الهيئة الشرعية للبنجر
الهيئة الشرعية للبنجر
بقلم رامى جلال عامر - المصرى اليوم
كل عام والوطن بخير وسلام، وتهنئة خاصة لكل مسيحيى مصر، الذين حرّم أعضاء من مكتب الإرشاد تهنئتهم بالكريسماس، فيما نشروا على الإنترنت، باللغة الإنجليزية تهنئة لمسيحيى أمريكا وأوروبا، على اعتبار أن «السيف أصدق أنباء من الكتب»! والذين حرموا تهنئة شركاء الوطن منضمون تحت لواء كيان يسمى «الهيئة الشرعية للإصلاح»، ويتبقى لهم «التهذيب» لندخل إلى «سجن الثورة».. وتضم هذه «الهيئة» الميمونة فى عضويتها السيد «خيرت الشاطر» رجل المبادئ المعروف، فهو مثلاً أدخل ابنته الجامعة الأمريكية رغم أنه وصف تلك الجامعة بجامعة الشيطان! وتضم الهيئة أيضاً الشيخ الورع «على ونيس»، الذى يحرم الآن تهنئة الأقباط، بعد أن حلل ركوب العربات، بشرط أن تكون على الطريق الزراعى، والسؤال الخطير الآن: هل كان فضيلة الشيخ «على ونيس» راكن صف أول أم صف ثان؟!
وتضم هذه «الشلة» أيضاً الحاج حازم صلاح أبوإسماعيل الذى كاد أن يشعل البلد نتيجة كذبة ليست بيضاء، وهو يتبع المأثور الشعبى الشهير «إن قلبت بعكننة الجرى نص الجدعنة»! فمرة قدمه تؤلمه ومرة شاحن الموبايل ضاع! بالمناسبة الرجل لم يشارك فى أى انتخابات أو استفتاءات إلى الآن، فهو لا ينتخب، لكنه يفتى فقط! وتضم الهيئة أيضاً صفوت حجازى الذى.. ولا بلاش نجيب سيرة الناس.. المهم، بسبب هؤلاء تدخل مصر العام الجديد وقد أصبحت عبرة لمن لا يعتبر، فالرئيس الباكستانى (آه والله الباكستانى) يقول إن بلاده لن تسمح بتطبيق النموذج المصرى! والرجل محق، فهو نموذج يتفوق على «نموذج الانحدار الخطى» المستخدم فى الإحصاء، فعندنا الحمد لله انحدار فى كل شىء مع ميل بسيط للقىء.. وبعد دعوة عصام- لا مؤاخذة- العريان لليهود المصريين (الذين توفوا أصلاً) للعودة إلى مصر تأكدنا جميعاً أن العقل السليم فى الجسم السليم!!
والفتاوى الهلامية والتصريحات الخرافية مثل الكذب الأبيض، سلو بلدنا، ومن شب على شىء شاب عليه، فمعظم الطلاب استخدموا (رايح اذاكر مع واحد صاحبى).. وكثير من الزوجات جربن (رايحة عند الخياطة).. أما الآباء فدائماً كانوا الأوائل على الفصل فى طفولتهم.. والرؤساء عندنا مروا قديماً بمرحلة (لم أكن أنتوى الترشح)، وحديثاً بمرحلة (نهضة يا دنيا نهضة!) .. وإن كان الكذب أفعى بلا رجلين، فالجهل أخطبوط له أرجل وأيد وأذرع وسواعد تتعلق بعنق الدول لخنقها أو تركيعها .. ومصر الآن لوحة سيريالية تتفوق على أكثر لوحات «سلفادور دالى» تعقيداً، وهذه اللوحة تحتاج إلى اسم، وأى صياغة غريبة أو مبهمة ستفى بالغرض، لكن من يبحث عن اسم معبر للمشهد المصرى الآن لن يجد أفضل من تلك التسمية التى أطلقها العبقرى الراحل فؤاد المهندس على إحدى اللوحات الفنية فى فيلم «خلِّى بالك من جيرانك»، حيث سماها «إنهم يأكلون البنجر على السلالم»!
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
|