بعد مذبحة ماسبيرو..عفواً، لقد نفذ رصيدكم

[الحمامة الحسنة]

بعد مذبحة ماسبيرو..
عفواً، لقد نفذ رصيدكم

بقلم| الحمامة الحسنة

ذكَّرني يوم الأحد الدامي 9 أكتوبر لأحداث مجزرة ماسبيرو التي كان ضحيتها الأبرياء من الشهداء الأقباط ، ذكَّرني بيوم « نكسة 1967» حين كذبت الحكومة المصرية على الشعب المصري المقهور والمغيَّب، وأطلقت التصريحات الرسمية بأن جيش مصر الهُمام قام بإسقاط 16 طائرة للعدو...وكانت نتيجة الأكاذيب الفاضحة هو «وكسة تاريخية» فادحة ومخزية للجيش المصري الذي كذب ليداري ضعفه وفضيحته ،هكذا تعودنا تزوير الحقائق التي وصلت لتزييف التاريخ نفسه، فالشعوب العربية تعودت الكذب وقلب الحقائق لأن ثقافتها العربية هي ثقافة جاهلية مبنية على الغش والخداع والتفاخر بالإستقواء العددي، منذ اكثر من ألف واربعمائة عاماً من تعريب هذه الدولة بعد أن كانت تحمل حضارات إنسانية راقية وثقافة إنسانية لاتعرف الغش والكذب البيِّن!
فمن الطبيعي إذاً أن نجد أن من روَّج لـ «وكسة 1967» هو الإعلام المصري بكل أجهزته ومقوماته الحكومية الموجهة.. وكانت النتيجة أننا جمِّلنا «الوكسة» وأسميناها « نكسة» .. ولكن هذه المرة المشهد يختلف، فالجيش ليس في مواجهة مع «عدو الوطن» بل مع «أبناء الوطن» الذين أعتبرهم أعداءاً له.. فشهداء الأقباط ماتوا وهم لايعلمون أنهم صاروا أعداءاً لوطنهم في نظر دولتهم وحكومتهم!
وكان للإعلام المصري الفاسد كالعادة نفس الدور من التعتيم ليس على نكسة ولا وكسة بل تعتيم وتستر على جريمة بشعة إرتكبها الجيش في حق أبناء وطنه. بالإضافة إلى تأجيج الموقف إشتعالا ما قام به التليفزيون المصري من دعوة المصريين للجهاد الإسلامي ضد الأقباط «أعداء الوطن» ، حين ظهرت مذيعة التلفزيون الحكومي المحترمة رشا مجدي على الشاشة وطلبت من نفس«المواطنين الشرفاء» الذين أستعان بهم محافظ أسوان لهدم كنيسة المريناب أرضاً، وأعلنت المذيعة المجاهدة (وفاة ثلاثة جنود وثلاثون مصاب كلهم من جنود الجيش....جراء المتظاهرين الأقباط المحتشدين أمام مبنى الإذاعة ويطلقون الرصاص على جنود الجيش ) وناشدتهم النزول لحماية جيش مصر الهُمام من الأقباط الذين تحولوا فجأة لمجرمين يحملون الأسلحة ويقتلون بها جيش مصر الباسل.. وكتب التليفزيون بالبُنط العريض في شريط الأخبار: «المتظاهرون الأقباط يرشقون رجال الجيش والشرطة المكلفين بحماية مبنى ماسبيرو بالحجارة» وبتضارب ماكتبه التليفزيون في شريط الأخبار مع كذب مذيعيه إفتضح أمر هذا الجهاز الإعلامي الفاسد الذي مهمته الدائمة هو غش وخداع المصريين على مدار خمسين عاماً من الطغيان والإستبداد، ولكن هذه المرة كان الغرض ليس التضليل فقط بل تحريض علني واضحوصريح على القتل وهو ما جعل جريمة قواتنا المسلحة الباسلة أكبر حين أستعان بمسلمي مصر لقتل أقباطها.
إنها جريمة مكتملة التدبير لحرب إبادة عرقية علنية "مع سبق الإصرار والترصد"، ومؤامرة مِن مين؟.. بتقولوا مين ! من الدولة في حق أبنائها !
جريمة أخلاقية شاركت فيها جميع الأجهزة الحاكمة بالدولة بدءاً من المجلس العسكري وجيشه لوزارة السيد شرف إنتهاءاً بالجندي الكومبارس الذي مثَّل دور المصاب الضحية الذي ضربه «المسيحيين ولاد الكــــلب» كما تفوه الجندي الذي مثَّل دوره بمهارة بدون أن ينزف نقطة دماء واحدة، عملاً بالمثل القائل« ضربني وبكي وسبقني وإشتكى»
وبعد الإنتصار في معركة ماسبيرو قام جيشنا الباسل بتنظيف عجلات المدرعات على الملأ لمحو آثار جريمته البشعة بعد دهسه للأقباط الكفرة وقبل حضور لجنة معاينة الحادث..!
وهنا نجد الكيل بمكيالين حين أعلن سيادة المشير أنه « لم يطلب منه مبارك أن يضرب نار على المتظاهرين» وقال بالحرف الواحد: «ولا عمرنا هنضرب نار على المتظاهرين»، فمن أعطى الأوامر ياسيادة المشير لأفراد الجيش بإستخدام الزخيرة الحية والدهس بالمدرعات ضد متظاهري ماسبيرو؟! أننا هنا أمام معيار الكيل بمكيالين الذي تعود الأقباط عليه منذ قرون طويلة لكي يقتل الجيش ابناء وطنه الذين خرجوا بالشموع في مظاهرة سلمية لرفع الظلم والطغيان عنهم وعن كنائسهم التي تُهدم بلا سببٍ ؟! وكان التبرير لهذا الفعل الغير أخلاقي والذي أسقط شرف الجيش المصري بأن مجهولين وبلطجية سرقوا المدرعات ودهسوا بها الأقباط؟! انه فعلاً عذر ساخر وأقبح مما قام به الجيش من جريمة التي لطخت أيديهم بالدماء الطاهرة، أنه عذر مهين لقواتنا المسلحة التي نتوسهم فيها روح الرجولة والشجاعة لا الخِسة والإستندال لكي تخروج من مأذقها ومن المسائلة القانونية بعذر أهان هيبتها، فكيف سيحمي جنودنا وطناً بأكمله إذا لم يستطع ان يحمي سلاحه الموكَّل إليه؟ ولكن كان لابد أن نتوقع هذا من الجيش لأن له جرائم سابقة لا أخلاقية في إراقة دم الأقباط في موقعة دير الأنبا بيشوي وفي موقعة المقطم التي سقط فيها أيضاً خمسة عشر شهيد من أبناء الكنيسة.
ولأن الحرب خدعة قاموا - وبعد يومين من المجزرة- بفبركة فيديو يُنسب لفريق عمل قناة الحرة وبدت فيه مدرعة كما أدعوا أنها «مسروقة» تدخل في أتوبيس وسيارة جيب للإيحاء بأنها ولم تدخل في المتظاهرين كما ظهر في الفيديوهات الحقيقية للمذبحة، والمفاجأة أن هذه اللقطة قديمة لاتمت لمذبحة ماسبيرو بعلاقة وكانت من تظاهرة سابقة، لذلك نقول لهم كفاكم خِسِّة وتضليل، فهذا المشهد مسروق من أحداث مظاهرة سابقة ولا يمت لمذبحة ماسبيرو بعلاقة .
ولمحو آثار الجريمة كاملة كان لابد من تتبع الجثث داخل المستشفيات ليتم دفن آثار الجريمة معهم عن طريق إصدار تقارير طبية مزورة لاتثبت تورُّط الجيش بأسلحته من رصاص حي ودهس بالمدرعات، وحاولوا بالفعل الضغط على أطباء التشريح الجنائي لتزوير بعض التقارير الطبية لشهداء بحسب ماذكره بعض شهود العيان وأهالي الشهداء في المستشفى القبطي لإثبات أنه لم يتم العثور على رصاص في جثث الشهداء، اللهم إلا رصاصة واحدة تم إثباتها كما قال فريد حشيش محقق مصلحة الطب الشرعي، وطبعاً الجيش بريء من إطلاق هذه الرصاصة الغادرة براءة الذئب من دم إبن يعقوب!
الجريمة بدايتها ليست ماسبيرو بل هي جريمة عقل جمعى لمجتمع بأكمله بُثت فيه ثقافة التعصب والكراهية المبنية على الغش والكدب وتزوير الحقائق بل وتزييف التاريخ نفسه، مجتمع ترسخت فيه ثقافة التكفير الجاهلية على مدى قرون طويلة، بث الكراهية في التعاليم الدينية هي السبب والتي جعلت المسلم لايطيق المسيحي في وطن واحد، إنها تعاليم مسمومة يبثها شيوخ الإسلام، وللأسف شيخ الأزهر ومفتيه أنفسهم الذين هم من يروجون لتعاليم الكراهية لإله كاره وباغض لكل من هم غير مسلمين، وهنا نسأل مفتي الجمهورية «على جمعة» الذي يقال أنه بكي على ضحايا ماسبيرو، هل بكائك كان بكاء التماسيح ياسيادة المفتي أم بكاء على ذنبٍ إقترفته، ألم تكن من ضمن المشاركين في هوجة تكفير المسيحيين الكفرة في شريعتك التي تصفونها بشريعة التسامح ومكارم الأخلاق؟!
هل مشاعرك الإنسانية حساسة ومرهفة ياحضرة المفتي لهذه الدرجة التي فيها تُدين إعتداء متطرفين يهود على مقابر المسلمين في يافا لإنتهاكهم حُرمة موتاكم؟ فإن كان لديك مشاعر إنسانية تجاه الموتى الذين ليس لديهم مشاعر، فأين مشاعرك الإنسانية هذه تجاه حُرمة الأحياء الذين لم تحترم مشاعرهم في تكفيرك العلني لهم عبر الفضائيات؟! صدق المثل «يقتل القتيل ويمشي في جنازته».
والآن ننتظر «طرمخة» التحقيقات لطمس الحقيقة ويخرج جميع من شاركوا في المذبحة «كخروج الشعرة من العجين» كما يقولون، لهذا سيتم تحويل أوراق المذبحة للنيابة العسكرية، ليُصبح الجاني والقاتل هو نفسه المحقق والحاكم في جريمته التي إرتكبها،سيحقق الجاني في المذبحة ويده ملوثة بدماء ضحيته.
وهذا يوضح لنا لماذا لم يتم التحقيق في تفجيرات كنيسة القديسين حتى الآن والتي راح ضحيتها أيضاً أكثر من 25 شهيداً، فالفاعل واحد في الجريمتين.
يجب على المحاميين والنشطاء السياسيين الأقباط والشرفاء من المسلمين التكاتف معاً لطلب «لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق» في هذه المذبحة البشعة لأنها جريمة مدبرة ومكتملة الملامح، فإن لم يتم التحقيق بلجنة تحقيق دولية، فلن تكون هذه المجزرة هى الأخيرة بل ستكون البداية لسلسلة من حروب الإبادة الجماعية لأقباط مصر ، والمسلسل القادم هو الأكثر بشاعة لأنه مخطط إبادة عرقي وضعته الأيادي الخفية في الدولة منذ عهد السادات ويتم تنفيذ هذا المخطط حرفياً بهذه الأيادي الخفية المنعدمة الضمير.
ولمجرمي الدولة نقول لهم كفاكم إجراماً وإراقة دماء الأقباط، فلن تفلح جرائمكم في هدم كنيسة الله التي إقتناها بدمه وبدم أولاده الشهداء، لأن إلهنا إله قوي زلزل ممالك وإقتلعها من جذورها، لأنه وعدنا بأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها ..لن تقوى عليها، لأنكِ ياكنيستنا:

( كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليكِ في القضاء تحكمين علي)«أش45: 17 »

[el chife]

منذ بداية الثورة الفاشلة وتحالف الجيش مع الأخوان والمتطرفين وقد توقعت مؤامرة دنيـــــئة من المجلس الارهابى وحلفاء ابليس ضد اأقباط مصر والصورة كانت حية عندما حرقت كنائسنا وقتلت أبنائنا الأبرياء فهكذا هى تعاليم إلة الاسلام التى تحض على الكراهية والعنف والحقد الأسود فلم يعد لنا وطن بعد اليوم غير السماء ونحن شهداء بأسم المسيح وسلاحنا الوحيد هو الأيمان وصليب رب المجد فليسقط الشيطان المهزوم وعقيدتة الباطلة.

+شـــــــــــــــــهيد تحت الطلب+