مُسلمين إرهابين .

[الذهبيالفم]

لندن: السجن المؤبد لخمسة مسلمين بريطانيين أدينوا بالتخطيط لتفجيرات إرهابية

تلقوا تدريبات في معسكر سري في باكستان على تفجير مجمعات تجارية وكانوا على علاقة بالانتحاريين في تفجيرات لندن


لندن: «الشرق الاوسط»
حكم القضاء البريطاني امس في لندن بالسجن المؤبد بحق خمسة بريطانيين مسلمين امس لتخطيطهم لتنفيذ تفجيرات في مختلف أنحاء بريطانيا تستهدف ملاهي ليلية وقطارات ومركزا تجاريا وغيرها.
وقال القاضي مايكل أستيل في المحكمة: «هذه الاحكام هي للسجن مدى الحياة. والافراج عنهم ليس امرا محتما. بعضكم أو كلكم قد لا يفرج عنه أبدا. انكم تعتبرون نماذج شاذة وقاسية من قبل المجتمع». وقال الادعاء ان المجموعة كانت تعتزم استخدام 600 كيلوجرام من سماد نترات الامونيوم لتصنيع متفجرات تستخدم في التفجيرات انتقاما من بريطانيا لتأييدها الولايات المتحدة بعد الهجمات التي تعرضت لها في 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001.

وأظهرت أوراق المحكمة التي لا يمكن الحصول على تفاصيل بشأنها الا بعد المحاكمة ان الشرطة التي تراقب المجموعة تيقنت من وجود صلات بينها واثنين من أربعة اسلاميين بريطانيين نفذوا فيما بعد تفجيرات انتحارية في لندن في السابع من يوليو (تموز) عام 2005 مما أدى لمقتل 52 شخصا. وشاهد جواسيس محمد صديق خان المشتبه في انه زعيم الخلية التي نفذت تفجيرات السابع من يوليو وشريكه شاهزاد تنوير مع الرجال في الايام التي سبقت اعتقالهم ولكنه نفى ضلوعهم لانهم لم يكونوا جزءا من المخطط.

وطالبت الاحزاب المعارضة والناجون من التفجيرات اجراء تحقيق علني في هجمات السابع من يوليو في ضوء الاخبار التي ترددت. وأشادت الحكومة بعمل رجال الشرطة.



وقال وزير الداخلية جون ريد للصحافيين امس: «هناك خمسة ارهابيين خطرين وراء القضبان بفضل الجهد المضني الذي بذلته الشرطة وأجهزة الامن.. وهذه ليست المرة الاولى التي نتجنب فيها تهديدا وشيكا للارواح في هذا البلد. هذه مهمة لا تنتهي. انها مهمة مستمرة». وقال خبراء في مجال مكافحة الارهاب ان المجموعة كان معها «سلاح هائل»، أقوى من بعض العبوات التي استخدمت في الهجمات الفتاكة التي شهدها مختلف أرجاء العالم في الاونة الاخيرة، بغرض ايقاع مئات القتلى في اهداف تتنوع ما بين الملاهي الليلية الى القطارات والمجمعات التجارية.

وقال الادعاء ان العصابة كانت تعتزم استخدام 600 كيلوغرام من مخصب نترات الامونيوم لتصنيع متفجرات تستخدم في التفجيرات انتقاما من بريطانيا لتأييدها الولايات المتحدة بعد الهجمات التي تعرضت لها في 11 سبتمبر عام 2001.

وكان هؤلاء البريطانيون الخمسة قد اعتقلوا ضمن المشتبه فيهم الآخرين في لندن وضواحيها يوم 30 مارس )آذار( 2003 اثناء عمليات مداهمة تمت خلالها مصادرة نحو 600 كيلوغرام من اسمدة «نترات الامونيوم» التي يمكن استخدامها في صناعة متفجرات شديدة القوة. وقد استخدمت هذه المادة في اعتداءات نسبت الى الجماعة الاسلامية الآسيوية المرتبطة بتنظيم القاعدة، لا سيما الهجوم الذي استهدف مرقصا في جزيرة بالي الاندونيسية في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 واوقع 202 قتيل. ومن التهم التي ثبتت ضد المتهمين الخمسة التدبير لاستهداف مركز تسوق وملهى ليلي وشبكة توزيع الغاز بقنابل مصنوعة من اسمدة زراعية كيماوية. وتعتبر هذه المحاكمة أطول محاكمة في قضية إرهاب في بريطانيا.

[الذهبيالفم]

وتم أثناء المحاكمة الكشف عن بعض التفاصيل التي تم التكتم عليها لضمان التوصل لمحاكمة عادلة ونزيهة، ومن بينها التطرق لتفاصيل العلاقة بين خمسة من المتهمين وأعضاء المجموعة التي نفذت الهجمات ضد شبكة قطارات الأنفاق في لندن عام 2005، وكذلك بعض العلاقات والصلات مع خلايا مرتبطة بتنظيم القاعدة. وكشفت المحاكمة عن مدى إخفاق جهاز المخابرات البريطاني، في منع وقوع أحداث السابع من يوليو عام 2005، والذي استهدف قطارات الأنفاق في لندن وذهب ضحيته نحو 52 شخصاً. وقد أدانت المحكمة، المدعو عمر الخيام، البالغ من العمر 25 عاماً، بالتآمر لتنفيذ تفجيرات باستخدام أسمدة كيماوية، تعرض الحياة للخطر. وكانت الشرطة قد احبطت المخطط في 2004 «استنادا الى معلومات استخباراتية حول شبكة ارهابية عالمية». وتقول كذلك ان التحقيقات اظهرت صلات بين المجموعة ومتشددين في باكستان وافغانستان. وبرأت المحكمة شخصين آخرين، وهما نبيل محمود وشجاع حسين. أما عمر الخيام، 26 عاما، من بلدة كرولي فادين بتهمة التآمر لتنفيذ تفجيرات من شأنها الايذاء بحياة ابرياء. وأدين الى جانبه وحيد محمود، 34 عاما، وجواد اكبر، 23 عاما، وهما ايضا من كرولي، وصلاح الدين امين، 31 عاما، من بلدة لوتن، وانثوني غارسيا، 24 عاما، من شرق لندن. وقد يحكم على الخمسة بالسجن مدى الحياة. وقال الادعاء امام محكمة الجنايات المركزية «اولد بيلي» ان المدانين بدأوا بالتدبير لمخططاتهم منذ سنوات. «وكان الامر قد بدأ على شكل تعاطف مع قضايا المسلمين حول العالم، لكن بعضهم رأى ان العنف هو الحل الوحيد بينما تلقوا تدريبات في معسكر سري في باكستان». ولدى عودتهم الى بريطانيا، درسوا عدة مخططات بما في ذلك استهداف مركز «بلو واترز» للتسوق في مدينة كينت في يوم السبت حيث يكثر الزبائن، وأحد الملاهي الليلية الشهيرة بلندن. كما ذكروا فكرة الهجوم على شبكة توزيع الغاز والكهرباء، ومبنى البرلمان خلال حصة الاسئلة الشفوية التي تطرح على رئيس الوزراء، حسب الادعاء. وكانت المجموعة قد اشترت 600 كلغ من نترات الامونيوم من محل للمواد الزراعية وحفظوها في مستودع عمومي غرب لندن. وكان هذا السماد الكيماوي المكون الرئيسي للقنبلة، وهو يستخدم في الكثير من التفجيرات الارهابية حول العالم. لكن بعض افراد المجموعة كانوا مراقبين من طرف المخابرات البريطانية، كما ان عاملين بالمستودع العمومي اتصلوا بالشرطة. ثم استبدلت الشرطة نترات الامونيوم بمادة محايدة وابقت المجموعة تحت المراقبة قبل الخوض في عمليات مداهمة لاعتقالهم. وقال الادعاء ان المجموعة كانت متواطئة مع شخصين آخرين على الاقل، احدهما اميركي اسمه جنيد بابار. وكانت المباحث الاميركية قد اعتقلت بابار الذي اصبح من اهم شهود الادعاء، بينما ينتظر الثاني واسمه محمد مومن خواجة محاكمته في كندا.

http://www.asharqalawsat.com/details...52&issue=10381