الداعية الكذاب .. ولصوص السفارة فى العمارة

[abomeret]

الداعية الكذاب .. ولصوص السفارة فى العمارة

مجدى نجيب وهبة - صوت الأقباط المصريين

** بالتأكيد لقد تابع الملايين المهزلة الإعلامية وال ة على الهواء مباشرة على قناة المحور الذى قدمه برنامج 90 دقيقة يوم السبت 28 أغسطس 2011 ، والحوار المهزلة والتافه الذى أداره مقدم البرنامج بين إثنين من خبراء تسلق العقارات الشاهقة من خلال المواسير ، والقصة كما يعلمها الجميع أن الخبير الأول والمدعو "أحمد الشحات" إدعى تسلقه العمارة وإنزال العلم الإسرائيلى والمتسلق الأخر مصطفى كامل إدعى أنه هو الذى تسلق العمارة وحصل على العلم ، وربطه فى حجر وأسقطه ثم تلقفه "الخبير الأول أحمد الشحات" وطار به إلى المعتصمين أمام السفارة الذين تلقفوه بفرحة عارمة ، وحملوا أحمد الشحات فوق الأعناق وهم يهتفون "إسرائيل فين .. الشحات أهو" ، وفى غمضة عين تم تنصيب الشحات بطل قومى حصل على نوط الشرف من الدرجة الأولى ، وبالطبع تلقفه الداعية المغوار فى سرد قصص أمنا الغولة والمشهور بلقب "حانوتى التحرير" وهو صفوت حجازى ، وأخذه تحت بير سلم أحد المبانى القريبة من السفارة ولقنه كام كلمة على كام عبارة بشرط أن يعلن أمام الإعلام أنه تلقى الدروس الوطنية وتتلمذ على أيدى الداعية المغوار "صفوت حجازى" ، فهو الملهم لأفكاره التى دفعته لتسلق عمارة مكونة من 22 دور حتى إنتزع العلم الإسرائيلى .. وبالطبع إنطلق الإعلام صوب الخبير أحمد الشحات وبدأت المقالات النارية تنطلق من بعض الصحف وبالذات جريدة الأخبار والمصرى اليوم فقرأنا لبعض الكتاب وهم يتمنون أن يكونوا "أحمد الشحات" ، والبعض الأخر كان فى إنتظار مولود قرر أن يطلق عليه إسم "البطل أحمد الشحات" ، وهو ما أرعب محافظ الشرقية وذلك بسبب تسرب شائعة من مكتب رئيس الوزراء بوجود إشارات ضوئية من بعض كبار السياسيين بتنصيب أحمد الشحات محافظا للشرقية ، وهو ما جعل المحافظ أن يسرع بتقديم شقة تمليك هدية ووظيفة مرموقة للبطل المغوار تحسبا لما تسفر عنه تلك الشائعة .. وسارت الأمور كما فى بعض الأفلام العربى .. فشاهدنا أحمد الشحات يعقد مؤتمرا صحفيا يحضره جميع القنوات التليفزيونية ووسائل الإعلام العالمية والمحلية وذلك أثناء الحفل المقامة لتكريمه من شباب 6 إبريل .. قال الشحات "أنه تعرض لتهديدات بقتله وتصفيته" وبالقطع ستهرول بعض القنوات العالمية والإعلام لتعرض عليه ملايين الدولارات حتى يبوح بالسر للذين هددوه ، للحصول على سبق صحفى أو إعلامى ، وهل الذى هدده هو الرئيس السابق محمد حسنى مبارك أم نجليه جمال أو علاء أم صفوت الشريف أم حبيب العادلى أم إسرائيل نفسها ؟!!! .. ثم إنطلق بعد ذلك الشحات وهو الخبير فى الشئون السياسية "أقصد الخبير فى تسلق المواسير" بتوجيه نصائح لشباب محافظة الشرقية منها السعى لتنظيف شوارع الشرقية والمحافظة على منظرها الحضارى .. سبحان الله .. وهو ما دعا أن يقوم أحد الخبثاء بالإتصال ببعض وكالات الأنباء والمتميزة فى الصيد فى الماء العكر وفرد الملاية ، وأبلغوها أن أحمد الشحات وكل أفراد أسرته دأبوا على إلقاء أكياس القمامة خلف السيارات .. وينطلق سيناريو فيلم "المخادع" للمخرج صفوت حجازى كما تم رسمه مسبقا إلا أنه على طريقة الأفلام العربى تنطلق مفاجأة مدوية لتكشف وتفضح كذب هؤلاء المضللين ..

** يظهر المتسلق الحقيقى للعمارة والذى إستضافه برنامج 90 دقيقة وبدأ يسرد قصته الحقيقية فى تسلق العمارة ، فقال أنه هو وأحمد الشحات ويسرى إتفقوا على تسلق العمارة وإقترح مصطفى كامل أن يتسلق أحمد الشحات وإبراهيم يسرى العمارة من الخلف فيما يقوم مصطفى كامل بتسلق العمارة من الأمام ، وقد فشل كلا من الشحات ويسرى فى التسلق وعاد الشحات يحذر مصطفى لإثناءه عن الصعود تحسبا لوجود قناصة فى أعلى البناء ، إلا أن مصطفى أصر على الصعود وخصوصا بعد إفصاحه عن سابق معرفته بالمكان لقضاء فترة تجنيده هناك !! .. ونجح كامل فى التسلق وأنزل العلم ولفه حول حجر حتى لا يطير ثم علق العلم المصرى الذى لفه حول وسطه مكان العلم الإسرائيلي .. وأكد مصطفى كامل أنه أثناء نزوله على المواسير وأجهزة التكييفات .. فإذا بسيدة تناديه وطالبته بالتوجه إلى شرفة شقتها والنزول عبر السلالم وقامت بإلتقاط صورة تذكارية ثم قامت بتقبيله وأعطته مبلغ 500 جنيه وقميص جديد بدلا من قميصه الذى تمزق أثناء تسلقه العمارة .. وأثناء الإتصال الهاتفى من خلال البرنامج مع "أحمد الشحات" ، قال أنا لا أعرف شخص إسمه مصطفى كامل وسيبونى فى حالى فقد أرهقتنى وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحفية وملاحقة وكالات الأنباء ، وعندما ألح عليه مقدم البرنامج وقال له سوف نرسل لك سيارة تأخذك من المنزل حتى الأستديو رفض ذلك بشدة وقال أنا لا أحب أن أتواجد فى هذه الأماكن المشبوهة ، أما الداعية الكذاب فقد أغلق تليفونه ورفض أن يتواصل مع البرنامج .. أما عن شهود الواقعة فقد قال "محمد الدسوقى" الشاهد الثانى ، أن صفوت حجازى يعرف صاحب القصة الحقيقية وقام بالإتصال به فى اليوم التالى وقال له نصا "هانقعدك مع الشحات وأحل لك الموضوع وهانعوضك لكن ماينفعش أنا بصفتى "أمين الثورة !!!" أطلع كداب أو الشحات يطلع مش بطل" .. وبالتالى الثوار كلهم يطلعوا كدابين ؟؟؟!!! ..

** على صعيد أخر حاول البرنامج بشتى الطرق إستدراج أحمد الشحات لمواجهة مصطفى كامل إلا أن الأخير رفض بدون سبب واضح ولكنه تملص وهرب من المواجهة فى الوقت الذى أعلن أحد شهود الواقعة أن هناك سيدة إتصلت بالشحات وهددته بفضح أمره للرأى العام وأنها تمتلك صورا مع المتسلق الأصلى صاحب الواقعة ، وستقدمها للنيابة لإسترداد الشقة التى أخذها تكريما له من محافظ الشرقية والوظيفة التى حصل عليها .. أما عن حانوتى الثورة صاحب أشهر حلقات تليفزيونية على قناة الجزيرة العاهرة والذى تخصص فى حمل جثث المتوفين بالتحرير والأماكن المحيطة بها ، ثم فجأة وجد نفسه فى الطريق إلى السويس والدخول من الجبل حتى وصل أمام المشرحة ، ويقول أنه لأول مرة يشاهد جثة رجل عمره 34 سنة والنيابة ترفض إعطاء أهل المتوفى تصريح الدفن .. معلهش هذه الحكاوى أتحفنا بها الداعية فى مسلسل الحانوتى والثوار الذى بثته قناة الجزيرة على الهواء مباشرة فى عدة حلقات .. هذا الداعية إختفى تماما فى إنتظار هيصة جديدة وأحداث أخرى فوضوية تجده وسطها .

** وعلى صعيد أخر لنفس الواقعة أرجحت مجلة "واشنطن فيست" أن إنتحار خنوفة أكبر مجرم داخل محبسه لم يكن إنتحار وإنما محاولة خنوفة إختبار قدراته فى تسلق العمارات بربط حبل حول وسطه ولكن لعدم وجود حبل داخل الزنزانة فقد قام بعمل تجربة بربط بعض قطع الهدوم ويبدو أن الحظ لم يسعفه فقد إنفلت الحبل ووصل حتى عنقه ولم يتمكن من إنقاذ نفسه ومات ..

** أما عن جريدة الأخبار فيبدو أنها أصيبت بوكسة نفسية وصدمة عصبية ، كما التى تصيب الست "أم حنكوشة" فإلتزمت الصمت بعد الوكسة السودة التى وصلت لحد نشر صورته بالألوان مع خبر .. "الشحات فى حفل تكريم بالزقازيق .. أشعر بالفخر" .. أسفل عمود نص كلمة للكاتب الساخر أحمد رجب فى العدد الصادر الأحد 29 أغسطس .. هذا علاوة على مقالات المديح وفاكسات القراء وقصائد الشعر والغزل !! ..

** وهكذا ينتهى مسلسل الفيلم الساقط لثورة 25 يناير ومازال بعض الحمقى يقولون لولا هذه الثورة ما قضى على النظام السابق وأنا أقول لهم للمرة العاشرة فوق المليون أيها الكاذبون والمخادعين والنصابين الذين تظاهروا يوم 25 يناير هم شباب محترم وواعى ووطنى ويقدر المسئولية ومع حلول الليل ذهبوا جميعا إلى منازلهم بعد أن وصلت رسالتهم ، وبعد ذلك إنطلقت الذئاب الجائعة وال**** الضالة مع تنظيمات مسلحة من حماس وحزب الله والقاعدة وأداروا دفة المظاهرات كما خططت لهم الإدارة الأمريكية ، وحصلوا على مبالغ طائلة لإسقاط النظام ، أما الجيش فقد رفض قمع المظاهرات حتى بعد الإنفلات الأمنى وسقوط الداخلية ولو أراد الجيش أن ينهى هذه الثورة التى قادتنا إلى هذه الفوضى لما كان يجبره أحد على فعل غير ذلك ولكنه ذهب إلى أبعد من ذلك معتقدا أن الحرية والديمقراطية فى التعبير ستجعل الأخرين حريصين على أمن وسلامة الوطن ولكن ما حدث هو إنهيار مصر إقتصاديا وأخلاقيا وأمنيا وسياسيا والعوض على الله فى إنتظار متسلق أخر ..

** كلمة أخيرة .. بالقطع نحن مع تصديق قصة المتسلق الأخر ولكن هناك سؤال محيرنى .. يقول المتسلق الثانى بعد أن قذفت العلم وهو يقف أعلى السطوح للعمارة المكونة من 22 دور .. بالقطع هذا العلو الشاهق لن يمكنه من رؤية أى إنسان وبالقطع السيارات ستبدو مكعبات صغيرة جدا ، فكيف حدد المتسلق الثانى موقع وقوف الشحات ثم قذف له بالعلم الذى إستقبله الأخير دون أن يشعر به أحد من الجمهور المحتشد أمام العمارة وكأن هذا العلم والملفوف حول حجر قد ألبسوه طاقية الإخفاء فلم يشاهده أحد وهو يسقط إلا أحمد الشحات الذى إستطاع أن يلتقطه قبل أن يسقط على الأرض ويتوه وسط الزحام ..

** السيدة التى أشارت إلى المتسلق الأخر مصطفى كامل وطلبت منه الدخول من شرفة المنزل وكأنها كانت تعرفه أو كأنها لم تفاجئ بوجوده أمامها ولم تصرخ بل إنها إلتقطت له صورة تذكارية ثم أعطته مبلغ 500 جنيه وقميص جديد بدل الذى تمزق ... "يامثبت العقل فى الراس" .

** وبعد سرد الواقعتين أعتقد أن من أسقط العلم وأنزله من أعلى العمارة هو شخص لم يرغب عن الفحص عن دوره .. فى النهاية نحن أمام قصة ساذجة وهايفة وليس لها أى معنى سوى التعبير عن الهيافة التى أصابت مصر .. فهل هناك من ينقذ هذا الوطن ؟!!

[Zagal]

علشان نعرف الحقيقه .... يطلع خبر فى التلفزيون يقول ان المتسلق والذى اعتدى على العلم الاسرائيلى وضع مصر فى علاقه حرجه مع اسرائيل ومطلوب القبض عليه لمحاكمته سياسيا والحكم قد يصل للاعدام ...