تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-11-2011
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
ياسر برهامى يسىء للإسلام وليس للأقباط فقط

ياسر برهامى يسىء للإسلام وليس للأقباط فقط

كتب احمد عبده ماهر - «روزاليوسف»

جاءت التصريحات التى أطلقها د. ياسر برهامى منظر الدعوة السلفية لتستحق وقفة كبيرة من الجميع .. التصريحات جاءت فى حلقة الثلاثاء الماضى من برنامج «الحقيقة» الذى يقدمه الزميل وائل الإبراشى تجيب عن السؤال:

لماذا تدفع التيارات الإسلامية مصر إلى الوراء؟

فى التصريحات قال برهامى إنه يرفض صناعة السياحة الحالية .. وأنه يرفض الاختلاط وطالب بتغطية التماثيل بالشمع، وكان الأخطر من كل هذا أنه طالب بفرض الجزية على المواطنين المصريين من الأقباط .. وإذا كانت هذه التصريحات تستدعى الرد على أكثر من مستوى لمخالفتها لقواعد المواطنة والدولة الحديثة .. فنحن هنا نقدم ردا فقهيا يفند هذه الآراء التى ساقها د. برهامى على أنها رأى الإسلام .

طالعنا اللامع إعلاميا وائل الإبراشى ببرنامجه المتميز «الحقيقة» بضيفه الشيخ/ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، وصال الكلام وجال حول رؤية السلفية حال وصولهم لكراسى صنع القرار، وكان الرجل صريحا وواضحا فى فكره الذى يطرب عقولا ذات مستوى إدراكى معين، فقد بادر بالتصميم على تطبيق الشريعة «وهو ما نوافقه فيه»، لكنه وكعادة أهل السلف أمام الإعلام فقد تكلم فى أوهام وزركشات فقهية ليست موجودة بأرض الواقع ولا بأرض المعارض!

فقد تكلم عن وجود نظام إسلامى اقتصادى وإعلامى وقضائى، وتكلم عن استبدال ما نحن فيه من سياحة والتركيز على السياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية، وألمح لضرورة التزام السائحات حين وصولهن لأرض مصر حتى لا يفتن الشباب.

والحقيقة أننى أرى كل هذا أحلاما وأوهاما، فمن هو الفقيه السلفى الذى وضع نظاما للإعلام الإسلامى، أو القضائى؟ إن مجرد القول بهذا هو فرية، فلم يضع أئمة السلف شيئا عن فقه إدارة الدولة ولا فقه تعامل الدولة مع الدول المجاورة، فهل قرأ أحد شيئا عن فقه السلف فى هذه الأمور؟ أم أننا نضع العناوين البراقة للسذج من المفتونين بكلمة سلف وكلمة شريعة حتى يسهل قيادهم؟!

لقد تكاسل الفقهاء 1400 سنة فلم يضعوا شيئا من هذا حتى نقبل من الشيخ أن يقول نظاما إسلاميا قضائيا، فهل كان لدى بنى أمية نظام قضائى حين كانوا يلعنون «على بن أبى طالب» على المنابر والمآذن؟ ألم تكن هذه جرائم سب وقذف علنى فماذا قال فيها فقهاء السلف أم أنهم رضوا وتابعوا، بينما نرى أسلافهم اليوم أسودا تزأر بأوهام لا وجود لها؟!

ألم يعلم المفتونون بقول الشيخ أن الأئمة الأربعة وغيرهم من أعلام الأمة اختلفوا فى كل شىء عن تنفيذ الشعائر، فهل اتفقوا فى المعاملات حتى نقول نظاما قضائيا إسلاميا، ألم يختلفوا فى حد قطع يد السارق أتكون فى ربع دينار «جنيه واحد» أم تكون حين يسرق ما قيمته 84 جراما ذهبا من حرز مغلق، فأين الفقه الإسلامى الصالح للتقنين والتنفيذ فى حد السرقة؟!

وهل اتفقوا على قتل تارك الصلاة أم اختلفوا، وهل اتفقوا على قتل المرتد والاستيلاء على أمواله أم اختلفوا؟ لذلك فالشيخ يريد تطبيق تعاليم مذهب الوهابية على شعب مصر ويسميها الشريعة الإسلامية دون دراية من شعب لا يحب القراءة ولا ينتبه أو لا يهتم لما بين السطور، وياليت مذهب الوهابية أو ابن تيمية أوضحا شيئا عن النظام الإعلامى الإسلامى الذى قال به الشيخ، أو كانت لهم رؤية لإدارة دولة بحجم مصر، لقد نام الفقهاء وشخروا ثم استيقظوا على شعوب عملاقة ليسربوا إليها فقه البداوة الناقص والمختلف عليه على أنه هو الشريعة الإسلامية ويقسموا بضرورة تطبيقه.

نعم أنا أريد تطبيق الشريعة، لكن شريعة لا يختلط حابلها بنابلها، شريعة يأمن فيها الناس على حرية العقائد والعبادات فماداموا لا يفتنون أحدا فلا يمكن أن نفتنهم ونقتلهم ونكفرهم بدعوى أننا نطبق الشريعة، بل قولوا أنكم تطبقون فهمكم للشريعة وهو فهم ناقص ومختلف فيه بل شاذ أحيانا.

وهل سياحة المؤتمرات التى قال بها الشيخ تكون إلا ببلاد ذات وزن علمى يا شيخ السلفية، لذلك فسياحة المؤتمرات والسياحة الثقافية التي قال بها الرجل، إنما هى ضرب من الخيال الموجود بذهن الدعوة السلفية، ألم تعلموا أنه لا يوجد كتاب علمى عربى واحد تمت ترجمته لأى لغة من لغات العالم منذ أكثر من ثلاثمائة سنة، وأكرر كتاب علمى وليس أدبيا، فعلام سيتم تفويج السياحة العالمية للقاهرة والإسكندرية لسياحة ثقافية أو علمية، أرجو أن يعيش أهل السلف الواقع، وكلى احترام لهم، لكن لابد أن يعلموا وزنهم الفكرى قبل الفقهى، بل لابد أيضا أن يزنوا أنفسهم فقهيا قبل الكلام فى الفقه.

وما تفضل به الشيخ عن السياحة العلاجية يعتبر هذيانا بلا ثقافة، فعلام تحضر السياحة لبلادنا، هل لتقدم الميكنة والأجهزة الطبية عن أمريكا، أم لتقدم علم الأدوية عن فرنسا، أم لتقدم الجراحات عن بريطانيا والنمسا، أم لتقدم الطب الطبيعى وطب الأعشاب عن الصين وكوريا وتايلاند؟ إن أمر الفقه السلفى ما هو إلا السباحة فى الأوهام بعيدا عن الثقافة والعلم والفقه.

لذلك نخلص إلى أن الرجل كان يزركش الكلام، لكنه فى الحقيقة سيقطع دابر السياحة وكل العاملين بها، بل سيودعهم السجون ويجلد ظهورهم بالسياط لفسقهم، وياليتها عقوبات دونها فقهاء معتدلون، لكنها عقوبات اجتهادية ينتمون إليها، وينفذونها وهم يضغطون على أضراسهم من الغضب ضد كل الخلائق، وبخاصة غير الملتحين، فهم يستقون شرائعهم من مدسوسات التراث التى عجت بها كتب يسمونها الصحاح كالبخارى ومسلم وفقه الأئمة الأربعة، وكلها كتب منسوبة لهؤلاء الأجلاء ما كتبوها، لكنها كتبت بعد موتهم، وتم الاجتهاد فى تجميعها ونسبت إليهم، وأنا أتحدى كل شيوخ السلفية أن يثبتوا أن الإمام الشافعى رحمه الله كتب سطرا من كتاب «الأم» المنسوب له، لكنه فقه التراث الذى يسوقوننا به إلى الهاوية.

والدعوة السلفية ترى أن تقيم غض البصر بمنع الاختلاط، وكأن المسلمين الأوائل لم تكن معهم نساء حتى فى الحروب، فهل كان هناك جيش للنساء وآخر للرجال، أم كانت النساء يمرضن الجرحى دون اختلاط، فإذا كان هذا بالحرب فما بالكم بالسلم وبالحضر ووسط الناس؟!

وهم يرون تلطيخ التماثيل خشية عبادتها، حتى إن السيد وائل الإبراشى ضرب مثلا بتمثال طلعت حرب بميدان الأوبرا فقال الدكتور ياسر برهامى أن وجود التمثال غير شرعى واستحسن الرأى القائل بتلطيخ التماثيل بالشمع، فالأمر أمر فكر يعبر عن تواضع فى علاج الأمور، وتخوف من ابتداع الأدوات والوسائل للوصول إلى الأهداف، وحقا قال تعالى: «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» «يونس: 99».

مصيبة فهم الجزية وكفر المسيحى

بل لقد تمادى التواضع الفقهى حين جزم الرجل بضرورة دفع المسيحيين للجزية وهو يفسر قوله تعالى: «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون» «التوبة: 29».

ونسمع صيحات بعض الدعاة الظلاميين مطالبين الدولة أن يدفع المسيحيون الجزية المدونة بالقرآن، فهل فهموا القرآن؟! ومن خلال فهم الدكتور ياسر وغيره فقد فهم الكثير آية الجزية بصورة مقلوبة، فتصوروا أن الجزية على كل أهل الكتاب، ولو كان هناك تدبر واع لبحثوا عن حكم الكافرين الناكرين لوجود الله، أيدفعون جزية مضاعفة مثلا؟!

إن الفهم الضيق لكتاب الله جعل البعض يزور الأحاديث وينسبها زورا لرسول الله ثم يرفع عقيرته ويقول هذا هو الإسلام، وتصور بعضهم الوسطية فقال إن الجزية على أهل الكتاب ضريبة ليتكفل المسلمون بحمايتهم بدلا من تجنيدهم بالجيش، وذلك أيضا من عته فقه السلف.

ولنتدبر الآية السابقة وهى الوحيدة الواردة عن الجزية بالقرآن لنتعلم ونعلم على من تكون الجزية، وأضرب المثل على صور التأويل القاصر بما ورد فى فقههم وتأويلاتهم عما أسموه فرض الجزية على أهل الكتاب، وهو الأمر الذى حوته الكثير من التفاسير بلا ضابط عن معنى الجزية.

لقد كانت هذه الآية هى الآية الوحيدة فى كتاب الله التى ذكرت كلمة جزية، ومن يتدبرها بعمق يجد أنها ليست آية لفرض الجزية، إنما هى آية لفرض القتال والتعريف بالصورة التى يتوجب على أهل الإسلام الرضا بها لوقف القتال، وهى إذعان الكافرين لحكم الجزية، وشرح ذلك فيما يلى:

- لقد شرع الله قتال بعض الذين أوتوا الكتاب من الذين ينتسبون له اسما على أن تتوافر فيهم الشروط التالية:

- انعدام حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر فى عقيدتهم.

- أن يقوموا بتهديد الأمة الإسلامية أو ينكثوا العهد معها.

وهؤلاء لا تكاد تجد منهم دولا، بل تجدهم أفرادا وعشائر متناثرة فى هذا العصر الذى نعيشه، وهؤلاء الذين يجب قتالهم إن هم قاتلونا، أو هددوا الكيان الإسلامى.

فالآية حددت شروطا لفرض الجزية على أهل الكتاب ليس من بينها موضوع التجنيد ولا ضريبة للدفاع عنهم، لأن المسلم مسئول أن يبلغ أى مشرك مسالم مأمنه، فما بالكم بأهل الكتاب وهم أهل دين سماوى؟.. إن الآية تشترط للقتال والجزية شروطا هى:

1- ألا يكونوا يؤمنون بالله.

2- ألا يؤمنوا باليوم الآخر.

3- ألا يحرموا ما حرم الله ورسوله.

4- ألا يدينوا دين الحق.

5- أن يتكبروا فى الأرض لقوله تعالى «وهم صاغرون».

6- ألا يكون القتال لكل أهل الكتاب لكن لتلك الفئة فقط حتى يعطوا الجزية بخضوع.

ونخلص من البيان السابق إلى أن الآية «29» من سورة التوبة إنما تعنى فريقا من الذين أوتوا الكتاب، ولا تعنى أهل الكتاب، كما أن هناك فارقا هائلا بين الكفر بالله والكفر بآيات الله، ولا يجوز دمج الفئتين بلا ضابط، وإذا ما كان الله قد أمرنا أن نقسط إلى أهل الكفر الذين لم يقاتلونا، ولم يخرجونا من ديارنا، فما بالنا بأهل الكتاب الذين أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم فى قوله: «ألا من قتل نفسا معاهدة لها ذمة الله وذمة رسول الله فقد أخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفا».

حديث حسن صحيح.

وقد روى من غير وجه، عن أبى هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - «المرجع شرح صحيح مسلم باب الديات»، هذا فضلا عن الفارق بين تعبير «أوتوا الكتاب» و«أهل الكتاب» وهو ما سيرد بيانه.

فالأمر ليس على عواهنه من يقرأ الآية ولا يفهمها ويظن نفسه شيخا طمطما، ولو كان أولئك دعاة الله حقا لتبينوا معاملة الإسلام للأسرى، حيث يقول تعالى: «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا» «الإنسان: 8»، فإذا كان المسلم الذى يطعم الأسير محمودا عند الله والمفترض فى الأسير أنه قاتل وقتل من قتل من المسلمين، فكيف بمعاملة أهل الكتاب الذين لم يقاتلونا ولم نر لهم بأسا علينا؟!

لذلك يقول الله تعالى بسورة الممتحنة: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون». الممتحنة «8-9» فهل سنبرهم ونحن نستذلهم؟!

هذا إلى غير الفرق بين تعبير «الذين أوتوا الكتاب» وبين تعبير «أهل الكتاب»، فمسيحيو مصر من أهل الكتاب، وليسوا من الذين أوتوا الكتاب فكفروا به، لكن لأننى أعلم كثيرا من السطحية تميز بها بعض حملة الفقه القديم فلم يفرقوا بين التعبيرين فكان ما كان من فتاوى ضالة بالجزية والقتال.

فهناك فئة من الذين أوتوا الكتاب نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون فكفروا باليوم الآخر، وكفروا بالله، فهل تعلم كتابيا من جيرانك يكفر بالله واليوم الآخر ولا تأمن بأسه ضدك حتى نساعدك فى تحصيل الجزية منه؟

لذلك يقول تعالى: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين»، فتدبر قوله تعالى «أهل الكتاب» ولم يقل «أوتوا الكتاب» لتعلم بأن لكل تعبير مدلوله، وتدبر تعبير «ليسوا سواء». إن القرآن يطلب منا أن نميز تمييزا دقيقا ووضع لك عناصر التمييز، فلماذا نكون أسرى لفقه لم يدرك الكثير مما ندركه؟!

ولقد ذكر الشيخ ياسر برهامى فى الحلقة أن كل المسيحيين كافرون، وهو بهذا ينكر ما جاء بالقرآن بسورة «آل عمران» من وجود فئة منهم ليست بكافرة رغم كونهم أهل كتاب، وأعجب جدا من تعميم الكفر على كل أهل الكتاب، فهل يحاسب الله الكافرين أم يدخلهم النار جزاء كفرهم؟ بالطبع إن الله يدخلهم النار جزاء كفرهم ولا يقبل لهم أى عمل صالح، بينما يقول المولى عز وجل فى كتابه عن أهل الكتاب: «ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً» (النساء: 123)، فهذا يعنى أن الله سيحاسبهم عن السوء سوءاً وعلى الإحسان إحساناً، لكن الشيخ برهامى ساواهم بعبدة البقر بالهند وقال بكفرهم، لكنه بالطبع يستثنى الزواج من نسائهم، لكنه لا يتزوج نساء عبدة العجل بالهند، ألا يدل هذا على تلاطم فكرى فقهى متحد.

ويذكر الألبانى فى سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم 445: (من ظلم معاهداً أو انتقصه حقاً أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه ــ أى خصيمه ــ يوم القيامة).

إن التباعد الفقهى عن جادة الصواب يضغط بقوة وبغير سند من حق على الدين الحق والعقيدة الحقة، ولابد من مقاومين أشداء يحفظون للدين نصاعته وسماحته، وإن محاولة البعض تمييع وجود الفكرة النَّكِدَة عن إطلاق فرض الجزية، يدحضها ما ثبت فى مراجعنا الفقهية وتفاسير القرآن مما علق بها من فكر فاسد عن فرض جزية على أهل الكتاب، وإن موروثات الدين لا يمكن أن تكون ديناً إلا إذا تركناها تستشرى بيننا دون أن نوقف مدها الشيطانى عبر القرون، كما أن تلك التفاسير تكون أحد الأدلة الفكرية على تزمتنا الفقهى أمام أهل الملل، كما تُعبِّر عن الصُّورة الفظَّة التى سيرعاها أهل الإسلام إذا ما دان لهم الأمر.

فأعضاء أهل الإسلام ليسوا بجلادين ولا جُباة بظلم، إنما هم يُمثِّلون شريعة الله السَّمحة ودينه القويم، ويسعون فى الأرض ليحققوا فيها الخُلُق القرآنى والرّحمانية الإلهية، وعجبت لأحد التفاسير وهو يعرض لنا تفسير الآية (29 التوبة)، بقوله إنه تُجمع الجزية من أهل الكتاب، ولا يقبل منهم الإسلام، فلست أدرى أى منطق هذا!!، بل أراه منطق المُفترس المتلمظ بالطّريدة.

بل إنه فى كتاب فقه لأحد مشاهير الأئمة الأربعة أن يُلزم الكتابى بدفع الجزية وهو مُطأطئ الرأس ويأخذها المسلم منه وهو جالس فى عِزَّة، بل ويضع مهمازاً فى رقبة الكتابى أو جنبه حين يدفعها ذلك الأخير صاغراً،... (راجع فقه الشافعية).

إن شهرة فقه الجزية فى عقيدة المسلمين كشهرة كلمة غزوة على ألسنتهم،وكلاهما باطل بطلاناً مطلقاً يتعلق به مصير الإسلام فى هذا العالم الذى نعيشه، ولابد لأهل ممارسة التدين أن تتعلق قلوبهم بالمعانى القرآنية، وأن يقيموا فرضية التَّدبُر فى حياتهم بدلاً من ترديد مصطلحات تنتشر وتسافر عبر القرون دون حقيقة من دين الله الحق، بل وتجعل من الإسلام دين الفظاظة، بينما أرسل الله رسوله رحمة للعالمين.

إن صيحات آثمة تنطلق عبر القرون، تطالب بنهج معين فى تطبيق الشريعة، وأجد أصحاب هذه الصيحات الجهولة لا همّ لهم إلا قطع يد السارق، أو رجم الزانى الذى لم يأمر القرآن برجمه، أو جلد شارب الخمر، أو صرخات تعلو بقتل المرتد، أو إرغام أهل الكتاب على دفع جزية جهولة ما خطتها الشريعة الإسلامية، إنما أمرت الذين أوتوا الكتاب فلم يذعنوا له وأقاموا الفساد فى الأرض بدفعها، فهناك فرق بين من أوتوا والذين هم أهل الكتاب.

لكن حب الفظاظة يجعل من آية سورة التوبة التى تحث على قتال الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر من الذين أوتوا الكتاب، واستمراره حتى يتحقق النصر للمسلمين، وحينئذ تفرض عليهم جزية الإذلال والإذعان... يجعل منها آية لفرض الجزية على كل أهل الكتاب سواء آمنوا باليوم الآخر أم لا. وهو ما أراه من الأمراض الفقهية القديمة.

والمصيبة التى تُطل علينا من خراب الفكرالقديم والذى ملأ غياهب التفاسير المعروفة لكتاب الله أنه قد أساء إلى الإسلام والمسلمين، بل أصبح مادة خصبة لمن أراد أن يطعن فى الإسلام، وإننا لا نعلم عن رسول الله [ حين استقر به الحال فى المدينة وأصبح حاكما مطلقاً لها بعد فتح مكة أنه فرض جزية على ***** نجران أو يهود خيبر لعدم دخولهم فى الإسلام.

لقد انقلب الأمر على أيدى خُطباء الفتنة وأصحاب الشظايا الفقهية غير المنضبطة على مرجعية من كتاب الله، ليكون صيحات بفرض جزية على الحابل والنابل وبلا قتال، وبلا تفرقة بين ذمى مُعاهد، أو مُكاتب أو مُسالم، أو بين ذمى مناهض، وكأن كتاب الله لم يذكر إلا ذلك الفكر الساذج الجهول المُترسِّم خُطَى: ــ (بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا)، لذلك دعونى أرد بقول الله تعالى: ــ (... أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون) البقرة ,170 أو تراهم مثل من قال الله عنهم: ــ (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئآً ولا يهتدون) المائدة ,104 فالعبرة تؤخذ من القرآن لا من أفواه من فقدوا سبيل الرشاد فى تدبر كتاب الله.

وهكذا فإنى أجد أن من حسن حظ القائمين على الدعوة فى عصرنا هذا أن لهم عقولاً بها يفقهون وينتبهون، ولهم أعيناً يبصرون بها، وآذاناً يسمعون بها لتحقيق الشريعة الحقة لله، وللتعريف الصحيح بدين الإسلام بدلاً من فقه السلف المحفوظ بثلاجات القرون الوسطى والقديمة، وإن عليهم واجب نشر الفقه الجيد والجديد، وإصلاح ما أتلفه الفقه والتفسيرات القديمة فى عقول الأجيال، وذلك بحسن تقديم الصورة المثلى لمن كان خُلُقُه القرآن .

فدين الإسلام يخص الانقياد لوحدانية الله والإيمان باليوم الآخر وعمارة الأرض، أما الإيمان فهو إيمان بشريعة أنزلت على كل رسول، فليس الإيمان منافياً للإسلام، ولا الإسلام منافياً للإيمان، لكن دوماً يكون الأساس هو الإسلام بالمفهوم الذى أسلفنا، وكان عليه سلفنا الذين عاصروا رسول الله رضى الله عنهم.

إن كماً كبيراً من الروايات تم به إنشاء دين جديد (دين الفقهاء)، وليس دين الله ولا سُنَّة رسوله [، وتم به الإساءة إلى الدين بتبنى قضايا وروايات شُيدت على أنقاض من معاول هدم لكتاب الله، وتصوّر فرسانها أن فقههم هو الصحيح، ولو أنهم كانوا قد أعملوا قليلاً من الفكر لأفادوا بذلك الراعى والرعية ولدخل الناس فى دين الله أفواجاً.

الجزية فى شرائع أهل الكتاب:

وقد أجد لزاماً أن أذكر سبب نشوء فكرة وفقه الجزية وتطبيقها فى صورتها العامة، فلم يكن الإسلام أول من أطلق كلمة جزية، بل كان للفقه المنبثق عن الرسالات السابقة على الإسلام الفضل الأصلى والأوحد فى نشأة ذلك الفقه البعيد كل البعد عن الشريعة الإسلامية، بل أجدهم كانوا ينفِّذونها بوحشية تطبيقاً لما ورد فى سطور كُتُبهم.

والجزية شريعة معهودة عند أهل الكتاب يعرفونها كما يعرفون أبناءهم، فيقول النص فى سفر يشوع الذى كتبوه بأيديهم: «فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين فى جازر، فسكن الكنعانيون فى وسط إفرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية».

ونجد فى كتابهم المقدس أيضاً أن نبى الله سليمان كان متسلطاً على جميع الممالك من النهر إلى أرض فلسطين وإلى تخوم مصر، وكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته، يقول النص كما فى ترجمة كتاب الحياة: «فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته».

وماذا فعل السيد برهامى للتعريف بالدعوة الإسلامية حتى يحاسب الناس لعدم دخولهم فيه، ولا أرى للدعوة السلفية إلا التصفيق الحار لفقه المتفجرات الذى عرف العالم به الإسلام عبر بن لادن قاتل الجميع بلا وجل، فما فرقت متفجراته بين طفل وامرأة ومقاتل، ولا بين مسلم وكافر وكتابى، فهكذا كان صوت الإسلام عبر من تشجع الدعوة السلفية سيرتهم ومسيرتهم.

والليبرالية التى يتهمها بالتحلل تتهم الدعوة السلفية بالتحلل من آيات كتاب الله التى لا تضع كل أهل الكتاب الحاليين فى بوتقة الكفر وإلا نكون قد كفرنا بقوله تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) آل عمران ,113 فها هم قائمون اليوم آناء الليل يصلون، فماذا أنت قائل فيهم ولم تؤد واجبك نحوهم لتعرفهم تعريفاً صحيحاً ومتكاملاً عن الإسلام؟، أتتحدى الآية وتقول بأن جميعهم كافرون؟، فهل كان ابنك سيصلى الخمس صلوات ويصوم رمضان لمجرد أن هناك رسالة منذ 1432 سنة موجودة بالعالم اسمها الإسلام، وأين نحن من قوله تعالى عن سنته [ حيث قال تعالى: (قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف ,108 فأنا أقولها لكل أهل الدعوة السلفية، لابد أن يكون لكم نصيب من الدعوة إلى الله قبل أن تذموا هذا وتكفروا ذاك.

إن ترك موروثات الفقه البدوى لتنطلق بين أهل الحضر فيه ردة حضارية وشرعية لأهل الإسلام، إذ يكون الحب دوماً هو الوازع الذى يجمع الشمل بين أهل الرسالات، وبالحب يمتنع الكثيرون عن ظنهم بانحصار الحق فى مقولات بعض الرؤوس الجاهلة ونظرياتهم البالية، وسيؤدى كثير من المتخاذلين عن الصلاة من أهل الإسلام ما افترضه الله عليهم طواعية، كما سيترك أهل الفظاظة ورجم الآخرين بالكفر مناهجهم الباهتة، فلم تكن يوماً وسيلة ناجعة لبلوغ أى هدف، إن كان لأهل الفظاظة هدف أو عقل يعى.

محام بالنقض ومحكم دولى وكاتب إسلامى
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 09-11-2011
emad62 emad62 غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2010
المشاركات: 230
emad62 is on a distinguished road
مشاركة: ياسر برهامى يسىء للإسلام وليس للأقباط فقط

ياسياده المستشار
لك كل التقدير

ان ما يقوله البرهامى والحوينى وحسلن وغيرهم
وكل مريدى السلف هو صحيح القران
اما كلام سييادتك هو تجميل الاسلام
الحل سعادتك
هو كسر ذراع المجلس السمكرى الذى يؤيد
هذا التيار المتخلف
ويحاول فرضه على المجتمع
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
تجدد دعوات الحماية الدولية للأقباط في مصر والكنيسة ترفض...وتعليق من أشورى حر engmms2011 المنتدى العام 0 12-10-2011 12:25 AM
شعور بالعار .. وإعتذار للأقباط الحمامة الحسنة المنتدى العام 1 19-04-2011 11:04 AM
عفواً أستاذ إبراهيم عيسى نحن نعم أقباط لكن مصريون...مقال أعجبنى engmms2011 المنتدى العام 0 22-03-2011 09:10 PM
فاطمة ناعوت :احترامُ حقوق الأقباط انتصارٌ للإسلام الحمامة الحسنة المنتدى العام 0 16-03-2011 10:27 AM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 05:47 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط