الثوره التى أكلت نفسها

[just_jo]

الثوره التى أكلت نفسها

بقلم: سلامة المصري
لم تفشل الثوره وتنتهى يوم جمعة الرحيل وولكنها انتهت وفشلت عندما صرخت بشرف " الشعب يريد إسقاط النظام " ونحن تحت الحكم العسكرى منذ 1952 ففشلت وأكلت نفسها عندما صرخت " الجيش والشعب ايد واحده " .. فشلت عندما رقص الثوار بجانب دبابات ومدرعات النظام .. فشلت ليلة جمعة الغضب .
وقد تستغرب وتندهش من هذا الغباء المتكرر فنفس السيناريو حدث فى يناير 77 عندما نزل الجيش لإخماد الثوره وكأنك أمام شعب لا يفهم .. ألم يكن بين الثوار الذين يتغنون بحيادية الجيش شاباً واحداً أفلت من الخدمه العسكريه بالرشوه لقيادات الجيش .. ألم يكن بين الثوار شاباً أراد أن يدخل إحدى الكليات العسكريه وتم رفضه لأنه بلا واسطه .. ألم يكن بينكم من شاهد مبارك فى غرفة العمليات ومعه كل قيادات الجيش
تطالبون الآن بشرعيه ثوريه ولا أفهم طلبكم فى ظل وجود شرعية ثورة يوليو ، هذه الشرعيه التى عاد إليها مبارك ومن قبله السادات لتدافع عن أركان حكمه و تخمد ثورة الشعب
فلنتخيل السيناريو الآخر لو أنه بعد إختفاء الشرطه ونزول الجيش رفض الشعب الجيش وإصطدم به كان سيوجد حلين أمام ثورة يوليو لا ثالث لهما إما مذبحه بشريه أو سقوط النظام العسكرى وإنتهاء شرعية ثورة يوليو ولكنكم لم تريدوها ثوره وإنما أردتم مظاهرات وإحتجاجات
إن شخصنة النظام فى مبارك يُفقد ثورتكم المباركه شرعيتها تماماً فمبارك بحكم السن كان سيرحل آجلا أم عاجلاً و يا من تطالبون بذلك كهدف أسمى لثورتكم أعطونى 10 إختلافات مابين مبارك وسليمان أو أى قائد عسكرى يحكم مصر؟؟ سوى أن هذا طويل وذاك أقرع ، فالفساد سيبقى والسرقه والنهب لمصر ستستمر و التضييق على الحريات سيبقى وإن لم يوجد قانون الطوارئ فهناك سلطه عسكريه لا تطيق من يختلف معها
بعد هذه التحيه الطيبه منى إليكم فأما بعد،
- كانت قوات الشرطه طوال جمعة الغضب تحاول أن تمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير وبالتالى كل المظاهرات توجهت إلى ميدان التحرير وكأن الثوره لن تكون ثوره إلا فى ميدان التحرير وفجأه إختفت الشرطه فإنطلق المتظاهرين إلى الميدان ثم نزلت قوات الجيش لتحيط بالميدان وتؤمن مداخله ومخارجه .. فتخيل نفسك مبارك وجاوبنى أيهما تفضل يا أخى مظاهرات متحركه بطول البلاد وعرضها أم مظاهره متمركزه فى ميدان التحرير وأنت المسئول بكل ود عن التحقيق عن شخصية كل إنسان يدخل ويخرج ؟؟
- أيها الثائر .. ألم تشاهد المشير طنطاوى وهو يزور القوه التى أمام ماسبيرو فيجيبه الجنود المرابطون أنهم من الحرس الجمهورى .. فكل المنشآت الهامه تمت السيطره عليها بالحرس الجمهورى وهى قوه غير تابعه للقوات المسلحه ولا تأتمر بأمر المشير ولكنها تتبع نفسها وتأتمر بأمر الرئيس وهى الحارس للنظام وعندما نعلم أن لدينا عدد كبير من الخبراء الأمريكان فى القوات المسلحه يقدر بـ 27 ألف عنصر .. لابد أن تعلم أن ثورة الشعب على الرئيس انتهت تماماً والرئيس مبارك يناور الآن مع الأمريكان فهو يسيطر بقوات تتبعه شخصياً على كل المنشآت الحيويه و الأمريكان ينسقون على أعلى مستوى مع الجيش المصرى الذي لهم فيه قيادات فوزير الدفاع الأمريكى على إتصال مباشر بنظيره المصرى ومايك مولن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكيه هو من يطمئنا على أن الجيش لن يفتح النار على المتظاهرين
الرئيس حول كل خطاباته ليلاً بعد منتصف الليل بعد أن كان طوال 30 سنه يحدثنا نهاراً وكان برنامجنا اليومى يبدأ بمظاهرات حاشده ومليونيه وبليونيه أثناء نوم الرئيس بحسب التوقيت الأمريكى ثم يتبعها مؤتمر صحفى للمتحدث بإسم البيت الأبيض يتبعه المتحدث بإسم الخارجيه الأمريكيه يتبعه الوزيره هيلارى كلينتون ثم خطاب المندوب السامى الأمريكى – مبارك - ثم خطاباً للرئيس أوباما
ولا تقف الأمور عند هذا الحد ولكنك إن تتبعت الأحداث ستجد أن جميع القرارات والإصلاحات وماشابه كانت بأوامر أمريكيه معلنه للمندوب السامى بينما مطالب الشعب والثوار كانت غير مشروعه فى نظر الأمريكان والنظام فكلاهما تعهد بتحقيق المطالب المشروعه للثوار و كان هم فى نفس الوقت من يحددون مشروعية المطالب من عدمها
أمريكا تحقق مصلحتها أولاً وأخيراً ولكنها توازن مواقفها بين الحريات والإنسانيات من ناحيه وبين رجالاً يدينون لها بالولاء فى العالم كله ولكن فوق هاتين القاعدتين مصالحها.

- إن لغز يوم الأربعاء عند خروج جمال وأحصنه تجرى فى شوارع المحروسه المملوءه بالدبابات وسمحت لها كل الحواجز فى الطريق بالمرور ثم سمح لها القائد المسئول عن أمن الميدان بالإقتحام ليؤكد أن الجيش والرئيس ايد واحده لأنها يدافعان عن نظام واحد هو نظام ثورة يوليو ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون هذا تحرك من رجال أعمال من الحزب الوطنى او أى مخلوق على أرض مصر فلا يوجد من يستطيع أن يأمر القوات المتمركزه فى الميدان والقوات التى قبلها سوى الحاكم العسكرى وأعتقد أن هذا كان ذكاءاً ليكسب أرض على الواقع وليؤكد سطوته وقدرته أمام كل من دعاهم للحوار وليعلن أنه موجود على الأرض كما أنه موجود فى السماء بطائرات اف 16
- أن يتم إعادة خدمات الإنترنت وكل شبكات التواصل الإجتماعى بعد الخطاب الثانى لمبارك وبعد ترويع الشعب فهذا ذكاء من النظام جعل الشعب يأكل الثائرين و النظام يتفرج ويضحك وليعطينا درساً فى أننا عندما نفكر فى ثوره فلابد أن نقوم بإستفتاء قبلها يضم كل المصريين
- كل المحاكمات التى تتم والتى ستتم وهميه وكل نتائج التحقيقات باطله لأنه لو كانت هناك خيانه من وزير الداخليه حبيب العادلى لتمت تصفيته فوراً و لم ينقذه النظام من وزاره الداخليه بعد قتل 12 مواطن وتحت وابل من الرصاص ولم يكن الرئيس يتطرق إلى الداخليه فى خطابه الأول ويقول أنهم نفذوا أوامره كاملة
- حتى من يتحاور معهم النظام - ولا يتفاوض معهم فالدعوه كانت للحوار فقط - تمت دعوتهم بعد تفكيكهم فليسوا على قلب رجل واحد ولا حتى يساوون رجل عرجاء

فى النهايه ملاحظتين على أداء الإخوان
- من يريد أن ينال موافقه أمريكيه سواء كان إخوانياً أو مسلماً معتدلاً لابد أن لا يصدر مشاهد إيقاف المظاهرات للصلاه فهذه تؤرق أى إنسان علمانى يؤمن أن المظاهرات لا تتوقف لأجل الصلاه وهذا يذكرنى بمن كانوا يتركون الإمتحانات فى الجامعات المصريه لإقامة الصلاه ثم العوده للإمتحان
- قناة الجزيره لم تغطى مظاهرات 25 يناير بل كانت تغطى يوم الغضب فى لبنان وبدأت تغطيتها بمجرد إعلان الإخوان الإشتراك فى جمعة الغضب وليس معنى أنك تبث مباشرة من ميدان التحرير و تعرض لقطات لإعتداء النظام المصرى على الشعب أنكم تقدمون رساله إعلاميه محترمه ولكن معالجتكم الإعلاميه وفلترتكم الإخباريه تعنى أنكم تقدمون إعلام موجه ومسيس كما هو حال الإعلام المصرى بأرضياته وفضائياته.

http://copts-united.com/Arabic2011/A...?I=708&A=30328