|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
قراءة في خطاب البابا - د. إلهام مانع
قراءة في خطاب البابا د. إلهام مانع "وأكثر ما أدهشني آفة النفاق والنكران. هناك... بعيداً... في الغرب... كل الآفات. هناك... بعيداً... في الغرب... كل الموبقات. وهناك تُنتهك الأعراض ويعيش الشواذ وينام الأخ مع أخته. وهنا؟" (من رواية "صدى الأنين"، دار الساقي، 2005) أجل أعزائي، وهنا؟ أسألكم وعيني على حدث الساعة اليوم في الفضائيات العربية. وهو مرتبط تحديداً بأفة النفاق هذه. تلك التي تجعلنا نصرخ بعيوب غيرنا غير آبهين بعيوبنا. فما الذي نريده فعلاً؟ جنازة نشبع فيها لطم؟ أم أن المسألة أكبر من ذلك؟ هناك وجهان لحدث خطاب البابا بندكتوس السادس عشر. وجه يجب فهمه حتى نضع الأمور في نصابها. ووجه يدفع إلى التوقف والتنبية. وكلاهما يستدعيان التأمل. دعوني أولاً أشير إلى أني شعرت بالغضب عندما قرأت المقطع الذي أستشهد به البابا في خطابه يوم الثلاثاء الموافق 12 سبتمبر 2006. الغضب لأن الدعوة إلى الحوار والتسامح لا تبدأ منطقياً بالإستشهاد بحوار يعود إلى القرون الوسطى يتم فيه وصف ما قدمه الرسول الكريم بأ"اللاانساني والشرير". والغضب بسبب توقيت ذلك الخطاب، الذي جاء في وقت بدأت فيه الجبهة الداعية إلى صدام الحضارات في العالم العربي تفقد بعضاً من الأرضية التي تقف عليها. يكفي أن نشير إلى الطريقة التي كان الشيخ يوسف القرضاوي يتحدث بها في برنامج الشريعة والحياة عشية الذكرى الخامسة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. كان الرجل يسعى جاهداً لأن "يشحذ الهمم"، مؤكداً على أن الأسلام يتعرض لهجمة شرسة، وداعياً المسلمين إلى الدفاع عنه. لكنه كان مدركاً أن حديثه لا يلقى أذاناً صاغية كما يحب ويرضى. كان مدركاً لهذا، ولذلك بداً مجهداً. فقد بدأ الناس يملوا. لسان حالهم يقول "قد طوينا ملف الرسوم الكاريكاتورية. دعنا نلتفت إلى أوضاعنا الأقتصادية البائسة. دعنا نتعود من جديد على أنظمتنا السياسية المتكلسة الفاسدة." من هنا بدا لي توقيت ذلك الخطاب مثيراً للحيرة. أدهشني في البداية، ثم أغضبني، ثم بدأت أتامل. فأنا أعزائي لا اؤمن بالصدف في الحياة. وشخصية بمثل مكانة البابا، وخلفيته العلمية العليا، تزن كلماتها بدقة، لا يزل لسانها بسهولة، وتعرف موضع الكلمات وثقلها. لذا سألت نفسي، ما دام الأمر كذلك، فما الذي يجب قرأته من خطاب البابا الجديد؟ وجدت الجواب في الإعتذار الذي قدمه الحبر الأعظم يوم الأحد الموافق 17 سبتمبر. فهو في الوقت الذي أكد على أن المقطع لا يعبر عن رأيه الشخصي، دعا إلى حوار "صريح وصادق". "صريح" و"صادق". البابا بندكتوس السادس عشر يختلف عن نظيره الراحل البابا يوحنا بولس الثاني. هكذا يقول الصحافي بيتر جولد في تحليله لبي بي سي. فهو وإن كان يريد تحقيق علاقات أفضل مع الإسلام إلا أن لديه شرطاً مسبقاً هاماً يمكن تلخيصه في عبارة واحدة "كما نفعل معكم، افعلوا معنا". بكلمات أخرى، والكلام لا زال لبيتر جولد، "أنه إذا أراد المسلمون التمتع بالحريات الدينية في الغرب، فأنه يجب أن يكون للمسيحيين (والمتحولين إلى المسيحية من المسلمين، والعبارة لي) نفس الحقوق في ممارسة شعائر دينهم في البلدان الإسلامية". ضمن هذا الإطار بدأت أنظر إلى هذا الخطاب. كان رسالة. غير دبلوماسية. يشير فيها إلى توجه جديد للغة الفاتيكان. يريد بها أن يبدأ صفحة جديدة لحوار على أسس جديدة. حوار بين الثقافات، لا الأديان. بعيداً عن كلمات "الحب المتبادل" في وقت لا يبدو هذا الحب متبادلاً على الأطلاق. تذكروا قليلاً خطب الجمعة في المساجد، وأحاديث شيوخ التكفير، وفتاوى رؤوس الإسلام السياسي. وهي صفحة جديدة كانت أولى سطورها قرار نقل، أو نفي، الأسقف مايكل فيتزجيرالد، المسؤول عن قسم لتعزيز الحوار بالفاتيكان، ليصبح مبعوث البابا في مصر في شهر أبريل الماضي. فبه قال البابا الجديد دون كلمات إن المرحلة القادمة ستكون مختلفة. هذا الأختلاف كان يمكن بالطبع تأسيسه دون حاجة إلى إستخدام ألفاظ تجرح صميم إيمان الآخر. وتوقظ الشارع النائم من جديد. لكن الرسالة تبدو لي قد وصلت. الوجه الآخر لحدث خطاب البابا بندكتوس السادس عشر يتعلق بالجانب الذي نرى منه هذا المشهد. بهؤلاء النافخين في النار، الداعين إلى "شحذ الهمم". الذين لم يصدقوا هذه الهدية التي بعثها إليهم البابا. هدية من السماء فعلاً. لن يجدي معها أي إعتذار سيقدمه البابا. فهم دائماً سيجدون في "الإعتذار" ما يجعله "غير كافي". انقضّوا علي الهدية، وبدأوا من جديد بالصراخ. "أنظروا ما يفعلون بنا". "نحن المساكين". "نحن الضحايا". "يجرحون في ديننا". "كشفوا عن وجوههم أخيراً". "فها هم يشنون حملة صليبية جديدة ضدنا". يفعلون ذلك، وينسون أنفسهم. كم مرة جرح فيها شيوخنا عقيدة الآخر؟ كم مرة؟ كم مرة وصف شيوخنا المسيحيين بالمشركين؟ ما دمنا نريد من غيرنا أن يتعامل مع ديننا على قدم المساواة مع دينه، علينا نحن أيضاً أن نفعل ذلك. أليس كذلك؟ يفعلون ذلك، ويتناسون سجلنا في ملف حق الإيمان. قولوا لي ما الذي يحدث لمسلم لدينا لو أراد أن يتحول إلى المسيحية؟ أو لو أرادت مسلمة أن تتزوج من مسيحي؟ لا تشيحوا بأعينكم ثم وجوهكم. يفعلون ذلك، وينسون حملتهم الجارحة ضد البهائية. ينسون لعنهم لليهود ليل نهار. كيف يتوقعون من غيرنا أن يحترم مشاعرنا في الوقت الذي لا يحترمون فيه مشاعر الغير؟ والأشد، يفعلون ذلك، وهم يصفرون ويغنون عندما يثير أحد منا ما يحدث في دارفور من جرائم ضد الإنسانية. من قتل ونحر وتشريد. لم أر واحداً منهم يدعو الناس إلى الخروج للشوارع للتعبير عن إستنكارهم لقتل هؤلاء المدنيين في دارفور. كما لم أر واحداً مهم يدعو الناس إلى الخروج إحتجاجاً على ملفاتنا المخزية في حقوق الإنسان. تلك آفة نعاني منها. آفة النفاق. نراها دائماً في كل أزمة. فهناك... بعيداً... تحدث كل المسيئات. هناك... بعيداً. وهنا؟ elham.thomas@hispeed.ch * كاتبة يمنية
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
#2
|
|||
|
|||
كلام جميل و صحيح 100%
لكن مقابل واحد بيفهم و عقلانى فيه 10,000,000 بيتعامى عن الحقيقة . اخر الاخبار فى المغرب قتلوا واحد ايطالى وزوجته من اعضاء الجمعيات الخيرية التى تعمل فى الرباط احتجاجا على تصريحات البابا وده بعدقتل الراهبة و حارسها الخاص امبارح . بالمناسبة بعد الغزوة المباركة اشاوس المغرب و لهم فى رسولهم اسوة حسنة بعد قتل الايطالى وزوجته قاموا بنهب الغنائم من متعلقات شخصية واشياء ثمينة,وللعلم فلله الخمس ورسوله. رحمتك يارب |
#3
|
|||
|
|||
ان تلك الباحثة هى عقلانية و محايدة. و لها كتابات كثيرة موضوعية. ولكن لا تجد لها صدى فى بلدها فتلك العالمة تحمل الجنسية السويسرية و تقوم بالتدريس فى الجامعة هناك. و يعتبرونها فى بلدها الأصلى اليمن من الكفار.
|
#4
|
|||
|
|||
حقيقي نفسي اسمع او اقراء تعليق او مقالة للفاضلة الكاتبة الدكتورة وفاء سلطان علي محاضرة البابا و في نفس الوقت ردود العالم الاسلامي علي هذه المحاضرة . و رأيها في ذلك |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|