|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الجدار العازل للجنس......
أمضيت عدة سنوات في دولة عربية خليجية للعمل واثناء تلك الفترة لاحظت أن المنازل الكبيرة والصغيرة والقصور محاطة بجدران عالية لمنع أعين المتطفلين من رؤية الحريم والنساء داخل المنزل او القصر. من حين لاخر تقرأ تقارير الشرطة التي تفيد أن رجل هندي أو يمني أو باكستاني اومصري أو أي جنسية أخرى تسلق وتشعبط سلّما (مفرد سلالم) ليتسلق الى سطح بيت ويغتصب سيدة نائمة على السطح في الهواء الطلق خاصة في فصل الصيف الحار جدا. الجدار كان ولا يزال العازل الجسدي لمنع الوصول الى أجساد النساء التي يمتلكها مالك العقار. حماية النساء من الرجال هو الهدف وليس فقط حماية الممتلكات من السرقات. والى حد ما هذه الظاهرة منتشرة في جميع انحاء العالم الاسلامي الذي يعتبر المرأة "عورة أو سلعة أو جسد " أو الثلاثة أوصاف مجتمعة وأيضا يضيف بعض الشيوخ والائمة انها ناقصة عقل ودين. لذلك يجب حمايتها من الرجل الخارجي (الأجنبي). وتبقى سلعة للرجل الذي يمتلكها وقد يكون غنيا أو أميرا أو ديكتاتورا منزليا فقيرا ولانه يتمتع بالشهامة يفرض حظرا على النساء في بيته من النظر الى الرجال ناهيك عن الحديث معهم والاختلاط بهم. حتى لو ان السيدة او الآنسة كرهت الرجل المسؤول عن حمايتها من الاستغلال الجنسي، يجب حمايتها حتى لو استدعى ذلك بناء جدارا واسوارا تضاهي جدار الصين الكبير. ونظر لظروف اقتصادية سيئة لم يستطع الطالبان في افغانستان بناء أسوار عالية حول المنازل المتواضعة لذلك أمروا الرجال بدهن الشبابيك باللون الأسود لمنع المارة من رؤية ملكات الجمال المبرقعات داخل المنزل وكذلك لمنع النساء من رؤية الرجال. الاصلاح الاجتماعي الاسلامي للطالبان منع النساء من العمل لكي لا يختلطن بالرجال ولكنه سمح للنساء بارتداء عباءة تغطي الجسد بأكمله من الرأس الى القدم بحيث لا يستطيع رؤيتها أحد وسمح لها بالجلوس على قارعة الطريق للتسول. أي نظرية الطالبان الاقتصادية فيما يتعلق بالنساء تقول : العمل ممنوع ولكن التسول مسموح به ما دامت المرأة تجلس على الرصيف في خيمة سوداء تلتف حول الجسد بأكمله. واذا عملت المرأة قد تحتك بالرجال وقد تصافح الرجال. الفتاوي تقول: مصافحة الرجال حرام وتثير الشهية الجنسية. ولا يقتصر الجدار الجنسي العازل على استراتيجية الدفاع المذكورة أعلاه. بل هناك أيضا استراتيجية الهجوم الاستباقية وتكتيكات الرّعب (بضم الراء) والرّدع الجنسي وعقوبة الاعدام التي ينفذها الأب، الأخ وأحيانا ابن العم واحيانا بتنسيق استراتيجي مشترك بين افراد العائلة. قتل الفتاة المسكينة يعطي القاتل وسام الشجاعة ويستطيع أن يرفع رأسه بين الناس كأنه حرر فلسطين. هناك أشاوس الهجوم في مجتمعاتنا لا سيما الأردن وفلسطين. اذا كان هناك شكوكا مجرد شكوكا وبدون أي اثبات أن سيدة او فتاة تحدثت أو غازلت رجلا، يتم ذبحها وقتلها لمسح العار. وأعمال القتل قد تشمل ولا تقتصر على الطعن بالسكين، العيارات النارية، الحرق، رش الاسيد الحامض، الخنق والقاءها بالبئر أو دهسها بسيارة او شاحنة. أو دفعها من سطح بناية مرتفعة لتسقط على الشارع وتموت. وفي غزة الشهر الماضي قتل أبطال حماس يسرى العزم وخطيبها وجرحوا اقارب معهما لأنهما كانا يسيران على شاطيء غزة عدة أيام قبل الزواج. الروح الطالبانية لا زالت حية وموجودة في غزة. ولكن الرجل الذي يرتكب العار فهو فحل وبطل. وتقف الحكومات عاجزة عن معالجة هذه الظاهرية الوحشية. المؤسسة الدينية تتحمل العبء الأكبر في ظلم المرأة العربية والمسلمة من خلال فتاوي بالية لا تخدم المجتمع الحديث. بينما العرب المسلمون يبنوا جدارات العزل الجنسي، شارون يبني جدارا لثلاثة أهداف محددة: الأمن وسرقة الأراضي ورسم حدود اسرائيل في حالة التوصل الى اتفاق. وليس لحماية اليهوديات من الرجال العرب المتعطشين للجنس. نهاد اسماعيل - لندن ايلاف |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|