصة. الأمثلة كثيرة ومتعددة لشخصيات تشغل مناصب ومهمة ورفيعة نقرأ لها فى الصحف ونشاهدها على الشاشات تتحدث بكلام كله كذب وادعاء وضحك على النفس وعلى الناس، ولكن يذهلك أنهم لا يشعرون بأى أحاسيس ولا يجدون غضاضة فى التحدث بالأكاذيب. من أمثلة تلك الأحداث فى الأسابيع الأخيرة سفر الرئيس إلى الخارج للعلاج، وإجراؤه عملية جراحية كبرى استلزمت استئصال المرارة مع ورم بالأمعاء كما جاء فى البيانات الرسمية، استتبعه بقاء الرئيس فى العناية المركزة عدة أيام ثم بقاؤه تحت الرعاية المباشرة بحجرته بالمستشفى لما يقارب الأسبوعين.. والمرض - كما يعلم أى عاقل - لا يفرق بين إنسان وآخر، ولا يعرف غنياً أو فقيراً، ولا رئيساً أو مرؤوساً، ولا كبيراً أو صغيراً، وهو بلاء من الله تعالى الذى نرضى بقضائه، فهو سبحانه وتعالى الذى بيده الشفاء، وليس بأيدينا سوى الدعاء للمريض بأن يعفو الله عنه ويعافيه.. إذن لماذا يخرج علينا أناس جهلاء يدعون علماً لا يعرفونه، ومعلومات ليست إلا من خيالهم واستنتاجات من وحى أوهامهم. أيها السادة المنافقون.. اتركوا الرئيس وشأنه وادعوا له بتمام الصحة والشفاء، وليرجع وقتما يرجع، وليأخذ الوقت الكافى للاستشفاء والتأهيل والراحة.. ومصر كانت قبل كل من حكموها وستبقى بعدهم إلى أبد الآبدين.. وتعالوا نناقش ما نشعر به ويشعر به العالم بأن من يحكم مصر الآن لا نعرف له اسماً أو عنواناً. وما قاله تقرير ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن فى مجلة «فورين بوليسى»، عن أن سلطات رئيس الوزراء أحمد نظيف القائم بأعمال رئيس الجمهورية أثناء غيابه محدودة للغاية، وهو لا يستطيع اتخاذ القرارات إلا بعد الرجوع إلى المسؤولين الكبار من ذوى الأسماء المعروفة أو غير المعروفة!! يؤكد هذا الكلام ما حدث عقب الإعلان عن وفاة شيخ الأزهر - رحمه الله - منذ عدة أيام، وكيف تخبطت الدوائر الرسمية فى الدولة وإعلامها الذى يتلقى الأوامر منها فى كيفية التصرف اللائق تجاه هذا الحدث. من المضحك أن نقرأ أن أحد أركان النظام والحزب الوطنى قد استنكر عدم الحداد رسمياً على وفاة شيخ الأزهر وكذلك عدم توضيح ملابسات ذلك إعلامياً، وبرر ذلك بأن من كان بيده القرار لم يوفق فى ذلك!! وبالطبع فإن سيادته لم يوضح لنا من بيده القرار حتى فى مثل هذه الأمور البسيطة! وفى الوقت نفسه فإن هناك وزيراً، ذا خبرة طويلة وقدرة فائقة على إسكات هؤلاء النواب وشراء ولائهم هم وغيرهم من المسؤولين الكبار بتعيين أولادهم وأقاربهم فى شركات وهمية يتقاضون منها رواتب طائلة دون عمل حقيقى، لم يقدم له استجواب واحد طوال دورات المجالس النيابية، فى الوقت الذى يعانى فيه المواطنون المصريون الفقراء على مدار العام أزمات وراء أزمات من القطاع الذى يتبع هذا الوزير إلى الدرجة التى أصبح فيها هذا القطاع هو الصانع للأزمات، ولم يفتح الله على عضو من هذه المجالس- التى يدعون أنها منتخبة - ولا على أى إعلامى إلا فيما ندر بكلمة حق واحدة لاستجواب هذا الوزير ومحاسبته ألم أقل لكم إن سحابات الكذب والنفاق والرياء قد تراكمت فى سماء هذا الوطن إلى الحد الذى خبا فيه ضوء النهار لدرجة كبيرة.. ولكن، كما نعلم جميعاً، فإن كل سحابة إلى ذهاب.. وسوف تسطع الشمس يوماً قريباً.. فهذه سنة الله فى الأرض. نقلا عن "المصري اليوم" http://www.alarabiya.net/views/2010/03/25/104040.html |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|