|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
رسالة إلى الشيخ عبدالمقصود (١)
بقلم فاطمة ناعوت - المصرى اليوم بدايةً أُحيى الشيخ محمد عبدالمقصود على انتقاده بعض أفكارى فى برنامجه على قناة «الناس» السلفية. موجبُ التحية، تهذّبه فى الردّ، عكس العديد من السلفيين الذين يُغلظون القولَ، فينفرُ منهم الناسُ ويخافونهم، دون أن يسمعوهم، لأن علوَّ الصوت والتطاول إشارةٌ لفراغ الفكر وفقر المنطق. أردُّ عليه اليوم فقط لخلوِّ معجمه من السباب والتكفير الذى يتحلّى به آخرون يملأون الدنيا ضجيجًا أجوف. أردُّ عليه، وإن بدأ كلامه بنعتى، مع العلمانيين الآخرين، بـ«المنافقين»! وأن الناس قد كشفونا! فأما أننا منافقون، فأسألُه: مَن نافقنا؟ أمْ أنَّ المختلفَ معكم فى الرأى بالضرورة منافق؟! وأما «أن الناسَ قد كشفونا»، فأدعو اللهَ من قلبى أن يكشفنا الناسُ حقا، ليدركوا كم نخافُ على هذا الوطن وكم نجهد لرأب صدوعه التى ينحتُها المتطرفون بكل دأب وإصرار وغِلظة. ليت الناسَ يرون قلوبَنا التى تفيضُ حبا لله ولخلق الله. ذاك أن من فرط إعلائنا لله لا نراه ظالمًا يحبُّ بعضَ عبيده، ويكره آخرين! هل يكرهُ اللهُ! أيجتمعُ الجمالُ الكُلّىُّ، النورُ الكُلىُّ، الكمالُ والاكتمالُ والرحمةُ والبهاءُ والعُلوّ، مع الكراهة والتحيّز والعنصرية والقتل والدموية؟ مستحيلٌ أن أصدق ما يحاولون لصقه بالله من صفات حاشاه أن تمسَّه! ولأننا صورةُ الله على الأرض، فلابد أن نتمثله فلا نكره. نورُ الله ملأ قلبى فما ترك ذرّةً تتسعُ لكراهية مخلوق. ولا حتى للوحوش والحشرات التى تؤذينا رغم إرادتها، فقط لكى تعيش. فهل مَن ملأ قلبى حبا للضوارى والهوامّ، يمكن أن يسامحنى على كراهية إنسان مسالم لم يؤذِنى؟ انزعجَ منى الشيخُ عبدالمقصود لأننى ناديتُ وزراء التعليم فى العهد السابق (وسوف أظلُّ أنادى القادمين بإذن الله)، بأن يقرّروا فى مناهج التعليم القليلَ من الهيروغليفية والقبطية كيلا ينشأ النشءُ أُميا بلغتىْ بلده الأصليتيْن .. مجرد «يفكّ الخط» لنمحو أميّتَنا بلساننا القديم كيلا يندثر، فمن العيب أن يتعلمَ الغربيون لغتنا المصرية ويفكّوا شفرات حضارتنا العريقة وعلم المصريات، بينما نجهلُ، نحن المصريين، لغةَ أجدادنا العظام! ويقول إننى طالبتُ بإلغاء اللغة العربية!! وهذا غير صحيح! ليس فقط لأننى مفتونةٌ بالعربية وأحفظ عدة أجزاء من القرآن، يعود لها الفضلُ فى ضبط لسانى العربىّ، ولا حتى لأنها صارت اللغة الرسمية لبلادى، على يد الفاتحين العرب فى عهد الفاروق عمر، بل لأنها بالفعل لغةٌ عذبةٌ جميلةٌ وثرية، حُبلى بالكنوز والأسرار، يخسرُ كثيرًا مَن لا يتعلمها. ولو كان الشيخ عبدالمقصود متابعًا لكتبى، لاكتشفَ أننى من أشد المحاربين فى صفوف العربية ضدَّ هادميها .. وبوسعه العودةُ لكتبى ومقالاتى القديمة هنا بـ«المصرى اليوم» ليتأكد من ذلك. لكن افتتانى بالعربية لا يجعلها لغتنا الأمّ، فننسى لغتنا القديمة! ولا يجعلنا عربًا، فننسى أننا مصريون! وإلا غدا مواطنو أمريكا اللاتينية إسبانًا، وغدا الأمريكانُ بريطانيين! أحبُّ الإنجليزية وأتقنُها، فهل هى لغتى الأمُّ؟ وهل سيمنع الشيخُ أبناءَنا من تعلّم الإنجليزية والفرنسية فى المدارس المصرية، ويُخرج متعلّميها ومُعلّميها من الملّة، كما أخرجنى منها، حين طالبتُ بتعلّم لغة أجدادى؟! أما بقية انتقاداته لى، بشأن أقباط مصر، ومحاولاتى الدءوبة لرتق الشمل الذى يمزّقه المتطرفون منّا، حتى وقعت الواقعةُ وأوشكنا على الهاوية، فسأتناولها تباعًا فى مقالاتى هنا، (لأننى لا أمتلكُ فضائية مثله). آملةً أن يفتحَ الشيخُ صدرَه لى، مثلما صدرى مفتوحٌ له بكل محبة. فما أحوجنا إلى الجدل الرفيع البعيد عن السباب والتكفير وإهدار الدم، الذى لا يخرج إلا من ضعيف الحُجّة، فقيرها.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
عواء المسلمين و صراخ المضطهدين | el chife | المنتدى العام | 0 | 22-06-2011 05:06 PM |
بلاغ الي النائب العام ضد الشيخ محمد حسان | elmafdy | المنتدى العام | 3 | 17-05-2011 10:59 AM |
الشيخ القرضاوي بائع الفتاوي...!! (مطلوب دارفورياً) | makakola | المنتدى العام | 1 | 11-03-2011 03:39 PM |