تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-06-2012
الصورة الرمزية لـ الحمامة الحسنة
الحمامة الحسنة الحمامة الحسنة غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
الحمامة الحسنة is on a distinguished road
أطير من نفسيّ إليك يا ربيّ


أطير من نفسيّ إليك يا ربيّ







بقلم: إبراهيم عرفات





أريد يا رب أن أستشعر حضورك في كل خلية من خلايا جسمي فأنقاد بروحك القدوس لعمل الخير دائما وفي هذا يحركني الحب، حبك أنت يا رب. أريد أن أحبك وأن أحب كل الناس، حتى من أذوني، بكامل العزم والإرادة: باختصار، أريد أن أكون مسيحيًا. بك أتحرك يا إلهي فهبني أن أتحرك وعلى إيقاع حركتك أنت في انسجام مستمر معك ولا تفتر علاقتي الحميمة بك. على الموجة التي أنت عليها أريد أنا أيضًا أن أكون يا إلهي، في تناغم معك. أريد أن أحبك حبًا صادقًا شديدًا قويًا فينبلج في داخلي شعاع منك ينفد إلى باطن نفسي ومني إلى نفوس الآخرين الذين تضعهم في عملي، في الجامعة، في الأتوبيس، حيثما كنت فينجذبون هم نحوك لا نحوي ودون أن يدروا لأنك أنت القائل وقولك الحق أنك سوف تجذب الناس إليك بـ "ربط المحبة" (هوشع 11).

هذا قراري يا رب: ذهني لا يكون فيه إلا أفكار المحبة، وعيناي لا يكون فيهما إلا وهج البراءة والطهارة، وشفتاي لا يكون عليهما إلا كلمات النعمة والرقة، وقلبي لا يكون فيه إلا الود والوداد تجاه كل مخلوق ألقاه، وإرداتي لا يكون فيها إلا أمنيات الخير للجميع، حتى لمن أساءوا لي. ولكي يكون لي كل هذا أسألك يا روح قدس الله أن تملأني وفيضك أنت أريد في كل حياتي.

أريد أني أفتكرك دايما في كل وقت يا رب وأن لا تغيب عن بالي لحظة واحدة. تأتي الهموم والمتاعب والأمراض والإرهاق والخوف من اللي جاي وباكون قرفان من نفسي ولا طاقة عندي لأقول أي شيء. اجعلني أتصرف من غير ما أقلق وأكون عارف أن أنت اللي تقودني وتوجه خطاي. أرجوك لا تغيب عن بالي لحظة واحدة مهما اشتد التعب الجسماني واجعلني أرجع إليك فورًا ولما أصلي أكون عارف أني باكلم أعز صديق. خليني أتصرف من منطلق مشيئتك ومشيئتك بس وأن مشيئتك تكون زادي وغذائي. أعيش معك يا رب فأنت رفيق ترحالي وأعظم صديق عرفته واستريحت له من كل قلبي من أول ما حطيت إيدي في إيدك.

مش ممكن أكون مثمر ونافع إلا لو أنت دايما على بالي يا رب. مش عارف ليه أضيع الوقت فيما لا يفيد وأنشغل وأسهو عنك؟ أريد أنك تكون بالنسبة لي صاحب ومش أي صاحب ولكن صاحب متعود عليه وأروح له على طول لما يحصل أي شيء وأتكلم معك كلام يطلع من جوايا بروح الإيمان الحار. أرجوك يا رب تخليك دايما على بالي عشان أرجع لك على طول. اخليني أفتكرك وحركني بروحك عشان أفتكرك.

أريد لكل نشاط بشري أقوم به يا رب أن يكتسب مسحة من حضورك، أن يتقدس بك وفيك. أن تظهر أنت في كل عمل يُطلب إلي أن أقوم به، أن تصبح حياتي واحدة وليست ساعة لك وساعة لي بل تكون كل الساعات في حياتي لك وبك. اجعل محبتك تظهر للآخرين في كل عمل أُقدِم عليه بروح الصلاة. اجعلني مفيدًا للآخرين في حياتهم لا أن أكون متقوقعا على ذاتي منهمكًا بنفسي. ارفع عني كسلي واستخدمني في حياة الآخرين بأي شيء يمكن أن أقوم به معهم.

وأيًا كان طبيعة النشاط الذي نقوم به، فليس مهمًا لو أنت بتعمل أشياء كثيرة متعددة ولكن المهم هو أن تعمل المطلوب منك وما وضعه ربنا في طريقك بإتقان وتعمله جيدًا. ولأجل أن يحصل هذا فـ لازم أن يكون هناك محبة كبيرة في ما تعمله. تعمله بمحبة يا صديقي.

كما يستمد الطفل الجنين حياته وغذاءه من أمه أريد أنا كذلك أن أستمد حياتي منك يا رب وأن أقتبلها منك مباشرة فيأتيني الغذاء منك أنت مباشرة لأنك أنت خبزي الحيّ وغذائي الأزلي. أريد أن أعيش بك وأن تتغذى أفكاري بك وتتشرب بك ولا أتشبع بأي شيء آخر غيرك أنت. روحك أريد لكل ثنايا كياني أن تنتعش وتمتليء بها. أنت ترد نفسي يا إلهي. مين غيرك يرد الروح؟ ردت الروح فيّ بسببك يا رب. انعشني بك. جوعني إليك ولا تسمح أن أستسلم للوهم بأني وصلت أو اكتفيت روحانيا بل اجعلني دائما أعرف كم أنا محتاج لك، لحظة بلحظة، كالطفل نحو أمه. أصلي لأني أريدك أنت يا إلهي ومحتاج إليك.

يا رب، إنتة أكتر واحد فاهمني كويس. إنتة عارف أنا مين وبتكشف نفسك لي. وعشان كدة أنا كمان عرفت إنت مين. عمرك ما بتستخف بأي شيء بيحصل في حياتي أو أي شيء أفكر فيه يا رب مهما كان هذا الشيء صغير أو تافه في نظري أو في نظر الناس فهو مهم قوي في نظرك.

أطير إليك يا ربي، أطير إليك من نفسي، على قيثارة الشوق إليك أطير فأستريح. أشكو إليك يا ربي؛ أشكو إليك منك. تضمني بالحب إليك. أعانقك. أُقبّلك. تهدأ نفسي تمامًا تستريح. ليت لي جناحا كالحمامة، فأطير بعيدا وأستريح (مزمور 55/ 3). نلوذ به هو ونحتمي. رب الكل؛ رب المسلمين ورب المسيحيين ورب الجميع. الرب إلهنا رب واحد وهو رب الكل، من مسلمين وغير مسلمين.

أمور هذه الدنيا عابرة وتمضي لحال سبيلها ومع ذلك يا رب أوليها أهمية أكبر من حجمها مع أنك أنت يا رب وحدك أجدر بكل اهتمام عندي. ساعدني يا إلهي كي ما أتجه إليك بكل قواي وطاقتي فتستولي أنت على عقلي وكل تفكيري. يا من وهبت كيانك لنا في الصليب هبنا أن نهب لك كل كياننا ولا نستبقي على شيء لأنفسنا. لا تنقطع عن أن تعطينا ذاتك لنا يا رب؛ دائما تأتي إلينا وبرقة تطرق باب قلبنا. أنت لا تأتي بل أنت تهرول إلينا حتى وإن لم نمشِ إليك كي نتلاحم بك وتقيم فينا. أحمدك إلهي حمدًا كثيرًا على سرّ تجسدك الفائق الوصف لما عندي من عقل. كيف أفهم التجسد وهو ليس معضلة معرفية وإنما هو سرّ إلهي من أعظم أسرارك؟ لن أبرر طبيعتك يا إلهي لمن لا يؤمنون بتجسدك بيننا بل بالأحرى سوف أستقبل طبيعتك أنت كما هي في كياني. لا أريد فهم طبيعتك ولا أريد شروح مجامع كنسية لها ولكني أريد لطبيعتك أنت أن تنطبع في قلبي وأن أكون أنا مطبوع بها.

خليني عايش لك يا رب. لما يسألوني: إنتة عايش لمين؟ أقول عايش للرب. أنا مش عايش لنفسي ولا لأهلي اللي باحبهم ولا لقضايا مجتمع أو أي قضايا. أنا عايش ليك. مش عايش للخدمة ولا أي أحد. أنا عايش لك أنت وبس. "إن عشنا فللرب نعيش". إنت بس يا رب هو هدف حياتي وغايتها. أنت أعظم حلم وأعظم إنجاز أصبو إلى تحقيقه. حلم المستقبل هو أنت يا رب. عشاني أحبك وأحب الناس فلازم الأول أعيش محبوب. عشاني اتحبيت فـ كدة ها أقدر أحب.. ها أقدر أحبك وأحب اللي حوالين مني بالحب اللي هاخده منك يا رب. لو أنا عايش لك بصحيح فلازم لما أكل وأشرب وأتنفس وأشتغل وأستريح وأصلي.... يكون كل ده عشانك أنت يا رب. أريدك أن تطهر نوايايّ باستمرار يا رب. خلي نيتي سليمة بجد. احنا عايزينك أنت يا رب ومش عايزين الجوايز والمكافآت اللي بتيجي بسبب اتباعنا ليك. أنت المكافأة. أنت الهدف اللي أحيا له. لما أخصص وقت أكرّس نفسي فيه لك وبس فهذا الوقت بيكون الوقت اللي أنا فيه أكون أكثر فعالية والسبب هو أن حياتي في الباطن بتكون مليانة بيك، حية قوية وبحضورك أكون حساس لـ الإشارات اللي جاية من عندك لي على مدار اليوم. أيوة.. شايف إشارة جاية منك! إزاي هالقطها؟ مش مفروض الأول أكون على نفس موجة الرادار تبعك يا رب؟ كل يوم فيه رموز وإشارات جاية منك لي يا رب ولو أنا مش على موجتك فـ مش هالقطها ومش هافهم حاجة خالص وتمر بي مر الكرام وكأن لم يحصل شيء! دايما بتتكلم معايا يا رب. إشاراتك حاضرة ولكن هل يا ترى أنا جاهز للإصغاء؟ أم أن جهاز الاستقبال مقفول عندي والبطارية ضعيفة؟ في كل حاجة أعملها، في كل حاجة حوالين مني، عايز ألاقيك دايمًا يا رب جنبي، أستمع لك وأكتشفك وبرضو أساعد غيري إنه هو/ هي كمان يكتشفك ويدوق حلاوتك ونعيش حياة كلها مجد، عجائب ورا عجائب، شاعرين بحضورك الفعلي الحي الملموس واللي مليان محبة مالهاش حدود بالمرة.

عندما تنظر إلى الناس يا رب فأول شيء يلفت انتباهك هو ما فيهم من محبة؛ محبة لا تنتظر المكافأة من أي نوع أو حتى أن يعترف بهم أحد في كل ما عملوه. المحبة الغير أنانية واللي بتعبر بطريقة شخصية عن الخير الموجود داخل الإنسان وأفضل ما عنده ويمكن أن يجود به. أشعل قلوبنا بالحب للناس يا رب. أنت شعلة. أنت نار. أنت حب. خلينا نشتعل بيك يا إلهنا، أيتها النار الآكلة. لا يتبقى فينا إلا الحب. لا يتبقى فينا إلا أنت يا رب. لا يكون في حياتنا إله إلا أنت. لا إله إلا الله. نريدها بالتطبيق والفعل مش بالكلام.

المحبة سهلة.. ومع ذلك فهي برضو صعبة، حتى مع الناس بتوع ربنا عشان الحب الحقيقي يتطلب منا نسيان ذواتنا. لكن اللي بيحصل إننا بنحب أنفسنا عن طريق الناس اللي بنظن إننا بنحبهم. فيا ترى هل أنا أحبهم هُما ولاّ أحب نفسي من خلالهم؟ باحس إني حاجة من خلالهم. . . هل يا ترى هدفي إني أحبهم لذواتهم أم لأجل منفعة شخصية تعود عليّ من وراء هذا الحب؟ يا رب، خلي نوعية حبي للناس تكون محبة من الطراز الأولى، محبة درجة أولى، محبة صادقة شديدة بكامل القلب. خلي محبتك أنت كمان يا رب هي اللي تستولي علينا بالكامل وبـ كدة يبقى كل شيء في مطرحه. قد إيه يا رب بنسمح لأنفسنا أننا ننزعج من غيوم مالهاش أهمية، غيوم تطلّ فوق رؤوسنا وحتما سوف نعبر، لكن احنا يا رب بنفضل متعكننين ونفوسنا متكدرة بسبب الغيوم دي وللأسف بننسى الحقائق الرئيسية، الحقائق الجوهرية الأساسية واللي مفروض نحسب لها أكبر حساب.

أيًا كان طبيعة النشاط اللي بنقوم به، وأيًا كان نوع الألم اللي بنمر بيه، فلو اتحاد المحبة دخل في هذا النشاط أو ذاك الألم اللي بيؤلمنا هايخلي الأمور ليها قيمة وتستحق ومش بس أمور عابرة بتحصل في حياتنا. . . كل هذا لأننا لم ننعزل وناخد ركن لوحدنا ولكن قررنا أن نتحد بالحب بإلهنا وسط اللي بنمر بيه. والدي السماوي، واسمح لي أناديك والدي لأنك والدي الحقيقي، وأناديك والدي زي ما عملت صديقتي المسلمة المتصوفة السعودية ليلى، أريد أن أتحد بك يا إلهي أكثر فأكثر وأن أكون خاضعًا لك. أريد لنفسي أن تتحد بكل ما يتصل بك في عالمنا اللي أنا عايش فيه. أريد أني أقدم نفسي لك يا إلهي وبكل أريحية وانسيابية ودون تصلب ومن غير عترسة عشان أنقاد بيك وأتحرك في انسيابية جميلة زي السمكة في المية.

أحيانًا أتساءل يا رب بيني وبين نفسي: كيف يمكن أن أصبح إنسان أكثر إنسانية؟ أكثر تحضرًا؟ أكثر رقيًا؟ ودائما أجد الجواب عندك أنت. إنسانيتي يا رب تأتي من كوني قادر إني أحب وبالتالي أُعطي. معنى إني أحب هو أني أفكر فيك، أتطلع إليك، أصغي إليك، أوَّحد نفسي بك وأن أحكي لك على كل شيء وأشاركك بكل ما يحصل في حياتي في بساطة الأطفال. حياتي يا رب ما هي إلا سلسلة متواصلة من الاختيارات وهذه الاختيارات تكون إما لصالح المحبة أو ضدها، وفي كلتا الحالتين أنا اللي بـ اختار. اختيارات المحبة فيها أترك نفسي وأتخلى عنها لأجل خير الآخرين. لا أتشبث بذاتي وبعنادي بإسم الكرامة. وكلما زاد هذا الحب وكبر بداخلي كلما زادت إنسانيتي تبعًا لذلك. اجعلني أحب يا رب بقلبك أنت حتى أرى الأمور كما تراها أنت وبالتالي أفهم في أعماقي بفكرك أنت وأترجم الرسالة الإلهية في باطن كل الكائنات وكل الأشياء الأخرى لأني موقن أنك لا تترك نفسك بلا شاهد بل أنت حاضر هناك فيهم جميعًا.

يا رب أنت تربط النفوس وتخلق الترابط الحقيقي بينها إذ فيك تتلاقى وتتفاهم وإذ يتم هذا فأنت محل إقامتها الحقيقية ويتم كل هذا يا رب من خلالك وساعتها بيكون الحديث من القلب للقلب في نقاوة وطهر المسيح يسوع ربنا.

أعرف إلى أي مدى تنتظرني يا رب حتى أتحدث إليك لأنك عارف أني ضعيف وخيبان وأغلط في الأمور التافهة التي أستحي منها إذا عرف أحد أني أزلّ فيها. وبرغم ما أنا فيه من عيوب وزلات إلا أنك بكل قدرتك وعظمتك تنتظرني. لا يجب أن أضيع وقتي في التوافه من الأمور أو أن أرتبك بالثانويات من الأشياء، وكم يجدر بي أن أذكرك فورًا وأنت تقف إلى جواري تسندي وتوجهني لأنك أفضل معلم وأعزّ صديق وأعظم رفيق. أنا متأكد إني إذا التفتت إليك أكثر فسوف أكون أكثر أشراقًا ويصبح لي مفعول يمتد نطاقه بشكل أوسع مما عهدته من قبل. وجّه نظري نحوك دائما، من فضلك.

لا يوجد شيء يهمني ويبقى تافهًا بالنسبة لك يا رب بل أنت تهتم بأصغر الصغائر وكل ما يشغل بالي وتحب أن أحكي لك على كل شيء لأنك أعز صديق. الأحاسيس التي أحس بها يا رب ليست غريبة عليك لأنك عشت إنسانيتي في شخص المسيح، فاديّ وحياتيّ، وفي المسيح شعرت بما أشعر به الآن. كل أمنياتي وبلا استثناء تأخذها جميعًا وتصبح على الفور أمنياتك أنت كذلك لأنك سوف تجعلها جميعًا في انسجام مع تصميم الحب لدى الآب. لا تستخف بأي شيء يدور في رأسي مما قد يضحك منه الناس؛ كل أفكاري وكل ما يدور في رأسي أقدمه لك يا رب كي ما تأخذه وتهندمه وتضبطه وتحوله ليصبح مطابقًا لمشيئتك في الحب.

أريد أن أقضي معك يوميًا ربع ساعة على الأقل كي ما أعبر لك فيها عن شغفي بك وحبي الخالص لك يا إلهي ودون أي منافع شخصية. أقضي هذه الأوقات معك ولأجل ذاتك أنت. أفعل هذا بالتدريج في اتحاد بك وروح الله القدوس سوف يعينني على الدخول في الصلاة ومدها. كل شيء عندها سيكون في محله، وبهذا أتذوق مسبقًا شيئًا يسيرًا مما أعددته لي في المجد الآتي. أنت الذي سوف تقودني في الصلاة وتوسع تخوم مناجاتنا معك وتكبرها لمساحات شاسعة تزيد وتفوق على تصوراتنا البشرية، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. لذلك سأطلب منك كل يوم أنك تُزيد رغبتي فيك يا رب وأن يكون ميليّ إليك وإلى طرقك يزيد كما أن فرحي فيك هو الآخر أريد له أن يزيد لا أن يتناقص.

لا تسمح يا رب أن يتسرب الملل والرتابة إلى حبيّ لك بل أرجوك دلني على طرق جديدة متجددة منك كي ما أعبر بها عن حبي الشديد لك فطرقك لا رتابة فيها. وحدك أريد يا إلهي وأرغب فتعالى إلي يا رب. ماران أثا. ماران أثا= ربنا جاي. تعالى إلي وتدّخل. في انتظارك يا رب.

يا روح القدس، يا روح الحق، يا روح الله، أطلب إليك أن تأتي وتحل عليّ وتغيرني فأكون إنسانًا جديدًا مختلفًا عما كنت عليه من قبل وأن أكون بالفعل خاضعًا لك وتحت تأثيرك، تحت التأثير الإلهي. وتحت تأثيرك الآن أصلي لأجل الكنيسة لكي ينهضها ولأجل البعيدين عن المسيح أن تنفتح عيونهم فينظرون للأمور من زاوية الإنجيل، لا من زاوية ما اعتادوا تكراره من قبل جيلاً تلو جيل.

سيدي المسيح، في تعليمك لنا لا تُصدر أوامر فوقية وتشاهدنا من فوق ونحن نطبقها إذ لا يوجد شيء طلبت منا أن نعمله إلا وسبقت أنت وعملته أولاً وطبقته في حياتك حتى إذا ما طبقناه نحن تكون أنت ماسكًا بأيدينا، معنا، في وسطنا، وتعيننا على تطبيق المطلوب منا. لا شيء طلبت إلينا أن نعمله إلا وطبقته أنت أولاً في حياتك. تعيش معنا تجاربنا ومعاناتنا ولا تصدر إلينا أحكامًا إلهية فوقية نظرية بل تعيش أولاً ما تقول لنا أن نعمله لأنك رئيس كهنتنا. لذلك نسلّمك الآن أحمالنا وهمومنا ونأخذ حِملك أنت. حِملنا ثقيل وأما حِملك فـ سهل لأنه "نير" يخصك وفيه تضع نفسك بالكامل معنا تحت النير وتعيش معاناتنا معنا لحظة بلحظة وتشعر معنا وبنا.

علموني منذ الصغر أنك واحد يا إلهي والآن أؤمن أنك ثالوث، فكيف يكون هذا؟ وكيف يلتقيان؟ أنت أبي يا إلهي وتقدم ذاتك بالكامل للمسيح حتى إن كل ما لك من صفات ومواصفات يتصف بها المسيح تمام الاتصاف. والمسيح، أقصد مسيحي الحلو والجدير بكل حب، قد قدّم ذاته لك بالكامل وقد ظهر هذا التقديم في أعلى مراتبه في الصليب. وبهذا فما كان ما لله الآب فإنه للمسيح، وما كان للمسيح فإنه لـ الله الآب. أنظر إلى وجهك أيها المسيح فلا أرى فيه سوى الله لأنك أنت بهاء الله وأيقونة الله الغير منظور. والروح القدس هو روحك يا رب، شعلة الحب والتي بها تضرم قلوبنا نحن بالحب إليك. الروح القدس هو انفجارة الحب ويدفق من الله أبينا مباشرة حتى ما نتمتع نحن بفيض المحبة الثالوثية ونتغير يومًا تلو يوم لنصبح مثل المسيح مشابهين له. أيتها المحبة الثالوثية، اغمريني واستولي على كل كياني بالكامل فما للثالوث من هدف سوى أنا إبراهيم عرفات وكل باحث عن الحق وكل من يعيش في الحق وبالحق وللحق. وهل كان الثالوث هدفًا في ذاته؟ كلا يا إلهي! بل نحن، وليس غيرنا، هدف الثالوث الأقدس. لهذا يا إلهنا المحبة، يا من تأقنمت بالحب لأجلنا فإننا إياك نطلب ونعلم علم اليقين أنك قد تأقنمت بالثالوث لأجلي أنا لأنك ببساطة "تحب".. تحبني أنا وكأني الوحيد في هذا الكون الذي يستحوز على كل حبك، يا محبة فيّاضة على الخليقة كلها.

يا رب، خليني أحب الناس اللي أنت بتحبهم بالحب بتاعك إنتة، بالحب اللي عندك ليهم. الحب بتاعي محدود قوي وأناني ولكن الحب اللي عندك أحلى من اللي عندي لأن الحب اللي عندك يطلب نفوسهم يا رب ويريد الخير كل الخير لهم، الخير المطلق. في الخدمة مش مهم الظهور ولا الشهرة ولا البهرجة ولا الأضواء الإعلامية.. الحقوا يا جماعة، خادم الرب راح.. خادم الرب جه!! قال يعني! ولكن اللي بيهم بالأحرى يا رب هو الاتحاد الخالص بك، هذا الاتحاد اللي راح أقدم نفسي فيه بالكامل لك وأنا فرحان من جوايا ع الآخر. يعني يا رب لو قطعنا الشعاع عن الشمس، طب يبقى إيه لازمته؟ ولو فصلنا النهر عن ينبوعه حايفضل فيه إيه؟ أنت الأصل يا رب واحنا من غيرك ولا حاجة. إنتة العسل واحنا البلاليص يا رب. عايزين منك يا رب تخلينا على اتصال حقيقي وقوي معك وباستمرار دايمًا. بنشتغل لحسابك أنت يا رب وكل عمل نقوم به، أيًا كانت نوعيته، هو تحت إشرافك أنت. أنت المدير الحقيقي بتاعنا. ولأني عضو فيك فسوف أستمد قوتي لأعمل المطلوب مني بشكل يفوق قدراتي لأني هاشتغل تحت تأثيرك أنت يا رب وتحت تأثير قوتك وبفاعلية روحك القدوس يا من وعدتنا في إنجيلك أنك راح تعطينا أكتر ما بنطلب أو نفتكر.

ما هو دوري في المجتمع الذي أعيش فيه؟ وماذا أعمل؟ للآن أحيا حياة روتينية عادية ولكني أريد أن يأتي يوم أكون فيه عامل بناء في يدك بالطريقة التي تريدها أنت. يأتي يوم أعطي فيه البشر من حولي والأشياء قيمة خاصة من عندك فيصبح كل شيء منك، يتحول إليك ويصبح فيك ويكتسب قيمته منك أنت مباشرة لا مما أراه أنا. كل شيء من حولي يصبح محبة ولـ الخير. هبني أن أعمل يا إلهي من خلال كوني مثال وقدوة للآخرين ولا أتقاعس عن دوري أبدًا بل أتذكر أنه من خلال كلمتي وتأثيرها للمحبة والسلام سيكون لي دور أقوم به، من خلال أي عمل توكله إليّ أرجو أني أتسبب في التهاب القلوب بالمحبة والرجاء في الحاضر والمستقبل. كل شيء من حولي له مغزى ولا يمر بي اعتباطًا بل أن توجهه في حياتي ويقع على كاهلي دور ولا يصح أن أبقى متفرجًا بل أتعاون معك يا إلهي إذ أنك جنتلمان بكل معنى الكلمة ولا تفرض إرادتك عليّ أبدًا. أريد يا رب أن أحقق كل أمنيات الله أبي في حياتي بكامل حريتي بطاعة تنبع عن حب لا عن اضطرار أبدًا. أؤمن يا إلهي إني لو أطعتك وتعاونت معك فمن المؤكد أن مقصد الآب وتصميمه سوف يتم من خلالي في كل البشرية من حولي والتي تريد مني أن أخدمها دون تفرقة. بروحك، يا روح الله القدوس، أستطيع كل هذا فساعدني من فضلك.

سيديّ يسوع المسيح، ربيّ ومخلصيّ، آلامك على الصليب ما كانت اعتباطية وما كانت ألمًا بقصد الألم لذاته بل أنت قصدت من خلال آلامك أن تنجذب البشرية نحوك وتنضم إليك حتى إنه في أحلك ظروف حياتنا وعند قسوة همومنا نشاركك ونتحد معك أيها المصلوب في نزاعك في البستان لما كان عرقك يتصبب كقطرات الدم. أنت تنظر للبشرية المتألمة وبآلامك تريد أن تخلصها مما هي فيه. لن تخلص البشرية بلاهوت التحرير ولا بجبروت إله سوبرمان ولكن بالصليب وحده تخلص كل هذه البشرية إذ تلتفت إليك ويكفي أن تلقي عليها نظرة منك وأنت على الصليب. عندك صليبك أركع ضارعًا وطالبًا أنك تجهزني بالمحبة حتى أشترك في تقديم البشرية إليك. أيها العريس السماوي، يا ابن الله الحيّ، يومًا ما سوف تصبح هذه البشرية عروسك وبكامل إرادتها تتقدم العروس من عريسها وتسلم نفسها بالفرح تمام التسليم لك وتقترن بك للأبد. فهل أنا كـ خادم لك يا رب أقوم بأي شيء يعرقل مجيء البشرية إليك؟ هل أنا منهمك في ذاتي أم أنك بحق شغلي الشاغل كما أتمنى فعلا من داخلي؟ هل محبتي للناس المختلفين عني في العقيدة والدين محبة صادقة باذلة فصحية تظهر مجد وجلال الصليب أم أني محبتي بالكلام لمجرد أني شاطر في الوعظ والإرشاد؟ نسألك بحق صليبك يا ابن الله الحي أن تجعلنا لك بالكامل وأن نكون للآخرين كذلك في الوقت ذاته.

ربي الحبيب، أنت تزيد فيّ كمًا وكيفًا. وكما أنك ساكن في اجعل مني رسول لكل البشرية من حولي أنشر فيهم الأمل والتفاؤل بكل وسيلة ممكنة، بالكلمة، بالتصرف، بالكتابة، إلخ حتى يلتقوا بـ إله المحبة لقاء فعلي شخصي ويعرفوا أن بُشراه (=إنجيله) هي بشارة عملية وليست بالكلام. أريد لهم أن يعرفوا قوة هذه البشارة، بشارة المسيح، وكم أنها بالحقيقة بشارة الفرح وتجلب فرح في باطننا لا حدود له وتملأنا بأمل كبير في الغد والمستقبل. أريد لكل إنسان يقابلني أن يلتقي بهذه البشارة في حياتي وأكون أنا سبب من أسبابك الإلهية في بث الثقة في هذا الشخص. أنت هو المنتصر الأزلي على مخاوفنا بداخلنا وحاضر معنا ونحن نجوز بكل هذه الظروف. بسبب تربيتي المعقدة أحيانًا أعقد الأمور وتحت مسميات روحانية زائفة وأحمل الناس أحمالاً عسرة وبهذا ينفرون من نعمتك. أقدم ذاتي لك الآن في بساطة وكما أنا وبما أنا عليه وأقبل نفسي كما هي وأقبل الآخرين بما هم عليه وبما عندهم من خطايا وضعف وسوف أنظر لهم نظرات حنو وشفقة لأني سوف أنظر لهم جميعًا بعيونك أنت وذلك لأنك سوف تزيد فيّ دائمًا. عندها يعرف الناس أنك إله لا ينبغي أن يخاف منه أحد بل أنت أول واحد نأتي إليه بكل بلاوينا وقرفنا ونرتمي بكامل كياننا في محبتك. لا أريد لأحد أن ينظر إليك من خلال مقاييسنا المثالية المزيفة بل ينظرون إليك فيض المحبة والتي تستر كل ضعفهم وخطاياهم.

__________________

(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37)
(حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي)
( مت 24:10 )
مسيحيو الشرق لأجل المسيح

http://mechristian.wordpress.com/
http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
في محراب الحب ناجيتك ربيّ الحمامة الحسنة المنتدى العام 0 23-05-2012 04:45 PM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 05:35 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط