تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-11-2011
الصورة الرمزية لـ الحمامة الحسنة
الحمامة الحسنة الحمامة الحسنة غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
الحمامة الحسنة is on a distinguished road
« شهادتنا ، وشهادتهم ! »

« شهادتنا ، وشهادتهم ! »













بقلم| الحمامة الحسنة

خلَّد الفيلسوف الهندي والهندوسي مهاتما غاندي كلماته: ( لا أعرف خطية أعظم من إضطهاد برئٍ بإسم الدين)، وغاندي هو مُؤسس سياسة " المقاومة السلمية - الساتياغراها)، وهو مايعرف بسياسة العصيان المدني أو فلسفة اللاعنف، لمقاومة الظلم والإستبداد، قائلاً: ( أنا مستعد لأن أموت، ولكن ليس هنالك أي داعي لأكون مستعداً للقتل)، فإذا كانت الهندوسية الوثنية تخرج قيَّم ومباديء إنسانية عُليا تحض على الرحمة وعدم قتل الأخر تحت أي مبرر، وأن الإنسان يفضل أن يموت عن أن يقتل أخوه في الإنسانية، فهل المجتمع المصري أقل من المجتمعات الهندوسية والوثنية في مبادئهم وأخلاقيات مجتمعاتهم؟! كم آلمتنا مشاهد غزوة ماسبيرو 9أكتوبر، والتي سيخلدها تاريخ مصر الأسود للأجيال القادمة، كبداية لأعنف جريمة قتل و إبادة ضد أقباط مصر، فعصر ديقلديانوس الروماني يتضاءل خجلاً من شراسة معركة ماسبيرو ضد شعب الكنيسة الأعزل والذي فيها ساوت مدرعات الجيش بأجسادهم أسفلت الشارع وعصرت أحشائهم ورؤوسهم وسط صرخات ألم وأنَّات أرواح ذابت وسط أصوات مصفحات الإبادة الغاشمة التي إستخدمها الجيش لفرم وهرس أجسادهم وأحشائهم، إنه إنتقام الغدر والكراهية من عقل جمعي صار عليه المجتمع المصري الذي تربي وترعرع في حضن شيوخ ودعاة الكراهية من الإسلاميين، وتسائلت وتسائل الجميع مستنكراً أليس إستباحة هذه الدماء لا لشيء سوى إنها دماء مسيحية كافرة في نظر هذا العقل الجمعي للمصريين والتي إستحلها المسلم البسيط عندما أحلَّها له شيوخ الظلمة والكراهية ؟! ورأينا كيف لهذا العقل الجمعي للمجتمع المصري حوَّل القاتل إلى فلول مُندسَّة والجاني إلى بطل مغوار والمجني عليهم إلى قتلة ومُحرِّضين وحرمية سرقوا المدافع والمدرعات ودهسوا بها بعضهم !
لهذا لم يُطلق عليهم لقب « شهداء » من الدولة التي لاتعترف بإستشهادهم لأنهم «لامؤخذة مسيحيين كفرة» بل إعتبرتهم مجرد «ضحايا»، فمن ذا الذي يستحق أن نطلق عليه لقب شهيد القاتل أم ضحيته ؟!، فمنذ بدأ الخليقة والرب حرم إراقة الدماء لأيٍ من الأسباب، بل لعن الله القاتل في أول جريمة إرتكبتها البشرية حين قتل قايين أخيه هابيل وقال له: (فقال ماذا فعلت.صوت دم أخيك صارخ اليّ من الارض، فالآن ملعون أنت من الارض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك) «تكوين4 :10- 11» لهذا عند بدأ الشريعة كانت أولى الوصايا العشر للإنسان هي «لاتقتل» «خر 20: 13، تث5: 17» وهو أمر قاطع ومطلق وحاسم للإنسان بألا يقتل لأي سبب من الأسباب، فكيف يعود نفس الإله ويغير كلمته الإلهية الأزلية ويغير شريعته الواحدة الوحيدة ويبيح للإنسان أن يقتل «في سبيل الله».. بل يبيع الإنسان روحه لكي يقتل؟! .

المسيح قال: ( ليس الله إله أموات بل إله أحياء )(متى22: 32)، فإذا كان الله وهبك الحياة أيها المسلم، لأنه إله أحياء، فكيف يأمرك بقتل الأخرين في سبيله ؟! الله لم يعطِ سلطانه لإنسان ليقتل نفسه أو يقتل الأخرين حتى لو كانوا ظالمين لأنه الإله الخالق لهذا الإنسان الأخر وهو الحافظ لروح هذا الإنسان الأخر وهو من رسم خُطة حياة هذا الإنسان الأخر، وله وحده الميعاد والطريقة التي بها يسترد وديعته من هذا الإنسان الأخر والتي هي روحه، فمن أقامك أيها المسلم حكماً،الله أم إبليس لتتحكم في أرواح الناس لتزهقها وقتما وكيفما شئت ؟!

نعم أخي المسلم البسيط، معذرة فأنت تربيت على تعاليم أن إلهك إشترى منك « نفسك ومالك» فتقتل وتُقتّل: ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون) «التوبة111 »، فعبارة « يقاتلون في سبيل الله» هي عبارة مطاطة وغامضة وغير محددة المعاني والأهداف، فما هو مفهومها ومقياسها لكي يُقبل الإنسان على تنفيذ أمر القتل في سبيل هذا الإله؟! وأي إله هذا الذي يدخل في عملية مقايضة بينه وبين الإنسان ليقايضه على روحه ليُصبح المسلم «شهيد» وينال الشهادة من إلهه ليدخله لجنة حور العين؟! فهل الله ترك عملية القتل في سبيله مفتوحة الفهم والأسباب والدوافع هكذا تبعاً لمعايير العقل الإنساني الذي يختلف من إنسان لأخر؟! فمنذ بداية الإسلام ونحن نقرأ في المراجع الإسلامية دائماً أن علماء وأئمة وفقهاء الإسلام دائماً ما يختلفون ولم يتفقوا أبداً ولم يُجمعوا أبداً على مسألة فقهية ولا فتوي واحدة، بل إتفقوا وأجمعوا على شئٍ واحد وهو «ألا يتفقوا أبداً»، فكيف سيتفق المسلمون على معاييرالقتل في سبيل هذا الإله الذي أوكلهم عنه لمهمة القتل في سبيله حتى وإن قتلوا أنفسهم في سبيله لينالوا الشهادة ؟! ، فتارة يقول لهم: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) «البقرة:195»، وتارة أخرى يأمرهم: ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) «الأنعام:151». فأي حق سيتخذه المسلم مقياساً ودافعاً لكي يقتل أخي المسلم؟! فهذا النص بمثابة قنبلة موقوتة والمفتاح الذي أعطاه القرآن لك لكي تنفذ جرائمك تحت مُسمى «قتل نفسٍ بالحق».

وبالتأكيد يا أخي المسلم فالأسباب لديك كثيرة جداً والتي تراها من وجهة نظرك أنها «حق» لكي تقتل وأنت مقتنع إنك لو قُتلت ستنال الشهادة لتدخل جنة الحوريات !، فالعمليات الإنتحارية بحزام ناسف هي حق لك أخي المسلم أن تقتل نفسك «تنتحر» وتأخذ معك أرواح بريئة أو تستبيح دم الأخر دون أن تنتحر، طالما رأيت أنه من " حقك" أنك «تقتل بالحق»، فيقول لك الطبري في تفسيره لهذه الكلمة الصغيرة ولكن تبرر لك كل جريمة قتل ترتكبها: {وقوله: ( إلا بالحق )، يعني بما أباح قتلها به، فما هو مقياس الحق عندك لكي تستبيح روح الأخر لتزهقها؟!

هذا النص هو بمثابة قنبلة موقوتة يعطها الأب لإبنه ثم يقول له «خلِّي بالك وبلاش تلعب بيها»، فإلهك أخي المسلم كأنه يقول لك: ( لاتقتل... ولكن إقتل بالحق)! فكلمة «إلا بالحق» هي بمثابة الباب المفتوح أمامك لكي تنفذ منه لإتمام مهمة القتل، فأي حق هذا وما هو مفهومه ومداه وحدوده ؟!
فقتالك حتى قتلك لنفسك أخي المسلم كما تعلم هو فرض إسلامي يسمى «جهاد النفسِ»،أي «بيع روحك حتي الموت»، إبتغاءاً لرضى إلهك: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ «البقرة 52»، هنا نجد عملية بيع وشراء بين المسلم وإلهه يكون مقابلها مراضاة إلهه لنوال جنته، بالرغم إن الله في بدأ شريعة التوراة أمر الإنسان أمراً مطلقاً: «لاتقتل»، فهذه الروح الإنسانية كيف يهبها لنا الله ثم ينتزعها بهذه البشاعة الإجرامية إما عن طريق عملية إنتحارية بحزام ناسف أو يقاتل المسلم حتى يُقتل لنطلق على المنتحر والقاتل لقب شهيد ؟! والسؤال الأهم كيف يجعل الله محبته للإنسان «محبة مقيَّدة ومشروطة»، فيقوم المسلم بالقتل وهو مسلوب الفكر والإرادة إرضاءاً لهذا الإله، ليس هذا فحسب بل أذن هذا الإله للمسلم أن من حقه أن يقتل إذا شعر بالظلم ولسوف ينصره هذا الإله في القيام بمهمته المأمور بها لتنفيذ جريمته: ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، فإذا كان الله من مهامه الأساسية أنه حكماً عادلاً سيحكم بين الناس يوم القيامة، فكيف يفوض الله الإنسان في أخذ الجزاء والعقاب بيده ولو حتى كان هذا الإنسان مظلوماً ؟! فإذا قُتل فهل يعتبر شهيد؟! نعم، طالما سينصره إلهه سيكون شهيداً حين يقتَل فيُقتل!

بينما في المسيحية محبة الله للإنسان هي محبة أبدية «غير مشروطة» في كتابه المقدس: «محبة أبدية احببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة» «أرميا31: 3»، فإستحالة هذا الإله الذي أحبنا محبة أبدية وأدام لنا رحمته أن يحرِّض على الإرهاب والقتل: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) «الأنفال 60»
وفي حديث صحيح: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر.. )، وأخر ( وجعل رزقي تحت ظل رمحي ...)
فهذه النصوص والأحاديث تحريضٌ صريح يحضّ المسلم البسيط على الإرهاب ظناً أنه يقتل في سبيل إلهه !

وإستحالة الإله الذي إتصف بالمحبة أن يكون من أساليبه التحريض على القتل بغرض التنكيل بالبشر: ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال...)«الأنفال 65. الحجرات 15»
( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا)«النساء 84»
وأن يكون القتال فرض عليك: (كُتب عليكم القتال وهو كُره لكم... ) «البقرة 21»
وأن يأمر بضرب الأعناق: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق... ) «محمد 4 . آل عمران 195»
و ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ )(التوبة 5)
وأن يتشفى هذا الإله بتعذيبهم وقتلهم على أيديك أخي المسلم: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) «التوبة 14»
أخي المسلم إستحالة أن العدل الإلهي يُقرِّ أن القتل هو الطريق لتنال الشهادة، فأي شهادة هذه التي ستأتيك على دماء أخيك في الإنسانية ؟
فإن كُنت مأمورٌ بالقتل «في سبيل الله » ستجد المسيح يقول لك أن كل من سيقتلنا سيعتقد أنه «يقدم خدمة لله» أو كما أنتم مأمورين «في سبيل الله»، فيقول: (سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ) «يو16: 2» فأي إله هذا الذي يأمرك أن تقتل وتستبيح دماءِ الأخر «في سبيله»
وهل أنت متأكد ان هذا الإله الذي أمرك بقتل نفسك والأخرين لأجله، هل ستجده في إنتظارك لحظة خروج روحك من جسدك؟! إستحالة ان يكون هذا إله الذي يتساوى عنده القاتل والمقتول البريء وإلا فأين عدله الإلهي؟ّ

لذلك الشهادة في المسيحية لها معني ومفهوم أخر ولها طريق أخر غير طريق التحريض والترهيب وإستباحة دماء الأخرين، فليس تدمير الإنسانية يُسعد ويرضي قلب الله لأنه لن يدخل إلى سماء عرشه القتلة وسافكي دماء خليقته وصنعة يديه، فالشهادة في المسيحية هي أن يشهد المؤمن لإيمانه بالمسيح، فتصير الشهادة هي أقوى إختبار للإيمان بالمسيح الذي هو «الحق المطلق»، فالمسيح شهد لنفسه أنه الحق بقوله: ( أنا هو الطريق والحق والحياة.ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلا بي)«يو14: 6»، وآخر وصية قبل صعوده مباشرة أوصى بها تلاميذه والمؤمنين به، أن يكونوا له «شهوداً» إلى أقاصي الأرض: ( وأنتم شهود لذلك)«لو24: 48»، ( و تكونون لي شهودا في أورشليم و في كل اليهودية و السامرة و إلى أقصى الأرض)« أع1: 8»، من هنا يأتي مفهوم الشهادة في المسيحية وهو أن يشهد المؤمنين «للحق» الذي هو «المسيح نفسه» فالمسيح هو «الحق» فأوصى مؤمنيه ان يشهدوا للحق، حتى لو إيمانهم وشهادتهم للمسيح كلفتهم حياتهم فيُقتلون لا أن يَقتلون، فالمسيح هو «الحق الوحيد» الذي يستحق «الإستشهاد في سبيله»، فلماذا المؤمنين بالمسيح يُقتلوا لا أن يقتلوا ؟ لأن المسيح أرسلهم للعالم ( كحملان وسط ذئابٍ)«لو10: 4»، فهو الحمل الأعظم الذي حمل خطايا العالم وأرسل مؤمنيه ليكونوا حملان تتألم معه مثلما تألم هو ليكون لهم نصيب في ملكوته: ( لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله ) «فيلبي1 : 29»، فالتألم لأجل المسيح هو «هبة روحية»، فشهيد المسيحية هو الذي بغضه العالم حتى الموت مثل شهيد الإيمان الطالب «أيمن نبيل لبيب» شهيد مدرسة ملوي بالمنيا الذي كانت كل جريمته إنه تمسك بإيمانه وبصليب إلهه المسيح، فكما بغض العالم المسيح وصلبه فبالتأكيد: «ليس التلميذ أفضل من معلمه ولا العبد أفضل من سيده»« مت10: 24»، بل:« وتكونون مبغضين من الجميع من أجل إسمي ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص»«متى10: 22 »

وكنيستنا القبطية أكثر كنائس العالم تقديماً لشهداء على مر التاريخ منذ صعود المسيح ومنذ أن دخل مصر الإيمان المسيحي لهذا هي أكثر الكنائس ثماراً نتيجة دم الشهداء والقديسين المسفوك لأجل الشهادة للمسيح، فهي «كنيسة الشهداء» والكوكبة المضيئة إلى يومنا هذا «بسحابة الشهداء»، لأنها تأسست ومازالت تقوم على دماء شهدائها، وهي الكنيسة الوحيدة في العالم والتي لها «تقويماً قبطياً للشهداء» منذ عام284م منذ مذابح الطاغية الروماني ديقلديانوس، فالشهادة بالمفهوم المسيحي لم يوعد فيها المسيح المؤمنين بأي عطايا ولا هبات ولا حوريات ولا وِلدان مخلدون ولا أنهار من خمر ولبن، بل الشهادة هي شركة مع المسيح في آلامه وعذاباته « في العالم سيكون لكم ضيق»« يو16: 33» ، ولهذا لم تكن وسيلة التعلُّم والتبشير هي أكثر الوسائل لإنتشار المسيحية بل «الإستشهاد» كان أكثر وسيلة مثمرة لإنتشار الإيمان المسيحي، فجميع تلاميذ المسيح – عدا يوحنا الحبيب- ماتوا شهداءاً أثناء كرازتهم وتبشيرهم بإيمانهم بالمسيح، لهذا دماء شهداء الكنيسة روت بذار وشجرة الإيمان وأثمرت مؤمنين جُدد أكثر فأكثر، ألوف الوف وربوات ربوات، لأن شهادتهم كانت دليلاً على صدق إيمانهم بالمسيح. فلم يستشهدوا يأساً ولا قنوطاً من حياتهم ولا طمعاً في حوريات ولا غِلمان مخلدة، بل كان المسيح هو غايتهم من منطلق: ( لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً ) «في1 : 23» و«لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح»« فيلبي 1: 21»، فالشهادة في المسيحية ليس بعدد من قتلهم الشهيد معه حين موته، بل بكم نفس ربحها للمسيح أثناء موته وإستطاع ان يساعدها ان تعرف المسيح وتعرف الإله الحي وأن تحيا حياة أبدية في المسيح من الخراف الضالة الباحثة عن راعيها الصالح يسوع فإلهنا إله أحياء وليس إله أموات، لهذا نقول دائماً أن دماء الشهداء روت بذار الإيمان حتى أثمرت ثلاثون وستون ومائة، فمرحباً بعصر الإستشهاد لأنه الإمتحان الحقيقي للإيمان.

فيا أخي المسلم إن قتلت وأزهقت أرواحٍ بريئة أو حتى مجرمة في سبيل إلهك وهربت من عدالة الأرض فتأكد أن هناك عدالة إلهية تنتظرك وتسجل كل قطرة دماء أُريقت وكل روحٍ أُزهقتها وأُستبحتها يداك، فأين المفرّ ؟! إياك وأن تعتمد على سيف أو قنبلة أو حزام ناسف ظناً منك إنك بإستشهادك ومعك أرواح الأخرين ستضمن الإفلات من العذاب الأبدي والتمتع بأنهار الخمر واللبن، فلن تجد جنتك الوهمية المنشودة التي تجري من تحتها الأنهار أبداً، لن تجدها على جثث قتلاك، لأنك لن تري وتبصر النور أبداً طالما داخلك ظلامٍ دامس وسيكون مصيرك هلاك أبدي في الجحيم، طالما يداك ملوثة بدماء تصرخ لإلهها أن يقتص بعدالته الإلهية منك.

لذلك أخي المسلم لن تجد سلاح للمسيحيين في كنائسهم ولا أديرتهم ولا أسلحة ملفوفة في أحزمة حول أجسادهم، لأن سلاحهم ليس سيف ولا قنابل ولا حزام ناسف بل سلاحهم هو «تِرس الإيمان»، ودرعهم الواقي ليس دبابة ولا مدرعة بل «درع البِر» وخوذتهم الحامية هي «خوذة الخلاص»، وسيفهم هو «سيف الروح الذي هو كلمة الله» (أفسس 6)، لن تجد لدي المسيحيين سوى سلاح واحد قوي حاربوا به العالم وقوات الظلمة وأجناد الشر لأنه أقوى سلاح فتاك في العالم هو «الصليب» الذي به هزم المسيح أجناد وقوات الشر حين عُلق عليه، «فشهيد الإيمان» لايحمل سوى سلاح سيده المسيح الذي به غلب العالم «ثقوا أنا قد غلبت العالم»، أما أرواح الشهداء البارة والنقية ستجدها هناك..هناك، حيث لاتقدر أنت أن تكون أو تذهب، ستجدهم يشفعون أمام عرش المسيح لأجل إخوتهم الشهداء في كنيستهم المضطهدة والعتيدين أن يصيروا شهداء إلى أن يكمل العبيد رفقائهم، وستجدها أرواح صارخة تحت مذبح الرب طالبة قصاصه الإلهي العادل: « ورأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله، ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم، وصرخوا بصوت عظيم قائلين: حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟ فأُعطوا كل واحدٍ ثياباً بيضاً، وقيل لهم ان يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً، حتى يكمل العبيد رفقائهم، وإخوتهم أيضاً العتيدين أن يقتلوا مثلهم »(رؤيا 9:6-10).

ولإلهنا يسوع المجد الدائم إلى الأبد.

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg صليب يسوع.jpg (23.9 كيلو بايت, عدد مرات التحميل : 8)
__________________

(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37)
(حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي)
( مت 24:10 )
مسيحيو الشرق لأجل المسيح

http://mechristian.wordpress.com/
http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 09:27 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط