|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الحسبة بأثر رجعى
بقلم سحر الجعارة - المصرى اليوم ١- المشهد الأول: فيلم عربى قديم، عن ظهور الإسلام، يصور الكفار بذقون طويلة وجلابيب رثة ونهم للخمر والنساء، ويصور المسلمين بهيئة وديعة وجلابيب بيضاء وسماحة على الوجوه.. «الذقن والجلباب» عامل مشترك بين فريقى الكفر والإيمان! الإسلام أَمَر بحف الشوارب وإطلاق اللحى للتفرقة بين المسلمين والمجوس.. والله أعلم. ٢-المشهد الثانى: «الحِسْبة» التى كانت فى بداية الإسلام للرقابة على الأسواق وحماية المستهلكين، تحولت - مع الوقت - لسيف على رقاب العباد، أصبحت «محاكم تفتيش» تُطبق على العباد قواعد «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» طبقاً لفهمهم ومصالحهم المرتبطة بما يعتبرونه معروفاً أو منكراً! ٣- المشهد الثالث: قضايا تكفير بالجملة تطارد المبعدين والمفكرين فى مصر، وحكم بتفريق الدكتور «نصر حامد أبوزيد»، رحمه الله، عن زوجته لأنه «مرتد».. وحالة من الرعب والنضال ضد قضايا الحسبة، انتهت بتغيير القانون، بحيث يقتصر تحريك دعاوى الحسبة على النيابة العامة.. لكن القانون لم يغير الواقع، توالت قضايا الحسبة الدينية، ثم ظهرت «الحسبة السياسية» التى وضعت عدداً من رؤساء التحرير على عتبة السجن.. ونجا منه الكاتب «إبراهيم عيسى» بعفو رئاسى من الرئيس المخلوع! ٤- ماستر سين: المصطلح معناه المشهد الرئيسى، قامت ثورة ٢٥ يناير وبقيت القوانين السالبة للحريات على حالها، وأجمعت منظمات حقوق الإنسان على تراجع الحريات العامة بعد الثورة! تشكلت أحزاب ليبرالية، وتصدرت أحزاب الإسلام السياسى المشهد وحصلت على أغلبية مجلسى الشعب والشورى.. وظل الشارع غارقاً فى الدماء.. وفى تلك اللحظة الدرامية عادت «دعاوى الحسبة» الملعونة لتحاسب النجم «عادل إمام» والكاتب «لينين الرملى» بأثر رجعى على أفكارهما وأفلامهما. «كارت إرهاب» للمبدعين والتيار الليبرالى.. ولمزيد من الإرهاب، تم الزج بالمهندس «نجيب ساويرس» فى قضية «ازدراء للدين الإسلامى»، وتلك ضربة مزدوجة لحزب ليبرالى يرعاه، وقنوات إعلامية كاشفة لعورات المرحلة الحالية!! ٥- مشهد مؤلم: محام مغمور لم يقتنع باعتذار «ساويرس»، ولا بتقبيله يد فضيلة شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب»، يتهمه بازدراء الإسلام لأنه أعاد نشر صورة «ميكى وميمى» فى هيئة الثقافة الوهابية!! وقد تخرج علينا «فتوى» بتحريم الصلاة فى المسجد الذى بناه «ساويرس» ملحقاً بمصنع لإنتاج السكر! ٦- مشهد دامٍ: الكنائس تحترق بشائعة، والأسر المسيحية يتم تهجيرها، وشهداء ماسبيرو لم يقتص لهم أحد.. ورغم أن القساوسة يطلقون ذقونهم إلا أنهم لا يجدون نصيرا لهم بين أغلبية مسلمة عاهدت الله على احترام الأديان وحماية دور العبادة! ٧- مشهد عبثى: صدر حكم غيابى على النجم «عادل إمام» بالحبس ثلاثة أشهر، وكأن التقرب للأغلبية يستوجب تقديم القرابين من فنانينا ومبدعينا على مقصلة «الحسبة»، والشطب على حضارة قامت على الفن والإبداع لمجرد الوصول إلى نقطة الضوء، فكل من ينصِّب نفسه «قيّماً» على المجتمع وحامى حمى الأديان والأعراض والفضيلة ليس سوى «باحث عن الشهرة»! أما تهمة «الازدراء»، التى وضعها النظام السابق سيفاً على رقاب الكتاب والصحفيين، فلاتزال تهمة قائمة، حتى تخرس كل الألسنة ولا يبقى فى مصر إلا «المنبطحون» لنيل رضا السلفيين أو التقرب لتراب (الجزمة الميرى)!!
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|