الاغلبية المسلمة في مصر وشعورها بغبن الاقلية ؟! بقلم:عبد صموئيل فارس

[الحمامة الحسنة]

الأغلبية المسلمة في مصر وشعورها بغبن الاقلية ؟!

الكاتب عبد صموئيل فارس
السبت, 13 أغسطس 2011 19:09


يمثل ميدان التحرير في قلب العاصمه المصريه القاهره نبض الشارع المصري وأحاسيسه واوجاعه تجاه وطنه ومستقبله الغير منظور فكلما تتجه الي هناك وتطئ قدماك ارض الميدان في اي مناسبه لمليونيات تجد نفسك امام كتل بشريه لاحصر لها فالميدان الذي يتصل بعشر منافذ داخل وسط العاصمه هو نبض الحياه لها ووجهة أي زائر للمحروسه من الداخل او الخارج فهناك الملتحي والوسطي والكاجول والمنقبه والليبراليه وعلي كل لون ووسط كل هذا تنشط المصارعات الفكريه والحواريه بين كل مجموعه علي حدي

فلم انزل يوما التحرير خلال الستة شهور الاخيره ولا أجد نفسي قد دخلت حوارا طويلا حول مستقبل مصر والصراع السياسي المحتدم فيها وفي الغالب يكون طرفا حواري هم من ذوات التوجه الديني الراديكالي واخرها كان بالامس ولكن من كنت معه في الحوار ليس ملتحي فهو مواطن طبيعي ويتضح من معالمه انه من أقصي جنوب مصر وهو ما تأكدت منه في اخر حواري معه فالرجل متمسك بالتوجه الديني ومناهض للدوله المدنيه ويمتلك نفس صفات المناوره في حديثه فقد شدني للحديث معه تعليقاته الساخره والمتهكمه ونظراته التي كان يرمق بها الي اي سيده تسير في الميدان وهو ما دعاني الي الدخول معه في نقاش طويل مفاده ان الحل في قيام دوله اسلاميه ولا اعلم اي دوله يقصد فماذا ينقص مصر الان للتحول الاسلامي ولماذا هذا الشعور بالغبن من هذا الذي ينتمي للاغلبيه المسلمه

والتي تمتلك كل مقدرات الدوله المصريه فالدستور ينص علي هوية الدوله الاسلاميه ولغتها العربيه ومساجد وزوايا تسد عين الشمس في كل ربوع مصر هذا بالاضافه الي قنوات فضائيه لاحصر لها تشحن وتعبئ ليلا ونهارا ناهيك عن التعليم والنقابات والجمعيات الاهليه والخيريه حتي منظمات المجتمع المدني لم تسلم من عملية الآسلمه ولا حديث اخر تجاه مايحدث داخل وزارات اخري كالصحه والداخليه والقضاء فالكل اصبح اسلامي لاغش فيه واعتقد من يسير في شوارع المحروسه الان يستطيع ان يميز كيف وصل الحال في مصر من خلال معالم البشر داخل شوارعها حتي السيارات اصبحت تحمل علامات وكتابات اسلاميه بحته

ومع ذلك حينما تتحدث الي هؤلاء يشعرك ان الاسلام في مصر في خطر وانه سيضمحل وان الامه الاسلاميه عليها بالنهوض والعوده الي الحكم الرشيد فلماذا هذا الصوت المرتفع فمن المعروف ان هذه الامور هي من شيمة تصرفات الاقليات التي تحاول الاعلان عن نفسها لكن ان تتحول الاغلبيه المسلمه بتصرفاتها هذه الي اقليه ناهقه امر يحتاج الي دراسه وبحث من رجال علم الاجتماع حول هذه الظاهره ولماذا هذا الشعور بالنقص يحيط بهؤلاء

لا اجد تفسير لهذا الامر وارجو ان يتم دراسته جيدا فمتي سيشعرون هؤلاء انهم الاغلبيه التي تمتلك ومن واجبها ان تحتوي الاقليه وتعمل علي الوفاء بحقوقها لكن ان ينقلب الامر بهذه الصوره فهذا امر يحتاج الي مراجعه للتقلب في نفسية الاغلبيه وسقوطها في مركبات نقص الاقليات الذين تحت وطأت التهميش والاضطهاد يتصرفون ولكن اين هي هذه العناصر ولماذا وصلت الاغلبيه الي هذا الشعور في مصر ؟


عبد صموئيل فارس
أقباط المملكة المتحدة