05/04/2011 16.44.26
يبدو أن الآمال بتحولات جذرية في الشرق الأوسط راحت تتضاءل إذ إن ضعف شباب الثورة يقف أمام قوة الجيش والأحزاب الإسلامية الراغبة في خطف ثمار التغيير. المسيحيون في سوريا مجبرون على دعم شمولية النظام لإنقاذ الحرية الدينية. ويبدو أن الديمقراطية والعلمانية أصبحتا تعبيرا مستحيل التطبيق. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو التالي "هل هناك مستقبل للربيع العربي؟" يرد الأب اليسوعي سمير خليل سمير الخبير بالتراث الإسلامي بالقول يجري نقاش في العالم العربي حول العلمانية لكنّ كثيرين يجهلون معناها باستثناء المسيحيين الذين يرون في العلمانية ضربا من التغيير. مع ذلك هناك مخاوف من احتمال عودة الأخوان المسلمين إلى الحكم في مصر بشكل خاص وامتداد تأثير هذه الجماعة على حكومات عربية أخرى. لا بل يسعى أعضاء هذه الجماعة إلى التأثير على النساء بدون الحجاب أو إلى تقليص صورة محمد البرادعي ـ المرشح لرئاسة الجمهورية ـ والادعاء بأنه من دعاة علمانية ملحِدة. الوضع في تونس حسب الأب سمير خليل سمير يختلف بشكل ملحوظ حتى ولو رفض شباب كثيرون العلمانية خلافا للأوساط الفكرية. القلق حول مستقبل المسيحيين يظهر بوضوح في العراق وسوريا ومصر ولبنان والأردن وفلسطين. في سوريا يأمل الأساقفة بعدم حصول أي تغيير في النظام السياسي إذ إن نظام الأسد يضمن الحرية الدينية. المسيحيون في الشرق الأوسط يريدون الحرية والديمقراطية والعدالة وكذلك أيضا العلمانية أي الحياد الديني. لكن العلمانية وللأسف تُطبَّق في المنطقة بالقوة فقط. ويصحّ هذا الأمر على الأسد وعراق صدام حسين ومبارك وتونس. وهناك حيث يوجد نظام أقل قوة لا بد من إعطاء الإسلاميين بعض التنازلات ما يعني أننا أمام نقيضَين: الديمقراطية مع العلمانية أو التطرف الإسلامي. وفي نهاية المطاف يفضّل المسيحيون نظاما شموليا يضمن لهم الحرية الدينية. هذه هي مأساة الشرق الأوسط. في أوروبا تسير الديمقراطية والعلمانية في الاتجاه نفسه. أما في الشرق الأوسط فهما نقيضان ومتضاربان. أمام هذا الوضع لا بد من القول إن النموذج الإيجابي هو لبنان حيث هناك ديمقراطية وفي الوقت نفسه علمانية تحترم الديانات لكنها مختلفة تماما عن العلمانية الغربية. من بين البلدان التي تتمتع بنوع من الهدوء هناك سوريا حيث تسيطر الشمولية ومعها العلمانية. والأردن حيث يعود التوازن إلى حضور العاهل الأردني. بكلمة ـ خلص الأب سمير خليل سمير إلى القول ـ المشكلة في العالم العربي هي أنه غير ناضج لقبول الديمقراطية. زد إلى ذلك أن التربية الدينية في المدارس مرتبطة للغاية بثقافة الماضي وبمناهج الألف الأول ويغيب الانفتاح على الحداثة المرتبطة بإعادة قراءة النصوص الدينية. ولكن هل هناك من معلّمين؟