|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
د. سيد القمني: لو وصل التيار الإسلامي للحكم سيبدأ في التصفية الداخلية قبل أن يهزم
د. سيد القمني: لو وصل التيار الإسلامي للحكم
سيبدأ في التصفية الداخلية قبل أن يهزم لمصلحة الليبراليين 2-1 • شيوخ التيارات الإسلامية يعيشون زمن البيداء والبعير ويركبون المرسيدس! • هناك علامات استفهام حول بقاء الرئيس دون محاكمة غير هزلية إلى الآن! حوار: مايكل فارس الخميس ٣٠ يونيو ٢٠١١ انحسر الصراع بعد ثورة 25 يناير في مصر حول معسكرين؛ هما "الدولة المدنية" أو "الدينية"... الأخوان المسلمون يدعون لدولة مدنية بمرجعية إسلامية، ويطلب السلفيون بقيام دولة إسلامية، ويدعو "صفوت حجازي" لقيام الخلافة الإسلامية؛ واقتربت أولى انتخابات برلمانية في سبتمبر القادم، ليتصارع أنصار كل دولة على رجل الشارع لكسب صوته. التقى "الأقباط متحدون" بأحد اقطاب العلمانيين في مصر، وهو الدكتور "سيد القمني" والذي خصص الكثير من كتاباته ومؤلفاته لتفنيد أفكار جماعات الإسلام السياسي. حصل "القمني" على الدكتوراة في تاريخ علم الاجتماع الديني من جامعة "كاليفورنيا الجنوبية"، معظم أعماله الأكاديمية تناولت مناطق شائكة في التاريخ الإسلامي، ومن أشهر كتبه؛ "أهل الدين"، و"الديمقراطية والجماعات الإسلامية"، "رؤية من الداخل" و"الإسلاميات والإسرائيليات"، و"حروب دولة الرسول"، و"قصة الخلق"، و"آخر أيام تل العمارنة"، وصدر له مؤخرا كتاب "انتكاسة المسلمين إلى الوثنية". تم تهديده بالقتل من قبل جماعة "الجهاد"، إن لم يكف عن الكتابة ويعلن توبته عن كل ما كتب، الأمر الذي جعله يتوقف عن الكتابة لعدة سنوات، خاصة بعد اغتيال "فرج فودة".. لكنه قرر العودة لمعاركه الفكرية مرة أخرى. * بداية كيف يرى الدكتور القمني ثورة 25 يناير بعد مرور ستة أشهر على قيامها؟ - بحكم معرفتي بتاريخ الثورات، أعلم أن الثورة لا تتحقق في يوم وليلة، بل تأخذ سنوات، لذا نقول نحن قد ابتدأنا الثورة فلازلنا في مرحلة (أ) ولن تنتقل إلى مرحلة (ب) إلا عندما نرى ما حدث زمن ثورة 1919، عندما خلعت "هدى شعراوي" الحجاب، وخلعته بعدها كل نساء المسلمين في مصر، ولكنه عاد مرة أخرى مصحوبًا بالنقاب، مع الهزيمة النفسية والحضارية للمسلمين. والثورات تأخذ سنوات لإرساء قيمها، فمثلًا في "بولندا" الدولة الشيوعية - والتي ليس بها "فيروس الإسلام السياسي" - استمروا ستة سنوات حتى نجحت ثورتهم، رغم أنهم مهيئون لقيام دولة مدنية، والثورة الفرنسية استمرت ثلاثون عامًا ولم تحقق غاية مبادئها الأعظم إلا بعد 200 سنة؛ ولكن في مصر ليس لدينا وقت في ظل سرعة الأحداث العالمية أن نستهلك الزمن في بلادة رتيبة، لأن ذلك سيعني انتكاسة شديدة، فنحن نتحرك ببطء شديد قياسًا على حركة العالم، فكنت أتوقع بعد تحية العالم للثورة المصرية، أن نخطو بسرعة نحو التغيير، ولكني لمحت تباطؤًا مؤسفًا، ربما بعضه عن قصد من المجلس العسكري القائم بإدارة البلاد، والحكومة، فهناك علامات استفهام حول بقاء الرئيس دون محاكمة حقيقية غير هزلية، إلي الاّن، فلا يوجد رئيس جمهورية يُعزل ثم يجلس بقصره ينعم بحياة الملوك، ويده ملوثة بدم شعبه.. فأين محكمة الثورة ونقول المدنية وليست العسكرية؟ * هل تري سلبيات طفت على الساحة بعد الثورة؟ - السلبيات تجلت في أخذ بعض المشايخ الاسلاميين لدور الدولة، فعندما يُروَج بأن الذي أحرق كنيسة إمبابة بلطجية فهذا كذب. فلدينا الفيديوهات التي تثبت أنهم سلفيون، فلماذا لم يتم القبض عليهم ومحاكمتهم؟ ولماذا يذهب "محمد حسان" ليحل أزمة كنيسة صول؟! فهل هذا تصرف حكومة مسئولة أمام ثورة عظيمة؟ إضافة إلى الإعلانات التجارية التي استغلت اسم مصر وثورتها وشهدائها في الترويج لسلع تجارية، فهؤلاء المعلنون أهانوا مصر ويجب محاكمتهم للحفاظ على قيمة وشرف الثورة من الامتهان. واختيار المجلس العسكري لـ"طارق البشري"، و"صبحي صالح" في لجنة تعديل الدستور، أمر يطرح التساؤلات ويضع علامات الاستفهام، ويشي بتوافق بين الأخوان المسلمين والمجلس العسكري. * ولكن ما مصلحة المجلس العسكري في ذلك؟ - النظام السابق كان حريصًا على وجود التيارات الدينية وعلى رأسها الأخوان، لاستثمارهم في سياساته الخارجية أحيانًا، ولشغل الشارع المصري أحيانًا أخرى، وتبرير استمرار قانون الطوارئ أحيانا ثالثة، فلو لم توجد هذه الجماعات لخلقها النظام خلقًا، كما خلق أمن الدولة السلفيين كبدائل أسوأ محليًا وعالميًا في حال مقارنتها بالنظام الذي كان قائمًا، كي يظل القمع مُبررا لهم و لغيرهم، وجعلهم البديل الجاهز الذي رتبه النظام السابق لينتقم به في حال حدوث ثورة شعبية ضده، أو في حال حدوث مشاكل في سياسته الخارجية مع الغرب. النظام السابق استطاع إهدار كل القيم المصرية، مثل قيمة العمل، واحترام الوطن، وعَلَم مصر، والسلام الوطني، وذلك بداية من التعليم الابتدائي، لذا يتخرج الطالب وهو فاقد لهذه القيم، وعندما يتقدم طالب لكلية الشرطة مثلًا، فإن قبوله يتم عن طريق دفع الرشاوي أو المحسوبية، فماذا تنتظر من هؤلاء بعد تخرجهم !!.. ما أريد أن أقوله أن بعض القيادات أصبحت مؤدلجة بأفكار النظام السابق، وأيضًا من الواضح أن هناك توافق أيديولوجي بينهم وبين الأخوان والسلفيين. * هبت رياح الثورة المصرية على المنطقة العربية وهو ما يسمي بالربيع العربي.. كيف تري رياح التغيير تلك؟ - أخشي أن يتحول الربيع العربي إلي شيء قاتم، ولكن مؤقت وإلى حين، لأن البديل القائم في الشارع هو الإسلام السياسي، بعد أن تم سحق كل التيارات الوطنية والمفاعيل السياسية التي كانت تزخر بها المنطقة، وبخاصة "مصر" قبل حكم العسكر، كما أن "ليبيا" و"اليمن" و"سوريا" و"مصر" و"العراق" و"الجزائر"، كلها مناطق ثائرة على الفساد والدكتاتورية، ولكن الخوف أن تكون الثورة من أجل إقامة نظام صالح من عند الله، والحل السماوي هو المنتظر، فإن ذلك سيُحدث حروبًا أهلية بين الطوائف، ومعارك بين الشعوب لا يُستهان بها، ولن يستقر الأمر إلا بعد سنوات، اللهم إلا إذا فاجئتنا مصر بمعجزاتها، وتمكن أنصار الدولة المدنية من نشر الوعي الوطني الكافي للتصدي لتيار عبَدة النصوص وموتى التاريخ. * وما الخطر من قيام أنظمة إسلامية علي سُدة الحكم في المنطقة؟ ج: ستحدث تصفيات داخلية أولًا بين كل أصحب مذهب والمذاهب الأخرى، وبين كل أصحاب دين والأديان الأخرى، وسيادة طائفة دون غيرها، مما يُحدث خللًا مجتمعيًا جذريًا مع ضياع مفهوم المواطنة. والمثير للقرف أن تجد التيارات الإسلامية قبل الثورة تصر على سُنيتها في عدم الخروج على الإمام و لو كان فاسدا ظالمًا فاجرًا، ثم إذا بها - وخاصة السلفييون - يصبحون من الثوريين، ولم يُغامر الأخوان بنزول المظاهرات إلا بعد أن تحولت الانتفاضة إلى ثورة حقيقية، وهم أول من جلسوا مع "عمر سليمان"، ثم مع "شفيق"، ثم مع المجلس العسكري بالمخالفة للإجماع الثوري، ثم كانوا ضمن أعضاء اللجنة التي اختارها المجلس العسكري لتعديل دستور 71 الذي هو عبارة عن "سمك لبن تمر هندي"!. أما الطامة الحقيقية فكانت في كم الاستهانة بالثورة، وبالمواطنة في نوعية اختيار الشخصيات، فشخص مثل القاضي "أحمد مكي" الذي أصدر حكمه ضدي بالكُفر والتزوير وضرورة سحب جائزة الدولة التقديرية مني دون أن يُحاكمني، في تصريحاته المعلنة للإعلام، وأصبح موقفه رديئًا بعد الحكم الذي أصدرته محكمة جنوب القاهرة بمدى شرفي في الكلمة والمواقف، وأدانت من قذفني وكفرني واتهمني بالتزوير، فهل يصلح "مكي" ليكون مؤتمنًا على دستور لشعب بكامله بينما لم يكلف خاطره للتحري قبل الحُكم على شخصي الضعيف؟ أما اختيارهم لـ"صبحي صالح" فهو يشي بأنهم يعتقدون بغباء المصريين، وعدم قدرتهم على التمييز أو الفهم، وهي سمة ديكتاتورية كثيرًا ما دمرت بدلا من أن تُصلح. * أفهم من ذلك أنك تخشى على مصر من قيام نظام إسلامي بقيادة الأخوان المسلمين؟ - بالعكس أنا متفائل، لسببين: الأول أن التيار العلماني موجود في مصر قبل الثورة، ومتجذر في الوجدان المصري منذ 1919، وإبان حُكم نظام المخلوع، لم يكُن ممكنًا عمل أي تصالح بين التيار الليبرالي وبين نظام المخلوع، وقد دفع الشهيد "فرج فودة" دمه تعميدًا لوجود ليبرالية مصرية وليدة لكنها عفية وقوية بجيناتها، ولم يكن في الأفق المنظور أي إشارة لتحرك شعبي واسع كما حدث في ثورتنا العظيم في 25 يناير، كل ما كنا نستطيعه هو الحصول على أوراق من هذا النظام بالضغط الأدبي والفكري، والصراع الثقافي، وأعتقد أننا تمكنا من تحقيق القليل من الكثير الذي كنا نتمناه في مواجهتنا للنظام و للإسلام السياسي معًا، حتى تمكنا من أخذ جائزة الدولة التقديرية من فم أسد لعين، وهو ما كان يعني الاعتراف بوجود تيار علماني ليبرالي مصري قوي، بدليل أن مبادئ هذا التيار كانت هي مبادئ ثورة 25 يناير، فكان شرطُها الأول والذي انبنت عليه بقية المطالب هو دولة مدنية لا عسكرية و لا دينية، ولا زال الثوار يصرون على الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة، وأنهم قادرون على المواجهة إذا تم اغتيال أيًا من هذه المبادئ في أي توافقات سياسية، وميدان التحرير موجود، وشبابنا لن يغفل لحظة. إبان النظام السابق حصلت على جائزة الدولة التقديرية، والتي أخذتها من فم الأسد، فدولة مبارك لم تعترف بنا نهائيًا بل كانت تحاربنا وتحبس البعض وتسمح بقتل البعض بحادث سيارة أو فيروس مجهول، ورغم أن العام الماضي كان عامًا أسودًا، حيث توفى مفكرون ليبراليون قرابة خمس أعلام، فإن الثورة أظهرت أن لدينا الألوف الذين يتحدثون عن الدولة المدنية بملء الفم، ودون مهابة للأصنام التاريخية، فما زرعناه بالأمس نراه ونحصده اليوم. وأيضا الليبرالية تقوم على العلم الذي لا يرجع للوراء، وبالتالي هي إلى الأمام حتى لو كانت ببطء، وأصبح لها رجالها وشبابها الحاملين لوائها، ومستعدين للموت في سبيلها، من أجل مصر ومستقبل أبنائهم فيها، وليس من أجل الجنة والنار، والسبب الثاني غباء التيارات الإسلامية، ولك فقط أن تستمع الي الشيخ "الحويني"، أو "حسين يعقوب"، أو "محمد حسان"؛ لتكتشف ذلك بشديد البساطة، فلا زال هؤلاء يعيشون زمنًا لا نعرفه ولا نعيشه، زمن الخيمة والبيداء والخيل والبعير، رغم أنهم وللعجب؛ يركبون المرسيدس!!. ولكن تأثير هؤلاء الشيوخ على الشارع المصري في ظل جهل وأمية وتشدد ديني أكبر من تأثير الليبراليين؟ أعلم ذلك؛ ولكن هؤلاء الأميين أصبحوا الآن يفرزون ويكتشفون زيف مزاعم بعض الشيوخ، ويتسائلون من أين أتى هؤلاء الشيوخ بتلك الأموال والسيارات الفارهة والفيلات التي بها أنتيكات تكفي لإطعام قرى بأكملها؛ فالناس بدأت تكتشف حقيقة ذوي اللحى وأين انتماءاتهم، وأن فقراء مصر أبعد مايكونوا عن تفكيرهم. لذا أمامنا ربما عشرة سنوات لو حكم السلفيون أو الأخوان. وهذه أقصى مدة يحكمون فيها، ولن يعودوا إليها مرة أخرى، لأن مصر تنضج الآن لتقيم دولتها الحرة الكريمة. أتذكر قبل الثورة بليلة واحدة، كنت مع أصدقائي ولم نتوقع ما سيحدث، قلت لهم ستتحول مصر لدولة مدنية، وأراهن على شباب الإنترنت وغباء الإسلاميين ولكن ليس قبل عدة سنوات، وفوجئنا في اليوم التالي بالثورة. فدائمًا كنت أقول لأصدقائي "مصر تحتاج معجزة"، يقولون لي "زمن المعجزات انتهى"، ولكن لم أكن أرى ذلك فلازالت المعجزات تتوالى، فما فعلة "بن لادن" هو معجزة، حيث أنه أيقظ الغرب وعرفه بمدى خطورة الإرهاب الديني الذي كان يدعمه من قبل، وما يحدث الآن في مختلف البلاد العربية هو معجزة، لكنها معجزات تصنعها الشعوب وتفاعلات الأحداث.
__________________
(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37) (حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي) ( مت 24:10 ) مسيحيو الشرق لأجل المسيح http://mechristian.wordpress.com/ http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/ آخر تعديل بواسطة الحمامة الحسنة ، 01-07-2011 الساعة 02:47 PM |
#2
|
||||
|
||||
مشاركة: د. سيد القمني: لو وصل التيار الإسلامي للحكم سيبدأ في التصفية الداخلية قبل أن
د. سيد القمني: الديموقراطية ليست هي الشورى،
ولا يوجد ما يسمى "حضارة إسلامية" (2-2) • أسأل من يزعمون بوجود دولة إسلامية.. حددوا لنا ملامح الدولة المزعومة.. ما هو نظام الحكم فيها وكيف يتم تداول السلطات فيها وهل هي ملكية أم جمهورية؟ • الاخوان المسلمين طوال تاريخهم لا يعترفون بولاية القبطي أو المرأة، والآن يغيرون أفكارهم!! إذن هم يستغفلون المصريين. • السلفيون يتهمون العلمانية بالكفر لأنها تنتقص من سيادتهم على أخوانهم في الوطن ولسان حالهم يقول كيف يأخذ النصراني أو البهائي أو الشيعي أو القدياني نفس حقي؟ • لماذا لا يتقدم زغلول النجار و لديه القراّن الكريم، ويخترع لنا علاجًا أو فاكسينا يرفع عنا البلاء والأمراض؟ * أعلن الدكتور محمد سليم العوا عن ترشحه للرئاسة، وأكد أنه سيتبنى المشروع الحضاري الإسلامي المصري.. كيف ترى ذلك المشروع خاصة تشابك المصطلحات بين طياته؟ - أولًا جملة "الحضاري المصري" تعني تاريخ مصر، وهي عربية ورومانية وقبطية ويونانية وفرعونية، وهذا تاريخها وحضارتها، بما فيها من معابد وتماثيل، والتي يطلق عليها البعض منهم "أوثان"، وتعتمد على أرض جغرافية ذات حدود واضحة منذ فجر التاريخ، وإلى الآن أغلب المفرادات العامية هي من اللغة المصرية القديمة، والمقامات الموسيقية عند قُراء القرآن مثل الشيخ "عبد الباسط" و"مصطفي إسماعيل" و"البنا" هي مقامات الكنيسة القبطية في التراتيل، وأصلها مقامات مصرية قديمة. أما كلمة "الإسلامي"، فالإسلام دين بعض المصريين، وهو جزء من الشخصية المصرية، ولا يوجد ما يسمى الحضارة الإسلامية، لأن أساس الحضارة أرض وفعل مادي للإنسان فيها، وثقافة تكونت عبر ألوف السنين، وفيما يسمونه حضارة إسلامية ستجد علماء مسلمين واّخرين يهود مثل "ابن ميمون" اليهودي الذي قام بترجمة أمهات الكتب اليونانية للخليفة "المأمون"، وكذلك التراجمة المسيحيين والمزدكيين وهم سبب النهضة الخلافة العباسية، فعندما يكون هناك مهندس نقول المهندس الإسلامي أم المهندس المسلم؟ فمعنى أنه مسلم لا ينسب هذا الإسلام إلى الهندسة ولا العكس. وهناك فرق بين الحضارة والدين، فالإسلام دين؛ أما الحضارة هي صنع البشر، فمثلًا الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء كلها منجزات بشرية، ولو هناك تلميذ دخل امتحان كيمياء وحصل على درجة الامتياز، فلن يدخله الله الجنة لأنه حصل على تلك الدرجة، وإن رسب فلن يدخل النار لرسوبه، لأن الدين شغل الله أما الحضارة فهي شغل الإنسان. * الأخوان أعلنوا عن تأسيس حزب "العدالة والحرية" ورفعوا شعار "دولة مدنية ذات مرجعية دينية"، والسلفيون يؤسسون "حزب النور"، والجماعات الإسلامية حزب "البناء والتنمية"... والأخيرين رفعا شعار الدولة الإسلامية ورفض ولاية المرأه والقبطي. كيف ترى تلك الأحزاب؟ - دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية كلام يُقال للأطفال والذين لايملكون فهمًا سياسيًا ولو متواضع، لأن الدولة المدنية تعني أننا نحن من سيشرع لنفسه الشرائع عبر مجلس نيابي منتخب بانتخابات حرة نزيهة، أما الدولة الإسلامية المفترض أنها ستطبق الشريعة الإسلامية وهي حكم الله، إذن لا داعي لعمل مجلس ولا داعي لانتخابات، فبهذا هم ينصبون علينا بل ينكرون معلومًا من الدين بالضرورة، فهناك آيات قطعية تقول من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والفاسقون، فلماذا يكذبون على الشعب ويقولون دولة مدنية بمرجعية إسلامية! * قال عبد "المنعم أبو الفتوح" ردًا على ذلك أن الدولة مدنية لأنه سيتم إدارة مصر عن طريق المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والمجالس النيابية والصندوق الانتخابي.. وهكذا؟- عندما يقول صندوق انتخابي فيجب ألا يقول إسلام أو مرجعية إسلامية، حيث لا يوجد بتلك المرجعية أي صندوق انتخابي ولا مؤسسات، حتى لا يُبدل المصطلحات ببعضها ليغرر بالمواطنين البسطاء، فالإسلام دين محترم كريم لا يصح أن نقحمه في السياسة، ثم من عمل هذه المؤسسات هل الدين أم البشر؟ فمثلًا "عمرو بن العاص" عندما جاء "مصر" هل هو من أنشأ مؤسسات الدولة أم كانت قائمة منذ خمسة آلاف عام بحضارتها قبل مجيئه، وكذلك الحضارة في "سوريا" و"العراق"، فهو جاء ووضع رايته عليها ليس أكثر.. جاء "قمبيز" و"الاسكندر" و"الرومان" إلى مصر وتركوها وكانت مصر آلة شغالة دون توقف، ثم يأتي الفاتحون ليقولوا دولة إسلامية، وكأنها لم تكن دولة موجودة، فهذه دُعابة!. غير ذلك حدد لي ملامح الدولة الإسلامية المزعومة! قل لي ما هو نظام الحكم فيها، وكيف يتم تداول السلطات، وهل هي ملكية أم جمهورية؟؟ فالإسلام ترك لنا أشياءً كثيرة لم يتحدث عنها، ولكن عندما كان يتحدث عن شيء يتكلم عنه باستفاضة في التفاصيل مثل "سورة البقرة" وقصتها، و"قصة الفيل"، وأيضًا "سورة النمل"، فأين سورة الدولة؟ وأين آيات نظام الحكم؟ وأين حديث الإرادة الشعبية؟ وهل حدد الإسلام كم عدد أعضاء مجلس الشعب في البرلمان مثلًا؟ * أعلن الأخوان المسلمون أنهم يتبنون "الاقتصاد الإسلامي" في حزبهم الجديد، فما هو مفهوم الاقتصاد الإسلامي؟ - الاقتصاد الإسلامي هو اقتصاد ريعي خراجي غير إنتاجي، يقوم على أخذ الجباية والمكوس من الناس فقط دون إنتاج، وليس به تصنيع، إلا جندي محارب للحرب وأخذ غنائم الحروب لتضاف لبيت المال، وإن قال أحد أنه اقتصاد إنتاجي فليرني القوانين الإسلامية التي تحدد ذلك، وكيفية الإنتاج، وورقة حسابية لأي مرحلة خلال تاريخ الخلافة الإسلامية. هو اقتصاد يقوم على ما يأتيه من أموال الناس، وتذهب إلى دار الخلافة وكأنهم ليسوا رعايا للدولة المزعومة، فعمر بن الخطاب لم يعتبر المصريين رعايا، فعندما حدثت المجاعة في "مكة" ارسل لعمرو بن العاص يقول له "الغوث الغوث" يطلب الطعام من مصر، فأرسل له قائلًا ستصلك قافلة أولها عندك وآخرها عندي، فأخذوا الأبقار والبهائم من الفلاحين وأرسلوها عبر الصحراء، فانتهت أغلب القافلة قبل وصولها "مكة"، فأرسله له ثانية، فسأل بن العاص المصريين عن كيفية نقل البضائع، فارشدوه لقناة "سيزوستريس" التي كانت موجوده قديمًا، ولكن أفهموه أن إعادة حفرها سيتطلب سخرة للشعب الأمر الذي سيجعلهم يتركون زراعتهم، وبالتالي ينكسر الخراج السنة القادمة، فأرسل بذلك لعمر بن الخطاب، فلأرسل له الأخير (ولا يوجد مصدر إسلامي يخلو من هذه الرواية) ليقول له اعمل فيها وعجل أخرب الله مصر في عمار مدينة رسول الله، فأين هنا الاقتصاد الإسلامي المزعوم منذ عهد الخلافة الراشدة؟. * قال سلفيون مثل الشيخ "عبد المنعم الشحات"، والشيخ "حسن أبوالأشبال" أن العلمانية كفر وضد شريعة الله، وطالبوا بعدم اختيار أي مرشح ليبرالي؟- هذا الكلام فارغ يذكرنا بالمرحوم أحمد لطفي السيد عندما تحدث عن الديموقراطية فهاجموه قائلين الديموقراطية هي أن ينام الرجل مع أختة ووالدتة وضربوه، واليوم يروجون تلك الأحاديث عن العلمانية والسبب في ذلك لأنها تنتقص من سيادتهم علي إخوانهم في الوطن وعلى أرواح المسلمين لذلك يرفضون أي بند دستوري أو قانوني لا يؤيد هذه السياسة، فهم الأعلى ولسان حالهم يقول كيف يأخذ النصراني أو البهائي أو الشيعي أو القدياني نفس حقي، فمشكلتهم أنهم يعتقدون أنهم مخلوقون سادة للعالم دون دليل على ذلك، ولا أعلم ما الذي قدموه للبشرية؟ فهم خارج سياق التاريخ، فهل مثلًا اخترعوا شيئًا نفتخر به، أو صنعوا دواءً للأمراض المستعصية مثلما فعل كفار الغرب؟ فلماذا لا يتقدم "زغلول النجار" ولديه القرآن الكريم، ويخترع لنا علاجًا أو فاكسينا يرفع عنا البلاء والأمراض؟ فدائمًا يتحدث عن الإعجاز العلمي، فليرينا أي اختراع أو اكتشاف.. هؤلاء الكذبة مفترون، يبحثون عن مصالحهم الشخصية ونفوذهم فقط ولا اعتبار للوطن ولا المواطن، بينما العلمانية تضع كل المواطنين في مساواة تامة علي قدم وساق. * ولكن الإسلام أيضًا يقول ذلك؟ - هم يرون أن الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، ويقولون لا ولاية لكافر على مسلم، فالأخوان المسلمون طوال تاريخهم لا يعترفون بولاية القبطي أو المرأة، والآن يغيرون أفكارهم!! إذن هم يستغفلون المصريين، خاصة وأن ذلك يتعارض مع النصوص الإسلامية الصريحة، مثل تصريحات "عصام العريان" الذي يقول الآن يجوز ولاية المرأة والقبطي، وأنا أقول يجب أن تقام عليه حدود الإسلام التي كان يريد تطبيقها علينا، لأنه أنكر معلومًا من الدين بالضرورة. * ولكنهم يقولون أن مصر دولة إسلامية والرسول (ص) هو أول من أسسها؟ - هناك أشياء من خصوصيات الرسول فقط لا تعَمَم، مثل أن يقيم شبه كونفدرالية لقبائل العرب برئاسته ورئاسة "قريش"، ولكن لم ينشئ دولة، بدليل أن نظام الحكم ظل قبليًا في عهده حتي بدأت الفتوحات، وعندما فتحوا البلدان لم يكن لديهم نظام حكم، فقرروا أن يحكموها وفق نظامها السابق فظل نظام الوزارات والدواوين كما هي في مصر وفارس والعراق، ولم يقل الرسول أو القرآن شيئًا عن كيفية إدارة الدولة، فلا نظام حكم واضح، فطريقة تولي الحكم اختلفت ما بين الخلفاء الراشدين فأبي بكر الصديق تولى الخلافة بعد تأويل أمر الرسول أن يصلي بالمسلمين أثناء مرضه إلى خلافة، و أبو بكر عند موته أحضر عثمان بن عفان وكتب له توصية بخلافة عمر بن الخطاب للولاية، وهذه طريقة أخرى للولاية؛ أما عمر بن الخطاب فاختار ستة من المرشحين للولاية ووضع معهم ابنه عبد الله، واتفقوا على عثمان بن عفان وهذه طريقة ثالثة، وبعد أن قتل أبناء الصحابة عثمان ودفنوه في مقابر اليهود، وبعد ذلك أصبحت الخلافة إما بالسم أو بالخنجر أو بالسيف، فهل سنقبل أن يحكمونا بهذه الطرق؟ نقول لهم آسفون لن نقبل ذلك. و أؤكد أن الإسلام دين كريم وعظيم بمفرده، وليس له أي وظائف سياسية ولا علمية ولاحضارية،هو تنسيق لعلاقة الإنسان بخالقه، وعندما كان الرسول (ص) يتلقى الوحي كانت هناك ديموقراطية أثينا وكان الدستور بروما وقوانين حمورابي وقوانين المصريين قبلها بقرون، ولم يتم الإشارة إلى أي منها، لأن الإسلام دين فقط، عندما أرسل الرسول (ص) لهرقل ملك الروم لم يقل له من محمد بن عبد الله ملك العرب، إلى هرقل ملك الروم، بل قال من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم: "إسلم تسلم.. فإن توليت فعليك إثم الأريسيين" ولم يعتبر نفسه ملكًا يخاطب ملكا اّخر، و لم يطلب منه تغيير نظام حكمه لحكم إسلامي، أو أن تكون بلاده ديموقراطية بمرجعية إسلامية، بل دعاه للإسلام فقط. وكانت صيغة الحكم في عهد الرسول هي الملكية، وعندما عرضت عليه قريش تنصيبة ملكًا رفض، ومرة أخرى قال القرآن أن الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوا فيها وجعلوا أعزة أهلها أذلة. * عرف "عبد المنعم أبو الفتوح" الدولة الإسلامية بأنها الدولة التي أغلب سكانها من المسلمين حسب المبدأ الديموقراطي.. وبالتالي مصر دولة إسلامية؟ - أولًا، يقولون أن مصر دولة إسلامية منذ دخول العرب مصر، وهنا إذا كانت الأغلبية إسلامية في بلد ما تعني ان الدولة إسلامية، فمعني ذلك ان مصر منذ دخلها العرب و حتى القرن الثاني عشر الميلادي ظلت غير إسلامية، حيث كانت الأغلبية غير مسلمة، فكان الحكام والسادة فقط من العرب الفاتحين وقليل من المواطنين. ثانيًا، عندما يتحدث عن مصطلح أغلبية أو أقلية فهذه مصطلحات سياسية وليست دينية، لم تظهر في عهد الرسول بل ظهرت في العصر الحديث بعد الثورة الفرنسية، علي أيدي "جان جاك روسو" و"فولتير" و"مونتسكيو" ولها تعريفاتها الخاصة، فهذه المصطلحات هي منتجهم الفكري فلا يصح أن نقوم نحن بإعادة تعريفها بما يتوافق مع أفكارنا. فوفق النصاب السياسي فإن الأغلبية قد تتحول إلى أقلية و قد يحدث العكس، ولكن هذا لا يجوز في الدين؛ وفي السياسة ينتقل المواطن من الأغلبية إلى الأقلية أو العكس دون غضاضة، و هو غير مسموح في أي دين. * إن لم يكن هناك نظام الأغلبية والأقلية في عصر الخلافات الإسلامية، فما كان البديل أو مرادفات تلك المصطلحات؟ - كان نظام الحكم العربي هو الخليفة من قريش، وهو حديث صحيح عن أبي بكر الصديق، والذي قال أن الخلافة في قريش لا أقلية ولا أغلبية ولاانتخابات، وهناك فرقة واحدة ناجية، وإذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما (حديث صحيح). * دعى "صفوت حجازي" وكثيرون من السلفيين لإقامة الخلافة الإسلامية مرة أخرى.. هل تعقتد أن الحديث عن ذلك في عام 2011 منطقيًا أم درب من الخيال؟ - لإقامة الخلافة لابد أن يكون الخليفة من قريش، والسؤال أين ستكون دولة الخلافة؟ هل في مصر أم في السعودية أم في أندونيسيا؟ وهل ستكون خلافات متعددة تتحد معًا في دولة الخلافات المتحدة؟ وهل ستتحد بالاتفاق أم بالصراع والقتال لتحدث تصفيات حتي يُحسم الأمر للدولة الأقوى؟ وإذا افترضنا أن توحد الخلافات سيحدث بالاتفاق، فهل ستقبل السعودية بدمج ميزانيتها في ميزانية مصر؟ وأن تتساوى دخول المسلمين في البلدين في ظل نظام الخلافة؟ * يقول أنصار قيام الخلافة والدولة الإسلامية أن الديموقراطية والمواطنة هي مبادئ إسلامية بالأساس، وسبقوا الغرب في تطبيقها ولذلك يطالبوا بتطبيقها؟ ويفسرون الديموقراطية على أنها " الشوري" التي كانت عهد الرسول (ص) والخلافات المتعاقبة؟ - الشورى هي طلب النصيحة، وغير ملزمة للحاكم الذي يحكم مدي الحياة في الإسلام، والخروج على الحاكم هو خروج على الدين، وحكم سلطان غشوم خير من فتنة تدوم، وأطع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، وإذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما، فليس في الشورى انتخابات ولا ديمقراطية، وعندما رفض بعض المسلمين دفع الزكاه لأبي بكر الصديق بعد وفاة النبي طلب أبو بكر المشورة، فرفض كل كل الصحابة قتالهم لأنهم مسلمين، وعمر بن الخطاب قال له أنقتل أُناسًا يقولون لا إله إلا الله و محمد رسول الله؟ فقال لهم: "والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه"، ولم يأخذ بالمشورة وحارب مانعي الزكاة، والخليفة عمر بن الخطاب كان من المفترض أن يخرج علي رأس الجيش لقتال الروم فاجتمع بعشرة من الصحابة لأخذ المشورة، تسعة منهم طالبوه بالخروج على رأس الجيش وعبد الرحمن بن عوف فقط قال له لا تذهب، فأخذ برأي ابن مسعود ورفض رأي التسعة، وهذه هي الشورى وما أبعدها عما نفهمه من الديمقراطية، ومنهم من يقول "البيعة" هي الديموقراطية في اختيار الحاكم وقولهم كاذب، لأن الحاكم كان يجلس أولًا على الكرسي بالسيف والقهر والغلبة، وبعدها تتم مبايعته، فالبيعة كانت عقد إذعان من المواطنين للملك الجديد، فمعاوية مثلًا أخذ ابنه يزيد بعد أن استباح مدينة الرسول، وتمت البيعة بخطاب خير الخطباء في مسجد المدينة، والذي نادى قائلًا: "الخلافة لهذا وأشار إلي معاوية، فإن هلك فلهذا وأشار إلي يزيد، ومن أبى فله هذا وأشار إلى السيف"، ولعل سبب انهيارنا الفادح بين الأمم يرجع إلى التجارة بالإسلام، فعندما تاجرت الكنيسة بالدين وأقحمته بالسياسة، دخلت أوروبا العصور الوسطى وعاشوا أسود عصور البشرية. * ماذا عن المواطنة؟ - سأذكر فقط قول آخِر فقيه معاصر لهم وهو الشيخ يوسف القرضاوي الذي قال أن المواطنة هي رابطة الطين والتراب تحقيرًا لها، وأنها ماذا تكون بجوار رابطة الإسلام العظيم. فهم لا يعترفون بالوطن ولا بالأرض ولا بحدود لدولة الإسلام، هم يعرفون فقط إسلامًا عالميًا هو الوطن. * أعلن الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" ترشحه للرئاسة وفصله مكتب الإرشاد، وأعلن الدكتور "محمد سليم العوا" ترشحه وكذلك "حازم صلاح أبو إسماعيل" عن السلفيين نفهل هذا سيؤدي إلى تفتيت أصوات الأخوان السلفيين، الأمر الذي يعني سقوط سيناريو صعود تيار ديني لسُدة الرئاسة؟ - بالتأكيد، فحتى لو اتحدوا مؤقتًا سيقضون علي بعضهم بعدها، وأنا شديد التفاؤل، فلازلت أؤمن بمعجزات يصنعها واقع الأحداث والناس ليشكلوا بها التاريخ. * طالبت لجنة الوفاق القومي في اجتماعها الاخير بإضافة مادة تنص على الهوية الأفريقية بالدستور الجديد.. فهل تعتقد أن الهوية المصرية واضحة بالأساس في الدستور المصري حتي يتم إضافة هوية جديدة؟ -الهوية المصرية غير واضحة بالدستور المصري، وتم محوها من الذهن المصري، فتجد أن من ينتقد فكرة الأمة العربية أو الخلافة أو الإسلام السياسي فهو غير وطني وليس مصريًا، فاعتدنا أن نربط المواطنة بفكرة أيديولوجية، فمثلًا في عهد الملكية كان الترتيب (الله-الوطن-الملك) وفي عهد عبد الناصر كانت الاشتراكية هي الوطنية وغيرها خيانة، وفي عهد السادات أصبح الإسلام السياسي هو الوطن، واعتاد الإسلاميون التراجع عن كلامهم، فقالوا سابقًا بدولة دينية كاملة ويقولون اليوم بدولة مدنية ذات مرجعية دينية، وظلوا يرفضون تولي المرأة أو غير المسلم للإمامة الكبرى، واليوم يسمحون بذلك، بينما هم يُضمرون قانون العقوبات الإسلامي و الحدود و فقه العبودية و عقد الذمة، وهو ما يؤكده قول صبحي صالح في جلسة خاصة أن الله وفقه وجهزه و هيأه من أجل المسلمين جميعًا، لتطبيق الحدود الإسلامية في قانون العقوبات المصرية، وسعد الكتاتني عندما سُئل عن الحدود قال ليس وقتها الآن (بمعنى أنها مرحلة قادمة لا محالة). * كيف تري تحفظ كل المرشحين للرئاسة من الاقتراب من المادة الثانية من الدستور بل الخوف من حرفي (ال) اللذان وضعهما السادات، وأصبحت الشريعة الإسلامية "المصدر الرئيسي" للتشريع.. حتى لم يجازف أحد لتكون مصدر من مصادر التشريع كما كانت قبل دستور 1971؟ - الثورة التي يخشى رجالها من طائفة من مجتمع ويستثمروا هذا الخوف ضد طائفة أخرى، تكون ثورة ناقصة وأي مرشح لا يعلن رسميا طلبًا واضحًا بحذف المادة الثانية من الدستور تأكيدًا لمدنية الدولة المصرية، يجب حذفه من قائمة المرشحين و عدم انتخابه، لأن المادة الثانية تحدد نوع الرعوية في دساتير العالم،وعندما تنص في مصر علي أن دين الدولة هو الإسلام، بينما الدولة كيان معنوي أما الدين فهو للبشر، ثم تقول الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وهنا حددت رعيتك بالمسلمين فقط، بينما العدل أن تقف الدولة موقف الحياد بين كل أديان رعاياها، فكيف تنحاز لفئة من المواطنين ضد فئة أخرى؟ بل هي تسلب المواطن المسلم غير السني حقه في المواطنة بدليل أن الشيعة في مصر يدخلون السجون لأنهم ليسوا من الرعية السنية، والقبطي تُهدم كنيسته ولا يقدم أحد للمحاكمة، لأن الاقباط ليسوا أيضًا من رعايا مصر حسب هذه المادة. * ولكنهم يقولون أن هناك دول متقدمة تنص دساتيرها على دين الدولة؟ - يوجد ذلك في الدول الدينية مثل الفاتيكان وباقي الدول بها أحزاب تحمل مسمي دينى ولكنه تاريخي، ويقصد به التمسك بالفضائل المسيحية وليس تطبيق الدين في الحياة السياسية، فالدولة المدنية لا يوجد بها ماده ذات نص ديني وأي شخص يتحدث عن دولة مدنية ولا يطالب بحذفها، فكلامه باطل أو رعديد. * يردون على ذلك بأن حذفها ينتقص من الهوية الإسلامية لمصر؟ - نحن هويتنا مصريون وليس مسلمون، فالهوية وطن بأرض وحدود وتاريخ وثقافة، وجزء من هويتي الثقافة الإسلامية وليست كلها، فلدينا روافد ثقافية عديدة إفريقية وشرق متوسطية وفرعونية وقبطية ويونانية ورومانية وعربية، وهي الروافد التي شكلت الشخصية المصرية بالإضافة للثقافة العالمية. * كيف ترى مدى إمكانية تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع الأخوان المسلمين خاصة أنهم رفضوا تأييد أي تيار إسلامي في بداية الثورة وبعدها بدأوا التنسيق معهم؟ - يجب أن نفرق بين السياسة الخارجية لأمريكا وبين الديموقراطية الأمريكية التي تقوم علي المصالح، لو الأخوان هيحكموا البلد، فأمريكا لن تعارض ولن يشغلها الشعب المصري، ولن تدعم الليبراليين مادامت مصالحها محققة عبر الأخوان المسلمين أو السلفيين. * بالنهاية ما أمنية الدكتور "سيد القمني"؟ - أطالب بتأسيس هيئة لوضع الدستور من 15 شخصية من الفقهاء والمثقفين مشهود لهم بالكفاءة، ولا يتم اختيارهم من المجلس العسكري، وبعدها انتخابات لاخيار رئيس الجمهورية وبعدها انتخابات برلمانية. و أتمنى في نهاية العمر أن أُدفن بجوار حبيب قلبي وصديقي فرج فودة، الذي وضع أول بذرة لليبراليين في مصر، ودفع أول دم لهم في مصر، والذي أهديت له الجائزة التي حصلت عليها، وقلت آنذاك "جاتلك جايزتك" وقلت "نم يا فرج مطمئنًا واهدأ نفسًا وطب بالًا فها بذارك قد أنبت حقولًا من الزهور".
__________________
(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37) (حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي) ( مت 24:10 ) مسيحيو الشرق لأجل المسيح http://mechristian.wordpress.com/ http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/ آخر تعديل بواسطة الحمامة الحسنة ، 01-07-2011 الساعة 02:36 PM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
أنباء عن استقالة وزير الداخلية المصري | makakola | المنتدى العام | 1 | 19-05-2011 04:33 AM |
التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق في احداث ثورة 25 | net_man | المنتدى العام | 5 | 20-04-2011 05:52 AM |
سيد القمني/ مواد الدستور وفق الضوابط الشرعية الإسلامية | الحمامة الحسنة | المنتدى العام | 0 | 01-04-2011 08:44 PM |
وزير الداخلية المصريّ أمر إحراق أقسام الشرطة لإثارة رعب المواطنين | makakola | المنتدى العام | 0 | 14-03-2011 03:43 AM |
سيد القمني يتبرأ من أفكاره بعد تهديده بالقتل | saweres | المنتدى العام | 46 | 04-08-2009 03:41 AM |