موريس:اذا طبقتم الشريعة سنعلن دولة الاقباط المستقلة

[الحمامة الحسنة]

.

موريس صادق لـ " إيلاف " :
تجريدي من الجنسية دليل قاطع على إضطهاد الأقباط
والثورة أسوأ من مبارك





تاريخ نشر الخبر : 24/05/2011

أكد موريس صادق رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأميركية أنّ الجنسية المصرية هي لحمه ودمه وعظامه، وقال إن مصر وطن يعيش فينا، وليست وطنًا نحيا فيه، وعليه فإن حكم تجريده من الجنسية دليل على اضطهاد الأقباط، مشيرًا من جهة أخرى في حديث مع إيلاف إلى أن نظام مبارك سيء، لكن الثورة أسوأ منه.

رفض موريس صادق رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأميركية قرار الدائرة الثانية في محكمة القضاء الإداري القاضي بتجريده من الجنسية المصرية. كما نفى موريس أن يكون قد دعا القوات الإسرائيلية أو الأميركية إلى ضرب السد العالي.

لكنه أكد على نظرية مياه النيل مقابل حقوق الأقباط، مشيراً إلى أنه " بالنسبة إلى اتفاقية مياه النيل، فالأخيرة مقابل حقوق الأقباط، ومعنى ذلك أننا كأقباط أرثوذكس ممكن أن نقرّب وجهات النظر، ونتدخل لدى مصر بمنع مساعدة الإرهابيين المسلمين".

واعتبر موريس صادق في حديث مع "إيلاف" أن المسلمين قد أضاعوا هيبة القرآن" بعد تكوين فريق للدفاع والرد على نصوص القتل والكراهية وأضاعوا هيبة القرآن فاللوم يقع عليهم، على حد قوله، نافياً في الوقت نفسه أن يكون قد شارك في حرق القرآن.

وجدد رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأميركية موقفه من التدخل العسكري الخارجي لأجل حماية الأقباط في مصر، موضحاً "وفقًا للقانون الدولي فالأقلية محمية بمواثيق الأمم المتحدة التي تفوّضها الى الحكومات، فإذا شكت الأقلية من عدم حماية الحكومة واضطهادها للأقلية، ترسل الأمم المتحدة لجنة لدراسة وضع الأقلية، وتطلب من الحكومة حماية الأقلية أمنيًا وسياسيًا، بالمشاركة الكاملة في نظام الحكم، فإذا استمر عناد الحكومة، تجبر الأمم المتحدة الحكومة على الانصياع لميثاقها بالقوة العسكرية".

كما هاجم الثورة المصرية، التي انطلقت ضد الرئيس محمد حسني مبارك في 25 من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مشدداً على أن "نظام مبارك سيء، لكن الثورة أسوأ"، كما إنه انتقد الجيش المصري، معتبراً إياه شريكاً في موضوع إضطهاد الأقباط.

وفي ما يلي نص الحوار:

*كيف تنظرون الى قرار الدائرة الثانية في محكمة القضاء الإداري بإسقاط الجنسية عنكم؟

الجنسية المصرية هى لحمي ودمي وعظامي، فمصر وطن يعيش فينا، وليس وطنًا نعيش فيه، وعليه فإن هذا الحكم دليل على اضطهاد النظام الحاكم المسلم للأقباط، فمن رفع الدعوى وفقًا للشريعة الإسلامية غير منصوص عليها في الدستور أو القانون المصري، ورافعوها هم رابطة المحامين الإسلاميين المتطرفه دينيًا. والقاضي مصدر الحكم مسلم أيضًا، ولم يستند في حكمه إلى قانون الجنسية، ولم تقم الحكومة برفع الدعوى ضدي، ومكنت محامين إسلاميين متطرفين برفعها، وهذا دليل على عدم حمايتها للأقلية القبطية.

*تقول إن قرار المحكمة جاء مُستنداً إلى خلفية إسلامية، يعتبر البعض ذلك غير صحيح، لأن المادة (16) من قانون الجنسية المصرية تنص بشكل صريح على أن من يأخذ جنسية أخرى غير المصرية بدون إذن يتوجب إسقاط جنسيته الأم؟

أنا حصلت على موافقة السلطات المصرية على الهجرة إلى أميركا واكتساب جنسيتها، وهذا ثابت في ملف الهجرة.

*هل مازلتم على موقفكم بشأن ضرب القوات الإسرائيلية او الاميركية السد العالي ومنع مياه النيل من الوصول الى مصر؟

سؤال بشع جدًا، ومزعج ومن المعيب أن يوجه هذا السؤال إلى المستشار موريس صادق رجل القانون الذي أفنى حياته في خدمة مصر، ومؤلفاته تملأ مكتبة الاسكندرية، ويناضل من اجل حقوق شعبه القبطي المضطهد، من اسوان الى الاسكندرية، فبلدي واهلي ووطني افديهم بروحي، ولا اسعى إلى إغراق أهلي لاسمح الله بضرب السد العالي، ولم يصدر مني أي حديث غبي كهذا.

*هل تطرحون نظرية مياه النيل مقابل حقوق الأقباط؟

أما بالنسبة إلى اتفاقية مياه النيل، فمياه النيل مقابل حقوق الأقباط، معنى ذلك أننا كأقباط أرثوذكس ممكن أن نقرب وجهات النظر بين اثيوبيا ومصر، لزيادة حصة مصر في مياه النيل، ونتدخل لدى مصر بمنع مساعدة الارهابيين المسلمين ضد اثيوبيا، واعطاء الاقباط حقوقهم، أي بذل مساعينا إلى السلام بين مصر واثيوبيا.

*كيف تردون على انكم جزء من الحركة الصهيونية؟

سؤال غريب، انا مصري فرعوني، لا شأن لي بالحركة الصهيونية. انني كمصري اكره الحرب، واشجّع على السلام، ومصر سبق ان اعلنت الحرب على اسرائيل، وخسرنا خيرة شبابنا، ودمّرت قناة السويس ومدن القناة الثلاث، وضاعت سيناء الغالية، واحتلتها اسرائيل، وبانتهاء حرب 1973، وقّعت مصر معاهدة سلام بينها وبين اسرائيل، وصارت بينهما علاقات دبلوماسية، واصبحت اسرائيل دولة صديقة.

وبعد ثورة 25 يناير التزمت الثورة بالمعاهدة، وحضر المسؤولون والاعلاميون حفل عيد الاستقلال في السفارة الاسرائلية في القاهرة، كما تصدت قوات الجيش المصري للمتظاهرين، الذين ارادوا التظاهر على الحدود المصرية- الفلسطينية. فهل قوات جيشنا الباسل من الحركة الصهيونية؟.

*كيف تنظرون إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شارون؟ هل هو بطل برأيكم؟

رئيس الوزراء أرييل شارون رجل بكل معنى الكلمة، عندما طلبت منه الوساطة لدى صديقه مبارك لإعادة زوجة القمص، واسمها وفاء قسطنطين، أعادها إلى الكنيسة فورًا، ولم يعدها عمرو موسى، ولا رئيس او ملك من دول الشرق الاوسط الناطقة بالعربية.

*موقف البابا شنودة معروف في موضوع إسرائيل لماذا تعارضونه؟

قداسة البابا شنودة، اطال الرب عمره، ابونا الروحي، وله ايضًا نظرة شخصية سياسية لا تلزمنا، فهو يقول انه لن يدخل اورشليم إلا مع شيخ الازهر، ومن رأيي انه لعب على الحصان الخاسر، فها هو شيخ الأزهر المحتل لبلدي مصر يطلب معاملة أقباط مصر أصحاب البلد كنصــــارى نجران.

"أنا إبن رب الأرباب والقرآن لايعنيني"

*منذ فترة قام القس جونز بحرق القرآن؟ ماهو موقفكم من ذلك؟

القس تيرى جونز خادم الانجيل الحقيقي، وهو يؤمن بكلام الانجيل، الذي يقول إنه سيأتي بعدي أنبياء كذابين، وقرأ نصوص قرآنية في سورة المائدة وغيرها، تدعو الى قتال المخالفين في الدين، وقال "يحرض الرسول على القتال، ومن بدل دينه فاقتلوه". فقام بإجراء محاكمة علنية للقرآن، ودعا شيوخ الإسلام إلى الرد على هذه النصوص، فحضر الإمام أبو الحسن إمام مسجد تكسكاس ودافع عن القرآن، وانتهى المحلفون إلى إدانة القرآن. أنا أرى أن شيوخ الإسلام، بعدم تكوين فريق للدفاع عن القرآن والرد على نصوص القتل والكراهية، أضاعوا هيبة القرآن، فاللوم يقع عليهم.

* وهل فعلاً شاركتم القس بحرق نسخة من القرآن؟

أنا لم أحضر جلسة المحاكمة، ولم أشارك فيها.

*تستشهدون بآيات قرآنية، تقولون إنها تُشجّع على العنف، مثل "لن ترضى عنكم اليهود والنصــــارى"، لكن تتجاهل آيات كثيرة تدعو إلى الحب والوئام لماذا؟

أنا لا أؤمن بالقرآن، لأنني ابن ملك الملوك ورب الأرباب، وممارسات الحكام المسلمين ووعاظ المساجد وهجوم المسلمين في مصر على الأقباط بعد صلاة الجمعة كما حدث في العياط وفرشوط وغيرها أظهرت الوجه الحقيقي للمسلمين. فهل رأيت المسيحيين يهاجمون المسلمين عقب صلاة الأحد، بالطبع لا، إذن ثقاقة الدين الإسلامي هي الباعث.

* دعوتك إلى حماية الاقباط في مصر ألا تعتبر دعوة إلى احتلال بلدك؟

لا إطلاقاً.

* لكن الاستقواء بالخارج بحجة حماية الاقباط ألا يعتبر تقويضاً للنظام الاجتماعي في مصر؟

عدد الأقباط 25 مليون قبطيًا، وهم يعدّون أقلية، ووفقًا للقانون الدولي الأقلية محمية بمواثيق الأمم المتحدة التي تفوضها إلى الحكومات، فاذا شكت الاقلية عدم حماية الحكومة واضطهادها للأقلية، ترسل الامم المتحدة لجنة لدراسة وضع الاقلية، وتطلب من الحكومة حماية الأقلية أمنيًا وسياسيًا، بالمشاركة الكاملة في نظام الحكم.

فاذا إستمر عناد الحكومة، تجبر الأمم المتحدة الحكومة على الانصياع لميثاقها بالقوة العسكرية، وهذا ما لانتمناه، وقد طالبنا مصر بحماية الاقباط وعدم خطف بناتهن وتوفير حرية بناء الكنائس وقضاء عادل وتمثيل عادل للاقباط ومشاركة فعلية في الوظائف ونظام الحكم، ولكن المسؤولين المسلمين قرروا رفض الحماية واعطاء الحقوق للاقلية القبطية، وصارت عملية القتل على الهوية وحرقت الكنائس، وقطعت اذن القبطي، وحرقت الكنائس في امبابه، وهدم المسلمون كنيسة صول في وجود الجيش، والمآسي كثيرة، تجدها بالصوت والصورة على النت، لذلك فدعوتنا إلى الحماية الدولية لتحقيق السلام الاجتماعي والعيش بسلام وأمن للجميع تحت اشراف دولي يأتي بعدما قاسى الاقباط الهوان منذ الانقلاب العسكري 1952.

*تستدلون بأن قرارات الامم المتحدة تنص على حماية الاقليات، لكن ذلك يمكن قبوله إذا كان الاضطهاد يمارس بإشراف الحكومة، وهذا غير متوافر في الحالة القبطية؟

الحكومة المصرية مشاركة في الاضطهاد. فالجيش تتم أمامه هدم الكنائس وحرقها وتدمير الممتلكات الخاصة بالاقباط وذبح الاقباط وقطع الاذن، ولم يقدم الجناة للعدالة، بل ان الجيش عجز عن تمكين الاقباط في عين شمس من الصلاة في كنيسة السيدة العذراء، بحجة ان المسلمين يرفضون صلاة الاقباط في هذا المكان، لانه كان مصنعًا، وتحول إلى كنيسة، وانا اسألك حتى لوكان مصنعًا، أليس من حق القبطي الصلاة فيه. لقد أصبح الجار المسلم هو العدو الأول للقبطي، وتقول ان الاضطهاد لا يمارس بمعرفة الحكومة، التي ترفض تعيين الأقباط في وظائف سيادية.

*الدستور المصري لا ينص على اضطهاد أي فرد مهما بلغ، ويُقال إن هنالك ممارسات تصدر من المجتمع هل تتفق مع ذلك؟

الدستور المصري فيه نصوص عنصرية، ما معنى أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام، أليس هناك دين مسيحي فى مصر لخمسة وعشرين مليون قبطى، يشكلون ليبيا وتونس مجتمعين، ولماذا النص على اللغة العربية لغة رسميه للبلاد، وهناك الأقباط الذين يتكلمون اللغة القبطية، ويستخدمونها في كنائسهم وصلواتهم داخل مصر وخارجها، ألا يعدّ ذلك عنصرية؟، والأدهى أن الدستور المصري يعتبر الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع، وهذه أعلى مراتب العنصرية، فكيف تريدون تطبيق الشريعة الإسلامية على الأقباط. إننا نرفضها، ولا نقبلها، أنتم كمسلمين تريدون قطع الأرجل والأيادي وضرب الأعناق والجلد وعدم أخذ دم مسلم بدم كافر وتنظرون إلى المرأة على أنها نجسة ومثلها مثل الكـــلب وهي شيطان، ولها نصف الميراث، ولا تتخذوا النصــــارى واليهود أولياء يعني لا تعينوهم، والوثيقة العمرية لذلك فالدستور المصري عنصري.

*بصراحة هل أنت مع الثورة المصرية؟ أم إنك جزء من نظام مبارك؟

نظام مبارك سيء، لكن الثورة أسوأ من نظام مبارك.

*ألا ترون أن نظام مبارك حوّل أزمة الأقباط إلى الكنيسة، والتي لم تستطع هي الاخرى ان تحتوي المشكلة؟

الكنيسة مكان للعبادة، وليست مكانًا للسياسة، ولكن انظمة الحكم منذ 1952 اضطهدت الأقباط اسوأ اضطهاد في التاريخ البشري.

*لماذا يزعجكم زواج مسيحية بمسلم، أليس جزءاً من حرية التعبير التي تؤمن بها؟

عدد المسلمين والمسلمات في مصر ستون مليون رجل وامراة. سؤالي لك لماذا يلجأ المسلمون إلى خداع وخطف البنات القبطيات صغيرات السن؟، هل لأن نساء المسلمين قليلات العدد ام ان نساء المسلمين قبيحات وذميمات والمرأة المسلمة نجسة وشيطان، فيلجأ المسلم الى بنات الاقباط الجميلات، ويخطفهن بغير شرف. هل هذه حرية التعبير؟ اتركوا يا مسلمين بنات الاقباط.

*هل تؤيد تقسيم مصر، بحيث تكون للاقباط دولة؟

إذا صمّم المسلمون على المادة الثانية الإسلامية، فلنا الحق في دولة قبطية مدنية، بحكم ذاتي من الاسكندرية الى اسوان والواحات، وتكون للأقباط حكومة مدنيّة من أقباط ومحاكم لهم ومحاكم مشتركة بين قضاة أقباط ومسلمين في حالة النزاع المشترك، ويعيش الأقباط مع المسلمين في الاماكن نفسها، ولهم جامعة ومدارس قبطية ولغة قبطية. والمسلمون يخضعون لحكومة مركزية، يمثل فيها الأقباط نسبة 25 % وجيش موحد بالنسبة عينها، ولا يكون هناك تقسيم ابدًا للبلد مع حرية التنقل.

*أخيرًا كيف تنظرون لدعم إدارة أوباما لمصر بعد مبارك؟

إسال إدارة أوباما.