|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
المخاطر الكبرى
بقلم د. عمرو الشوبكى - المصرى اليوم معركة الشعب المصرى مع «مبارك» تختلف عن معركة الكثيرين مع المجلس العسكرى، فالأولى كانت من أجل حكم ديمقراطى مدنى يعيد للمواطن المصرى كرامته بما يعنى رفض أى حكم عسكرى أو دينى، والثانية هى ضغوط مشروعة من أجل الإسراع فى تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب. البعض حوَّل الخلاف على الوسيلة والتوقيت إلى معركة حياة أو موت، والبعض الآخر دخل معركة ضد العسكر لا ثمن فيها خاصة حين تجىء من ناس كانوا يرتعدون من مخبر فى الداخلية أو كانوا جزءا من «منظومة البيزنس» فى العهد السابق، وفجأة أصبحوا يطالبون برأس المشير بعد أن أصبح كثير من المعارك التى يخوضها البعض بلا ثمن إلا الضمير الوطنى والاستقامة الأخلاقية. نعم هناك كثير من الشباب دافع عن قناعته بإخلاص حتى لو أخطأ وحتى لو اختلفنا معه، لكن هناك كثيرين ممن ركبوا موجة الثورة يدفعون كل يوم العديد من الشباب نحو معارك ستخصم من رصيدهم بين الناس وتختزل مهارتهم فى الاحتجاج دون تقديم أى بديل. والمؤكد أن أخطاء المجلس العسكرى لا تحصى فى إدارة المرحلة الانتقالية، إلا أن ما يحسب لتقاليد المؤسسة العسكرية يجب ألا ننساه فى غمرة النقد المشروع لأداء المجلس، فماذا كان سيكون عليه حال البلاد لو أصبح الجيش ملتقى سياسياً ثورياً كما يطالب بعض الثوار، فتقف بعض فرقه مع الثورة وأخرى ضدها وينهار تماسكه وانضباطه الداخلى، كما جرى فى اليمن وليبيا وسوريا. لقد عبر الجيش هذا الخطر وانحاز إلى الشعب وليس بالضرورة الثورة، لأن الجيوش الثورية هى الجيوش الفاشلة فى التاريخ مثل جيش القذافى أو بعض الجيوش فى أفريقيا التى كانت أقرب فى أدائها للميليشيات الشعبية، فحين نشهد فى المنطقة جيوشاً منقسمة ودولاً يتم إسقاطها ومسؤولية أمريكية مؤكدة عن جريمة حل الجيش العراقى - يصبح الحفاظ على كرامة هذا الجيش وتماسكه هدفاً لكل مصرى وإبعاده عن السياسة والحكم مسؤولية كل وطنى. والمؤكد أيضاً أن البعض ينسى أنه لم توجد تجربة تحول ديمقراطى فى العالم (باستثناء جزئى فى البرتغال) أشرف عليها الجيش، ففى العديد من بلدان أمريكا اللاتينية كان الجيش يحكم، وناضل الشعب من أجل إسقاط حكمه كما جرى فى شيلى مثلا . وفى أوروبا الشرقية كان الاتحاد الأوروبى وأمريكا الراعيين لتجارب التحول الديمقراطى، وفى مصر أخطأ المجلس العسكرى فى الكثير. ولكن لولا وجود المؤسسة العسكرية متماسكة ومنضبطة لما كان يمكن إجراء انتخابات تشريعية نزيهة بفضل تأمين الجيش لها وكان من المستحيل على الشرطة بوضعها الحالى أن تؤمنها، وسيظل دوره أساسياً لتأمين انتخابات الرئاسة وضمان تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب. خطر أن يختل تماسك الجيش حقيقة، حين يضطر بعض ضباطه وجنوده للرد على هذا الكم من الشتائم الذى يسمعونه كل يوم (فقط أتمنى أن يستمع البعض للشتائم التى تعرضوا لها، ومعهم العاملون فى التليفزيون أمام ماسبيرو لمعرفة خطورة الموقف). وهل يرغب بعض من يحرض شباب القوات المسلحة على قادتهم أن يشاهدوا وقفات احتجاجية داخل الجيش يقوم بها شباب الضباط والجنود كما يجرى فى كل مصر فنقضى على تقاليد مؤسسة عظيمة لصالح خطاب مراهق لا يعى خطورة اللحظة التى نمر بها. إن أخطاء المجلس العسكرى لا تحصى وطريقته «المباركية» فى إدارة شؤون البلاد كانت وبالاً عليه نفسه، وتشكيل لجنة مستقلة لتقصى الحقائق تعرف من المسؤول عن سقوط الشهيد الشيخ عماد عفت وعن إصابة أحمد حرارة وغيرهما - لا تنفى أن مصر عليها أن تتحمل ٤ أشهر صعبة من أجل الحفاظ على تماسك جيش وبقاء دولة، لأن فى يدنا أن نبدأ ونحن نقتص لحقوق ألف شهيد لا البكاء على ٦٠٠ ألف قتيل كما جرى فى العراق. amr.elshobaki@gmail.com
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
الهزيمه الكبرى للاحزاب الاسلاميه | النحال | المنتدى العام | 0 | 02-12-2011 09:14 AM |
قضية كاميليا وإجرام الإرهابيين المسلمين ضد الكاتدرائية والشعب القبطي | makakola | المنتدى العام | 176 | 12-05-2011 03:33 PM |
يوسف المصري يكتب: غزوة الصناديق الكبرى!! | abomeret | المنتدى العام | 1 | 28-03-2011 05:08 AM |
نداء أستغاثة من شعب المحلة الكبرى | SHababCH | المنتدى العام | 3 | 16-11-2004 06:47 PM |