"وان مان شو" أسلوب معاش في المنظقة، فمنذ 52 وحفظنا تلك الجملة على لسان كل مسؤول وكلما زادت الديكتاتورية زاد علو صوت طبقاً لتعليمات الرئيس، مما يعكس أن الجميع خيالات مآتة والرئيس هو العاقل والفاهم والكل في الكل، ولكن محافظ أسوان المنحط أخلاقياً وأدبياً ودينياً حينما ترك مهامه ليس للرئيس أو المجلس العسكري، بل لل**** والغوغاء ليهدموا ويحرقوا كنائس وبيوت الأقباط.
وأخيراً مذبحة ماسبيرو رأينا كم السيارات المدرعة وهي تدهس الشعب القبطي المسالم الذي سعى لحق البكاء على كنيسته المحترقة أو بيته المسلوب والمحترق... وكأن ليس من حق القبطي حق البكاء وعليه أن يظل صامتاً، ولكنه تعلم من سيده السيد المسيح حينما صرخ قائلاً "إن فعلت ردياً فقل لي وإن لم أفعل لماذا تضربنى"، فتعلم القبطي رفع صوته بكاء وعويلاً ضد نظام ظالم شرير تخلص منه بعد مذبحة الإسكندرية وثورة يناير أملاً في حياة أفضل ومستقبل لوطن يسع الكل يشمل العدل والمساواة بين طوائفه، ولكن كيف وهناك عقليات تعيش على تخلف القرون السابقة فخرج عليهم خفافيش الظلام والغربان ليعلنوا لا ولاية لذمى... والجزية وشعارهم الوحيد الدم الدم الدم... الهدم الهدم الهدم... ولكن ظل القبطي مدافعاً عن حقه سلمياً فى بلد أجداده معتقداً خطأ إنتهاء فترة الحكم الفاشي "مبارك" ليحل بعده حكم العسكر.
فأمام العسكر هُدمت كنيسة أطفيح وكان ردهم "إننا لا نريد تلويث الثورة إلى ثورة حمراء وإننا غير مجهزين للتعامل مع الأفراد وسنحافظ دائماً على الثورة البيضاء"، ولكن اتضح بعد ذلك أن هذه التصريحات فقط للإستهلاك العام وللضحك على الأقباط؛ ففي يوم 9 أكتوبر روت القوات المسلحة منطقة ماسبيروا بدماء الشهداء الأقباط وهرست العربات المصفحة أجسادهم الطاهرة وخرجت أرواحهم مع صرخاتهم إلى المسكونة كلها صوت وصورة في مشاهد إجرامية دموية تزيد بشاعة عن موقعة الجمل وتقل أيضاً عن سحق القوات الإسرائيلية للفلسطينيين!! بطريقة وحشية تؤكد عمق الكراهية وإنحدار الفكر للقضاء على المسالمين الأقباط وعدداً من إخوتهم المستنيرين المسلمين والحمدلله كانوا شهداء على تلك الأعمال الإجرامية لقواتهم المسلحة، "تعهدت منذ يوم 9 ألا أذكر كلمة قواتنا بل قواتهم المسلحة " لأنها قريبة من السفليين، وجماعات الاسلام السياسي والجهاد وكل منحرف ومتطرف... فدماء الأقباط التي سالت وروت أرض ماسبيرو سفكت يتحملها المشير وبتعضيد إعلامى فاسد من التلفزيون الرسمي للدولة مع وزارة الداخلية.
بالطبع يعلم المشير والمجلس العسكري أن تصنيف مذبحة الأقباط في ماسبيرو في عرف القانون الدولي حسب توصيات الجميعة العامة للأمم المتحدة "بالعقاب الجماعي" الذي يخضع مرتكبيه للمسائلة القانونية الدولية.
ويعلم الشعب القبطي طبقاً لـ"الوان مان شو" أن يد السيد المشير مسؤولة بشكل او بآخر عن دماء الأقباط، شهداء مذبحة ماسبيرو شارك في سفك دمائهم "أسامة هيكل" وزير الإعلام والتلفزيون المصري ومسؤولي جريدة الأهرام.
"نادراً ما يكون المستبدون أحراراً فهموم وأدوات استبدادهم تستعبدهم " جورج سانتايانا
منقول إيلاف ::: العملاق ::: مدحت قلادة
11-10-2011
مواضيع مشابهة
النمط الخطي
