مقالة كاتبة متطرفة!

[abomeret]

تاكسي الكلام

بقلم صافي ناز كاظم ٩/١/٢٠٠٨
سبحان الله في طبع هؤلاء الذين يرفعون لافتة «المواطنة»، فنسير وراءها نردد هتافها ثم نكتشف أنها تعني: «لا للإسلام»، تماما كما أصبحت لافتة «دولة مدنية» تعني: «لا دينية».

قد يكون هناك رابط يربط اللافتتين، ولعلهما قد خرجتا من مدلول واحد يرفض السمة الإيمانية التي تميزت بها مصر منذ قديم الزمان ليحل الإلحاد مكانها ضاربا العقيدتين الإسلام والمسيحية معا.

لا أدري ما الذي يمكن أن يغضب مواطنا، مؤمنا بالمواطنة، من مقولة قالها الرئيس الراحل أنور السادات: «أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة»، حتي يكون رده عليها: «اعتبرناه قدم استقالته أمام المسيحيين»، (حوار مع د.وليم ويصا، «المصري اليوم»، ٥/١/٢٠٠٨).

ما معني هذا؟ هل كان المطلوب من محمد أنور السادات أن يتبرأ من إسلامه؟ وهل كان المطلوب منه أن ينكر حقيقة أن مصر دولة دينها الرسمي الإسلام، رغم علمانيتها في معظم ممارساتها، ورغم أن السادات نفسه لم يكف لحظة عن قوله: لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين؟

وما معني هذا الدفاع الحار عن مواطن شغل نفسه بمهاجمة أزياء يرتديها مواطنون لهم حرية ذلك المواطن في ارتداء ما يحب ويختار؟

هل من حرية المواطنة أن أسب أو أسخر من اختيارات آخرين، وأحرض لسلبهم حرية ارتداء ما يحبونه ويرونه متوافقا مع عقيدتهم؟

هل من حرية المواطنة أن يعلن مواطن، رفضه لما يرتديه القسس والرهبان والراهبات؟ فكيف يتأتي لمواطن أن يستنكر علنا زيا شرعيا أحبت مواطنات مصريات أن يلتزمن به، ولم يلزمن به غيرهن، وحين تطيش صيحات الاحتجاج اللا مسؤولة يتملص حضرته من مسؤوليته في الاستفزاز وتخرج الزمرة اللا دينية في زفة مغالطاتها تقول: هذا حق المواطنة؟

لقد لبست نساء مصر، مسلمات ومسيحيات، الملس، بلونه الأسود الغالب، والذي هو بعبارة أخري الإسدال والعباءة والملاءة، إلي آخر تنويعات الثياب الساترة، ولم يكن يوما بحاجة إلي محاكاة لأزياء الشادور من إيران أو أفغانستان أو باكستان، بل لعل ما يرتدينه نساء تلك البلاد العزيزة هو المحاكاة لما لبسته «أم الملس» و«بهية المصرية أم الطرحة والجلابية»، فلماذا هذا التعريض الذي زاد علي حده، وبلغ معدلاته الخطرة، بالمواطنة المصرية التي اختارت، بحريتها، أن تحاكي ما كانت ترتديه سيدة نساء العالمين مريم ابنة عمران سلام الله عليها؟

ولاحظوا قولي: «سلام الله عليها»، فهذه هي التحية اللائقة بسيدتنا، وهي تحية لا تعجب البعض إلي المدي الذي اعتبروها من مخالفات الجماعة الإسلامية «لشق وحدة الصف الوطني، وفصم عري العلاقة بين المسلمين والأقباط والتمييز بينهم، وصوبت سهامها المسمومة نحو كل ما يوحد بينهم فبدلا من التحيات العامة واللطيفة مثل: صباح الخير أو مساء الخير، نهارك أبيض، نهاركم سعيد مبارك، صباح الهنا، صباح الفل، اتمسوا بالخير، العواف، فتكم بعافية، وهي كما نري تحيات جميلة وعامة وموحدة، راحت الجماعات الإسلامية تستبدل بها تحية إسلامية واحدة هي السلام عليكم باعتبارها تحية الإسلام....»، (د.كمال مغيث، «المصري اليوم»، ٦/١/٢٠٠٨). يا أهل بلدي، من هذا الذي ينسي صلاة الملائكة عند مولد المسيح: «....وعلي الأرض السلام..»، وقول السيد المسيح: «سلام لكم..»، حتي يظن أن «السلام عليكم» تفرق بين المسلمين والمسيحيين؟.

إن المواطنة مطلب لوأد الفتنة فلا تجعلوه وقودا لإشعالها، وكما وحد الإيمان المسلم والمسيحي، توحد الخارجون عليهما في خندق الزمرة اللا دينية.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=89401