الباحث رامي عطا أول من درس صحافة الأقباط

صحافة الأقباط وموقفها من قضايا المجتمع المصري من 1877 إلى 1930" عنوان رسالة الماجستير للباحث رامي عطا والتي حصل بها أمس على درجة الماجستير بامتياز من كلية الإعلام جامعة القاهرة. تكونت لجنة المناقشة من الأستاذة الكبيرة الدكتورة عواطف عبد الرحمن والدكتور محمد عفيفي صاحب الدراسات العميقة عن الأقباط في العصر العثماني، وغيره من العصور وأخيرا الدكتورة نجوى كامل. وفي الحقيقة الرسالة جريئة في طرح موضوع شائك في بحثه علميا في الجامعات المصرية-وهذا اعتراف من الدكتورة عواطف نفسها- وهو صحافة الأقباط أو صحف الأقباط. ولعل الجهد المبذول في هذه الرسالة يرجع إلى حس الباحث رامي عطا الذي يعد من الباحثين الجادين بكلية الإعلام. فترك الهاجس الرئيسي لدى البعض من حساسية الموضوع وصمم على أجراء الرسالة وهو القبطي. ولأهمية الرسالة، أجرى موقع الأقباط متحدون مع الباحث رامي عطا- وهو الصديق العزيز- حول دراسته الجديرة بالقراءة والاهتمام.

*أولا لماذا أجريت هذه الدراسة؟
**من خلال استقراء مجمل التراث العلمي السابق في حقل تاريخ الصحافة المصرية، والذي يتسع لعشرات الدراسات، لاحظت أن صحافة الأقباط، وهي الظاهرة التي عرفتها مصر منذ عام 1877 مع صدور جريدة الوطن لصاحبها ميخائيل عبد السيد، لم تحظ بالاهتمام الكافي من الدراسة والبحث، اللهم إلا رسالة الماجستير المقدمة من الباحث-رحمه الله- ايمن سعيد في سنة 1992 والتي تناول فيها موقف صحيفتي(الوطن) و(مصر) من القضايا الوطنية في مصر، ذلك بالإضافة إلى عدد قليل من المقالات، والمعلومات المتناثرة في بعض الدراسات والكتابات، والتي ركزت في الغالب على الوطن ومصر دون باقي الصحف التي كان يملكها الأقباط.
* وهل تبحث الدراسة في باقي الصحف؟
** تسعي دراستي إلى الكشف عن تراث ضخم يتمثل في صحافة الأقباط خلال الفترة الزمنية من 1877 إلى 1930 ورصد صحفيي هذه الصحف وإلقاء الضوء على البارزين منهم، بالإضافة إلى رصد وتحليل وتفسير موقف هذه الصحف من ابرز قضايا المجتمع المصري التي عاصرتها فترة الدراسة، ومنها القضية الوطنية وقضية التعليم وقضايا المراة والعمل الاجتماعي. وبحثت فيها العوامل التي شجعت عددا من الأقباط على العمل بالصحافة، وتحدثت عن الصحف التي أصدرها الأقباط ما بين صحف عامة وصحف متخصصة، وصحف دينية لمختلف مذاهب الأقباط.
* لماذا بدأت دراستك بعام 1877 وأنهيتها عام 1930؟
**لأن هذا العام قد شهد صدور أول صحيفة يصدرها أحد الأقباط، وهي صحيفة الوطن لصاحبها ميخائيل عبد السيد، والذي أصدر أول أعدادها في 17 نوفمبر 1877 بمدينة القاهرة، كما يعد صاحبها أول قبطي يشتغل بالصحافة. وهذه في الفترة أيضا شهدت الصحافة توهج إصدار الصحف الأهلية المملوكة لأفراد من الشعب. ولأنه لابد من للدراسة التاريخية من أن تنتهي عند تاريخ محدد، مبرر علميا وله علاقة بالظاهرة موضوع البحث، فقد وقع اختياري على العام 1930 لأداء هذا الغرض، ففي هذا العام توقفت بعض الصحف التي أصدرها أقباط كانت أبرزها صحيفة(الوطن)، كما توقفت عدة صحف أخرى هي(المصري-رعمسيس- السمر- الفردوس- الشبيبة المسيحية). وعلى المستوى العام فقد شهدت تلك الفترة مجئ وزارة إسماعيل صدقي، والتي كانت كثيرة النكبات على حرية المصريين، ومن ذلك أنها ألغت دستور 1923 المقيد للحريات ومنها حرية الصحافة.
*وما هي ابرز النتائج التي توصلت إليها في بحثك؟
**أهم ما توصلت إليه العوامل التي شجعت الأقباط على إصدار صحف، ومن هذه العوامل:
1- بزوغ مبدأ المواطنة وتناميه خلال سنوات القرن التاسع عشر
2- نهضة مصر الثقافية والتعليمية في عصر الخديوي إسماعيل
3- ميلاد الصحافة الأهلية المملوكة لأفراد من الشعب
وهناك بعض العوامل الخاصة بالأقباط أنفسهم ومنها انتشار نسبة التعليم بين الأقباط ، وتنامي العمل الأدبي والثقافي بينهم.
بالإضافة إلى اهتمام الأقباط بإصدار العديد من الصحف على مختلف أشكالها ما بين جرائد ومجلات، وعلى مختلف مضامينها. كما توزعت هذه الصحف بين أقاليم مصر. وهناك بعض النتائج الأخرى، منها أن الأقباط امتلكوا الكثير من المطابع ليطبعوا فيها صحفهم. فضلا عن أن الصحف المملوكة لأقباط فتحت صفحاتها لكل المصريين من أقباط ومسلمين بل ولكتاب من جنسيات أخرى.
* وهل تنوي أن تستكمل دراستك عن صحافة الأقباط في رسالة الدكتوراه؟
** أود ذلك، وقد اتفقت مع أستاذتي الدكتورة عواطف عبد الرحمن على أن أكمل في نفس المجال. وأفكر في دراسة جريدة "وطني" التي تصدر حاليا كنموذج لصحافة الأقباط.