يسعى الإسلاميون بمصر إلى الوصول للحكم من أجل فرض الهيمنة الدينية على مصر ويتحول المجتمع المصري الشبه متحَضِر إلى مجتمع بدوي كالمجتمعات الأفغانية و السعودية والباكستانية و الصومالية و الإيرانية المتخلفة , ولا شك أن بوصول هؤلاء الصعاليق إلى سدة الحكم سنقع في مستنقع البدونة و التعصب الأعمى و العنصرية الدينية و الجنسية و الثقافية.
إن هذه التيارات تقود البلاد إلى الهاوية , فلا يعنيها ما إذا قامت حروب أو حدثت مجاعات أو إحترق الوطن بأكمله , فلا يهمهم سوى الوصول إلى الحكم على حساب أي شيء , وهم معروفون بعدم إنتمائهم وخيانتهم , فقد رفعوا أعلام دول غريبة وهابية في وسط العاصمة المصرية , فقال أحدهم "يحكمني ماليزي مسلم ولا يحكمني مسيحي مصري" وقال "طظ في مصر واللى عايشين مصر" وهذا ليس بشخص عادي بل هو المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمون "مهدي عاكف" وتحمل تصريحاته الكثير من الشكوك حول وطنية الأخوان , فهو بالطبع ليس منفرد الرأي بل منهج قد يتّبعة الإخوان و السلفيون بمرجعيات فكرية لم يفصحوا عنها حتى الآن.
عمل هذه التيارات لا يقتصر على صناديق الإقتراع فقط , فهم يعملون على إثارة المشاعر الدينية و إثارة الفتن الطائفية ولهم أنشطة مسلحة كما شاهدنا مؤخراً في العريش بالتزامن مع تواجدهم في ميدان التحرير , كما أعلنت مصادر مصرية أن ثلاث أفرد ممن من قاموا بعملية أيلات الأرهابية يحملون الجنسية المصرية وهو ما يفسر النشاط المسلح للتيارات الإسلامية بمصر.
إن تطبيق الشريعة الإسلامية بمصر ليس لمصلحة الوطن لأن مصر بها تعددية دينية ومذهبية وثقافية فلابد أن يكون الدستور الحاكم للبلاد يمثل إرداة الشعب ككل وليس إرادة التيارات الوهابية المأجورة التي تعمل لصالح دول الغير كالسعودية و إيران , ولابد أن يكون هناك توافق شعبي لوضع الدستور , فليس من حق الأغلبية إهدار حقوق الأقلية لأن ذلك يعد بمثابة فشلاً للثورة الذي قام بها المصريون و سرقها الإسلاميون مؤخراً , فالجماعات السلفية رفضت فكرة الخروج عن الحاكم و أصدروا فتوى تحّرم الخروج على الحاكم بأي صورة من الصور واليوم يتحدثون بأسم الثورة! فكيف للمواطن البسيط أن يصدّق هؤلاء الكاذبون؟
لابد أن يعلم الجميع وخاصة صعاليك الدولة الوهابية أن مصر لكل المصريين , وليبيا لكل الليبيين , وسوريا لكل السوريين , واليمن لكل اليمنيين , ولابد أن يفيق الشعوب ويحترزوا من المد الوهابي الذي يهدف لأفشال الثورات في المنطقة ويستخدمون التيارات السلفية الحمقاء الذين يريدون هدم الحضارة الفرعونية ووصفها بالحضارة العفنة , وطرد السياح لأنهم كفّار وتحقير المسيحيين وإذلالهم في أوطانهم , وتكفير الليبراليين والعلمانيين كما لو أنهم فقط من يعيشون في الأوطان ويريدون فرض البدونة على المجتمعات.
أخيراً وليس آخراً أود أن أقول أن النظام السابق البائد المستبد ساعد على إستفحال الأحتقان الطائفي في الشارع المصري لرفضه وضع القوانين العادلة التي تحقق العدالة الإجتماعية والمواطنة الكاملة فظلت القوانين حبيسة الأدراج لكي يظل الشارع محتقن , واليوم يريد القفز على السلطة ما هم أبشع و أكثر عنصرية ودكتاتورية و أضل سبيلاً , فالديكتاتورية الدينية أبشع من الديكتاتورية العسكرية لأن معارضة تعد بمثابة معارضة لله , وكما شاهدنا في الأستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة أن من يقول "لا" للتعديلات يكون ضد الله , ومن يقول "نعم" فيكون مع الله , وسيتكرر هذا المشهد في كل إنتخابات قادمة , فلابد أن يفيق الشعب الباحث عن الحرية و العدالة قبل أن يقع في قبضة الظالمين و المأجورين من الوهابية البدوية.
مع تحياتي,,
مايكل سعيد