حتتشتموا يعنى حتتشتموا

[abomeret]

حتتشتموا يعنى حتتشتموا

نوارة نجم - التحرير

يتناوب على حكم مصر الآن صنفان من الناس، صنف يظن نفسه الأكثر وطنية ورجولة ومجدعة من بقية الشعب ، الذى يعتبره حثالة، طالما أنه لا يرتدى الميرى ، ألا وهو المجلس العسكرى ، وصنف يظن نفسه إما الإسلام «الإخوان المسلمون » أو الذات الإلهية نفسها «السلفيين .. لا ما بيتصرفوش على أنهم وكلاء ربنا .. بيتصرفوا على أنهم ربنا نفسه».

مشكلة كبيرة، فالصنفان لا يعرفان بعض الحقائق الغائبة عنهم :

أولا: من يعمل بالسياسة عليه توقع النقد ، والسلب ، والقذف ، بل والتشهير.. الله ، طب ماتشوفوا إنتو بتعملوا إيه فى الناس .

ثانيا: السلطة مهمتها أن تخدم الشعب ، لا أن تربيه ، ثم إن المجلس العسكرى سلطة غير منتخبة ، ومن ثم فهى غير شرعية ، ومن المفترض أنهم كابسين على نفسنا مؤقتا ، والمؤقت ده طوّل قوى . أما البرلمان فهو منتخب ، والانتخاب لا يعنى تعبير الشعب عن الحب ، الانتخاب يعنى رقابة شعبية على الجهة المنتخبة للتأكد من أنها تنفذ البرنامج الذى ألزمت نفسها به ، فإن التزمت ، فلا شكر على واجب ، وإن لم تلتزم فستهاجم بشتى أنواع الاعتراض ، بدءا من النقد ، مرورا بالسباب بدرجاته ، بل وإلقاء البيض والطماطم على المسؤولين المنتخبين كما يحدث فى كل الدول الديمقراطية ، وانتهاء بالتظاهرات والاعتصامات والإضرابات . شاخدلى بالك أنت؟

طيب ، فلنأت إلى شقى السلطة فى مصر.

المجلس العسكرى :

مبدئيا .. أنتم لستم الأكثر وطنية فى مصر، خاااالص ، ابسلوتلى .. آه وربنا ، وحياة هيلارى اللى بتديكم أوامر وماكين اللى جه قطمكم قمتوا خفتوا منه وهربتوا الأمريكان .

بالنسبة للجيش المصرى فى العموم ، فهو ليس حكرا على النظاميين ، والنظاميون فيه ليسوا الأكثر رجولة على الإطلاق ، ذلك لأن الغالبية العظمى من الذكور المصريين يؤدون الخدمة العسكرية فى الجيش المصرى «وبالمناسبة بيعملوا شاى وقهوة للضباط مش أعمال بطولية ولاحاجة » ، وبناء عليه ، على رأى الكتاتنى ، فالوطنية والرجولة غير مقصورتين على مؤسسة كل ما يميزها هو ملابس العاملين بها . الوطنية والرجولة أفعال . ثم إنكم سلطة غير شرعية ، مهمتكم انتقالية ، ولستم فوق النقد طالما أنكم ارتضيتم أن تتولوا القيادة السياسية فى مصر.. خلاص كده؟

البرلمان:

والذى يشكل فيه فصيلا الإخوان والسلفيين الأغلبية.

أولا: أنتم لستم الإسلام ، ولستم ربنا . من يهاجمكم لا يهاجم الإسلام ، ومن ينتقدكم لا يكفر بالله ، يا ريت الموضوع ده يبقى واضح كده من أولها ، أوكيش؟

ثانيا: أنّى لكم أن تكونوا سلطة مضطهدة؟ الصبح بالليل ساعة ما الشروق بيخش فى الغروب.

كنتم مضطهدين فى عهد مبارك ، الآن أنتم سلطة ، سلطة مضطهدة إزاى؟

أعلم أن إحساس المضطهد لذيذ .. يعطى حبا وحنانا .. طيب ، عايزين حبا وحنانا اتركوا السلطة وارجعوا السجن ، ومن تتهمونهم بالتصيد لكم ، والكفر، والعمالة ، وقلة الأدب، هم الذين أخرجوكم من السجون وأدخلوكم البرلمان، أكلمهم يرجعوكوا مدام الاضطهاد وحشكم ؟ ثم أنتم مش حتربونا على فكرة ، أنتم لستم ولاة أمر، ونحن لسنا رعايا .. أبسلوتلى .. أنتم جايين عشان إحنا اللى نربيكم . أنتم تتقاضون مرتباتكم وحوافزكم لخدمة الشعب . وفئات الشعب عامة ، سواء من انتخبكم ، أو من لم ينتخبكم ، لهم حق مراقبتكم ، ونقدكم بالأسلوب الذى يعن لهم ، ولا يمكن أن تستهلكوا جل الوقت فى مناقشة أسلوب نقدكم بدلا من الالتفات لأخطائكم .. إنتو فاهمين غلط خالص ، لستم فى السلطة لتحولوا جماهير الشعب إلى كوادر فى الجماعة «عن الإخوان أتحدث » وفجأة ألاقى الشعب بقى عمال يقول: جزاكم الله خيرا يا توتة .. ربنا يعزك .. ربنا يكرمك .. ربنا يجعله فى ميزان حسناتك يا رب..

نووووووو… وربنا أهاجر، ده أنا قاعدة فى البلد عشان خفة دم أهلها ، حتتقلوا لى دمهم؟

ومن غير المتوقع أن تنطلقوا فى التكفير والسباب والخوض في الأعراض والافتراءات والاتهامات الباطلة «عن السلفيين طبعا طبعا طبعا أتحدث » ولا يسخر منكم الناس ويردون عليكم السباب بسباب مماثل ، عايزين تشتموا وما تتشتموش؟ داهية تكونوا صدقتوا إنكم ربنا فعلا.. والله شكلكم صدقتوا إنكم ربنا فعلا ، بأمارة محمد حسين يعقوب حين وجه خطابه لبلال فضل: تشتم ربنا بتاعى أنا ليه ؟ ثم أين كانت مناقشات آداب الاختلاف هذه حين كنا نمسح بمبارك البلاط ؟ مبارك ؟ والنبى كان راجل سكرة ، هو صحيح كان بلِط وما عندوش دم ومابيزعلش مهما نشتم ، إلا أننى حين أراجع مدونتى «جبهة التهييس الشعبية » أجد أننى نسلت القبقاب على دماغه هو وزوجته وولديه لما خليت أكبر حتة فى القبقاب قد كده .. ولا كان بيتكلم الراجل يا عينى . فأى حد حييجى فى السلطة ، سينتظره ذات القبقاب ، واللى عايز البط ما يقولش بخ .. مثل مصرى بتصرف.