:
تضاءل ثقة الأقباط في كل أجهزة الدولة وإحساسهم بإنحيازها ضدهم من رجل الشرطة إلي رجل القضاء، ضاعف من سلبيتهم وإحساسهم بالحيرة، وجعلهم يلتجئون إلينا في الخارج أو ينتظرون معجزة سمائية تحدث لهم.
وفي العام الماضي أيقظتني في الخامسة صباحاً مكالمة من قبطي من بني سويف بمصر وهو يصرخ ساعدني علي إنقاذ ابنتي الوحيدة التي تدرس بكلية التجارة وتم اختطافها من قبل أحد المسلمين وجاءني بزوجته التي أخذت تبكي وتنتحب علي التليفون وأحسست بمدي قساوة الظلم عندما تتواطئ دولة بكل جبروتها ضد مواطن أعزل، ورغم أننا نفعل كل ما نستطيع لمساعدة هؤلاء المساكين ولكن يجب علي الأقباط أن يخرجوا عن سلبيتهم هذه ويحتجوا ضد كل هذه الممارسات الظالمة بكل الطرق السلمية القانونية المحلية والدولية. فماذا بقي لهذا المواطن وغيره يحافظون عليه بعد فقدانه لإبنته الوحيدة، لماذا لايذهب هو وزوجته أمام القصر الجمهوري ويضربا عن الطعام ،وهو حق قانونى له،لتنبيه الضمير الإنساني إلي مأساته؟ لماذا لايذهب هؤلاء ويحتجون أمام مقر الأمم المتحدة بالقاهرة؟ لماذا لايذهبون إلي مندوبي وكالات الأنباء والصحافة الأجنبية المتواجين بكثافة في القاهرة.
في ظل تقاعس الدولة وتواطئها فإن استنهاض الضمير العالمي هو الوسيلة الأكثر فاعلية لكشف هذه الذئاب ومن يقف خلفهم.
لقد سخرت الولايات المتحدة جهازها الإعلامي الضخم لكشف وغد واحد وهو عدي صدام حسين، فمن يساعد الأقباط الغلابة في كشف عشرات الأوغاد المنتشرين داخل الجسد المصري؟
magdikh@hotmail.com