الفتاوى لها ثمن

[boulos]

دراهم معدودات

بقلم حمدى رزق
كنت معه علي الهواء مباشرة، وثالثنا الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، خرج النائب «حمدي حسن»، المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان من البلاتوه، بعد أن خاض في سمعة وزير الثقافة (قال: يخلع ملابسه قطعة قطعة)، وشكك في إسلامه (قال: إن الوزير ينكر المعلوم من الدين بالضرورة) ليتحصل علي شيك مسحوب علي البنك المصري الأمريكيEAB بقيمة ٩٥٠ جنيهاً مصرياً.

تحصلت علي مثله، وكذا ثالثنا، ولكنني توقفت عند إلحاح النائب الإخواني علي معرفة تفاصيل الشيك، ومن أين يصرفه، وإمكانية صرفه في اليوم التالي، واغتبط بعد أن أخبره المحاسب، بإمكانية صرفه من فرع البنك في فندق «رمسيس هيلتون»، بالقرب من مجلس الشعب (حتي لاتفوته جلسة الجهاد ضد الوزير ثاني يوم).

عافت نفسي المبلغ، رغم أنني أتقاضي مثله أو أقل أو أزيد في استضافات علي قنوات أخري، وفي قضايا أخري، وكثيراً بالمجان، وبعد الائتناس برأي بعض الأصدقاء، أعدته لفضائية «الصفوة» شاكراً الأستاذ «محمود نافع» رئيس تحرير برنامج «علي الهوا»، حقيقة لم أستسغ قبض ثمن المشاركة في إهدار دم وكرامة الوزير، ورغم أنني دافعت ما استطعت عن إسلام الرجل، ومنعت اغتيال سمعته علي الهواء مباشرة، فإنني لم أجد لنفسي حقاً في قبول الثمن، فالدفاع عن الحرية واجب لوجه الله، ثم من بعده لوجه الوطن، ولا يقابله ثمن، والثمن في تلك الحالة لا يوزن بالذهب، بل يوزن بما استقر عليه الوجدان من الحق في حرية الرأي، وقبلها الدفاع عن صحيح الدين.

ورغم أنني صحفي ولا يحاسبني أحد إن تكسبت من مهنتي إن مارستها فضائيا أو صحفياً، فإن قبول نائب الإخوان المبلغ في تلك القضية تحديداً فيه قولان، صحيح أنه ذهب مدعواً بقضيته رافعاً سيف الجهاد ومصحفه، ولم يشترط قبل الحضور مالاً، ولم يأت بجديد إن تحصل، مثلما يتحصل عليه الإخوان الفضائيون، أن شاركوا في برامج علي تلك القنوات المدفوعة، فإن من يذهب دفاعاً عن الإسلام، يجب ألا يداخل جهاده بمال، والحرص بعد الحلقة علي تحصيل الشيك يجعلنا نشك في سلامة النيات، ويجعلنا نذهب إلي القول إن الأمر ليس كله لوجه الله. لم يقل النائب حمدي لمسؤولي قناة «الصفوة»: لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً، لكنه خرج يقبض الثمن، ثمن بخس دراهم معدودات.

افرح يا حمدي، أقصد يا سيادة النائب، برنامح واحد علي فضائية واحدة في ساعة واحدة من يوم واحد من أيام الأزمة بـ٩٥٠ جنيهاً، والحسابة بتحسب، والسؤال: كم حصد مولانا من تفجير الأزمة وتداعياتها فضائياً، استثمار الأزمات الدينية فضائياً يقتات عليه كثيرون من الإخوان والتابعين.

قبض ثمن الاستضافات يخل بوقار المعارك، وبشفافيتها، ويضع قضاياهم خاصة الدينية محل شك وريبة، فمن يجاهد في الحجاب علي «روتانا سينما» لا ينتظر شيكاً من السافرة الضاحكة هالة سرحان، ومن يتحدث علي حقوق المعتقلين علي «الأوربت» لا يتحصل علي شيك من المشكوك في أمره إخوانياً أحمد موسي، أين وجه الله ووجه الوطن في تلك الأزمات، أعرف أن أموال الفضائيات حل لكم، كما هي حل لنا، لكنها في تلك القضية تحديداً مثل أوقية من لحم الوزير يطلبها شيلوك بدم بارد؟

ملحوظة: أدعو النائب حمدي حسن للتبرع بقيمة الشيك لبيت مال المسلمين، وعفواً إن أفشيت سراً فضائياً، لكن القارئ شريك أصيل فيما نفتي ونقبض!


http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=38861

[honeyweill]

والله برافو فعلا الاسلام تجاره وده واضح في مواقفه من زمان اوي منذ بدايه نشر الدعوه بالسيف وجمع الغنائم والاموال الي الان