نهاية وزارة البلطجية

[KARAM]

وزارة البلطجية :
إن ما حدث ويحدث الآن في مصر من بدء المظاهرات التي بدأت سلمية وظلت سلمية رغم ما تعرض له المتظاهرون من ردود أجهزة الأمن ؛ وحتي انتهت إلي ما هو عليه الآن في هذه اللحظة التي نتابع فيها جميعاً لما يجري من أحداث ؛

فبداية التظاهرات كانت توحي بسقوط النظام وتغييره ونجاح الثورة --- ثورة شباب الفيسبوك --- وليسوا وحدهم ولكن كان معهم الكثير من الشعب من غير المرتادوا للفيسبوك ؛ ولحق بقطارهم أيضاً المعارضة السياسية بأحزابها ورؤساؤها ؛ ولم يفت ها القطار علي الاخوان فلحقوا به علهم يحصدون ثمار هذه الثورة ؛ ولكن خوف النظام من نجاح هذه الثورة أحدث ردود فعل انقلبت لأحداث التخريب التي نشهدها الآن .

بداية أحداث التخريب :

بدأت هذه الأحداث المؤسفة بظهور أشخاص أو جماعات وعصابات منظمة في جميع أنحاء الجمهورية ؛ وقامت هذه العصابات بإحداث تخريب متعمد للمصالح الحكومية مع سرقة ونهب كل ما تطاله أيديهم ؛ والأهم والأخطر من ذلك هو تخريب المصالح الحكومية ومنشآتها المختلفة ؛ حتي مجمع التحرير وهو اهم المراكز الحكومية في مصر والذي يضم وثائق كثيرة جداً ومهمة جداً ؛ وقد تم إضرام الحريق في هذا المجمع لتأتي علي ما فيه ؛

والأهم وهو الملاحظ والمعروف للجميع وهو إنسحاب جهاز الشرطة بأكمله من أماكنه وتركه للخدمة وإفساح المجال لتلك العصابات لتقوم بعملها دون التصدي لهم إطلاقاً ؛ إلا من قبل أبناء الشعب وكلنا شاركنا في حماية انفسنا ضد هؤلاء المخربين .

ثانياً : فتح ابواب السجون وتهريب المساجين من جميع سجون الجهورية تقريباً إلا سجن مزرعة طرة لما فيه من خطر لا علي الامن بصفة عامة ولكن لما فيه خطر علي الحكومة والنظام لأنه يحوي داخله من كانوا يخططون لقلب نظام الحكم من عقود سابقة ومن كانوا يدبرون ويخططون لإغتيال شخصيات كبيرة في النظام الحاكم وعلي رأسهم الرئيس ووريثه سابقاً .

ثالثاً اشتراك هذه العصابات مع بعض الثائرين في إحراق مراكز الشرطة ونهب مخازن اسلحتها مما يهدد بخطر تسليح عدد كبير من أفراد الشعب وما سيعقب ذلك من فوضي في المستقبل .

كل ذلك وغيره الكثير مما لا أراه ولكنه ربما يكون موجوداً مما لا يحمد عقباه ؛ ولكن :

من هو المسئول عن كل ذلك التخريب ؛ وليس التخريب فقط ولكنه تخريب متعمد ومقصود ؟؟؟

وكيف رأينا وفي مرة واحدة آلاف من المخربين يخرجون في كل أنحاء الجمهورية في عملية منظمة لإحداث هذا التخريب ؟؟؟!!!

من هو الذي يقف وراء كل هذا التخريب وما هو غرضه ولمصلحة من ؟؟؟

في رأيي وأيضاً ما رآه ويراه الكثيرين أن من يقف وراء هذه الأحداث هو وزير الداخلية السابق حبيب العادلي وجهاز امن الدولة التابع للعادلي ؛ والذي كان العادلي مديراً له قبل توليه مهام الوزير ؛ وكل ما يتم ليس بمعزل عن الوزير ولكن تحت اشرافه وموافقته بل وباوامر منه .

أما غرضه فهو إحداث الفوضي الشاملة في البلاد وذلك لإفساد الثورة التي كانت علي وشك النجاح بدون اي خسائر لا في أرواح أو ممتلكات وغيره ؛ ولكن الفوضي أغرقت مصر الآن إلي حد خطير .

أما تلك العصابات المنظمة فمن هم ؟؟؟

إنهم ليسوا من عناصر الشرطة الرسمية أي المتطوعين من أفراد الشرطة بالزي العسكري او المدني والمعروفين لأفراد الشعب ؛ ولا من أفراد الشرطة المتخرجين من معهد امناء الشرطة ولا من الأفراد المتخرجين من معهد مندوبي الشرطة وهم جميعاً البديل للمتطوعين سابقاً الذين كانوا يرتدون زي مدني ويعرفون بالمخبرين ودرجاتهم تبدا من عسكري وحتي مساعد ومساعد اول .

من هم إذاً ؟

إنهم افراد الشرطة السرية والذين يبلغ عددهم تقريباً مليون ونصف أو المليونين من الأفراد علي مستوي الجمهورية ؛ وهؤلاء جميعهم من البلطجية والمسجلي خطر والمرشدين وتجار المخدرات والعاطلين وكل فئات الخارجين عن القانون ؛ بل وأكثر من دلك فبينهم بائعات هوي محترفات ؛ وفتيات ليل احترفن أعمال البلطجة وتجارة المخدرات ؛ بل ومن مهن مختلفة ومنهم موظفين ومن فئات مختلفة ؛ وهؤلاء جميعهم يتم اختيارهم او التقاطهم وعرض العمل مع الشرطة عليهم وبعد موافقتهم يتم تدريبهم في مراكز تابعة للشرطة لمدة شهر او اكثر ؛ ويتم استخراج كارنيه شرطة لهم ويتم تخصيص راتب لهم أيضاً ؛ وهؤلاء الأشخاص منهم من يعمل مع أجهزة المباحث ومنهم من يعمل مع جهاز امن الدولة ؛ وهؤلاء هم من يتم استخدامهم في كل ما هو خارج عن القانون لحساب رجال الشرطة ؛ فهذا من مهامهم ؛ فتجار المخدرات مثلاً يروجون ما يتحصل عليه ضباط المباحث من مخدرات لحساب هؤلاء الضباط ؛ وفي حالة ضبطهم والقبض عليهم لا يتم عمل قضايا لهم ويعودون مرة أخري وهكذا.

ولا يجب أن يًُنسَي أيضاً بلطجية الحزب الوطني وهؤلاء أيضاً كانوا معروفين للشرطة ومتروكين لأن ( المصلحة واحدة ) ؛ وربما يكونوا واحداً ؛ فبلطجية الشرطة هم أنفسهم بلطجية الحزب الوطني وأعضاؤه كالكموني ومن معه وغيرهم .


وهؤلاء الأفراد هم من كان يستخدمهم الأمن في صد المظاهرات ففي مظاهرات حركة شباب 6 أبريل مثلاً تحدث المتظاهرون جميعاً عن بلطجية كانوا يفدون عليهم من خلال عربات شرطة ؛ وفي أحداث العمرانية كان الكلام ايضاً عن وجود هؤلاء الأفراد ؛ وهذا ما شاهدناه بالفعل في اللقطات المسجلة علي اليوتيوب ؛ فرأينا أفراد ينزلون من عربات شرطة ولا يظهر عليهم أنهم من افراد الشرطة ؛ ليس للزي المدني فقط بل لتسليحهم الذي هو تسليح البلطجية من سيوف وسنج وأسلحة بيضاء وحمراء وهذا إجراء غريب علي أي جهاز شرطة في العالم في القرن الحادي والعشرين !!!

الشرطة السرية :

إنه ملف يجب فتحه وإظهاره امام الرأي العام المحلي بل والعالمي أيضاً ؛ لأن هذا الأمر هو نقطة سوداء في تاريخ مصر ؛ وذلك حتي لا يتم تكراره في المستقبل ؛ لأن وجوده كان من دواعي تطبيق قانون الطوارئ الذي لم يكن له أي داعي إلا إفتعال الأزمات التي كانت تستدعي ظاهرياً تطبيقه ولتبرير وجوده امام العالم ؛ لذلك يجب كشف هذا الملف امام الرأي العام العالمي أيضاً ؛ ويجب المطالبة بمحاكمة العادلي الذي بدا باستخدام هؤلاء البلطجية في عهده بشكل لم يسبق له مثيل في أي عصر من العصور إلا في عصور الظلام السحيقة والتي أنتهت بنهاية عصر المماليك علي يد محمد علي باشا والي مصر .

خطة الفوضي :

هي خطة متفق عليها فهي تتم بموافقة بل وباوامر من رئيس الجمهورية وذلك لتحقيق مصالحهم ولو علي حساب الشعب ؛ لذلك فإنه يجب محاسبة ومطالبة رئيس الجمهورية ورئيس حكومته ورؤساء مجالس الشعب والشوري ايضاً ؛ فجميعهم متآمرون علي الشعب لأن ما حدث مؤخراً في انتخابات الشعب والشوري من تزوير في الانتخابات كان بتواطئ من هؤلاء الرؤساء ولا يجب أن ننسي امين تنظيم الحزب الوطني ومرشحيه الذين كان يختارهم ؛ ومنهم علي سبيل المثال الغول المتورط في احداث نجع حمادي ؛ وطبعاً امين السياسات جمال مبارك الذي كان يبارك كل أفعالهم ويرعاها لأنه كان يريد ان يجني في النهاية نتائج لحسابه من خلال هذين المجلسين المطعون في انتخاباتهم ؛ أما تمثيلية خروج أحمد فتحي سرور وكلامه عن النظر في الطعون بالتزوير في انتخابات بعض المرشحين والأحكام القضائية الصادرة بشأن هذه الطعون فهي تمثيلية مفضوحة لأنها جائت متأخرة كثيراً عن موعدها مثلما رأيناً الكثير من الاصلاحات التي تأتي بعد موعدها كثيراً بمدة ثلاثون عاماً وهذا كثير جداً لأنه لم يكن في اوانه .


وطبعاً تنفيذ هذه الخطة كان علي يد هؤلاء البلطجية الذين ظهروا فجأة وبلا أي مقدمات إلا من فراغ أماكن الأمن لهم ليقوموا مكانهم بعمل عكسي وهو نشر الفوضي في كل مكان .

والآن قد وصلنا لنهاية عصر البلطجية ويجب أن يكون بلا رجعة علي الاطلاق لذلك يجب محاسبة وعدم السكوت عن المطالبة بمحاسبة كل من جعل النظام في مصر علي هذه الصورة المهينة .