|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
التخريب باسم الوطنية لمجدي خليل
التخريب باسم الوطنية الأحد 29 يونيو 2003 08:42 مجدى خليل من المصطلحات التي تحوز اهتمامي وتثير انزعاجي في نفس الوقت مماوصل إليه من تخريب مصطلح "الوطنية" ولهذا كتبت من قبل "الديموقراطية شرط أساسي للوطنية "، "والتقدم وطنية"، " وسيادة المواطن أساس سيادة الدولة "، إن فكرة آدمية المواطن وإنسانيته وحريته وحقوقه تمثل هاجسا بالنسبة لي وللمهتمين بالبعد الإنساني بعد أن جرد المواطن في الدول العربية في نصف القرن الأخير من أهم خصوصيتين، خصوصية علاقته بقطعة الأرض التي يعيش فيها التي تسمى الوطن من خلال احتكار تعريفهم وتشويههم لمصطلح الوطنية، وخصوصية علاقته بالإله الذي يعبده من خلال تشويههم لمصطلح "الإيمان". أصبح العالم العربي محتكرا من قبل فئتين، الفئة المتحدثة باسم الوطن أو "ملاك الوطنية" والفئة المتحدثة باسم الإله أو "ملاك الحقيقة الإلهية المطلقة"، وأصبح هناك "الحق الوطني" في مقابل "الحق الإلهي" وكل من الفئتين متاجران مخادعان،ولهذا يمكن أن يطلق على الخمسة عقود الأخيرة في العالم العربي "نصف قرن من الخداع" باسم الوطن تارة وباسم الدين تارة أخرى. المثير للتأمل أن هناك علاقات متبادلة ومتداخلة بين الفئتين ومناوشات ومشاحنات شدا وجذبا ويلتقون على أرضية واحدة ويتحالفون كثيرا عند شعورهم بوجود التهديد الذي سوف يفقدهم هذه الأرباح الطائلة العائدة من التجارة بالوطن والدين. في مرحلة الاستعمار كانت الوطنية تعني التحرر من الاستعمار وإقامة حكم وطني يمثل الشعب ويحقق مصالحه في الكرامة الوطنية والسيادة والتنمية، ولهذا كان هناك شبه إجماع شعبي حول المصطلح وآمال وأحلام وسعي ونضال من آجل تحقيقه. بدأت المحنة بعد التحرر من الاستعمار وقفز أنظمة حكم عسكرية ثورية على الحكم في البلاد العربية. وبدأت اللعبة بتأجيل الديموقراطية وتقييد الحريات وهي الأدوات الأساسية التي تنتج مواطن حر إنسان قادر على التفكير، وهي التي حررت الأوطان من الاستعمار. شيئا فشيئا تم بناء ما يمكن تسميته "فقه الاستبداد الحديث". اختزل هذه الفقه تعريف الوطنية في الخضوع للحاكم المستبد و التقيد برؤيته والتسبيح بحمده، واحتكر هذا الشخص الثوري الانقلابي تعريف الوطنية ومصالح الوطن حتى أصبح وكأنه هو الوطن ومن يختلف معه أو يعارضه هو شخص غير وطني وخائن للوطن ويعمل على تشويه سمعة الوطن في ربط مستفز بين سمعة الحاكم وسمعة الوطن. وأصبح المواطن محاصرا ورهينة في يد الحاكم،وأصبحت كلمة وطنية سيف دائم مسلط على رقبته. كيف تم الخروج من هذا الحصار ؟ جاءت جماعة أخرى وفكرت في كيفية الخروج من هذا الحصار والحاكم يدعي أنه المتحدث الأوحد باسم الوطن، كان لابد أن يتحدثوا باسم قوة أعظم وأقوى وتسحب السجادة من تحت أرجل الحكام، أعلنوا أنهم المتحدثون باسم الله الذي يملك الحكام والأوطان معا، وهل يستطيع أحد كائن ما كان في منطقة الشرق الأوسط أن يعترض على أسم الله ؟ وبدأت مرحلة أخرى من الاستبداد والتخريب باسم الله،وأصبح يتحكم فينا المخربون سواء باسم الوطن أو باسم الله، وأصبح التنافس على أشده بين الفئتين. وتمخض ذلك عن شبه استقرار للسلطة في أيدي الحكام والشارع تحت قبضة رجال الدين الجدد المتحدثين باسم الله. بعد أن استقر الشارع في أيديهم لم يكتفوا بالإعلان بأنهم المتحدثون باسم الله وإنما باسم الأوطان أيضا لأن الوطن لله من منظورهم ومن ثم هم وكلاء الله في إدارة الدين والوطن معا، ومن أجل ذلك لا يوجد شئ أسمه الانتماء للوطن، والانتماء الأساسي للدين وللإله الذي يملك الوطن. ونشر المستبدون الجدد فقه جديد للوطنية فيقول الشيخ محمد الغزالي " إن تقسيم المسلمين على أساس الوطن.. ضرب من الكفر لا صلة له بالإسلام قط.. إن وطن المسلم هو عقيدته وإن حكومة المسلم هي شريعته وإن ديار المسلم ومن عليها فدي للإسلام" وسيد قطب يعلنها صراحة " لا جنسية للمسلم غير عقيدته فالمسلم لا يعتز بجنس ولا بقوم ولا بوطن ولا بأرض". ويكررها فهمي هويدي ولكن بطريقته الملتوية "إذ يرى أن الأغلبية لن تتنازل عن الشريعة من أجل المواطنة ". ويجتهد راشد الغوشي بشكل مبتكر ومدمر "بأن المواطنة في الدولة الإسلامية تكتسب بتوفر شرطين هما الانتماء للإسلام والسكني في قطر الدولة الإسلامية". ومعني ذلك إمكان تصور مواطنة خاصة لمن توفر فيه شرط واحد. وخلاصة رأيه أن المواطنة في الدولة الإسلامية بالنسبة لغير المسلم مواطنة مكتسبة. شعر الحاكم المستبد بأنهم يلعبون بورقة أقوى وحاول سحبها من بين أيديهم مرة باحتكاره للدين الرسمي والفتوى الرسمية والمزايدات الدينية ومرة أخرى بإعلانه أنه هو أمير المؤمنين والمتحدث الأوحد باسم الوطن والله أيضا، كما فعل جعفر النميري وأن له بيعة تبدأ ولا تنتهي ولا تجوز مساءلته أو محاكمته،ويعين ويفصل الجميع بقرارات فوقية منه،والهيئة القضائية مسئولة مع رئيس الجمهورية أمام الله كما نص الدستور الذي صاغه جعفر نميري. هنا اختلط الحابل بالنابل فالكل يلعب ويتاجر بالوطن والدين معا من جعفر النميري إلى السادات إلى حماس والجهاد وحزب الله وصدام حسين وحتى ياسر عرفات الذي أصبح يصرخ "يريدوني قتيلا.. يريدوني اسيرا ولكن أقول شهيدا شهيدا شهيدا ". ولكن اذا صدقنا مجلة فوربس الامريكية وجدنا أن هذا الشهيد يملك 300 مليون دولار في حساب واحد باسمه. وهكذا يعيش العالم العربى سباق وتداخل بين الفئتين في عملية تخريب باسم الله والوطن. ما هو الحل أذن ؟ بالنسبة للاستبداد الديني لا يوجد حل سوى بالفصل التام بين الدين والدولة، فالدين علاقة شخصية عمودية بحته بين الإنسان والله تشبه ركوب المصعد كل شخص يختار الطابق الذى يريده، وبالنسبة للاستبداد السياسي الحريات والديموقراطية هي الحل، فالمواطن العادي هو أعلى منصب في ظل نظام سياسي ديموقراطي حر. إن على المواطن العربي أن يخوض حربا طويلة أشرس بكثير من الحرب التي خاضها ضد الاستعمار التقليدي المنظور، أنها حرب ضد المستبدون الجدد باسم الوطن والدين. e mails: magdikkamel@aol.com magdikh@hotmail.com |
#2
|
|||
|
|||
عزيزى الأخ zoom
الأفضل وضع هذا المقال فى باب مقالات السيد مجدى خليل لتكون مجموعة متكاملة ولا يتيه بمضى الوقت وشكرآ |
#3
|
|||
|
|||
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|