|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
أنفٌ ولحيةٌ وبينهما لسانٌ
بقلم فاطمة ناعوت - المصرى اليوم «يكذب». هى الكلمةُ التى تتمّمُ العنوانَ ليغدو جملةً مفيدة. حين «أمرونا» بالتصويت لهم فى الانتخابات، بعدما أوهمونا بأن تصويتَنا لهم تصويتٌ للإسلام، لمجرد أنهم يُطلقون اللحيةَ ويعتمرون الجلباب، صدّقناهم! وانتخبناهم! دون أن نعرفهم! لأننا نحبُّ الإسلام. رغم يقيننا أن الإسلام ليس لحيةً وجلباباً، بل سلوكٌ وأخلاق. وحين ارتكبوا المعاصى المُخزيات، قالوا إنها أخطاءٌ فردية، الدينُ منها براء. وهذا حقٌّ. إنما الحقُّ أن الدينَ براءٌ فى الحالتين. فلا نحن نصوّتُ للدين إذ ننتخبهم، ولا هم يشوبون الدينَ حين يأثمون. لأن الدينَ ليس بحاجة إلى أصواتنا، إن هو إلا ميثاقٌ بين الإنسان وربه ومنهاجٌ يضبط حياته ويُنقّى روحَه. ثم إن الدينَ لا أحدَ يمثله، ولا حتى رجل الدين. لهذا، حين يُخطئ، فخطأه محسوبٌ عليه، لا على الدين. لكن الشاهدَ أن من انتخبوا البلكيمى وأضرابه بالفعل كانوا يحسبون أنهم يصوتون للإسلام! لأنه من الشاهد أيضاً أن أحداً لم يكن يعرف الرجل ولا سابقة أعماله. فلا مؤلفات، ولا منجزاتٍ فكريةً له أو لسواه من رجالات الأحزاب الدينية الذين انتخبهم الناس، ولا أنشطةً أهليةً أو مجتمعيةً تشهد لهم، ولا «cv» تجعلنا نتعرف على مَن منحناه صوتنا! إنما مَن أعطاه صوته، فقد أعطاه للحية، بفرض أن اللحية رمزٌ للإسلام والتُقى! وهو ما ثبت عكسه فى حكاية البلكيمى. لأن التديّن والفضيلة محلُّهما القلبُ والعقلُ، لا الزىّ واللحية وزبيبة الصلاة. لهذا يقول شيخُ الأزهر إن السلفيين قد حولوا شريعةَ الإسلام إلى كهنوت. وإن ما يحدث الآن فى مصرَ: «بَلَه»، وراءه أصابعُ سوداءُ مخيفة. البرلمانىُّ الفاضل، عضوُ حزب النور، ارتكب عدة أخطاء: أقلُّها رذيلةٌ التجميلُ، وهو محرمٌ لدى الوهابيين، الذين ينتمى إليهم. لا سيما إن كان بغير ضرورة طبية مُلحّة. كأننى أراه وهو يُحرّمُ على ابنته أن تُهذّب شعيراتٍ نافراتٍ فى حاجبيها، بدعوى أن تبديل خِلقة الله حرامٌ! ثم الكذبُ، وهو كبيرةٌ فى كلِّ الشرائع السماوية والأرضية، وفى منهاج الإنسانية التى تحتقر الأفّاكين الكذبة. اختلاقُ واقعة لم تحدث، والافتراءُ على أبرياء بأنهم اعتدوا عليه وسرقوه، وكادوا يُسجنون لولا أن نجّاهم الله! والصفاقةُ بتحديد قيمة المسروقات برقم مستفز لمعظم مواطنى شعب مصر الفقراء. إشاعةُ الفزع بين أفراد مجتمعٍ يقف على صفيح ساخن بسبب غياب الأمن فى لحظة ما بعد الثورات. ثم أخذته العزةُ بالإثم فأصرَّ على التمسك بالافتراء وتكذيب شاهد الحق، الطبيب القائم بجراحة التجميل وجميع طاقم المستشفى. إزعاج السلطات وتشتيت جهود المباحث فى مُباحثة قصة مُختلقة. ثم إلصاق جريمته بـ«البنج» المسكين. القطةُ حين تسرق تُطأطئ أذنيها خفراً وخجلاً من خطيئتها، رغم جوعها وحاجتها للطعام، لكن النائب المحترم تفنّنت جسارتُه فى نسج أسطورته رامياً شعب مصر بانعدام المروءة والشهامة فى إغاثة الملهوف، قائلا لفيديو «اليوم السابع»: «محدش نجدنى، العربيات كانت بتطير طير خوفاً من المجرمين، ورحتُ أصرخُ: اللهم أحسن خاتمتى!» يا للخيال الخصب! سؤال للسطحيين الذين يختصرون الإسلام فى أشخاص: هل انتقادُنا السلوك المُشين لهذا الرجل أو سواه، يُعدُّ انتقاداً للإسلام؟! أم هو حماية للإسلام من مشوهيه؟ وهل سيعتبرون اختصامنا لتجّار الدين أولئك، اختصاماً للدين، تماماً كما زعموا أن من لا ينتخبهم عدوٌّ لله؟! حاشا لله أن يكون له أعداءٌ من بنى الإنسان! سؤال أخيرٌ بات يؤرقنى: هل كانت الملكة العظيمة حتشبسوت تعلم أن مآل مصر إلى«لِحية»، لهذا كانت تضع لحيةً صناعية على ذقنها؟!
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|