تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-04-2011
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
الله.. ليس ملكا لكم




يحاول بعض المسلمين - المدعين ممنْ يمارسون الدعوة زرع الفتنة بين الناس حتى صاروا يصدقون أن دورهم أكبر وأهم من دور الرسول الكريم.

ميدل ايست أونلاين

بقلم: فؤاد قنديل


بعض المسلمين الذين قرروا أن يمارسوا الدعوة الإسلامية، أو يساهموا في نشر الوعي بالدين ومفاهيمه وأبعاده ووصاياه ودوره في إثراء حياة الإنسان وقيادة مسيرته إلى بر الآمان، وبعض آخر ممن لا تعنيهم الدعوة ولكنهم يتصورون أنفسهم حراسا على الدين، يجب عليهم جميعا أن يتوقفوا وفورا عن هذه المهمة إذا ظلوا على ما هم فيه من شطط وجهل، وليذهبوا غير مأسوف عليهم وكفانا ما بذلوه أو اقترفوه من آثام، فهم يكفرون ويلاحقون ويهددون ويراقبون وتصدر عنهم أقوال وأفعال تشوه صورة الإسلام وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. هناك موجات تتوالى وتتوالى من هذه النماذج التي تعكر صفو الحياة وتفسد في الأرض وتحيل حياة البشر إلى جحيم.

تشهد مصر للأسف ومنذ نحو ربع قرن تقريبا تزايدا في أعداد من يتطوعون للإرشاد والنصح بصورة تتجاوز جماعات النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، لأن منهم من انتقل من القول إلى الردع متصورين بهذا أنهم يغترفون من بحر المغفرة ويكشفون عن أنهار الورع التى تتدفق في عقولهم وأرواحهم، وفي الفترة الأخيرة تجاوز الأمر كل حد، حتى لتذهب هباء كل جهود التنوير التي يبذلها المثقفون والعقلاء. بل ليستشعر المسلمون الأنقياء والحقيقيون الخوف من انتشار هذه الجماعات المتطرفة غليظة القلب التي لا تكاد تعى دلالة واحدة من دلالات النص القرآني العظيم، ولا تكاد تفهم على الحقيقة حديثا للرسول الكريم، وقد بدا هذا واضحا إلى درجة مستفزة في حادث صول بأطفيح حيث صبوا جام غضبهم لسلوك بعض المسيحيين على الكنيسة، وبلغ التجاوز ذروته في حادثة قنا وهي دون أدنى شك جريمة مرعبة إذ تصدى بعض المتطرفين الذين يتمتعون بغباء لا مزيد عليه لإقامة الحد على مسيحى بقطع أذنه لأنه في زعمهم تعامل جنسيا مع فتاة مسلمة، وليس من دليل على ذلك، وحتى لو كان هناك دليل فأهل الفتاة أولى بتولي الأمر، وإن لم يكن لها أهل فالقضاء ينهض بمهمة النظر والتحقيق وإنزال العقاب، لكن السادة الذين أرقتهم الأخلاق المتردية هبوا لنجدة المجتمع واندفعوا بحماقة لا نظير لها لإقامة العدل وحماية الأعراض المنتهكة، فاعتلوا كرسي القضاء وتسلحوا بالتوكيل الوهمي الذي ظنوا- وظنهم إثم لا ريب فيه - أن الله حرره لهم لينوبوا عنه في تنفيذ عدله وإعلاء كلمته، فحولوا الحياة إلى غابة تسكنها مجموعة من الوحوش المتأهبة لافتراس الحملان بحجة الخروج عن الآداب.

هكذا تصرف حراس الفضيلة ويتصرف غيرهم اعتمادا على أن الله من أملاكهم وهم خلفاؤه على الأرض وأعماهم الجهل أن يدركوا أن الخلافة أساسها العقل والحكمة وليس البطش وتجاوز الحدود.. إنهم يرون - وقد فقدوا البصيرة - كل خارج بفكره أو حتى نيته عن أمر الله لا يجب أن يتوانوا في سحقه وهدم بيته وترويع أهله أو قتلهم جميعا.

ألم يقرأ حماة الدين قول الله سبحانه: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. ولا قوله: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. ولم يطالعوا في الذكر الحكيم قول المولى: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين. وقوله: ليس عليك هداهم. وقوله جل وعلا: ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. ولم يخطر ببالهم أن الله قال عن رسوله الكريم: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. وكل ما حشوا به رءوسهم ليس منه قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. ولا قوله: إنما أنا بشير ونذير. أم تراهم ضربوا بكل النصوص المقدسة عرض الحائط وقرروا هم فرض نصوصهم وأفكارهم المريضة؟ هل دور هؤلاء المدعين أكبر وأهم من دور الرسول؟

إن هذه الفئة الغريبة التي تنتسب للإسلام بالوراثة فقط تتصور أن الله لهم وحدهم وجنته لن يدخلها غيرهم، وكل من عداهم مصيرهم جهنم.. ألا ساء ما يحكمون. الرسول ذاته قال: إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي.

ما زلنا نرى أن الأزهر مقصر وكذلك الأوقاف ورجال الدعوة الفضلاء. يجب أن يتحرك الجميع على قلب رجل واحد لوقف هذا النزيف الذي يصيب الأمة في مقتل.. يجب أن يتصدى لهذه الشرذمة الضالة كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد حتى نجتث من حياتنا ما يعيق التقدم ويهدد السلام الاجتماعي ويمزق الشعب إلى فرق متناحرة.. ولابد أن نواجه أنفسنا بوضوح ونعترف دون خداع أن هذه النماذج وفكرها المريض هم أسباب كل فتنة، ولن يتوقف هذا النزيف إلا إذا تم اتخاذ مواقف رادعة وعاجلة ضد كل من يمس الوحدة الوطنية من قريب أو من بعيد.. إلا الوطن.. إلا الوطن. إن مشاكل مصر تتضاعف بسبب الخور والبطء في التصحيح.

أظن أن علينا أن نقول لهم: تواضعوا وكونوا بشرا، وعليكم إصلاح أنفسكم ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم.. الدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضة فماذا تساوى حياتكم كلها؟.. إن الأمر كله لله، والكلمة الطيبة صدقة والزموا شئونكم يرحمكم الله وحاولوا قدر الطاقة ألا تكونوا ممن يزيدون العالم ظلاما فيكفى ما فيه من شرور وظلم وظلام، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا نملك إلا أن ندعو الله لكم ولنا بالهداية وعليه قصد السبيل.

فؤاد قنديل
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 11:15 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط