|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
نحن في حاجة لفقه جديد
نحن في حاجة لفقه جديد! بقلم: احمد عبد المعطي حجازي أريد في هذه المقالة أن أجلس في مكان الدكتور نصر حامد أبوزيد, لأجيب عن سؤال كان الدكتور عبدالمعطي بيومي قد وجهه له في حوار لم يستكمل, كما جاء في كلمة كتبها الدكتور بيومي عن المفكر الراحل, ونشرت في مجلة المصور وفيها يعيد طرح السؤال عليه: هل تري أن القرآن الكريم نزل بلفظه ومعناه من الله؟ والدكتور عبدالمعطي بيومي عالم من علماء الأزهر يتميز بالسماحة والبعد عن التشدد, وان كان موقفه من القضايا المطروحة علي المسلمين هو الموقف السلفي السائد في هذه الأيام مع بعض اللمسات العصرية, ومن هنا سؤاله الذي عبر فيه عن وجهة نظره في فكر نصر حامد أبوزيد القريب من فكر المعتزلة, وكأن الدكتور بيومي يرد بالسؤال الذي وجهه للدكتور نصر علي السؤال المماثل الذي وجهه المعتزلة قبل ثلاثة عشر قرنا للإمام ابن حنبل: هل تري أن القرأن الكريم مخلوق؟ والمعتزلة كما يعرف الكثيرون فرقة إسلامية ظهرت في أواخر القرن الأول الهجري حين انقسم المسلمون إلي شيع سياسية ومذهبية تتصارع بالنصوص التي تختار منها ما يوافقها, فإذا لم يسعفها النص الصحيح لجأت إلي وضعه وتزييفه واتخاذه حجة تدعم بها موقفها وتؤيد مطالبها. ومن هنا أصبحت الحاجة ماسة لمرجع يرتضي حكمه الجميع, ولم يكن هذا المرجع إلا العقل الذي جعله المعتزلة إماما ورائدا في فهم العقيدة وقراءة النصوص. وقد رأي المعتزلة أن الإنسان مسئول عما يفعل, وأن مسئوليته تقتضي أن يكون حرا في اختيار طريقه وإلا فمحاسبته علي ما لم يكن له خيار فيه ظلم يتنزه عنه الله الحكم العدل. والعدل صفة من صفات الله كالسمع والبصر والعلم والكلام. لكن هذه الصفات لا تتميز عن ذات الله, لأن التميز تعدد, والتعدد شرك وضلال. وعلي هذا الأساس بني المعتزلة رأيهم في القرآن, فقالوا انه مخلوق وليس قديما كما يقول السلفيون الذين يرون أن القرآن الكريم قديم أزلي, لأنه وحي صادر عن الله القديم الأزلي. لكن الغلبة في ذلك العصر الأول كانت للمعتزلة الذين استطاعوا بعقلانيتهم وقوة حججهم وإيمانهم العميق بالحرية والعدل والتوحيد أن يكسبوا إلي جانبهم عددا من كبار الكتاب والمفكرين كالنظام. والجاحظ, فضلا عن ثلاثة من أوائل الخلفاء العباسيين هم: المأمون, والمعتصم, والواثق الذين تبنوا أفكار المعتزلة, واستخدموا سلطتهم في فرضها علي فقهاء عصرهم كما فعلوا مع ابن حنبل الذي سجن وعذب لأنه أصر علي موقفه السلفي ولم ير رأي المعتزلة في القرآن الكريم. كيف وصل المعتزلة إلي رأيهم في أن القرآن حادث مخلوق؟ لقد بدأوا من أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي, أي بلغة بشرية تخضع لكل القوانين التي تخضع لها لغات البشر, فتختلف لهجاتها وتتفاوت حظوظ المتكلمين بها من القدرة علي استخدامها, وتتطور من بيئة لبيئة ومن عصر إلي عصر. وقد تأثر القرآن الكريم بهذه القوانين, فظهرت المصاحف المنسوبة لمعاذ بن جبل, وعبدالله بن عمرو, وعبدالله بن عباس, وعبدالله بن مسعود, وكانت تختلف فيما بينها ويتسبب اختلافها في إشعال نار الفتنة بين المسلمين. ومن هنا طلب عثمان بن عفان من بعض الصحابة أن يفحصوا ما كان بأيديهم من مصاحف, ويتفقوا علي نص موحد للقرآن الكريم هو النص المتداول حتي الآن. ولقد رأي المعتزلة أن المسلمين الذين يقولون ان القرآن الكريم هو كلام الله الأزلي لا يختلفون كثيرا عن المسيحيين الذين يقولون ان المسيح هو كلمة الله المنبثقة من الأب منذ الأزل,. مما لا يتفق مع تصورهم للتوحيد الذي يعد حجر الأساس في بناء العقيدة الإسلامية. ومن هنا كان القرآن في رأيهم حادثا مخلوقا. فكيف نفهم هذا الرأي؟ وكيف يجيب المعتزلة عن السؤال الذي طرحه الدكتور بيومي علي الدكتور نصر حامد أبوزيد؟ أعني كيف يتفق أن يكون القرآن الكريم مخلوقا, وأن يكون وحيا منزلا وهذا ما يسلم به المعتزلة ويعترفون به؟ المعتزلة يجيبون عن هذا السؤال فيقولون انهم لا يقصدون بخلق القرآن الكريم أنه نزل من السماء كلمة كلمة, وإنما المقصود أن الله خلق الفكرة التي تتطلب الظهور وتوجب الكلام الذي يعبر عنها, فالفكرة من الله يوحي بها للرسول الذي يعبر عنها بلغته. ومن هنا قال المعتزلة إن إعجاز القرآن لا يتمثل في لغته أو مفرداته التي كان العرب يعرفونها ويتكلمون بها قبل الإسلام, وانما يتمثل فيما بينه من عقائد وما أنبأ عنه من غيب, وكشف عن مثل وقيم علينا أن نبحث عنها في النصوص الدينية وان نجدد فهمنا لها, وأن نقرأها قراءة تتفق مع روح العصر الذي نعيش فيه وتلبي مطالبه, وتفتح النص للمستقبل القريب والبعيد, وتكشف عن مغزاه وجوهره الحي الدائم, وتجعله صالحا لكل زمان ومكان, وهذا هو المنهج القويم الذي دعا له نصر حامد أبو زيد وسار عليه في مؤلفاته العديدة, فوقف في وجهه فقهاء الصحراء وأشياعهم واتباعهم من الحنابلة الجدد الذين أشار لهم الإمام الأكبر شيخ الأزهر في حديثه الصريح مع الأستاذ مكرم محمد أحمد, معبرا عن أسفه لما وصل إليه الفكر الإسلامي علي أيديهم. انهم يعزلون النص الديني عن الحياة, ويفهمونه فهما حرفيا ساذجا, ويجعلونه مستغنيا بنفسه عن الحياة والبشر, فلا حاجة به للعقل, ولا مجال فيه للتأويل, ولا اتصال بالحضارات والثقافات الأخري وماجد فيها من أفكار وقيم ونظم وقوانين. الدين في هذا الفقه الصحراوي سلطة قاهرة مفارقة يمتثل لها الإنسان دون أن يجد فيها حلا لمشكلاته أو تجاوبا مع أحلامه ومخاوفه وأسئلته وتأملاته التي تتطور وتتغير من بيئة لبيئة ومن عصر إلي عصر. ونحن بهذا الفقه ومنهجه في قراءة النصوص الدينية لا نستطيع أن نثق في قدرتنا علي الفهم, أو نتجاوز ما وصل إليه القدماء مع أن معارفنا تعددت وثقافتنا تطورت وأصبحنا قادرين مثلهم وربما أكثر منهم علي الإضافة والتجديد, وكيف نستطيع بهذا الفقه المستبد المغلق أن ننطلق في الآفاق, أو نكشف عما نجهله من قوانين الطبيعة وحقائق الوجود؟ كيف نستطيع بهذا الفقه أن نشيد صروح العلم, أو نبني الديمقراطية, أو نحترم حقوق الإنسان, أو نحرر المرأة, أو نفصل بين الدين والسلطة, أو نحارب الإرهاب والتطرف والتمييز؟! نعم, نحن في حاجة لفقه جديد ندخل به التاريخ من جديد.
__________________
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصاً وَمُحَامِياً وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْريُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وتقدمه وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْراً وَيُوفُونَ بِهِ. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِباً فَشَافِياً فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ. «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ فَيَجِيءُ الآشوريون إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الآشوريين. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ». www.copts.net |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
حاجة تقرف ! | MUMMY | المنتدى العام | 16 | 08-04-2009 08:00 AM |
رايحة جاية ... جاية رايحة !! | AleXawy | المنتدى العام | 9 | 18-02-2007 04:31 AM |
حادث اليم فى قنا | hihi36 | المنتدى العام | 25 | 05-02-2006 09:03 AM |
أنسان جديد وهشيل حديد...هيييييا | صائد الذباب | المنتدى العام | 6 | 17-08-2005 12:05 AM |
حاجة غريبة | hema_c | المنتدى العام | 4 | 11-06-2005 05:26 AM |