|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
وحدوى من شبرا
بقلم نيوتن - المصرى اليوم مات البطريرك التاريخى. رحل قداسة البابا شنودة. لابد أن بصمته فى تاريخ مصر وتاريخ الكنيسة سوف تظل محفورة لزمن ممتد. غيابه يمثل فجوة كبيرة جدا تضع تحديات ثقيلة على كاهل من يليه. كان قداسته قيادة دينية لها قيمتها ومكانتها ورؤيتها. شجاع هادئ. وطنى حقيقى. جاء بعد الأنبا المقدس كيرلس، الذى تمتع بقيمة روحية كبيرة بين الأقباط. فصنع البابا شنودة من الكنيسة كرسياً قائداً لمسيحيى الشرق الأوسط.. وبنى للأقباط صوتاً عالمياً له تميزه. ظلوا جميعاً، على تنوعهم، ينضوون تحت عباءة قيادته الروحية. من اللحظة الأولى حين كان لم يزل يشيد مكانته. حتى اللحظة الأخيرة حين كان المرض يمنعه من أن يقوم بمهامه كما اعتاد. حضرت لقاء لقداسته مع معارف أقباط أمريكيين منذ سنوات بعيدة فى كاليفورنيا. كان يزور الولايات المتحدة مرات كثيرة. وجدته حلو الكلام. حليم العقل. حاضر البديهة. عميق الروحانية. ساخر التعليقات. منذ ذلك اليوم بدأت فى متابعة أخباره وحواراته. أعتقد كان هذا منذ ١٥ عاما. أهمية قداسة البابا شنودة تكمن فى أنه كان مصرياً وحدوياً. «شبراوى» أصيل. فى شبرا ترسّخت قيم المواطنة على مدى العصور قبل أن تتدهور أوضاع الثقافة المصرية العامة. أشير إلى شبرا باعتبارها قيمة ومعنى وشخوصاً وتاريخاً لابد أن نستعيده واقعاً. هذه فرصة لكى أدعو القراء إلى مطالعة رواية الكاتب المصرى الكبير الراحل الأستاذ فتحى غانم «بنت من شبرا» حيث عوالم اختلاف الأديان والثقافات ومتغيرات العصر. تدق الأجراس الآن. تُعزف الألحان الحزينة. يبكى الأقباط. يشاطرهم بقية المصريين مشاعرهم المبتئسة. الخسارة مشتركة. قداسة البابا شنودة لم يكن فقط قيادة دينية مسيحية، وإنما شخصية مصرية قيادية ورمز جامع. حكيم. مرن. عاقل. كنت أتابع مقالاته فى جريدة الأهرام رغم اختلاف العقائد. حيث أجد قيمة روحية تعلى عمق المعنى الدينى فوق التناقضات التى اصطنعها البشر وتسلحوا بها فى اختلافاتهم المعقدة. حين علمت بخبر الموت - كان متوقعاً منذ أيام وربما أسابيع - أجريت اتصالات بعدد من أصدقائى الأقباط. عزيتهم. على المصريين جميعاً أن يتقاسموا هذه اللحظة المؤلمة. شاهدت تعليقات فى محطات التليفزيون أغلبها كانت لمسلمين يبدون تقديراً صادقاً للبطريرك الراحل. لم أتفاجأ بقرار السيد المشير محمد حسين طنطاوى حين منح الأقباط فى كل أنحاء مصر إجازة ثلاثة أيام لكى يجدوا الوقت الكافى للمشاركة فى مراسم جنازة البابا الممتدة. قرار مهم يستحق الإشادة. توقفت أمام ما ورد فى بيان الخارجية الأمريكية وهى تنعاه: «داعية للتعاون الدينى والوحدة الوطنية». كان كذلك بالفعل. كان وحدويا لدرجة تجعل بياناً من واشنطن يقول ذلك. قرأت هذا فى تعليقات مصرية مختلفة، لكن ما استوقفنى هو أن يرد ذلك المعنى فى نص أمريكى. الولايات المتحدة متهمة بأنها تحرض على الطائفية فى مصر. تعاطفت كثيراً مع قداسة البابا قبل رحيله. عانى سنوات من آلام المرض. خصوصا فى الأشهر الأخيرة. واجه الآلام بصلادة مدهشة. تكالبت عليه، لكنه لم يدعها تقهره. واصل المقاومة إلى أن وافته المنية. استعان فى المواجهة العصيبة بما له من رصيد سنوات ممتدة.. فبقى لقيمته الروحية تأثيرها على الكنيسة، بينما هو يعانى أمراضاً مختلفة. سوف يفتقد الأقباط هذه القيادة الروحية. سيكون تعويضه صعباً. لا يمكن مطالبة البطريرك التالى بأن يملأ هذا الفراغ بين يوم وليلة. قداسة البابا شنودة بنى مكانته طوال أربعين سنة. تراكمت من مجموعة هائلة من المواقف التى خاضها، وكان فى كل مرة يعبرها بهدوء وتعقل ووطنية. فقدت مصر رجلاً تاريخياً مميزاً . أكرر عزائى لكل المصريين . newton_almasry@yahoo.com
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
ترنيم فى شارع شبرا - فريق الحياة الأفضل - هانفضل واحد | makakola | المنتدى العام | 0 | 22-05-2011 04:31 AM |
من ذبح الفلس طينين في صبرا وشاتيلا ؟ | babylonian | المنتدى العام | 26 | 30-10-2009 04:58 PM |
ذبح اسرة مسيحية في شبرا الخيمة | fredy_kroger | المنتدى العام | 46 | 23-05-2005 01:21 AM |