تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-02-2006
NEW_MAN NEW_MAN غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
NEW_MAN is on a distinguished road
أشرف عبدالقادر: هل رحب الأقباط بعمرو بن العاص

هل رحب الأقباط بعمرو بن العاص
أشرف عبدالقادر



http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphW...6/2/130799.htm


هذا المقال ليس تأليفاً بل هو تجميع وتلخيص وربط لأهم ما كُتب حول هذا الموضوع من كتابات حول فتح عمرو بن العاص لمصر وما صاحبه من ملابسات، وأنا هنا أعرض حقائق منقولة من الكتب والمراجع التي هي من صميم أطروحة الدكتوراه التي أشتغل عليها والتي تحمل عنوان "حقوق الأقباط الدينية وعلاقتها بعهد عمر"، فلقد أوضحت في مقالي السابق "الأقباط أصل مصر" بأن كلمة أقباط أو قبطي، تعني مصري يشعر بانتمائه الحقيقي لمصر، القبطي المسلم، والقبطي المسيحي، فالدين أو العقيدة لا يمكن ولا ينبغي أن تغير الانتماء الحضاري للإنسان، فكلمة قبطي تعني مصري، فجميع المصريون أقباط، جزء أعتنق المسيحية وجزء أعتنق الإسلام، كما أوضح ذلك أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، أحد كبار قادة المسلمين في مصر، خلال الخمسينات والستينات، وهو فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف الأسبق. لقد تعرض الشعب القبطي خلال تاريخه الطويل إلى أقصى ما يمكن أن يتعرض له أو أن يمر به شعب من شعوب الدنيا كلها، من المرارة والمعاناة والألم، تعرض الأقباط إلى مظلمتين خطيرين هما:
1 ـ مسخ الشخصية القبطية وفقدان الهوية والانتماء الحقيقي.
2 ـ تزييف التاريخ القبطي وتزويره أو إهماله وتجاهله.


لقد فرض على الأقباط التنكر لشخصيتهم الحضارية، ولغتهم وعاداتهم ودينهم بالحول مرة وبالحيلة مرة أخرى. وقع الأقباط بعد ذلك في مشكلة تحديد هويتهم، كما قال محمد حسنين هيكل، في مقال له في جريدة الأهرام سنة 68 وتحت عنوان: "عن التجربة الديموقراطية في زماننا":"إن النظام المصري وقع في مشكلة تحديد الهوية المصرية ولم يستطع لفترة طويلة أن يصل فيها إلى جواب، والهوية الوطنية بالنسبة للشعوب هي بطاقة تحقيق الشخصية بالنسبة للأفراد، وكانت النتيجة أن وقعت اهتزازات حضارية خلقت مواقف من الحيرة والتردد الطويل أمامها. وعلى سبيل المثال، فإنه في وقت من الأوقات، وخصوصاً أيام الوحدة مع سوريا، كانت أي إشارة إلى تاريخ مصر الفرعوني القديم، تعتبر إساءة لا تغتفر أو هي سقطة تستوجب الاعتذار عنها".

والمظلمة الثالثة التي تعرض له الأقباط، هي محاولة تزييف تاريخهم أو تجاهله، وأحد الأمثلة على ذلك هو موضوع الفتح العربي لمصر، الذي زعموا أن الأقباط عاشوا في ظله سعداء، وهو لم يكن يقل ظلماً لهم من الاحتلال البيزنطي.

الهدف من هذا البحث هو محاولة إظهار الحقيقة ولو كانت مرة. ربما يعطي التزييف تأثير المخدر في بعض الحالات، ولكن الخطورة أن يتحول تكرار تعاطي هذا المخدر إلى إدمان، وتصبح طريقة التعامل مع المشاكل هي الهروب من المواجهة الصريحة إلى هذا التزييف.
أتمنى أن نقلع تماما عن عادة تعاطي الأكاذيب وتزييف الحقائق لنصبح قادرين على مواجهة مشاكلنا بوعي وإيجاد الحلول الحقيقية والواقعية لها.


فالمصادر العربية الإسلامية في هذا الموضوع من أهمها:

كتابات المقريزى الملقب بشيخ مؤرخي مصر الإسلامية وعميد المؤرخين السالفين جميعا، من ابن الحكم إلى الجبرتي، كما يصفه الأستاذ الدكتور محمد مصطفى زياده وآخرون في مجموعة أبحاث ودراسات عن المقريزي أصدرتها وزارة الثقافة ـ الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ـ القاهرة ـ 1973
وكذلك مجموعة كتب أخرى هامة مثل كتاب تاريخ أديرة وادي النطرون للأمير عمر طوسون ـ طبع في القاهرة سنة 1935
وكتب الأستاذة الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف ـ أستاذة التاريخ بكلية البنات ـ جامعة عين شمس ـ وكتب الدكتور ضياء الدين الريس، وغيرهم .

والمصادر القبطية لهذا الموضوع أهمها على الإطلاق:
هو كتاب تاريخ يوحنا النقيوسى أسقف نقيوس ـ أبشاتي ـ بالمنوفية الآن، والذي عاصر مأساة الفتح العربي لمصر في القرن السابع الميلادي، وسجل مشاهداته لأحداثها الدامية. وقد كتب كتابه بلغته القبطية ثم ترجم فيما بعد إلى اللغة الحبشية والعربية، ولكن فُقدت النسخ القبطية والعربية وعثرت البعثة البريطانية في بلاد الحبشة على النسخة الحبشية، وتوجد الآن في المتحف البريطاني بلندن، ونسخه في المكتبة الوطنية بباريس، وقام المستشرق زوتنبرج بالترجمة من الحبشية إلى الفرنسية، ثم قام المؤرخ كامل صالح نخله بالترجمة من الفرنسية إلى العربية سنة 1948.
ويقول الدكتور الفريد بتلر: "أنه لم يكن في الإمكان أن يكتب تاريخ الفتح العربي لمصر لولا العثور على هذه النسخة" ـ بتلر صفحه 30
كذلك كتاب تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس أسقف الأشمونين، وكتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة للأسقف ايسوذورس، وكتاب البابا بنيامين الأول والفتح العربي لمصر، للمؤرخ كامل صالح نخله وغيرهم.

والمصادر الأجنبية التي تناولت هذا الموضوع أهمها:
كتاب فتح العرب لمصر تأليف الدكتور ألفريد بتلر، وتعريب محمد فريد أبو حديد بك، والناشر مكتبة مدبولى ـ القاهرة 1990 ضمن سلسلة كتب صفحة من تاريخ مصر. وقد وصف المعرب في مقدمة الكتاب بأن المؤلف ألفريد بتلر رجل باحث لم يقصد من تأليفه كتابه إلا بيان الحقيقة ناصعة وأنه كان نزيها في بحثه، وأن المؤلف فضل التعرض لبعض مفتريات التاريخ كانت شائعة بين الناس يأخذونها تلقفا بغير تمحيص ـ وأنه تناول في بحثه مسألة طالما رددها المؤرخون وهي اتهام المصريين القبط بأنهم كانوا دائما يرحبون بالغزاة الأجانب وأظهر كذب ما ادعاه المغرضون من المؤرخين. ـ صفحة 20 ـ
ويقول المؤلف نفسه في مقدمته: " قد حاولنا كذلك أن نكتب بغير تحيز إلى جانب القبط أو العرب، كنا ممن يحملون لكلا الشعبين العربي والقبطي أكبر الإعجاب، على أننا لا يحملنا ذلك على الانحياز لأحدهم فما كان لنا إلا قصد واحد وهو أن نصل إلى الحق". ـ ص 43،42

ويمكننا تلخيص أهم الحجج والأدلة التي يرددها الكُتاب العرب لتبرير ادعائهم بموضوع ترحيب الأقباط بالفتح العربي فيما يلي:
1 ـ لتخليصهم من ظلم الروم البيزنطيين.
2ـ لما سمعوه ولمسوه في العرب من العدل والرحمة والسماحة وحسن المعاملة .
3ـ قصة السبعون ألف راهب.
4ـ ظهور البابا بنيامين.
5 ـ دين الإسلام قريب من عقيدة الأقباط.
6ـ العهود والشروط بين العرب والأقباط .
7ـ إكرام العرب للأرمانوسه ابنة المقوقس.

هذه هي أهم الادعاءات والحجج التي يطلقها الكُتاب والمؤرخون العرب كدليل منهم على أن الأقباط قد رحبوا بالفتح العربي لمصر، وكما يقول بتلر: "إنها مسألة يحب المؤرخون العرب الخوض فيها رغم ما يقعون فيه من الخلط والاختلاف، ...وذلك لأن عهدنا بكُتاب العرب لا يحسنون تفهم التاريخ ولا يدركون نظامه ولا يعبأون بأحكام الصلة بين حوادثه، وأن أول من كتب تاريخ الفتح العربي من مؤرخي العرب كتبه بعد نحو مائتي عام منه، لذلك لم يكن عجبا ذلك الخلط الذي وقع في الرواية والتشويه الذي أصابها". ـ صفحة 345 ـ

و سأعرض كل حجة من هذه الحجج على حده في مقالاتي القادمة، راجياً من القراء الأقباط، مسيحيين ومسلمين، أن يرجعوا هم أيضاً إلى هذه المصادر ويعلقوا عليها لندخل في حوار بناء يخرجنا من الحلقة المفرغة لحوار الطرشان السائد اليوم بيننا نحن الأقباط.

آخر تعديل بواسطة NEW_MAN ، 24-02-2006 الساعة 01:55 PM
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 06-03-2006
SonOfAthanasius SonOfAthanasius غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 163
SonOfAthanasius is on a distinguished road
هل رحب الأقباط بالغزو العربي

هل رحب الأقباط بالعرب لتخليصهم من ظلم الرومان؟
GMT 7:00:00 2006 الإثنين 6 مارس
. أشرف عبدالقادر



--------------------------------------------------------------------------------


الإدعاء الأول


ذكرت في مقالي السابق أن كتب التاريخ الإسلامي توضح أن الأقباط رحبوا بالفتح العربي لمصر،وذكروا سبعة إدعاءات تبرر هذا الترحيب، وأنا هنا أعرض حقيقة الإدعاء الأول القائل بأن الأقباط رحبوا بالجيش العربي لتخليصهم من ظلم الرومان مستعيناً بالكتب والمراجع التاريخية. الواقع أنه لم يكن هدف الجيش العربي إنقاذ أحد ولا مساعدة أحد، فقد كان الفاتحون العرب واضحين كل الوضوح، في هدفهم المعلن الصريح من مجيئهم إلى مصر فاتحين، ولم يذكر أحداً منهم موضوع أو قصة الإنقاذ هذه، لم يذكر هذا الادعاء الا بعض الكتاب المحدثين، وكما تقول الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف، في كتابها (عبد العزيز بن مروان)،سلسلة كتب أعلام العرب، تقول في صفحة 132: "أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير اليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم".
الذي يدعي هذا الادعاء بلا شك لا يعلم أن الجانب الإيماني والعقائدي لدى الأقباط كمسيحيين يرفض تماما فكرة أو مبدأ اللجوء إلى إنسان ليخلصهم من إنسان آخر، ففي صلوات الأجبيه التي يصليها الأقباط كل يوم، يقول مزمور 145 من مزامير صلاة الساعة الثانية عشر:
"لا تتكلوا على الرؤساء ولا على بني البشر الذين ليس عندهم خلاص تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم في ذلك اليوم تهلك كافة أفكارهم طوبى لمن اله يعقوب معينه واتكاله على الرب إلهه الذي صنع السماء والأرض.."
وفي سفر أرميا 17:5 "هكذا قال الرب ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه".
وفي المزمور 118: 9,8 "الاحتماء بالرب خير من التوكل على إنسان، الاحتماء بالرب خير من التوكل على الرؤساء".
وفي المزمور 103: 15 ـ 18 "الإنسان مثل العشب أيامه كزهر الحقل كذلك يزهر. لأن ريحا تعبر عليه فلا يكون ولا يعرفه موضعه بعد. أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه وعدله على بني البنين، لحافظي عهده وذاكري وصاياه ليعملوها ".

وهكذا عشرات الآيات المقدسة التي توجه وتعلم وتحذر من الاتكال أو اللجوء إلى إنسان لينقذنا أو يخلصنا من إنسان آخر، فالاتكال على إنسان مهما كان وضعه أو مكانته أمر مرفوض تماما من جهة العقيدة لدى الأقباط بغض النظر عن الأوضاع مهما كانت سيئة أو قاسية. وإذا كان الأقباط قد رحبوا بالعرب ليخلصوهم من ظلم الرومان، فلماذا لم يرحبوا بالمستعمرين الآخرين الذين جاؤا بعد العرب ليخلصوهم من ظلم العرب؟

الحقيقة أن الأقباط حرصوا بكل دقة وعناية على تنفيذ مبادئ وتعاليم كتابهم المقدس التي ترفض وتحذر وتحرم الالتجاء أو الاستعانة بإنسان مهما كانت مكانته ليخلصهم من إنسان آخر مهما كان ظلمه أو جبروته.

والتاريخ أصدق شاهد على ذلك، والمؤرخ بتلر وغيره يؤكدون أنه لم يرحب القبط بالفرس ليخلصوهم من الرومان، كما لم يرحبوا بالرومان ليخلصوهم من الفرس بعد ذلك، كما لم يرحبوا بالعرب ليخلصوهم من الرومان، كما لم يرحبوا بأى فاتح أو مستعمر بعد ذلك ليخلصهم من العرب.
والسلوك العملي والمواقف الكثيرة المتكررة تؤكد هذا المفهوم الراسخ لدى الأقباط وتثبته بكل وضوح وجلاء. فمثلا يذكر كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة للأسقف ايسيذوروس ـ الجزء الثاني صفحة 126 ـ موقف البابا خائيل الأول البابا (46) (728 ـ 752م) من كرياكوس ملك النوبة المسيحي أيام عبد الملك بن مروان (741 م) عندما جاء كرياكوس لإنقاذ البابا من يد عبد الملك بن مروان الذي كان قد فرض إتاوة كبيرة من المال على البابا وسجنه لمدة 17 يوما ثم أطلقه ليجمع قيمة الإتاوة المفروضة عليه من أبنائه الأقباط، ولكن البابا لم يستطع أن يجمع أكثر من نصف الإتاوة فقط، فغضب عبد الملك بن مروان وألقاه مرة أخرى في السجن، ولما سمع بذلك ملك النوبة كرياكوس، جهز جيشا كبيرا سار به حتى وصل إلى مشارف الفسطاط، ولكن عبد الملك بن مروان أسرع وأخرج البابا من السجن، وكان أول ما فعله البابا خائيل بعد خروجه من السجن أنه طلب من الملك كرياكوس العودة من حيث أتى رافضا تدخله لفرض حمايته على الأقباط.

ومن الأحداث الشهيرة الأخرى التى تدل على هذا الفكر وهذه العقيدة الرافضة لطلب الحماية من إنسان، كعقيدة راسخة لدى الأقباط، ما حدث مع البابا بطرس الجاولى [البابا109] (1809 ـ1852 م) أيام محمد علي باشا (1809 ـ1848م) والى مصر، عندما جاءه سفير دولة روسيا، والتي كانت تعد أكبر دولة مسيحية أرثوذكسية ويحكمها قيصر، جاء هذا السفير ليعرض على البابا بطرس موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط، ولكن البابا بطرس رفض هذا العرض، ورد على السفير بهذه الجملة الذهبية ( نحن في حمى من لا يموت).[أنظر سيرة البابا بطرس الجاولي، سنكسار7 طوبه].

وتقرر الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف، أستاذة التاريخ الإسلامي، كلية البنات جامعة عين شمس، في كتاب عبد العزيز بن مروان، سلسلة أعلام العرب رقم 70 إصدار وزارة الثقافة،ص132، حقيقة هامة إذ تقول: " على أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير إليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم ". كذلك فقد رفض الأقباط بشدة جميع أنواع وطرق فرض الحماية عليهم أو إنقاذهم من ناحية جميع المستعمرين والغزاه الذين جاؤا يتذرعون بمقولة حماية الأقباط، رغم ما كان يعانيه الأقباط من الظلم والاضطهاد والقسوة.

والحقيقة أن أكذوبة الترحيب هذه، هي الأكذوبة الشهيرة التي يتذرع بها ويطلقها دائما كل مستعمر أو فاتح أو محتل، يكاد لا يشذ عنها أحدا منهم على مدى التاريخ وفي كل مكان، هي ستار شفاف يحاول الفاتح أو الغازي أو المحتل أن يغطي به دوافعه الحقيقية، متوهما أنه قد استطاع أن يخفي الحقيقة، وأن يضفي على وجوده صفة الشرعية بأن الأهالي هم الذين استنجدوا ورحبوا به، ولا مانع عنده من أن يلصق بالمواطنين تهمه الخيانة ليسقط عن نفسه جريمة الاغتصاب.

حدث هذا ويحدث ليس فقط مع من فتحوا أو احتلوا أو استعمروا مصر، بل مع غالبية الشعوب التي نكبت بالفتح أو تعرضت للغزو أو الاستعمار، هي نفس الحجة والأكذوبة وهو هو نفس الأسلوب الملتوي والمخادع لتبرير الأحداث.

كان هذا هو الإدعاء الأول ولا زال هناك ستة إدعاءات سأعرضها في مقالاتي القادمة.


http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphW...6/3/133026.htm
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 06-03-2006
NEW_MAN NEW_MAN غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
NEW_MAN is on a distinguished road
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphW...6/3/133026.htm





أشرف عبدالقادر

هل رحب الأقباط بالعرب لتخليصهم من ظلم الرومان؟




الإدعاء الأول


ذكرت في مقالي السابق أن كتب التاريخ الإسلامي توضح أن الأقباط رحبوا بالفتح العربي لمصر،وذكروا سبعة إدعاءات تبرر هذا الترحيب، وأنا هنا أعرض حقيقة الإدعاء الأول القائل بأن الأقباط رحبوا بالجيش العربي لتخليصهم من ظلم الرومان مستعيناً بالكتب والمراجع التاريخية. الواقع أنه لم يكن هدف الجيش العربي إنقاذ أحد ولا مساعدة أحد، فقد كان الفاتحون العرب واضحين كل الوضوح، في هدفهم المعلن الصريح من مجيئهم إلى مصر فاتحين، ولم يذكر أحداً منهم موضوع أو قصة الإنقاذ هذه، لم يذكر هذا الادعاء الا بعض الكتاب المحدثين، وكما تقول الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف، في كتابها (عبد العزيز بن مروان)،سلسلة كتب أعلام العرب، تقول في صفحة 132: "أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير اليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم".

الذي يدعي هذا الادعاء بلا شك لا يعلم أن الجانب الإيماني والعقائدي لدى الأقباط كمسيحيين يرفض تماما فكرة أو مبدأ اللجوء إلى إنسان ليخلصهم من إنسان آخر، ففي صلوات الأجبيه التي يصليها الأقباط كل يوم، يقول مزمور 145 من مزامير صلاة الساعة الثانية عشر:
"لا تتكلوا على الرؤساء ولا على بني البشر الذين ليس عندهم خلاص تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم في ذلك اليوم تهلك كافة أفكارهم طوبى لمن اله يعقوب معينه واتكاله على الرب إلهه الذي صنع السماء والأرض.."
وفي سفر أرميا 17:5 "هكذا قال الرب ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه".
وفي المزمور 118: 9,8 "الاحتماء بالرب خير من التوكل على إنسان، الاحتماء بالرب خير من التوكل على الرؤساء".
وفي المزمور 103: 15 ـ 18 "الإنسان مثل العشب أيامه كزهر الحقل كذلك يزهر. لأن ريحا تعبر عليه فلا يكون ولا يعرفه موضعه بعد. أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه وعدله على بني البنين، لحافظي عهده وذاكري وصاياه ليعملوها ".

وهكذا عشرات الآيات المقدسة التي توجه وتعلم وتحذر من الاتكال أو اللجوء إلى إنسان لينقذنا أو يخلصنا من إنسان آخر، فالاتكال على إنسان مهما كان وضعه أو مكانته أمر مرفوض تماما من جهة العقيدة لدى الأقباط بغض النظر عن الأوضاع مهما كانت سيئة أو قاسية. وإذا كان الأقباط قد رحبوا بالعرب ليخلصوهم من ظلم الرومان، فلماذا لم يرحبوا بالمستعمرين الآخرين الذين جاؤا بعد العرب ليخلصوهم من ظلم العرب؟

الحقيقة أن الأقباط حرصوا بكل دقة وعناية على تنفيذ مبادئ وتعاليم كتابهم المقدس التي ترفض وتحذر وتحرم الالتجاء أو الاستعانة بإنسان مهما كانت مكانته ليخلصهم من إنسان آخر مهما كان ظلمه أو جبروته.

والتاريخ أصدق شاهد على ذلك، والمؤرخ بتلر وغيره يؤكدون أنه لم يرحب القبط بالفرس ليخلصوهم من الرومان، كما لم يرحبوا بالرومان ليخلصوهم من الفرس بعد ذلك، كما لم يرحبوا بالعرب ليخلصوهم من الرومان، كما لم يرحبوا بأى فاتح أو مستعمر بعد ذلك ليخلصهم من العرب.

والسلوك العملي والمواقف الكثيرة المتكررة تؤكد هذا المفهوم الراسخ لدى الأقباط وتثبته بكل وضوح وجلاء. فمثلا يذكر كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة للأسقف ايسيذوروس ـ الجزء الثاني صفحة 126 ـ موقف البابا خائيل الأول البابا (46) (728 ـ 752م) من كرياكوس ملك النوبة المسيحي أيام عبد الملك بن مروان (741 م) عندما جاء كرياكوس لإنقاذ البابا من يد عبد الملك بن مروان الذي كان قد فرض إتاوة كبيرة من المال على البابا وسجنه لمدة 17 يوما ثم أطلقه ليجمع قيمة الإتاوة المفروضة عليه من أبنائه الأقباط، ولكن البابا لم يستطع أن يجمع أكثر من نصف الإتاوة فقط، فغضب عبد الملك بن مروان وألقاه مرة أخرى في السجن، ولما سمع بذلك ملك النوبة كرياكوس، جهز جيشا كبيرا سار به حتى وصل إلى مشارف الفسطاط، ولكن عبد الملك بن مروان أسرع وأخرج البابا من السجن، وكان أول ما فعله البابا خائيل بعد خروجه من السجن أنه طلب من الملك كرياكوس العودة من حيث أتى رافضا تدخله لفرض حمايته على الأقباط.

ومن الأحداث الشهيرة الأخرى التى تدل على هذا الفكر وهذه العقيدة الرافضة لطلب الحماية من إنسان، كعقيدة راسخة لدى الأقباط، ما حدث مع البابا بطرس الجاولى [البابا109] (1809 ـ1852 م) أيام محمد علي باشا (1809 ـ1848م) والى مصر، عندما جاءه سفير دولة روسيا، والتي كانت تعد أكبر دولة مسيحية أرثوذكسية ويحكمها قيصر، جاء هذا السفير ليعرض على البابا بطرس موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط، ولكن البابا بطرس رفض هذا العرض، ورد على السفير بهذه الجملة الذهبية ( نحن في حمى من لا يموت).[أنظر سيرة البابا بطرس الجاولي، سنكسار7 طوبه].

وتقرر الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف، أستاذة التاريخ الإسلامي، كلية البنات جامعة عين شمس، في كتاب عبد العزيز بن مروان، سلسلة أعلام العرب رقم 70 إصدار وزارة الثقافة،ص132، حقيقة هامة إذ تقول: " على أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير إليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم ". كذلك فقد رفض الأقباط بشدة جميع أنواع وطرق فرض الحماية عليهم أو إنقاذهم من ناحية جميع المستعمرين والغزاه الذين جاؤا يتذرعون بمقولة حماية الأقباط، رغم ما كان يعانيه الأقباط من الظلم والاضطهاد والقسوة.

والحقيقة أن أكذوبة الترحيب هذه، هي الأكذوبة الشهيرة التي يتذرع بها ويطلقها دائما كل مستعمر أو فاتح أو محتل، يكاد لا يشذ عنها أحدا منهم على مدى التاريخ وفي كل مكان، هي ستار شفاف يحاول الفاتح أو الغازي أو المحتل أن يغطي به دوافعه الحقيقية، متوهما أنه قد استطاع أن يخفي الحقيقة، وأن يضفي على وجوده صفة الشرعية بأن الأهالي هم الذين استنجدوا ورحبوا به، ولا مانع عنده من أن يلصق بالمواطنين تهمه الخيانة ليسقط عن نفسه جريمة الاغتصاب.
حدث هذا ويحدث ليس فقط مع من فتحوا أو احتلوا أو استعمروا مصر، بل مع غالبية الشعوب التي نكبت بالفتح أو تعرضت للغزو أو الاستعمار، هي نفس الحجة والأكذوبة وهو هو نفس الأسلوب الملتوي والمخادع لتبرير الأحداث.

كان هذا هو الإدعاء الأول ولا زال هناك ستة إدعاءات سأعرضها في مقالاتي القادمة.

الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 07-03-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
هل رحب الأقباط بعمرو بن العاص


http://www.rezgar.com/debat/show.art...=122&aid=58067
هل رحب الأقباط بعمرو بن العاص
أشرف عبد القادر
ashraf3@wanadoo.fr
الحوار المتمدن - العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25

هذا المقال ليس تأليفاً بل هو تجميع وتلخيص وربط لأهم ما كُتب حول هذا الموضوع من كتابات حول فتح عمرو بن العاص لمصر وما صاحبه من ملابسات، وأنا هنا أعرض حقائق منقولة من الكتب والمراجع التي هي من صميم أطروحة الدكتوراه التي أشتغل عليها والتي تحمل عنوان "حقوق الأقباط الدينية وعلاقتها بعهد عمر"، فلقد أوضحت في مقالي السابق "الأقباط أصل مصر" بأن كلمة أقباط أو قبطي، تعني مصري يشعر بانتمائه الحقيقي لمصر، القبطي المسلم، والقبطي المسيحي، فالدين أو العقيدة لا يمكن ولا ينبغي أن تغير الانتماء الحضاري للإنسان، فكلمة قبطي تعني مصري، فجميع المصريون أقباط، جزء أعتنق المسيحية وجزء أعتنق الإسلام، كما أوضح ذلك أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، أحد كبار قادة المسلمين في مصر، خلال الخمسينات والستينات، وهو فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف الأسبق. لقد تعرض الشعب القبطي خلال تاريخه الطويل إلى أقصى ما يمكن أن يتعرض له أو أن يمر به شعب من شعوب الدنيا كلها، من المرارة والمعاناة والألم، تعرض الأقباط إلى مظلمتين خطيرين هما :
1 ـ مسخ الشخصية القبطية وفقدان الهوية والانتماء الحقيقي.
2 ـ تزييف التاريخ القبطي وتزويره أو إهماله وتجاهله.
لقد فرض على الأقباط التنكر لشخصيتهم الحضارية، ولغتهم وعاداتهم ودينهم بالحول مرة وبالحيلة مرة أخرى. وقع الأقباط بعد ذلك في مشكلة تحديد هويتهم، كما قال محمد حسنين هيكل، في مقال له في جريدة الأهرام سنة 68 وتحت عنوان: "عن التجربة الديموقراطية في زماننا":"إن النظام المصري وقع في مشكلة تحديد الهوية المصرية ولم يستطع لفترة طويلة أن يصل فيها إلى جواب، والهوية الوطنية بالنسبة للشعوب هي بطاقة تحقيق الشخصية بالنسبة للأفراد، وكانت النتيجة أن وقعت اهتزازات حضارية خلقت مواقف من الحيرة والتردد الطويل أمامها. وعلى سبيل المثال، فإنه في وقت من الأوقات، وخصوصاً أيام الوحدة مع سوريا، كانت أي إشارة إلى تاريخ مصر الفرعوني القديم، تعتبر إساءة لا تغتفر أو هي سقطة تستوجب الاعتذار عنها".
والمظلمة الثالثة التي تعرض له الأقباط، هي محاولة تزييف تاريخهم أو تجاهله، وأحد الأمثلة على ذلك هو موضوع الفتح العربي لمصر، الذي زعموا أن الأقباط عاشوا في ظله سعداء، وهو لم يكن يقل ظلماً لهم من الاحتلال البيزنطي.
الهدف من هذا البحث هو محاولة إظهار الحقيقة ولو كانت مرة. ربما يعطي التزييف تأثير المخدر في بعض الحالات، ولكن الخطورة أن يتحول تكرار تعاطي هذا المخدر إلى إدمان، وتصبح طريقة التعامل مع المشاكل هي الهروب من المواجهة الصريحة إلى هذا التزييف.
أتمنى أن نقلع تماما عن عادة تعاطي الأكاذيب وتزييف الحقائق لنصبح قادرين على مواجهة مشاكلنا بوعي وإيجاد الحلول الحقيقية والواقعية لها.
فالمصادر العربية الإسلامية في هذا الموضوع من أهمها:
كتابات المقريزى الملقب بشيخ مؤرخي مصر الإسلامية وعميد المؤرخين السالفين جميعا، من ابن الحكم إلى الجبرتي، كما يصفه الأستاذ الدكتور محمد مصطفى زياده وآخرون في مجموعة أبحاث ودراسات عن المقريزي أصدرتها وزارة الثقافة ـ الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ـ القاهرة ـ 1973
وكذلك مجموعة كتب أخرى هامة مثل كتاب تاريخ أديرة وادي النطرون للأمير عمر طوسون ـ طبع في القاهرة سنة 1935
وكتب الأستاذة الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف ـ أستاذة التاريخ بكلية البنات ـ جامعة عين شمس ـ وكتب الدكتور ضياء الدين الريس، وغيرهم .

والمصادر القبطية لهذا الموضوع أهمها على الإطلاق:
هو كتاب تاريخ يوحنا النقيوسى أسقف نقيوس ـ أبشاتي ـ بالمنوفية الآن، والذي عاصر مأساة الفتح العربي لمصر في القرن السابع الميلادي، وسجل مشاهداته لأحداثها الدامية. وقد كتب كتابه بلغته القبطية ثم ترجم فيما بعد إلى اللغة الحبشية والعربية، ولكن فُقدت النسخ القبطية والعربية وعثرت البعثة البريطانية في بلاد الحبشة على النسخة الحبشية، وتوجد الآن في المتحف البريطاني بلندن، ونسخه في المكتبة الوطنية بباريس، وقام المستشرق زوتنبرج بالترجمة من الحبشية إلى الفرنسية، ثم قام المؤرخ كامل صالح نخله بالترجمة من الفرنسية إلى العربية سنة 1948.
ويقول الدكتور الفريد بتلر: "أنه لم يكن في الإمكان أن يكتب تاريخ الفتح العربي لمصر لولا العثور على هذه النسخة" ـ بتلر صفحه 30
كذلك كتاب تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس أسقف الأشمونين، وكتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة للأسقف ايسوذورس، وكتاب البابا بنيامين الأول والفتح العربي لمصر، للمؤرخ كامل صالح نخله وغيرهم.
والمصادر الأجنبية التي تناولت هذا الموضوع أهمها :
كتاب فتح العرب لمصر تأليف الدكتور ألفريد بتلر، وتعريب محمد فريد أبو حديد بك، والناشر مكتبة مدبولى ـ القاهرة 1990 ضمن سلسلة كتب صفحة من تاريخ مصر. وقد وصف المعرب في مقدمة الكتاب بأن المؤلف ألفريد بتلر رجل باحث لم يقصد من تأليفه كتابه إلا بيان الحقيقة ناصعة وأنه كان نزيها في بحثه، وأن المؤلف فضل التعرض لبعض مفتريات التاريخ كانت شائعة بين الناس يأخذونها تلقفا بغير تمحيص ـ وأنه تناول في بحثه مسألة طالما رددها المؤرخون وهي اتهام المصريين القبط بأنهم كانوا دائما يرحبون بالغزاة الأجانب وأظهر كذب ما ادعاه المغرضون من المؤرخين. ـ صفحة 20 ـ
ويقول المؤلف نفسه في مقدمته : " قد حاولنا كذلك أن نكتب بغير تحيز إلى جانب القبط أو العرب، كنا ممن يحملون لكلا الشعبين العربي والقبطي أكبر الإعجاب ، على أننا لا يحملنا ذلك على الانحياز لأحدهم فما كان لنا إلا قصد واحد وهو أن نصل إلى الحق". ـ ص 43،42
ويمكننا تلخيص أهم الحجج والأدلة التي يرددها الكُتاب العرب لتبرير ادعائهم بموضوع ترحيب الأقباط بالفتح العربي فيما يلي :
1 ـ لتخليصهم من ظلم الروم البيزنطيين.
2ـ لما سمعوه ولمسوه في العرب من العدل والرحمة والسماحة وحسن المعاملة .
3ـ قصة السبعون ألف راهب.
4ـ ظهور البابا بنيامين.
5 ـ دين الإسلام قريب من عقيدة الأقباط.
6ـ العهود والشروط بين العرب والأقباط .
7ـ إكرام العرب للأرمانوسه ابنة المقوقس.

هذه هي أهم الادعاءات والحجج التي يطلقها الكُتاب والمؤرخون العرب كدليل منهم على أن الأقباط قد رحبوا بالفتح العربي لمصر، وكما يقول بتلر : " إنها مسألة يحب المؤرخون العرب الخوض فيها رغم ما يقعون فيه من الخلط والاختلاف، ...وذلك لأن عهدنا بكُتاب العرب لا يحسنون تفهم التاريخ ولا يدركون نظامه ولا يعبأون بأحكام الصلة بين حوادثه، وأن أول من كتب تاريخ الفتح العربي من مؤرخي العرب كتبه بعد نحو مائتي عام منه، لذلك لم يكن عجبا ذلك الخلط الذي وقع في الرواية والتشويه الذي أصابها". ـ صفحة 345 ـ
و سأعرض كل حجة من هذه الحجج على حده في مقالاتي القادمة، راجياً من القراء الأقباط ، مسيحيين ومسلمين، أن يرجعوا هم أيضاً إلى هذه المصادر ويعلقوا عليها لندخل في حوار بناء يخرجنا من الحلقة المفرغة لحوار الطرشان السائد اليوم بيننا نحن الأقباط.
Ashraf3@wanadoo.fr
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 07-03-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=58962
هل رحب الأقباط بالعرب لتخليصهم من ظلم الرومان؟ الإدعاء الأول
أشرف عبد القادر
ashraf3@wanadoo.fr
الحوار المتمدن - العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7

ذكرت في مقالي السابق أن كتب التاريخ الإسلامي توضح أن الأقباط رحبوا بالفتح العربي لمصر،وذكروا سبعة إدعاءات تبرر هذا الترحيب، وأنا هنا أعرض حقيقة الإدعاء الأول القائل بأن الأقباط رحبوا بالجيش العربي لتخليصهم من ظلم الرومان مستعيناً بالكتب والمراجع التاريخية. الواقع أنه لم يكن هدف الجيش العربي إنقاذ أحد ولا مساعدة أحد، فقد كان الفاتحون العرب واضحين كل الوضوح، في هدفهم المعلن الصريح من مجيئهم إلى مصر فاتحين، ولم يذكر أحداً منهم موضوع أو قصة الإنقاذ هذه ، لم يذكر هذا الادعاء الا بعض الكتاب المحدثين، وكما تقول الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف، في كتابها (عبد العزيز بن مروان)،سلسلة كتب أعلام العرب، تقول في صفحة 132 : "أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير اليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم".
الذي يدعي هذا الادعاء بلا شك لا يعلم أن الجانب الإيماني والعقائدي لدى الأقباط كمسيحيين يرفض تماما فكرة أو مبدأ اللجوء إلى إنسان ليخلصهم من إنسان آخر، ففي صلوات الأجبيه التي يصليها الأقباط كل يوم، يقول مزمور 145 من مزامير صلاة الساعة الثانية عشر:
"لا تتكلوا على الرؤساء ولا على بني البشر الذين ليس عندهم خلاص تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم في ذلك اليوم تهلك كافة أفكارهم طوبى لمن اله يعقوب معينه واتكاله على الرب إلهه الذي صنع السماء والأرض .."
وفي سفر أرميا 17 :5 "هكذا قال الرب ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه".
وفي المزمور 118 : 9,8 "الاحتماء بالرب خير من التوكل على إنسان، الاحتماء بالرب خير من التوكل على الرؤساء".
وفي المزمور 103 : 15 ـ 18 "الإنسان مثل العشب أيامه كزهر الحقل كذلك يزهر. لأن ريحا تعبر عليه فلا يكون ولا يعرفه موضعه بعد. أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه وعدله على بني البنين، لحافظي عهده وذاكري وصاياه ليعملوها ".

وهكذا عشرات الآيات المقدسة التي توجه وتعلم وتحذر من الاتكال أو اللجوء إلى إنسان لينقذنا أو يخلصنا من إنسان آخر، فالاتكال على إنسان مهما كان وضعه أو مكانته أمر مرفوض تماما من جهة العقيدة لدى الأقباط بغض النظر عن الأوضاع مهما كانت سيئة أو قاسية. وإذا كان الأقباط قد رحبوا بالعرب ليخلصوهم من ظلم الرومان، فلماذا لم يرحبوا بالمستعمرين الآخرين الذين جاؤا بعد العرب ليخلصوهم من ظلم العرب؟
الحقيقة أن الأقباط حرصوا بكل دقة وعناية على تنفيذ مبادئ وتعاليم كتابهم المقدس التي ترفض وتحذر وتحرم الالتجاء أو الاستعانة بإنسان مهما كانت مكانته ليخلصهم من إنسان آخر مهما كان ظلمه أو جبروته.
والتاريخ أصدق شاهد على ذلك، والمؤرخ بتلر وغيره يؤكدون أنه لم يرحب القبط بالفرس ليخلصوهم من الرومان، كما لم يرحبوا بالرومان ليخلصوهم من الفرس بعد ذلك ، كما لم يرحبوا بالعرب ليخلصوهم من الرومان، كما لم يرحبوا بأى فاتح أو مستعمر بعد ذلك ليخلصهم من العرب.
والسلوك العملي والمواقف الكثيرة المتكررة تؤكد هذا المفهوم الراسخ لدى الأقباط وتثبته بكل وضوح وجلاء. فمثلا يذكر كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة للأسقف ايسيذوروس ـ الجزء الثاني صفحة 126 ـ موقف البابا خائيل الأول البابا (46) (728 ـ 752م) من كرياكوس ملك النوبة المسيحي أيام عبد الملك بن مروان (741 م) عندما جاء كرياكوس لإنقاذ البابا من يد عبد الملك بن مروان الذي كان قد فرض إتاوة كبيرة من المال على البابا وسجنه لمدة 17 يوما ثم أطلقه ليجمع قيمة الإتاوة المفروضة عليه من أبنائه الأقباط، ولكن البابا لم يستطع أن يجمع أكثر من نصف الإتاوة فقط، فغضب عبد الملك بن مروان وألقاه مرة أخرى في السجن، ولما سمع بذلك ملك النوبة كرياكوس، جهز جيشا كبيرا سار به حتى وصل إلى مشارف الفسطاط، ولكن عبد الملك بن مروان أسرع وأخرج البابا من السجن، وكان أول ما فعله البابا خائيل بعد خروجه من السجن أنه طلب من الملك كرياكوس العودة من حيث أتى رافضا تدخله لفرض حمايته على الأقباط.

ومن الأحداث الشهيرة الأخرى التى تدل على هذا الفكر وهذه العقيدة الرافضة لطلب الحماية من إنسان، كعقيدة راسخة لدى الأقباط، ما حدث مع البابا بطرس الجاولى [البابا109] (1809 ـ1852 م) أيام محمد علي باشا (1809 ـ1848م) والى مصر، عندما جاءه سفير دولة روسيا، والتي كانت تعد أكبر دولة مسيحية أرثوذكسية ويحكمها قيصر، جاء هذا السفير ليعرض على البابا بطرس موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط، ولكن البابا بطرس رفض هذا العرض، ورد على السفير بهذه الجملة الذهبية ( نحن في حمى من لا يموت).[أنظر سيرة البابا بطرس الجاولي، سنكسار7 طوبه].

وتقرر الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف ، أستاذة التاريخ الإسلامي، كلية البنات جامعة عين شمس ، في كتاب عبد العزيز بن مروان، سلسلة أعلام العرب رقم 70 إصدار وزارة الثقافة ،ص132، حقيقة هامة إذ تقول: " على أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير إليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم ".
كذلك فقد رفض الأقباط بشدة جميع أنواع وطرق فرض الحماية عليهم أو إنقاذهم من ناحية جميع المستعمرين والغزاه الذين جاؤا يتذرعون بمقولة حماية الأقباط ، رغم ما كان يعانيه الأقباط من الظلم والاضطهاد والقسوة.
والحقيقة أن أكذوبة الترحيب هذه، هي الأكذوبة الشهيرة التي يتذرع بها ويطلقها دائما كل مستعمر أو فاتح أو محتل، يكاد لا يشذ عنها أحدا منهم على مدى التاريخ وفي كل مكان، هي ستار شفاف يحاول الفاتح أو الغازي أو المحتل أن يغطي به دوافعه الحقيقية، متوهما أنه قد استطاع أن يخفي الحقيقة، وأن يضفي على وجوده صفة الشرعية بأن الأهالي هم الذين استنجدوا ورحبوا به، ولا مانع عنده من أن يلصق بالمواطنين تهمه الخيانة ليسقط عن نفسه جريمة الاغتصاب.
حدث هذا ويحدث ليس فقط مع من فتحوا أو احتلوا أو استعمروا مصر، بل مع غالبية الشعوب التي نكبت بالفتح أو تعرضت للغزو أو الاستعمار، هي نفس الحجة والأكذوبة وهو هو نفس الأسلوب الملتوي والمخادع لتبرير الأحداث.
كان هذا هو الإدعاء الأول ولا زال هناك ستة إدعاءات سأعرضها في مقالاتي القادمة .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 07-03-2006
الصورة الرمزية لـ bolbol
bolbol bolbol غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 995
bolbol is on a distinguished road
طبعا رحبوا بيه أول لما دخل مصر قالولوا أتفضل يا عرب الشيخ علي النار و من ساعتها مبلط هو و عياله....

ملحوظة صغيرة: في منطقة مصر القديمة من زمان و هما بيقولوا ان بن العاص أتعمد و حتي المرشدين المسلمين بيقولوا كده و هناك من يتحدث عن نفق بين بيته و أحد الكنائس لكن يستحيل طبعا عمل أي بحث تاريخي يقول عكس المصدر الاسلامية للتاريخ لو حد عنده معلومات ياريت يقولها....
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 07-03-2006
الصورة الرمزية لـ smile
smile smile غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: لندن - الدور التالت
المشاركات: 3,021
smile is on a distinguished road
الصعايدة جدعان
اكيد هما اللى رحبوا بيه

رحبوا ايه بس
احتلال رومانى مشى وجة احتلال اسلامى لسة ممشيش
__________________

حكمة اليوم
احنا ليش نستورد المعكرونه من الخارج ممكن نزرعها فى بلادنا العربيه
احد الحكام العرب

Mind Utter Devastation
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 08-03-2006
sammy sammy غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 1,638
sammy is on a distinguished road
هذه المقدمة الطويلة ضرورية للكى نصل إلى التعليق على مقولة أن العرب قد غزوا مصر وقاموا باستعمارها وإحتلاب خيراتها وإذلال أهلها لما شاء لهم الله، وهى مقولة صادقة فى التاريخ والوقائع. أما ماعدا عن صدقها فى التاريخ فلا يترتب عليها نتيجة ما. فقد تمصر العرب المستعمرون واصبحوا ما يمكن أن يطلق عليهم مصريون متمصرون، وقد إحتلطت الأجناس والناس فى مصر فلم يعد للتفرقة بين المصرى والمتمصر أى أثر. والقول بغير ذلك هو كذب وتزييف للتاريخ، وأمة بتاريخ مغشوش كاذب تظل تعانى فى إدراك هويتها وإهتزاز قيمها وعدم ولاء مواطنيها، ولا يستطيع أحدا أن يمارى فى إصابة الشعب المصرى بكل تلك الأمراض والأعراض، وعندما كتب الأستاذ أشرف عبد القادر مقاله الموثق عن كذب مقولة ترحيب أقباط مصر بالغزو العربى لم ترحم صدقيته تعليقات القراء.
الشىء المستفز أن تجد مصريين أصلاء يحاكون المستعمر فيتخذون من أسماء مجرميه – وكل حرب لها مجرموها- أسماء لأبناءهم! أيضا تجد مصريون أصلاء يؤلفون الكتب فى عزة ورقى من إستعمرهم ويكتبون عن أجدادهم أنهم رحبوا بالمستعمر لكى يخلصهم من مستعمر آخر! تجد أيضا مصريون أصلاء أو متمصرون يفخرون بأنهم ليسوا مصريين! بعضهم يدعى أن نسبه ليس مصرى وإنما بدوى، وآخرين يفخرون بأصلهم التركى أو الأرندلى أو الأرناؤوطى ألخ ألخ!
ولهؤلاء ألأخر ليس لدى إلا أن اقول لهم كما يقول الأمريكان
Go back to your damn country

عادل حزين
نيويورك
adel.hazeen@gmail.com


جزء من مقالة تجدها كاملة هنا

http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaEl...6/3/133578.htm
__________________
إعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 26-03-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=59676

الإدعاء الثاني - هل رحب الأقباط بالفتح العربي لما سمعوه من عدل ورحمه المسلمين؟


أشرف عبد القادر
ashraf3@wanadoo.fr
الحوار المتمدن - العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15


لازال بحثي العلمي "حقوق الأقباط الدينية وعلاقتها بعهد عمر"يثير حفيظة المكابرين الذين لا يودون سماع أو معرفة الحقيقة، الذين أصابت منهم نرجسيتهم الدينية الفردية والجمعية مقتلاً، فعلينا كما يقول غاندي أمام الحقيقة "أن نكون رماد"، لأن الحقيقة فوقنا جميعاً ولا أحد يمتلكها أو يدعي إمتلاكها، وستظل الكلمة الأولي والأخيرة للتاريخ ليحكم على أقوالنا وأفعالنا. بحثي لا يعجب الكثيرين ويسألونني عن سبب اختياري لهذا الموضوع بالذات، ولم يناقشوا هل ما أذكره حدث أم لا؟ وإذا كان ما أذكره كذباً فليأتوا هم بالحقيقة، ذكرت في بداية نشري لهذا البحث - الذي سيأخذ مني وقتاً طويلاً قد يمتد لسنوات - من القراء مشاركتي في الرأي لفتح باب النقاش والحوار الهادف البناء تأسيساً للديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر بهدف الوصول إلى الحقيقة.
نعود هنا إلى كتب التاريخ لنستعرض بعض الأحداث المؤلمة والأعمال الوحشية التي صاحبت الفتح العربي لمصر، والتي تنفي ادعاء كتب التاريخ القائلة بترحيب الأقباط بالمسلمين لما سمعوه من عدلهم ورحمتهم.
ا ـ تخريب القرى وسبي أهلها وقتلهم:
يذكر يوحنا النقيوسي في الفصل (118) الاستيلاء على نقيوس (بعد هروب الجيش الروماني من المدينة) فيقول: " أتى المسلمون بعد ذلك إلى نيقيوس واستولوا على المدينة ولم يجدوا فيها جنديا واحدا يقاومهم، فقتلوا كل من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس، ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا كل من وجدوه فيها، وتقابلوا في مدينة صا باسكوتارس ورجاله الذين كانوا من عائلة القائد تيودور داخل سياج كرم فقتلوهم، وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة عندما احتلوا جزيرة نيقوس في يوم الأحد 25 مايو سنة 642 في السنة الخامسة من الدورة".
ويذكر الدكتور الفريد بتلر في كتابه [فتح العرب لمصر] ص 323 : "ويرد مع هذه الأخبار ذكر غزوة للقرى التي على فرع النيل الشرقي، قيل ان العرب قد بلغوا فيها مدينة دمياط، ولعل تلك الغزوة كانت على يدي سرية عمرو في هذا الوقت نفسه. ولم يكن من أمرها غير إحراق المزارع، وقد أوشكت أن ينضج ثمرها، فلم تفتح شيئا من المدائن في مصر السفلى. ولنذكر أن العرب قضوا في عملهم في هذا الإقليم اثني عشر شهرا إلى ذلك الوقت. وبعد ذلك الغزاة التي أوقع فيها عمرو بالبلاد وغنم منها عاد إلى حصن بابليون ومن معه دون أن يجني كبير فائدة، وان لنا لدلالة في غزواته تلك في مصر السفلى، وما لاقاه فيها من القتال في مواضع كثيرة، وعجزه في جل ما حاوله من الفتح في بلاد الشمال القصوى. فان ذلك يزيدنا برهانا على ما تحت أيدينا من البراهين على فساد رأيين يذهب إليهما الناس:
أولهما أن مصر أذعنت للعرب بغير أن تقاتل أو أن تدافع.
وثانيهما أن المصريين رحبوا بالفاتحين ورأوا فيهم الخلاص والنجاة مما هم فيه".
أليس ادعاء غريب أن التخريب يقابل بالترحيب والقتل والسبي والتدمير يقابل بالسرور والتقدير.
2ــ نهب الكنوز والأموال ومصادرة الأملاك وفرض الإتاوات:
كان العرب ينظرون إلى مصر من الناحية المالية على أنها بقرة حلوب وقعت تحت أيديهم، ويختلفون فيما بينهم حول من الذي يمسك بقرون هذه البقرة ومن الذي يحلبها ويأخذ لبنها، وأن خراجها فيئا للمسلمين وقوة لهم على جهاد عدوهم. فلما هزم الله الروم أراد عثمان رضى الله عنه أن يكون عمرو ابن العاص على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج، فقال عمرو: أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها .( المقريزي الجزء الأول(8) صفحة (309 و 314 ).
وقد كرر المقريزي القصة التالية مرتين في الجزء الأول (4و8) صفحة 141 و313 وتحت عنوان ( ذكر ما عمله المسلمون عند فتح مصر في الخراج وما كان من أمر مصر في ذلك مع القبط ) فيقول: "وعن هشام بن أبي رقية اللخمي أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر : ان من كتمني كنزا عنده فقدرت عليه قتلته. وان قبطيا من أرض الصعيد يقال له بطرس ذُكر لعمرو أن عنده كنزا، فأرسل إليه فسأله فأنكر وجحد، فحبسه في السجن وعمرو يسأل عنه: هل تسمعونه يسأل عن أحد؟ فقالوا: لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور. فأرسل عمرو إلى بطرس فنزع خاتمه، ثم كتب إلى ذلك الراهب أن ابعث إلى بما عندك، وختمه بخاتمه. فجاء الرسول بقلة شامية مختومة بالرصاص، ففتحها عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها ( ما لكم تحت الفسقية الكبيرة ). فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء، ثم قلع البلاط الذي تحتها فوجد فيها اثنين وخمسين إردبا ذهبا مصريا مضروبة. فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد، فأخرج القبط كنوزهم شفقا أن يبغى على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس".هل توجد قسوة أشد من هذه القسوة ؟ عمرو بن العاص تصرف مثل جميع الفاتحين كالأسكندر الأكبر ذو القرنين وغيره. لا رحمة ولا شفقة إنما المال ثم المال ولا شيء غير المال.
ويذكر يوحنا النقيوسي في الفصل (113) احتلال العرب لأتريب ومنوف: " أن عمرو قبض على القضاة الرومانيين وقيد أيديهم وأرجلهم بالسلاسل والأطواق الخشبية، ونهب أموالا كثيرة وضاعف ضريبة المال على الفلاحين وأجبرهم على تقديم علف الخيول، وقام بأعمال فظيعة عديدة...".
3ـ مرارة الإذلال وقسوة الإهانات التي تعرض لها الأقباط :
تناول هذا الموضوع الدكتور ا.س.ترتون الأستاذ بجامعة لندن، في كتابه [أهل الذمة في الإسلام] وذكر العديد من الحوادث والمواقف، فمثلا في صفحة 138 ونقلا عن كتاب فتوح البلدان للبلاذري ص 151: أنه قد أمر عمر عمرو بن العاص بختم رقاب أهل مصر في وقت جباية جزية الرؤوس. ويذكر المقريزي في الجزء الأول (4) صفحة 140: "ثم كتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن تختم في رقاب أهل الذمة بالرصاص، ويظهروا مناطقهم، ويجزوا نواصيهم، ويركبوا على الأكف عرضا، ... ولا تدعهم يتشبهون بالمسلمين في ملبوسهم. وعليهم من أرزاق المسلمين من الحنطة والزيت مدان من حنطة وثلاثة أقساط من زيت في كل شهر لكل إنسان من أهل الشام والجزيرة، وودك، وعسل لا أدري كم هو. ومن كان من أهل مصر فإردب في كل شهر لكل إنسان، ولا أدري كم الودك والعسل، وعليهم من البز الكسوة التي يكسوها أمير المؤمنين الناس، ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام" . أليس هذا نهباً بشعاً لأرزاق الأقباط وعدواناً على حقوقهم؟.
الحقيقة أن الخلفية الفكرية والعقائدية وراء هذا الموضوع هو نص الآية 29 من سورة التوبة: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". وكلمة "صاغرون" نجدها في قواميس ومعاجم اللغة العربية بمعنى "أذلاء". فغير المسلم فى ظل الإسلام لابد أن يذل، وهذا ما فرضه عمرو بن العاص على المصريين، وأمرهم أن يختاروا واحدة من ثلاثة خصال، أعلنها لهم وكررها وشدد عليها وهي: إما الإسلام أو دفع الجزية عن يد وهم صاغرون وإما السيف. وكرر المقريزي ذكر هذه الخصال في الجزء الأول (14) ثلاث مرات صفحات 544 و 545 و 547. ويؤكدها د.ألفريد بتلر ص 284 .
ولقد وصف أحدهم بعد ذلك أهل مصر وصفا قاسيا، وصفهم بأنهم لا ناس، فقد قال معاوية بن أبي سفيان: وجدت أهل مصر ثلاثة أصناف: فثلث ناس، وثلث يشبه الناس، وثلث لا ناس. فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب، والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي، والثلث الذين لا ناس المسالمة، يعني القبط. المقريزي الجزء الأول (3) ص 91 وعندما أرسل عمرو بن العاص، وصفا لمصر حسب طلب الخليفة عمر بن الخطاب ذلك منه، يقول عمرو ضمن وصفه:".. يخرج أهل ملة محقورة وذمة مخفورة، يحرثون بطن الأرض و.." الفريد بتلر ص 449 .فأي عنصرية أبشع من هذه العنصرية؟
هذا ما ذكرته كتب التاريخ عن الإدعاء القائل بترحيب الأقباط بالمسلمين لما سمعوه من عدلهم ورحمتهم،وإلى اللقاء لمناقشة اٌلإدعاء الثالث.وأقول لراشد الغنوشي كفى تهديدي وإرهابي ... فأنا لا أخشي في الحق لومة لائم.
Ashraf3@wanadoo.fr
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 08:30 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط