|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
رسالة شاب قبطي
علاء عريبى - الوفد فكرت كثيرا عندما تسلمت هذه الرسالة، هل أقدمها للقراء وأعلق عليها أم أعرضها أولا ثم أعلق عليها؟، وهل أظهر حزني وتعاطفي عند الكتابة مع صاحب الرسالة أم أظل متماسكا متبلدا؟، بعد فترة ليست قصيرة قررت ترك الرسالة لفترة ربما خرجت من حالة الحزن والكآبة التي سببتها لي الرسالة، وبعد أن أهدأ أعيد قراءتها وهذا أفضل لأن الكاتب يجب أن يكون مثل الجراح أو الباحث يكتب دون تعاطف أو انحياز، في آخر الليل عدت للرسالة وقرأتها مرة أخرى فتألمت كما تألمت عند قراءتها للمرة الأولى . فصاحب الرسالة هذه هو ابني وجارى وشقيقي الأصغر وابن زميلي وابن أخي أو أختي، قد تصادفه في العمل وفى الحي وفى المدينة وفى الوطن، هو شاب مصري قبطي، اختارني من بين كتاب مصر لكي يفضفض عن غضبه وحزنه . هذا الشاب النبيل لا يعلم أنني من الشخصيات الضعيفة إلى حد البكاء أمام هذه المحن، ولا يعلم أن رسالته هذه قد تسبب لى ألما يظل معي لأسابيع وربما لشهور، وأن هذا الألم سوف يرفع ضغطي وقد يصيبني بأزمة قلبية . ابني هذا كتب لي يقول:" الأستاذ المحترم .. بداية أود أن أشير إلى إنني قارئ منتظم ومعجب بمقالاتكم بالوفد، ثانيا أرجو ألا تأخذ خطابي هذا على انه رأى شخصي، بل أحب أن تعرف أنه رأى أغلب ومعظم الأقباط الذين شاء قدرهم وحظهم أن يعيشوا في مصر، لقد وصلنا إلى مرحله يا سيدي الفاضل أصبحنا فيها كمسيحيين نكره مصر، هل تتصور يا سيدي إنني أصبحت أفرح وأهلل عندما خسرت مصر في بطولة إفريقيا للناشئين، وكذلك خسارة منتخب مصر لكرة اليد في بطولة العالم، كل هذا لم يأت من فراغ بل نتيجة تراكمات من الظلم على المستوى الشخصي والتي صادفت منها الكثير والكثير والكثير لكوني مسيحي في مجتمع مسلم، هذا بجانب الظلم الواقع على جماعتي وطائفتي المسيحية وبهدلتنا في مصر، فهل بعد كل ما تراه كمحايد وإنسان ذو ضمير حي ستلومني على شعوري هذا؟، أشك ... سيدي أرجو أن أقرأ في عمودك الذي أحترمه كثيرا ما يشير إلى الحالة التي وصلنا إليها من تمنى عدم الخير لبلدنا، وأتمنى أن يكون مصير بلادي مثل مصير رجال تونس المحترمين، الذين بكل المقاييس لم يصلوا في ذروة معاناتهم إلى نصف ما وصلنا إليه . وختاما لي رجاء فقد بعثت إليك بهذه الرسالة من الايميل الخاص بى من عملي، فأرجو أن يكون هذا فقط بيننا ولا يستخدم ضدي في شيء، فأنا وضعت فيك ثقتي وكذلك أسمى هذا سر بيننا فقط" . إلى هنا انتهت رسالة ابني وابنك وجارك وشقيقك وزميلك، والمرارة التي نستشعرها بين السطور ليست سوى سكين في قلب الوطن، وصراحة لا أعرف ما الذي يجب على أن أقوله؟، هل أشير إلى خوفه من نشر اسمه أو أيميله؟، هل أعلق على الظلم الذي يشعر به؟، هل أضع يدي على المرارة التي تشق حلقه؟، كل الذي أقدر عليه هو أنني أشاركك فرحتك عند خسارة فريق الشباب وفريق كرة اليد، فهذا ليس بحرام ولا بخيانة، ولو كنت في ظروفك لكرهت حسن شحاتة جدا جدا، ودعيت الله أن يخسر كل مبارياته لأنه يحظى بحماية أولاد الرئيس، ولو كنت في سنك لخرجت إلى الشارع وليس إلى الكنيسة وطالبت بحقي في الحياة كمواطن مصري . يا عزيزي أنت مصري وأنا مصري، وهذا الوطن للمصريين.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
رسالة قبطى من المهجر (2) | pharaonelmahgar | المنتدى العام | 0 | 20-03-2006 12:51 PM |
رسالة قبطى من المهجر | pharaonelmahgar | المنتدى العام | 18 | 26-11-2005 09:01 AM |