تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-04-2011
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
حرية الإرادة بين ألغاز الخطاب الديني وحلول الفيزياء الحديثة

حرية الإرادة بين ألغاز الخطاب الديني وحلول الفيزياء الحديثة



مهدي بندق

وأنا أتصفح تعليقات القراء على الـ Face Book الشهير هالني أن معظم أصحابها واقعون في براثن خطاب يتقنع بالدين - وهو خطاب لا يأخذ من الدين غير اسمه – غايته ترسيخ ثقافة ٍ جوهرها إنكار أية فاعلية للإنسان . خذ على سبيل المثال لا الحصر فنانا ً تشكيليا ً من الطراز الأول – أعرفه شخصيا ً- انطلق يكتب بصفحته معلقا ً على سقوط مبارك ونجليه بقوله : الحمد لله ولا شكر لسواه !
وإنها لعبارة لامعة حقا ً، ولكن هل لمعانها منبثق من أصالة الذهب ؟ أم هو بريق يقلد الذهب حسب ُ ؟ دعنا إذن نختبر معدن العبارة أولا ثم بعد ذلك نحكم لها أو عليها .
بداية لابد من القول بأنني وسائر الناس مع الشق الأول من العبارة دون تحفظ ، فمن منا لا يحمد ربه على كل حال ؟ لكن الشق الثاني في العبارة هو ما يحتاج إلى وقفة وتدبر، وآية ذلك أن إضافة " لا شكر لسواه " تجعلنا نحجب الشكر عن الشعب المصري العظيم الذي قام بتفجير اسقط عن كواهلنا الطغاة ، ونحجب الشكر ثانياً عن جيش مصر العظيم الذي حمى - بأفعاله - الثورة من أعدائها ، ونمنع الشكر ثالثا ً عن المثقفين الذين قضوا أعمارهم في التمهيد لهذه الثورة بإشاعة التنوير والتحديث في العقل المصري ( والعربي ) الجمعي .
فهل وضح أمامنا أن إضافة الشق الثاني – تزيدا ً في التقوى - إنما تحرضنا على إقصاء " الفعل " البشري من المشهد المعاصر برمته رغم كونه صانعه ومبدعه؟ وهل يجوز للمثقف المرتبط بآلام شعبه وآماله ألا يلتفت لهذا الالتباس المذهل فلا يرصد أسبابه و لا يستشرف تداعياته و لا يقترح حلولا لألغازه ؟

الفيل في سم الإبرة
لأن الخطاب الديني منبعه فكر مثالي حمال أوجه ، مناقض لنفسه ، فهو يقرر بكل اطمئنان أن الله وحده الفاعل لكل شئ ، و... وبنفس اللغة القاطعة يقر بضرورة أن يكون الإنسان فاعلا ً أيضا [ وإلا فكيف ُيحاسب المرء على أفعال ليست من صنعه ؟! ] وبذلك يعترف هذا الخطاب بوجود فاعلين مؤثرين على فعل واحد ! كأن تقول : البلطجية قتلوا 800 شهيدا في موقعة الجمل ، ولأن الحياة والموت بيد الله فلا بد أن الله كذلك قتلهم !! وهي نتيجة مضطربة هاذية ، فضلا عن كونها تنسب لله " فعلا ً " ذميما ً نهى عنه سبحانه وتعالى شأنه عما يقولون .
لقد حاولت المعتزلة في القرن الثالث الهجري حل هذه المشكلة بأساليب مصطنعة Artificial أهمها برهان التغالب والتمانع الذي عارضه الأشاعرة بنظرية الكسب – وهي أيضا ً نظرية مصطنعة - لتعود المشكلة إلى المربع رقم صفر ! وهكذا يا سادة تركنا مهام الثورة وبناء الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة لنعيد إنتاج قضايا علم الكلام التي غادرتها الفلسفة وتجاوزها العلم ، فأهلا وسهلا بكم تتبخترون على الإبل الحراجيج والنوق العصافير في صحارى ثقافة الماضوية ، تلك التي لا تعترف بهموم الواقع الحضاري ، ولا تكترث إلا بالشقشقات اللفظية والمناقشات البيزنطية من قبيل : هل تستطيع آلهة الأوليمب أن تمرر الفيل من سم الخياط دون أن تنكسر الإبرة ؟
ومع ذلك – ولكي أكون منصفا – أقول ربما كان لكم بعض الحق في أن تثيروا بين الفينة والفينة المشاكل حول السؤال الوجودي الأزلي عن مصير الإنسان وعن مدى مسئوليته عن أفعاله ، وعن علاقة هذا وذاك بالعلم وبالعدل الإلهيين ، بيد أنكم تفعلون ذلك – واسمحوا لي – بسطحية شديدة ، بل وبخفة تشي بأن تلك القضايا الهامة في حد ذاتها ليست مما يشغل ألبابكم ولو بمعشار ما اشتغل به آباؤكم وأجدادكم العظام من أمثال غيلان الدمشقي والخياط المعتزلي والحسن البصري والحسن الأشعري والإمام الغزالي والفيلسوف ابن رشد . هؤلاء وغيرهم ممن حاولوا – كل بطريقته – الإجابة عن السؤال التالي :

هل الإنسان مسير أم مخير؟

وإنه لسؤال ، من وجهة نظري أنا حفيدهم الضعيف الجهول - خاطئ من أساسه.. كيف ؟
أولا لأن كلمة الإنسان بألف لا الجنس تعبير مثالي مضلل، وإلا فكيف يمكن وضع السادة والعبيد، الأباطرة والرعايا، الرأسماليين والعمال في سلة واحدة؟! نعم يمكننا أن نشير إلى أحد الكرام الميامين بقولنا : هذا هو الإنسان الحق . لكننا نستخدم هنا ألف لام العهد تخصيصا ً لا تجنيسا ً ليبقى هذا الشخص مجرد تمثيل Representative لكائن لا وجود واقعيا ً له بحال من الأحوال .
وثانياً يفترض السؤال حالة سكونية مطلقة يمكن سحبها على التاريخ البشري، بالأحرى على تاريخ مجتمعات ما قبل البشرية الحالي، تلك التي قامت على أنقاض المشاعية البدائية القديمة ، مشيدة أبنيتها على أساس طبقي متعارض المصالح ، وكلها مجتمعات يسودها الصراع على الثروة والسلطة، وبذلك تنعدم الحرية فيها مثلما تنعدم لدى السجين والسجان على حد سواء.
أما الحرية فهي غاية لا تتحقق إلا بالنضال المستمر من أجل إيجاد مجتمع إنساني بمعنى الكلمة ، مجتمع يتمتع أفراده جميعاً وعلى مستوى العالم كله، بثمار التعاون والتآزر والحب، وهو ما لا يمكن تصوره إلا في المجتمع اللاطبقي حيث يبدأ التاريخ الإنساني عندئذ.
لقد فهم المسيحيون خطأً ً أن يسوع كان معنياً ببعث أجساد الموتى.. فلو اعتبرنا نحن يسوع َ رمزا ً لنضال الجنس البشري للتغلب على دمار القلوب وموت الأرواح ؛ لعلمنا أنه لا قيمة لإحياء هدفه الأوحد إعادة إشباع المطالب الجسدية من طعام وشراب وشهواتِ جنسية . سيقول البعض : هذه المطالب ضرورية للتحرر من الجوع والعطش والحرمان العاطفي . طبعا .. شريطة أن تكون تلبيتها خطوة على طريق تحرير الروح. يشير القرآن الكريم إلى هذا المعنى في آية غاية في اللطف تقول: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) والكدح هنا هو النضال الذي لا يتوقف لترقية الجنس البشري، الكدح هنا هو العمل على تأسيس عالم المساواة والعدالة، وهو الكدح العقلي والروحي للإجابة عن سؤال ذي شقين. الأول: كيف وُجد هذا الكون، وكيف سينتهي؟ وهذا الشق تعمل في حقله الفيزياء والبيولوجيا وسائر العلوم الطبيعية، ثم الشق الثاني: لماذا وُجد الكون وإلى أية غاية يسير؟ ومن أرضية هذا السؤال تنطلق الفلسفة لتحلق في أجواء المعرفة العليا.
وإذا كانت إنجازات العلم بمثابة الطاقة الدافعة للفلسفة أن تطير وأن تكتشف المعنى، فإن الفن والأدب هما مرشداها إلى غايتها النبيلة: الحرية. ولهذا فإننا لا نغلي حين نقترح أن تكون مرجعيتنا المستقبل وليس الماضي، وقد يسأل البعض مندهشا : كيف يمكن "الرجوع" إلى شيء لم يحدث بعد؟ هنا تأتي إجابتنا مستندة إلى منجزات الفيزياء الحديثة، فماذا تقول هذه ؟ دعنا نقاربها لنعرف .

الفيزياء الحديثة تتكلم
ثمة توليفة من السيمتريات Symmetries تحيط بالكون المرئي وغير المرئي. وإحدى هذه السيمتريات يلاحظها كل شخص يتجه شمالاً باستمرار إذ يجد نفسه متجهاً إلى الجنوب عبر القطب الشمالي دون أن يعود بظهره إلى الوراء. وكذلك حين نتذكر كيف أثبتت رحلة ماجلان أن الشرق هو الطريق إلى الغرب، والعكس بالعكس. أما على مستوى عالمي ما فوق المجرات وما تحت الذرة فالمسألة أعقد ولكن غير مستحيل فهمها. فقط انظر إلى نفسك في المرآة وسترى أن شامة خدك الأيسر موجودة ولكن على خدك الأيمن ! لقد قلبت المرآة ُ صورتك وغيرت وضعك فأنت وصورتك في حالة تسميها الفيزياء الحديثة turn.picture.changeواختصارها T. P. C وهي "سيمترية " توحي بأن المستقبل هو ماض ٍ بالنسبة لكائنات موجودة في كوننا الصغير والكبير. أدر شريط فيلم سينمائي بالمعكوس وسترى أن عقب لفافة التبغ يرتد من المطفأة ليصبح سيجارة كاملة في فم الرجل، وأن الكوب الزجاجي المهشم سيبدأ في الالتئام لنراه كوباً سليماً في النهاية.
ولما كان العلم قد اكتشف وجوداً رياضياً لإلكترون ذي شحنة موجبة عكس الإلكترونات التي نعرفها ذات الشحنة السالبة فلقد أصبح لدينا إلكتروناً نقيضاً Anti-electron وصار منطقياً تصور ذرات مضادة Anti-atom وأجسام مضادة، وكوكب نقيض لكوكب الأرض تمضي فيه الأحداث عكس مضيّ أحداثنا. وبالنسبة لسكان ذلك الكوكب فإن المستقبل سيكون بالطبع غير معروف لديهم، مثلنا تماماً. ولكن بالخيال –الذي يستند إلى نظرية علمية كهذه- نستطيع القول إن ما سوف يحدث لنا هو واقع حدث فعلا ولكن بالنسبة لغيرنا، فمن بإمكانه أن يرى الكونين معاً في نفس الوقت؟! الإله الخالق ؟! نعم، وكذلك سيراه الإنسان الذي تحرر من العبودية، الإنسان الذي تحرر من الاستغلال المادي، الواقع عليه من قبل السادة الأباطرة، اللوردات، الرأسماليين، ومن التضليل الأيديولوجي المحيط به بواسطة فلاسفة السلطات والمشرعين الأخلاقيين الجوامد، وأصحاب اليقين المصنوع الزائف.
إن ذلك الإنسان الساعي للتحرر بنضاله ضد كل ما هو مستغِل (بكسر الغين) ومضلِل (بكسر اللام) الزاهد في كل ما هو غير ضروري، وفي نفس الوقت، المتعطش لكل ما هو راقٍ وجميلٍ وحقيقيّ في الحياة؛ لجدير بأن يقف أمام الإله موقف الصديق والرفيق، مطالباً بحقه في مقابلة، وأغلب الظن أن الإله العظيم لن يبخل عليه بهذه المقابلة.
فهل بعد هذا يصعب تصور المستقبل مرجعيةً لمن يطلب الحرية لنفسه ولشعبه وللبشرية جمعاء ؟

جريدة القاهرة ص 8 بتاريخ 26/4/2011
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
حرية التعبير في مصر في خطر makakola المنتدى العام 0 18-04-2011 01:41 AM
الثورة بدأت المواجهة ضد التطرف الديني makakola المنتدى العام 3 05-04-2011 10:34 AM
بيان صادر عن مصريون ضد التمييز الديني تم طباعته وتوزيعه في ميدان التحرير makakola المنتدى العام 0 02-04-2011 03:55 AM
مؤرخون: التمييز الدينى فى مصر بدأ مع "عبد الناصر" makakola المنتدى العام 1 17-03-2011 04:59 AM
زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب مصر net_man المنتدى العام 1 23-02-2011 09:05 AM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 11:19 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط