|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
التشويه الاعلامى وخداع الذات
يتميز الأعلام العربى بصفة عامه والمصرى بصفة خاصة بنوع مميز من خداع النفس والذات والأخريين وهو يرجع بشكل اساسى لخصائص تراكمت فى الشخصية العربية بعدم الوضوح والرغبة فى تمييع وتهوين الأشياء والأكثر خطورة من ذلك هو الاتجاه نحو تهميش الأمور التى تتعلق بحقوق وكرامة أفراد هم جزء اساسى من المجتمع لإقناع الأخريين بعكس الحقيقة وقد فسر عالم الاجتماع الشهير " فرانك آدمز " ذلك السلوك باعتباره نوع من " فوبيا الذات " وهو مصطلح عنى به بالأساس الخوف من مواجهة النفس وإصلاحها رغبة فى الوصول إلى الحقيقة وقد ارجع آدمز تلك الظاهرة إلى أكثر من سبب كان فى مقدمتها التكبر ، والعجرفة التى تصل إليها النفس رافضة الاعتراف بواقع الأشياء بل وتشويها ولعل ما شهدته فى التليفزيون المصرى فى إحدى البرامج هو الذى دفعنى إلى كتابة هذه المقدمة قبل الدخول فى تحليل مضمون " خداع الذات " الذى يستخدمه التليفزيون المصرى . محتوى البرنامج كان ينطوى على استضافة شخصيتين مصريتين احداهما مسلمة والأخرى مسيحية ، إما مضمون الحوار فهو أن كل منهما يحب الأخر ويحرص على زيارته فى المواسم والأعياد .وهنا تظهر علامات التعجب فالحكومة المصرية تصمم على جانب واحد فقط من القضية وهى أن العلاقة جيدة بين المسيحيين والمسلمين وكأن هناك من يجزم بعكس ذلك وهى فى هذا تبتعد عن القضية الرئيسية وتتناول جزء ليس له علاقة بمضمون ما يبحث ويطالب به الأقباط . فمعظم البرامج الحكومية تحاول التركيز على متانة العلاقة بين الطرفين وهى بذلك تبين أنها مغيبة عن الواقع ولا تبحث عن أساس المشكلة بل وتتعمد إيهام المسيحيين وتستخدم معهم أسلوب ( brain prush ) أو غسيل الأدمغة ونحن فى ذلك نصبح أمام خيارين كلاهما ينم عن اضمحلال فكرى داخل الوسط الاعلامى : الخيار الاول إما أن الحكومة تعلم تحديداً ما يريده الأقباط ولكنها لا تريد أن تستجيب لمطالبهم ومن ثم تحاول أن تلفت الأنظار إلى أشياء أخرى ليس فى صلب الموضوع كنوع من تضيع الوقت وتسويف القضية حتى لا يرى احد الحقيقة . وفى هذا نستطيع أن نؤكد للحكومة أن الأقباط لم يعدوا يتحملوا مثل ذلك التسويف وإنهم أصبحوا أكثر يقظة من ذى قبل وان الحقوق التى يطالب بها الأقباط ليس لها علاقة بما يتم إذاعته فكل قبطى يعلم تماماً أن المشكلة ليس مشكلة أفراد ولكن المشكلة مشكلة حكومة ونظام فشل فى ترتيب اولوياته والاستجابة لما يقع على الأقباط من ظلم واضح للعيان ، واكبر دليل على ذلك هو الاستجابة الأخيرة للرئيس مبارك فيما يتعلق بقضية اختطاف الفتيات الأقباط وغيرها من القضايا الشائكة التى تتعامل من خلالها الحكومة مع الأقباط على أنهم رعايا وليس مواطنون . الخيار الثانى أن تكون الحكومة مغيبة عن الوعى ولاتعلم بما يدور وهو أمر مستحيل أن يحدث فى ظل دولة بيروقراطية بها جهاز أمنى مستفحل . لذا فيجب على الأعلام الممصرى بدلاً من الاستمرار فى خداع الذات والأخريين أن يكون أكثر نضجاً ويقوم ببحث القضايا الحقيقية ، فالعجيب فى الأمر أن لا يقوم التليفزيون المصرى بإبراز اهتمام الرئيس مبارك بقضية اختطاف الفتاتين فى التليفزيون المصرى على الرغم من أن التليفزيون المصرى يحرص على إظهار كل ما يتعلق بالرئيس مبارك . وعموماً فأن التشويه الاعلامى الذى يستخدمه التليفزيون المصرى أصبح شئ مقزز وهو ما جعل الأعلام المصرى يتراجع نظراً لغياب المصداقية فى البرامج التى تقدم . أما إذا أرادت الحكومة أن تعرف ماذا يريده الأقباط فعليها بقراءة قرارات المؤتمر الأول للأقباط المنعقد فى سويسرا، والمؤتمر الثانى المنعقد فى واشنطن لتعرف أنها تقوم بخداع ذاتها والأخريين . آخر تعديل بواسطة copticdome ، 25-12-2005 الساعة 07:43 AM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|