تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
القضية القبطية :أسباب الأمل بين القمص زكريا بطرس و الاستاذ عدلي أبادير

الإخوة الأحباء
قد أكون مختلفا فكريا فى بعض النقاط مع كاتب هذا الموضوع، ولكنى أرى أن إختلافى معه فى هذه النقاط لا يعطينى مبررا لحجب أفكاره التى أرى الكثير منها صائب

http://www.rezgar.com/debat/show.art...=937&aid=49128

القضية القبطية :أسباب الأمل بين القمص زكريا بطرس و الاستاذ عدلي أبادير


ابراهيم القبطي
mideast_spirit@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29


على الرغم مما تحمله القضية القبطية من شجن و آلام في نفوس الأقباط ، إلا أنها قضية تهم كل الأقليات العرقية و الدينية في العالم العربي و الاسلامي وليس الأقباط وحدهم ، فالقضية القبطية هي قضية كل الأقليات في المجتمع الاسلامي ، و لعل الاحداث الاخيرة في الاسكندرية وما خلقته من جو مشحون مازالت ساخنة و تشير إلى تردي الأوضاع ، و موضوع لبرامج القنوات الفضائية ، وفي نفس الوقت مازالت الحالات تتوالى من خطف للفتيات القبطية و محاولة اجبارهم على الاسلام ، أو محاولات اغراء بعض الشباب أو الشابات بالاغراء الجنسي أو المادي للتحول إلى الاسلام ، في محاولة مستميتة لأسلمة مصر بأموال الاسلام الوهابي السعودي ، كل ذلك و مازالت أصداء الماضي القريب في حادثة الكشح عام 2000 مع افتتاح الألفية الثالثة تتردد في القلوب و العقول ، و التي أودت بحياة 22 قبطي في جنوب مصر ، كل هذه الاحداث و غيرها الكثير مما يشعر الكثير من الأقباط بسواد الصورة و قتامتها ، و أنه لا أمل في إصلاح الأحوال ، و لكني و على الرغم من كل ذلك أرى الكثير من الأمل و النور ، وأن الطريق إلى الأعلى و الأفضل ، و أن ما يحدث على الساحة هو ردود فعل اسلامية يائسة في محاولة لإبقاء الحال على ما هو عليه ، في عالم صار يرفض الركود و العفن في الشرق الأوسط ، و إلى المزيد من التفاصيل:
****
لماذا فشلت الكنيسة القبطية على مدار 14 قرن في حل القضية القبطية؟
قبل توضيح أسباب الأمل ، لابد من المرور على أسباب الفشل ، و في محاولة للتبسيط الغير مخل ، كان الدور السياسي الذي فرض على الكنيسة القبطية من الحكام المسلمين من أهم العوامل التي أدت إلى ضياع القضية القبطية . فمنذ أن دخل العرب إلى مصر في القرن السابع الميلادي ، اعتبروا بابا الأقباط هو الممثل السياسي لهم بجانب دوره الديني بالطبع ، فكان المسئول في أغلب الأحوال عن جمع الجزية مسئولية مباشرة ، جعلت بعض البطاركة في عصور الانحطاط يجمعون الأموال من بيع مناصب الكهنوت و الاسقفية ، فيما يسمى بالسيمونية ، لتغطية نقفات الكنيسة و دفع الجزية . و مازال هذا الدور السياسي ميراثا ثقيلا يمارسه باباوات الاسكندرية سواء كان ذلك بدافع الوطنية أو بدافع الخوف وهو الغالب.
هذا الدور السياسي أصاب الكنيسة القبطية من ناحيتين ، من الناحية الدينية و من الناحية السياسية ، فقد أفسدت السياسة الدين ، وقد أخل الدين بالسياسة . أفسدت السياسة الدين ، عندما تحول الخوف ليسود كل ظواهر الحياة الدينية ، و مع الوقت و تحت وطئة الخوف المغلف زورا بالحكمة ، تحولت الكنيسة القبطية و التي بشرت بالمسيحية في أثيوبيا و الكثير من المناطق الأفريقية ، إلى كنيسة عقيمة روحية ، لا تبشير فيها ، خوفا من الحكم الاسلامي ، و هذا الخوف هو سياسي الطابع ، و مازال الكثير من ظواهره تحكم المجتمع القبطي في مصر ، فعندما يفتح القبطي فمه بالشهادة لمسيحه في مصر المحروسة ، يجد ألف قبطي آخر ممن يلومونه على عدم الحكمة ، و أننا ينبغي أن نسلك بحكمة ، و أنه لا ينبغي أن نتكلم بالدين حتى لا نقع فريسة للإضطهاد ، نفس هذه الثقافة القبطية المليئة بالخوف ، هي التي تمتلئ كتبها بقصص الصمود و الاستشهاد ، و قصص المئات من القديسين و القديسات ، الذين لم يعانوا من أمراض الحكمة السياسية ، و كانوا لا يخجلون أو يخافون من ذكر المسيح و الشهادة لموته و قيامته "دون حكمة" ، مما جعل الأقباط يتغنون بالماضي و قصص القديسين دون أن "يتمثلوا بايمانهم".
و كذلك كان الخوف المزمن من المسلم المستعمر يدفع القبطي باستمرار إلى التخفي داخل أسوار الكنيسة ، بالمعنى الاجتماعي و ليس الحرفي ، فكانت الكنيسة بمثابة جيتو اجتماعي للأقباط ، ومن الخوف لا يمكن أن يتنج إبداع ، و لذلك المحلل للتاريخ القبطي ، يجد أن كل مظاهر الابداع الديني و الفني و الطقسي عند الأقباط قد توقفت عند القرن السابع الميلادي ، فبعد أن كان قديسي القرون الأولى من المبدعين ، مثل كيرلس الأول و غيروغريوس الناطق بالإلهيات و يوحنا الذهبي الفم الذين أضافوا الكثير من الصلوات و الابداعات للكنيسة الأولى دون أن يعانوا من التعنت الحالي في الكنيسة القبطية ، و التي ترفض باستماتة حتى إدخال الآلات الموسيقية الحديثة إلى الصلوات ، في الوقت الذي أبدعت فيه الكنيسة الكاثوليكية و الانجيلية بما لا يقاس في هذا المجال.
****
ومن الجانب الآخر ، أضر الدين بالسياسة ، فالسياسة تهتم بالمصالح ، و تعاليم المسيح تدفع للتسامح ، و عندما يختلط قيصر بالمسيح تتوه الحقائق ، فلا يمكن أن نترك أرضنا للمستعمر بدعوى أن المسيح قال " من قتل بالسيف بالسيف يقتل" ، أو أنه قال "كل من سألك فأعطه" ، فهذا يخص الحياة الشخصية ، أما عن الوطن ، فلا يجوز التفريط فيه ، و لا التسامح مع مغتصبيه ، و لكن للأسف على مدار الاحتلال الاسلامي لمصر ، كان البطاركة و الرتب الكهنوتية القبطية ، عامل من عوامل الضعف في المقاومة القبطية ، فالأقباط و خصوصا البشموريون في الشمال ، قاموا بالعديد من الثورات ضد الحكم الاسلامي ، و كان آخرها تمرد في سنة (831م / 216 هـ) إبان عهد الخليفة المأمون ، حيث تمرد أقباط الوجه البحري كلهم لدرجة أن الخليفة المأمون بنفسه قدم إلى مصر على رأس جيشه ليقمع الثورة . و قد أحضر الخليفة المأمون معه بطرك أنطاكية (ديونسيوس) ثم أرسل إلى البشمور وضواحيها البطريرك القبطي (أنبا يوساب) والبطرك الانطاكي (أنبا ديونسيوس) و قال للبطريرك القبطي :"هو ذا أمرك انت ورفيقك البطرك ديونوسيس ان تمضيا الى هؤلاء القوم وتردعوهما كما يجب في ناموسكما ليرجعوا عن خلافهم ويطيعوا امري، فإن أجابوا فأنا افعل معهم الخير، وان تمادوا على الخلاف فنحن بريئون من دمائهم" ووعدهم ألا يعاقبهم إن هم رجعوا عن عصيانهم لكنهم رفضوا ، فكان البطرك القبطي عامل من عوامل الضغط على الأقباط ، تحت ستار الدين و التسامح المسيحي ، و رفض استعمال السيف ، فكانت الحكمة السياسية تؤكد أنه ينبغي التوسع في الثورة لنيل الاستقلال ، و لكن القيادة الدينية ساهمت في القضاء على الثورة في مهدها بضغط الحاكم المسلم ، و هذا السيناريو يتكرر كثير في التاريخ القبطي.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
اختلاط الدين بالسياسة داخل مصر المحروسة:
وفي زماننا المعاصر لا تختلف القصة كثيرا داخل مصر المحروسة ، فالقمص صليب متى ساويرس على الفضائيات ، و الأنبا بسنتي أسقف حلوان ، و الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ، و البابا شنودة نفسه ، وغيرهم من رجال الدين القبطي مازاوا ينادون بالوحدة و النسيج الواحد و أننا أخوة (الاقباط و المسلمين) ، متعاميين في الكثير من الأحوال عن الظروف الصريحة للاضطهاد ، و أن المواطن القبطي مواطن من الدرجة العاشرة في وطنه ، و هم في هذا مازالوا يمارسون دورهم السياسي الغير مستحب ، و الذي يسهلون فيه على الأقباط ابتلاع السم للموت في سلام دون مقاومة ، مغلفين أقوالهم بأقوال المسيح السلامية (نص ديني) ، و في أحيان أخرى منادين بالحكمة ، و أنه من المفروض الانحناء للهروب من مواجهة العاصفة (نص سياسي) ، و الهدف واحد : مساعدة الاحتلال الاسلامي على البقاء (سواء كانوا يدركون ذلك أو يفعلونه بحسن النوايا).
ومن ناحية أخرى ظهر حديثا في مصر التيار المسيحي الشبه-علماني ، وهذا التيار و مع الاسف ، ينشر نفس الايدولوجية الاستسلامية ، و ينقسم إلى فريقين ، فريق يبغي التقرب من السلطة السياسية باستغلال قضية الأقباط (سياسة تفسد الدين) ، و هؤلاء أطلق عليهم رجل الشارع القبطي لقب "يهوذا" ، كرمز للخيانة ، من أمثال هؤلاء "جمال أسعد" ، و"ميلاد حنا" ، و "نبيل لوقا بيباوي" ، فالفكرة الاساسية التي ينادون بها هي أننا نسيج في الوطن الواحد ، و أننا أخوة مسيحيون و مسلمون ، و ينسون أن الأخوة تعني المساواة وليست الذمية ، بل و يتبرع بعضهم بمهاجمة الأقباط و تعصبهم الذميم في المطالبة بحقوقهم ، ومع ذلك لم نسمع عن أي محاولة منهم للمناداة بمطالب الأقباط المشروعة في المواطنة الكاملة من داخل المحروسة ، فهم يكتفون بالظهور في القنوات و الفضائيات ، و كأنهم الممثلون السياسيون للأقباط ، في محاولة مستمرة لاجبار الاقباط على الانحناء و ابتلاع الذل و المهانة ، و كأنه لا يكفي ما هم فيه من الذل و المهانة و التهميش.
و الفريق الآخر ظهر عندما حاولت الحكومة المصرية في الفترات الأخيرة اقحام بعض القيادات الكنسية غير الكهنوتية لتنتاقش قضايا الأقباط في وسائل الاعلام ، ربما لمحاولة مستميتة في منع الأقباط من التفكير و اهماد قدرتهم على الفعل ، و هولاء من أمثال الكتور اسحق عبيد ، استاذ التاريخ بجامعة عين شمس ، و الاستاذ عادل نجيب رزق الكاتب القبطي ، و المحلل لأقوال هذه الفئة و تصريحاتها ، يجد محاولة صريحة لاستعمال الفكر الديني المسيحي المتسامح للتعتيم على المطالب السياسية للأقباط (دين يخل بالسياسة) ، و هم في ذلك يتبعون منهج القيادات الكهنوتية القبطية المستسلمة ، فيؤكد الكتور اسحق أن الاحتلال الاسلامي لمصر كان بارقة أمل للشعب القبطي (!!!!!!!) ، و أما الاستاذ عادل نجيب ، فيؤكد أن مؤتمر الأقباط القادم في واشنطن لم يأخذ تصريح من البابا شنودة (كممثل سياسي للأقباط) ، و بالتالي فهو مؤتمر غير شرعي.
****
ما الجديد على الساحة؟
وبعد رصد سريع لأسباب فشل القضية القبطية في الماضي ، و بعض عناصر الافشال المعاصرة ، نعود إلى الأمل ، فمن أين يأتي الأمل؟
يأتي الأمل المعاصر من ظهور العديد من المتغيرات ، المتغير الأول هو نجاح بعض الأقباط في الهجرة إلى الخارج ، و مع ذلك لم ينسوا أسباب خروجهم ، و ذلك أتاح لهم مزيد من حرية الحركة و القدرة على الفعل لم تكن متاحة من قبل ، و المتغير الثاني هو التطور التكنولوجي الهائل في الاتصالات ، مما فتح الباب على مصراعيه أمام رياح التغيير ، و أودى إلى تلاشي الحواجز السياسية أما الطوفان الهائل من الاعلام و حرية التعبير ، و أما المتغير الثالث و هو من نتائج المتغير الأول ، أن الأقباط نجحوا أخيرا في أن يستوعبوا مبدأ الفصل بين الدين و السياسة ، وبين الكنيسة و الحكم و السلطان ، و إن كان المتغير الثالث لم ينضج بالتمام بعد ، فمازال الكثير من الأقباط ينظرون إلى الرئاسة الدينية على أنها المسئولة عنهم سياسيا.
ظهور هذه المتغيرات الثلاثة الاساسية ساعد و بوفرة على ظهور تياريين يحملون كل الأمل للأقباط ، التيار الأول تيار علماني بحت ، يتعمد و بشدة التنصل من أي صبغة دينية ، و يقوده العلماني العجوز المخضرم "المهندس عدلي أبادير" و يتحرك معه المنظمات القبطية في أوروبا و الولايات المتحدة ، بل ويتحرك في الخلفية جيل ثاني يملك القوة و الذكاء و الشباب مثل الناشط الاستاذ مايكل منير رئيس أحد منظمات الأقباط في الولايات المتحدة ، و وقوتهم الاساسية تنبع من ابتعادهم عن الكنيسة ، و معرفتهم الأكيدة بأن مطالب الأقباط هي سياسية في الجوهر ، فلا يمكن للأقباط أن يطالبوا بحقوقهم بدافع الدين ، فالمسيح لا يطلب بناء الكنائس ، فالصلاة لا يحدها مكان أو زمان ، و المسيح لا يحدد وطنا ، ففي أي مكان ففي العالم تستطيع أن تحيا مع المسيح ، و المسيح لا يطالب بمناصب في البرلمان أو في القيادات السياسية ، و لكن المجتمع القبطي يحتاج إلى كل هذا ، و يحتاج إلى المزيد من الحرية السياسية و الدينية ، و هذا مطلب سياسي.
و التيار الثاني هو تيار ديني بحت يتنصل و بقوة من أي مبدأ سياسي ، أو أي تيار سياسي ، و هذا يمثله القمص العجوز أيضا "زكريا بطرس" . وقد نجح هذا الكاهن في استعادة القوة الروحية للمسيح بابتعاده عن السياسة ، وبذلك أعاد عصر التبشير من جديد إلى الكنيسة القبطية ، و بدأت الكنيسة القبطية تقوم بدورها الريادي الذي فقد منذ أربعة عشر قرنا ، و عندما يتحرر المسيح من سيطرة قيصر ، يتغير وجه العالم ، وهذا ما يفعله القمص زكريا ، و الذي تنكره عليه القيادات الكنسية في مصر ، فبدلا من أن يلزموا الصمت و يتركون هذا الكاهن العجوز ليفعل ما لم يقدروا على فعله ، تتحرك ألسنتهم متسلطة لتهاجمه و تنكر عليه كهنوته ، و لكن الحق أنه يفعل ما هو من مهام الكهنوت ، فخدمة الموائد و افتقاد الفقراء و اليتامى لم تكن من أعمال تلاميذ المسيح ، بل خدمة الكلمة ، و خدمة الكلمة في الاساس ليست هي الوعظ و الخطب في الكنائس للمسيحيين ، و إنما هي خدمة التبشير. ومرة أخرى يظهر المزيد من الأمل في الكثير من الأجيال الشابة المتنصرة المتخرجة من تحت عباءة القمص زكريا ، و بالتالي فالحركة التبشيرية المسيحية المصرية مقدر لها البقاء على الساحة لفترات طويلة قادمة.
****
سياسة بلا دين أعطت عدلي أبادير القدرة على الخروج من عباءة الكنيسة التي تصيب بالشلل السياسي ، و التصرف بمساحة أكبر من الوعي ، و كذلك القدرة على لفت انتباه العالم لهذه الفئة الصغيرة المحاصرة دينيا و سياسيا. وأخرجت الناشطون من أقباط المهجر من عباءة "ابن الطاعة تحل عليه البركة" ، إلى حرية حقوق الانسان ، و المطالبة بأساسيات انسانية نسيها الأقباط لفترة طويلة.
و دين بلا سياسية ، أعطت القمص زكريا القدرة على التبشير بحرية ، دون الالتفات إلى العواقب السياسية ، و الألاعيب السياسية ، التي يقع فيها باستمرار الكثير من قيادات المسيحية في الداخل ، و أعطت مساحة لظهور ألف أثناسيوس جديد ، و آلاف المتنصريين الجدد في جميع بقاع العالم العربي بما فيها السعودية.
ومن هنا أرى الأمل و النور ، أرى أن المسيح قد افتقد الشعب القبطي ، و أن ما حدث في الكشح ، وما يحدث في الاسكندرية ، و ما سوف يحدث بعد ذلك لن يغير من تيار الوعي و النهضة البادئ في الظهور ، بل سيزيد من إظهار الاسلام على حقيقته القبيحة ، و كيف أنه يحول البشر إلى شياطين يسرقون ، و يقتلون ، و ينهبون ، و يغتصبون باسم إله الاسلام الدموي . و لا يمكن أن تنطفئ الفكرة بالسيف و لا يمكن أن يختبئ المسيح تحت مظلة قيصر أكثر من هذا ، فقياصرة روما قديما لم يستطيعوا الصمود أمام عباد النجار المصلوب ، بل خضعوا للمصلوب القائم من الأموات ، و اليوم لن تقوى أبواب الجحيم الاسلامي علي الكنيسة القبطية ، ليس بسبب عدلى أبادير أو القمص زكريا بطرس ، أو المؤتمر القبطي في أمريكا ، أو غيرها من الظواهر و المتغيرات ، بل لأن هذه كلها لم تجتمع مصادفة في مجرى التاريخ ، هناك من يحركها ، و أنا أعرفه.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=49881

القضية القبطية(2): مزيد من الأمل .. و اقتراح حلول سياسية


ابراهيم القبطي
mideast_spirit@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7


استكمالا للمقال الأول بعنوان "القضية القبطية: أسباب الأمل" في عدد 1362 بالحوار المتمدن
لاحظت أن الكثير من الاقباط يعرضون المشاكل دون الحلول ، و يبكون على الأحوال دون محاولة تغييرها ، و هذا من خواص الثقافة الشرقية عموما . فهذا يرصد الواقع السياسي و يترحم على أيام زمان ، و ذلك يؤكد أن على مدى الاضطهاد الواقع على الأقباط و قسوته ، و لكن التفكير في الحلول ينزلق من الذاكرة القبطية ، فقررت أن أبدا التفكير في الحلول لعلها تكون البداية لطرح المزيد من الحلول ، و لعل الظروف قد صارت مواتية لمزيد من النضج السياسي في الشارع القبطي ، و مزيد من الفصل بين الكنيسة و الحركة السياسية القبطية . فهذا الفصل هو الضمان الوحيد لحرية الحركة السياسية و الدينية معا ، و مساحة أكبر من التفكير بلا قيود من أجل الهدف المشترك : الانسان القبطي.
قبل الكتابة قررت أن أترك العنان لخيال جامح ، و اسمح بالطرق على المحظورات ، و أترك لعقلي مساحة من الجنون المقنن و المبني على أسس تاريخية و سياسية ، و أطرح كل الخيارات السياسية المتاحة . أن أكسر حاجز الخوف و أكتب كما أفكر ، أو أفكر بصوت مقروء . و كانت المحصلة ثلاث خيارات سياسية ، لا ازعم أنها كل الحلول ، و لكنها البداية، فكل من الحلول له مميزات ، و أيضا له الثمن الذي يجب أن يدفع.
****
الإختيار الأول: الاصلاح السياسي الداخلى لمصر بما يضمن المزيد من حقوق للأقليات و منها الأقباط.

و هذا هو الطريق الذي ينتهجه معظم الحركات القبطية في الخارج ، و هو الطريق الطويل الذي قد يستغرق عقودا من الكفاح السلمي ، و تحريك الرأي العام العالمي ، من أجل تحويل اتجاهات الحكومة المصرية من الوهابية الاسلامية ، إلي العلمانية و الاصلاح السياسي.
ولكن على الاقباط دفع الثمن على المدى الطويل في مزيد من المعاناة ، و مزيد من القهر الاجتماعي ، و لابد من التوقع أن الحكومات الاسلامية أو الديكتاتورية بما فيها حكومة مبارك قادرة على التسويف . و قادرة على تحقيق اصلاحات ظاهرية خالية من المضمون ، فعندما وعد الرئيس "أنور السادات" البابا شنودة بالسماح ببناء 50 كنيسة كل عام في أوائل السبعينيات ، كان وعدا أجوفا ، واجه الكثير من العراقيل البيروقراطية و التنفيذية ، و انتهى ببناء (أو ترميم) حوالي 50 كنيسة في عشرة أعوام ، هي فترة حكم الرئيس الراحل المؤمن . وهذه سمة مميزة للثقافة الاسلامية عموما ، فالقدرة على خلق الظواهر الجوفاء التي حمل الألفاظ الطنانة بلا معنى تصل إلى درجة العبقرية ، وهذا من أسباب فشل كل الايدولوجيات السياسية في مصر منذ الحكم الاسلامي ، بين خلافة أو ملكية أو جمهورية ، ديمقراطية الحزب الواحد أو تعددية الاحزاب بلا فاعلية ، ديكتاتورية عبد الناصر ، أو حكم السادات الممذوج بالصبغة الدينية . النهاية واحدة ، حكم الفرد بلا معارضة حقيقية ، كما حكم محمد رسول الاسلام و كما حكم خلفائه من بعده. و لعل الماضي القريب خير دليل على هذا عندما ضغطت الولايات المتحدة على مبارك و تم تعديل الدستور ليسمح بتعددية في مرشحي الرئاسة بدلا من نظام الاستفتاء ، فكانت النتيجة تعديلا ظاهريا بشروط تعجيزية تبعد تماما عن الشفافية و الحرية.
ومن العراقيل الاخرى التي تواجه هذا الحل أيضا، هو أن اضطهاد الاقباط مزمن ، يملأ الحياة اليومية ، هو ليس اضطهاد حكومي بقدر ما هو اضطهاد حكومي شعبي مشترك ، فعامة المسلمين يساهمون في هذا الاضطهاد ، وهنا من الممكن أن يفرض القانون دون أن يلمس أرض التنفيذ ، لأن القيادات المحلية الصغيرة ، و في بعد عن الرقابة القانونية قادرة على التحايل و عدم تنفيذ القانون .
فأين الأمل ؟
يمكن لهذا الحل أن يؤتي بثماره إذا نجحت القيادات القبطية في الخارج بإيجاد ممثليين سياسيين لها في الداخل من الاقباط ، على أن تكون الاتصالات بين الداخل و الخارج قوية و ممولة ماديا و مدعمة بحصانة و دعم خارجي قوي . وهنا يأتي دور التوعية السياسية لأقباط المهجر بأن يحركوا التبرعات المادية نحو القضية السياسية بدلا من أن تصب كلها في الاتجاه الديني.
من خلال القيادات السياسية القبطية الداخلية يمكن بناء منظمات قبطية قوية تراقب الاصلاح السياسي و حقوق أقباط الداخل ، و تنقل الانتهاكات إلي الرأي العالمي ، و ترفع العبء السياسي عن كاهل القيادات القبطية الدينية لتتفرغ للحياة الروحية . فلا يمكن أن ينجح أقباط المهجر في اصلاح القضية القبطية بالريموت كنترول دون قوى قبطية داخلية ، و هذا ما تفتقده المنظمات القبطية حاليا.
****
الاختيار الثاني: الانفصال بدولة قبطية مستقلة (أو المواجهة الكاملة)

وهذا الحل أكثر تطرفا و راديكالية من الحل الاول ، و يقابل بالكثير من الرفض بين القيادات القبطية الخارجية ، أو القيادات الكنسية الداخلية . القيادات الكنسية من الممكن تفسير رفضها بالخوف من الأغلبية المسلمة ، و بأفكارها السلامية المبنية على الانجيل ، و التي ترفض الحلول النضالية ذات الطابع العسكري . اما القيادات القبطية الخارجية فترفضها بدافع الخوف ، بالتحديد الخوف من مسئولية مثل هذا الأقتراح على الأهل و الأقارب من الأقباط في مصر ، وعدم القدرة على تحمل مسئولية انهار الدماء التي سوف تسيل. و كذلك عدم وجود تركيز جغرافي للأقباط في أماكن معينة ، و الذي يجعل الاستقلال السياسي صعبا ، و لكنه ليس مستحيلا.
لماذا هذا الحل؟
هذا الحل هو نوع من الحلول الجراحية التي ينتج عنها الكثير من الدماء ، و لكن النتيجة هي فصل الورم عن الجسم ، و من المؤكد أن هذا الحل لا يمكن أن يكون الأول في قائمة الحلول ، و لكنه في نفس الوقت لا يمكن ازالته من على مائدة الحلول المطروحة ، فالحل الأول (العلاجي و الترقيعي) و الاكثر قربا من قلوب الغالبية القبطية قد لا ينتهي إلى أي نتيجة ، وتتحول القضية القبطية إلى قضية ميتة من جديد.
من الجانب الآخر متطلبات هذا الحل قاسية ، تتطلب حمل السلاح من أقباط مسالمين ، ، و تتطلب دفع ثمن من آلاف الأرواح القبطية ، و تتطلب ايمان سياسي بالقضية القبطية بعيدا عن التأثير الديني ، و لكن القارئ للتاريخ القبطي سيجد عشرات الحالات من الثورات المسلحة القبطية ، والتي نجح فيها الاقباط في الصمود ، و لكن الظروف الاجتماعية و الدينية لم تسمح لهم باستكمال المسيرة. ولعل آخرها قصة كفاح "المعلم ابراهيم" و الذي كون فيلق قبطي من الآف الاقباط في أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر (1798-1801م) ، و كان يطالب نابليون بتخليص الاقباط من الحكم الاسلامي العثماني و المملوكي ، و عندما فشلت الحملة الفرنسية أضطر للرحيل معها خوفا من رد الفعل الاسلامي الشعبي ، و مازال قصته معتم عليها في كتب التاريخ الرسمية خوفا من "الفتنة" ، أو هو الخوف من قيام حركة مسلحة قبطية تستلهم التاريخ. ومثال آخر في قضية السودان ، فهذا هو ما فعله "جون جارانج" في قيادته للتمرد في الجنوب السوداني ، و إن اختلفت حالة الأقباط في بعض النقاط ، منها الطبيعة الجغرافية لأرض جنوب السودان (و التي تسمح بحرب عصابات) و ليس كأرض مصر المبسوطة ، ومنها أيضا أن شعب الجنوب لم يخضع للشمال إلا حديثا ، و لم يعتاد العبودية للمحتل الاسلامي لفترات طويلة كما فعل الأقباط.
و لكن الثمن لابد من أن يدفع إذا فشلت الحلول الدبلوماسية ، و هذا أفضل من تأجيل دفع ثمن الحرية للأجيال القادمة .. فلن تسامحنا الأجيال القادمة كما سامحنا نحن الأجداد. و لقد تعلمت من التاريخ أن الموت من أجل الحرية أفضل من ذبح النعاج الذي يحدث يوميا للأقباط و يتركنا تحت رحمة الغوغائية في أحداث مثل الاسكندرية أو الكشح أو غيرها..
ومع ذلك فالرافض لهذا الحل يمكنه أن يفكر في الاقتراح الثالث.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
الاختيار الثالث: التهجير الجماعي للأقباط خارج مصر (أو الهروب الكامل)

و هو حل سيرفضه الغالبية الساحقة من الأقباط رفضا قاطعا ، و قد يتهمني البعض بالجنون ، و لكن القليل من الجنون المبرر قد يكون مطلوبا أحيانا ، و نحن نطرح كل الحلول المتاحة كأفكار لمزيد من الرؤية الواضحة.
هذا الحل قد ينال استحسانا من عوام المسلمين في مصر ، فهم يريدونها اسلامية ، و نحن سنتركها لهم كما يريدون ، و لكنني أتوقع أن القيادات السياسية المصرية لن تقبل هذا الحل ، ليس لأنهم اقل اسلاما ، بل لأنهم أكثر فهما للواقع السياسي. فإن تهجير الاقباط خارج مصر سيترك الحكومة المصرية بلا كبش فداء امام الجماعات الاسلامية ، و بلا غطاء سياسي أما الدول الغربية و العالم الحر ، و بالتالي سوف تكون بداية النهاية لأي علمانية في مصر ، حتى و ان كانت مزيفة. فدائما ما تحاول الحكومة استغلال ورقة الضغط على الاقباط لاثبات اسلامها أمام الجماعات الاسلامية ، و تستغل نفس الورقة أمام الغرب وتؤكد أنه لا يمكن فتح باب الديمقراطية على مصراعيه و إلا وصلت الجماعات الاسلامية إلى الحكم و ضاعت الاقليات ( ومنهم الاقباط). و بخروج الأقباط ستضطر الحكومة للدخول مكشوفة في اللعبة السياسية ، و سوف تكون أيامها معدودة . و إذا انهارت الحكومة المصرية و في غياب الاقباط ستتحول مصر إلى افغانستان جديدة ، و ستتولى الجماعات الاسلامية مسئولية تدمير نفسها بنفسها. و أيضا لن تسمح الحكومة المصرية بهذا الحل لأسباب اقتصادية يمكن تلخيصها بأنه من المؤكد أن هجرة الاقباط الجماعية سوف تحدث صدمة هائلة في الاقتصاد المصري ، حيث أن 40% من القطاع الخاص في يد الأقباط.
لماذا التفكير في هذا الحل؟
و الجواب أن هذا الحل مثله مثل الأختيار الثاني ، حل من الحلول الجراحية القاسية الأقل دموية ، و التي يمكن اللجوء لها في حالة فشل الحل الأول ، و عدم القدرة على الدخول في مواجهة عسكرية كما يقترح الحل الثاني. و هو محاولة لفصل الفريسة عن الصياد ، و ايقاف النزيف المعنوي و المادي و الروحي للأقباط من المحتل الاسلامي ، و محاولة لبدء مرحلة من الأمل في نفوس الأقباط من الشباب ، الذين يشعرون بالحصار الاجتماعي و المادي و الديني داخل مصر، ولا يجدون فرصة للهروب و البدء من جديد . ففي ظروف الحرب على الارهاب أقفلت العديد من الدول الغربية أبوابها في وجوه الشباب من دول العالم الاسلامي ، دون تمييز بين الجاني و الضحية ، بين الشباب المسلم المؤمن و المفجر لنفسه أمثال محمد عطا ، و الشباب القبطي المقهور في وطنه دون أمل في الهروب إلى مساحة أكبر من الحرية. فهو حل من أجل الشباب و المستقبل ...
هل من الممكن أن يتم هذا على أرض الواقع؟
و الاجابة نعم ... إذا نجح الاقباط في المهجر في الحصول على دعم شعبي و حكومي من الدول الغربية لتسهيل حصول الاقباط على تأشيرات الدخول إلى هذه الدول . مع تسهيل الحصول على لجوء ديني أو سياسي في هذه الدول . و إذا كان الغرب قد نجح في تهجير ملايين اليهود إلى أرض الموعد ، فلماذا لا يمكن أن يتحقق نفس السيناريو مع الأقباط.
ماذا يمكن أن يدفع بالغرب لتبني هذه القضية ؟
و الاجابة هي من أجل تغيير التوزيع الديموغرافي للدول الاوروبية . بمعنى أن الحركات الاسلامية بدأت تجد لها مستقرا بين الدول الأوربية ، و هذا صار مصدر قلق قوي لصناع القرار في الدول الغربية هناك بسبب الهجرت المتزايدة من المسلمين إلى هذه الدول بحثا عن المال و النساء في أغلب الأحيان (ثقافة اسلامية استهلاكية) ، و لعل أوضح حالة هي الدولة الفرنسية و التي انتشرت فيها الحركات الاسلامية و منها صارت تهدد سلامة أوروبا كلها . كل هذا كان بسبب السماح بما يسمى بالهجرة العشوائية ، و بدلا من ذلك يمكن اقناع الدول الغربية بالهجرة الانتقائية ، و بأن تهجير الاقباط هو محاولة لأستعادة التوازن و عدم تغيير الثقافة الأوروبية ذات الأصول المسيحية ، بثقافة بربرية ذات أصول بدوية قد تحيل الحضارة الغربية كلها إلى رماد . و الكثير من الحركات اليمينية الأوروبية و الأمريكية سوف تؤيد هذه الفكرة.
ولا ينبغي أيضا تجاهل الدافع الاقتصادي ، فالاقباط بما يملكونه من ثروة ، و عقلية اقتصادية سوف يكونون اضافة حقيقية للأقتصاد الأوروبي (ثقافة انتاجية) الذي يعانى من الكساد و البطالة و اعانات البطالة.
المواطن القبطي أم الأرض القبطية؟
و هذا السؤال واجب الطرح في هذا الحل التهجيري ، فنحن أحفاد الفراعنة ، و نحن ابناء مصر الأصليين ، كيف نترك أرضنا للمستعمر الاسلامي ، و الاجابة تكمن في الاختيار بين المواطن القبطي أو الأرض القبطية ، و علينا أن نختار إذا طرح هذا الحل، و كلا الاختيارين صعب . فإما أن نبقي عبيدا في أرض أجدادنا و التي تنازلنا عنها تدريحيا للمحتل العربي المغتصب ، أو نبقى أحرار في أرض غريبة ، و نحتفظ بتراثنا القبطي في أرض الشتات كما فعل اليهود من قبل ، على أمل بالعودة في يوم من الأيام.
****
كما قلت من قبل هذه الحلول الثلاثة لا تمثل كل الحلول ، فمن الممكن أن يقترح البعض حلول هجينه من الحلول السابقة ، او أن يتفتق ذهن البعض عن حلول أخرى ، و لكن من وسط هذه الحلول الثلاثة التي ذكرتها ، يكتسب الأول -العلاجي الغير جراحي- الشعبية القوية بين جموع أقباط الداخل و الخارج ، العلمانيين و القيادات الدينية ، و يفضل الجميع الضغط على الحكومة من أجل الاصلاح ، بدل من الحلول الجراحية كاقتراح الدولة القبطية ، أو التهجير الجماعي ، و مع ذلك تستمر الحلول الأخرى مطروحة على الساحة ، و يفكر فيها الكثير من الأقباط بطريقة هامسة ، دون أن يجرؤ على البوح بها أحد . الحل الاول حل سلمي تعايشي يفترض حسن النية في الغالبية المسلمة و مزيد من الوعي بحقوق الانسان ، اما الحلول الثاني و الثالث ، فهما من الحلول الفصلية ، و التي تعزل الجاني عن المجنى عليه في حالة فشل التعايش السلمي.
و الحقيقة أنني لست من مؤيدي أحد الحلول عن الآخر ، أنا مجرد راصد للأحداث ، و باحث عن الحلول ، أما الاختيار فهو دور الاقباط كلهم ، وفي عرضي هذا حاولت أن أرصد الحلول دون أبداء ميول ، و في النهاية فالقرار للأقباط ، و ليس لقبطي واحد ، و لكن ترك باب الحلول مفتوحا بعد الاختيار من أساسيات نجاح القضية القبطية. فالتعايش السلمي و الديمقراطي في الحل الأول هو أكثر الحلول مثالية ، و لكن الناظر إلى التيارات الشعبية الاسلامية الحالية لا يستطيع إلا أن يتساءل ، هل من الممكن أن يتعايش المسلم مع أي أقلية أخرى من الكفار و الزنادقة على أساس المواطنة ؟ التاريخ الاسلامي يجيب بلا ، و الواقع المعاصر يجيب بلا ، و لكن لابد من المحاولة ، فالحلول الجراحية دائما ما تكون الملجأ الأخير.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
دور الحكومات الغربية و العالم الحر:

و من الجدير بالذكر أن هذه الحلول الثلاثة تتضمن دورا للحكومات الاجنبية الغربية سواء في الضغط على الحكومة المصرية (الحل الأول) ، أو مساعدة الحركات القبطية المسلحة (الحل الثاني)، أو فتح أبواب الهجرة للأقباط (الحل الثالث) ، فكيف ننال العطف العالمي و التأييد الدولي من أجل قضيتنا العادلة؟ قضية شعب مسحوق لمدة 14 قرن دون أن يجرؤ على فتح فاه للشكوى إلا حديثا. الحقيقة أنه لابد من الاستفادة من التجربة اليهودية و التي تتضمن ثلاثة محاور أساسية، اعلامي و سياسي و مالي.
المحور الاعلامي (للتأثير على رجل الشارع الغربي):
لكي يسمع العالم عنا ، كان ينبغي عقد المؤتمرات و إلقاء المزيد من الضوء على ما يحدث داخل أسوار مصر للعالم الخارجي ، و هذا هو ما فعله "عدلي أبادير" ، وما سوف يفعله في الكثير من المؤتمرات القادمة ، و لكن هذه المؤتمرات لا تكفي ، فالآلة الاعلامية القبطية هزيلة ، ينقصها التمويل ، و الوصول إلى رجل الشارع الأوروبي و الأمريكي شبه معدوم ، وهنا يأتي دور أقباط المهجر ، و مرة أخرى لا تكفي المظاهرات أمام البيت الأبيض ، أو أمام مبنى الامم المتحدة ، لابد من انشاء شبكة من الاعلام القبطي القوي داخل المؤسسات الغربية ، شبكة من القنوات الفضائية التي تخاطب الشعوب الأوروبية بلغاتها الأصلية ، و تنقل الفكر القبطي إلى الساحة العالمية ، و أيضا شبكة من دور النشر تتولى ترجمة الكتابات القبطية إلى العالم ، و أيضا ترجمة الكتب الاسلامية المعتم عليها إلى الشارع الغربي ، و المثل واضح في القضية اليهودية ، فمن خلال الأفلام و الكتب و الاعلام و التغلل إلى داخل المؤسسات الاعلامية الغربية ، لا يوجد أمريكي أو أوروبي لم يسمع عن الهلوكوست ، و لكن كم منهم سمع عن ملايين الاقباط الذين استشهدوا ومازالوا يستشهدون على حقبات مختلفة من التاريخ الاسلامي ، ومن التاريخ ينبغي أن نتعلم ، لا ينبغي أن نضع البيض كله في سلة واحدة ، و لا ينبغي أن نركز على الولايات المتحدة و نتجاهل اوروبا ، أو العكس ، بل لنفتح قلوبنا للعالم كله ، لا ينبغي أن نموت في صمت ، بل لنجعل موتنا و موت أجدادنا شهادة للعالم .
المحور السياسي (للتأثير على رجل السياسة الغربي):
و من ناحية أخرى لابد من الوصول إلى صناع القرار في الحكومات الغربية ، كما فعل الناشط مايكل منير بانضمامه إلى الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة ، و لابد من تكوين لوبي قبطي قوي ، يعرف كيف يلعب دورا أساسيا في الانتخابات الأمريكية أو الأوروبية ، لابد لهذا اللوبي ، أن يشعر الحكومات الغربية بأن وجود أقلية قبطية في قلب العالم العربي و الاسلامي لازم ومهم للمصالح الغربية عامة و الأمريكية خاصة ، و أن وجود الأقباط في مصر لازم و هام للتوازن السياسي في المنطقة.
المحور المالي (للصرف على هذه الأنشطة):
و هنا يتحدد مدى نجاح الجهود المبذولة للقضية القبطية ، فأي قضية لا يريد شعبها في اعطاء الاموال من أجلها هي قضية ميتة . و مرة أخرى يظهر أمامنا المثل اليهودي واضحا ، فقد كان من أهم عوامل نجاح اليهود في احياء قضيتهم ، هو رغبتهم الصادقة في تحويل أموالهم من أجل القضية اليهودية ، وفي هذا يفتقر الأقباط. فمعظم الجالية القبطية في المهجر لا تفكر إلا في مصالح شخصية و عائلية دون التفكير و لو لثانية واحدة من التبرع بالأموال من أجل أقباط الوطن المسحوقيين . وهذا يجب أن يتغير ، لأن الصرف على القضية القبطية هو الضمان الوحيد لسلامة الأقباط في هذا الوقت الحرج الذي أخرجت فيه الحكومة المصرية مئات الأخوان المسلمين من السجون ، و سمحت لهم بالدخول بحرية في الانتخابات البرلمانية ، و المؤشرات تدل على بدء عصر جديد من اللعب بالنار كما فعل السادات ، و كأن مبارك لم يتعلم الدرس ، و حتى يتعلم الدرس لابد من الأقباط أن يدفعوا مزيدا من الثمن ، و هذا يشمل أهالى أقباط المهجر و عائلاتهم المحاصرة في أرض الكنانة. فمن يهرب من المسئولية سوف يدفع الثمن في أهله و أقربائه ، و من يظن أنه قد هرب إلى الخارج فلا ضرر و لا ضرار ، سوف يدرك بعد فوات الآوان أن كل فرصة أضاعها في أنانية و ذاتية ، كانت فرصة حقيقية لإنقاذ ذويه من مخالب الشيطان الاسلامي.
****
أخيرا أستطيع أن أؤكد أن الحلول السياسية المقترحة وحدها قد لا تكفي من أجل الهدف المنشود ، وهنا يأتي دور الحلول الدينية ، فالنهضة الروحية للشعب القبطي و العودة القوية للتبشير بالمسيح تمثل أقوى عوامل التحول لصالح القضية القبطية. و كما قلت سابقا أن المسيح قادر على تغيير شعوب .
الاسلام دين و دولة ، و لا يمكن التحاور معه سياسيا فقط ، و لكن دينيا أيضا ، ففضح الأصول الدموية للاسلام ، و فضح الأوهام المزيفة للعدالة و السلام في المنظومة الاسلامية ، و فضح فظائع الاسلام و المذابح التي ارتكبها في حقوق الشعوب المحتلة ، و طمسه لمعالم الحضارات القديمة من بابلية و كلدانية و فرعونية و هندية و فارسية ، و قيامه على أنقاضها ، كل هذا لابد و أن يعلن ، و لابد أن نفتح القبو لتخرج الخفافيش ...
لابد أن يدرك المسلمون أن أجدادهم دخلوا الاسلام تحت تهديد السيف أو عدم القدرة على دفع الجزية ، لابد أن يدركوا أنهم و أجدادهم وقعوا ضحايا هذا الدين الشيطاني.
و هذا هو ما سنناقشه في المقال القادم .. حول القضية القبطية و الحلول الدينية و مزيد من الأمل.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=51556
القضية القبطية (3) : اعلان الحرب الروحية على الاسلام



ابراهيم القبطي
mideast_spirit@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6


أفسس 6: 11-20
اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته.
البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.
فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات.
من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.
فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر
وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام.
حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة.
وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله.
مصلّين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين
ولاجلي لكي يعطى لي كلام عند افتتاح فمي لاعلم جهارا بسر الانجيل.
الذي لاجله انا سفير في سلاسل.لكي اجاهر فيه كما يجب ان اتكلم
****
لم أستطع أن أبدأ مقالي الثالث و الأخير عن القضية القبطية دون أن أطلق سيف الروح "كلمة الله" لأعلن الحرب الروحية على الاسلام ، ففي المقال الأول طرحت مقدمة عامة عن اسباب الأمل و أن التيارين السياسي والديني بقيادة الاستاذ عدلي أبادير و القمص زكريا بطرس يمكن أن يمثلا نواة قوية لحل أزمة الانسان القبطي المعاصر ، ثم تطرقت في المقال الثاني عن بعض الحلول السياسية ، و تركت للعقل العنان المقنن ، واقترحت ثلاث اختيارات اساسية ، الأول هو الحل المبني على المفاوضات و الضغط على الحكومة المصرية ، أو الثاني وهو المواجهة الكاملة و الانفصال بدول قبطية تقوم على الديمقراطية ، أو الثالث وهو الهروب الكامل و التهجير للراغب من الأقباط إلى المجتمع الغربي ، و طرحت اقتراحات للتنفيذ ، مع التأكيد أنها ليست كل الحلول المتاحة ، فمن الممكن اقتراح مزيد من الحلول الهجين من حلين أو أكثر منها، و أنني كذلك لا أملك التقرير في أيها أفضل من الآخر ، فالاختيار للأقباط. للمزيد راجع المقالين الأول و الثاني في الحوار المتمدن.
المقال الأول: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=49128
المقال الثاني: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=49881
و اليوم أطرح القضية القبطية من وجهة النظر الروحية و الدينية ، فالقارئ للحلول السياسية التي اقترحتها سيجد الكثير من الألم و كثير من الصراع ، وهذا هو أساس السياسة القائمة على المصالح و العلاقات و اللاأخلاق ، ولا حل حقيقي للأقباط و مسيحيي الشرق الأوسط عامة دون عناية السماء و اللجوء للمسيح و من هنا جاء المقال الثالث.
****
لمحة تاريخية سريعة :"انظر من أين سقطت و تب" (رؤيا 2: 5)

لعل القارئ للتاريخ يلاحظ أن بداية التفكك الطائفي الذي نعانيه كمسيحيين بدأ مع لحظات الانتصار السياسي للكنيسة الأولى ، فقد عانت الكنيسة الأولى من الاضطهاد المتعنت و القاسي من أباطرة الرومان ، و الذي استمر متقطعا لمدة الثلاث قرون الميلادية الأولى ، و بلغ الاضطهاد قوته في عصر دقلديانوس الامبراطور (284- 305م) عندما أمر بإحراق الكنائس والكتب المقدسة وحرمان كل مسيحي من الحقوق المدنية ، و بعد عصر اضطهاد مرير للكنيسة مات فيه الكثير من الشهداء ، كان ختام حياته باعتزال الحكم نتيجة الاصابة بلوثة عقلية.

بعد هذا العصر مباشرة جاء الامبراطور قسطنطين ليحكم ما يقرب من 30 عام (306-337 م) ، اعتنق فيها المسيحية ، و تحولت المسيحية إلى الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية ، و على الرغم من أن الاقباط و سائر المسيحيين يعتبرون هذا انتصارا للمسيحية ، و لكن المدقق للتاريخ يلاحظ أنه كان انتصارا سياسيا لا روحيا .

فعلى مدى الثلاث قرون الأولى حاول الرومان اخضاع الكنيسة وفشلوا و استمرت الكنيسة واحدة جامعة رسولية يحكمها الروح القدس ، و انهارت حصون الرومان السياسية و الحربية تحت ضربات الروح و قوة الايمان المسيحية ، و أنهار من دماء الشهداء ، و في اللحظة التي تحولت فيها المسيحية إلى ديانة رسمية للامبراطورية ، بدأت تظهر الخلافات بين الكنائس و بدأ الصراع على رئاسة الكنيسة ، و بدأت المجامع المسكونية في الظهور ، و لم يمض أكثر من 150 عام بعد قسطنطين حتى انشقت الكنيسة -السياسية لا الحقيقية(1)- إلى شرق و غرب في مجمع خلقدونية 451م (المجمع المسكوني الرابع) ، و على الرغم من المجامع المسكونية الثلاث الأولى ساعدت على بلورة الايمان المسيحي ، إلا أن الاحداث في كواليس هذه المجامع كانت تنذر بخلاف سياسي بين الكنائس ، و صراع حول من يرأس الكنيسة في العالم (2).

و مرة أخرى تتأكد مقولة المسيح أن "اعطوا إذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله" (متى 22: 21) ، فالكنيسة لا يمكن أن تكون مؤسسة حكومية يحركها قيصر ، و المسيحية لا يمكن أن تكون الديانة الرسمية ، ومن المثير للألم و السخرية معا أن المباحثات اللاهوتية بين كنائس الشرق (الكنيسة القبطية و الأرمنية و السريانية –اللاخلقدونيون) و بين كنائس الغرب (روسيا و اليونان و انطاكية –الخلقدونيون) اليوم أكدت أن الخلاف بين الكنائس منذ 15 قرن لم يكن لاهوتيا و أنما لفظيا (3) .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 27-02-2006
Bahnass Bahnass غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,000
Bahnass is on a distinguished road
"ولعل آخرها قصة كفاح "المعلم ابراهيم" و الذي كون فيلق قبطي من الآف الاقباط في أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر (1798-1801م) "
يمكن المقصود المعلم يعقوب الذى أنصفه التاريخ مؤخراً كصاحب أول اقتراح لتحرير مصر وتكوين جيش مصرى بعكس مصطفى كامل بعد قرون حيث كان كل ما يتمناه مصر تحت حكم العثمانيين
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
و كما انشقت الكنيسة بدخولهاالسياسة ، كذا بدأت الامبراطورية الرومانية في الضعف ، فبعد أن كانت وظيفة الامبراطور الاهتمام بالدولة ، بدأ يتدخل في عقد المجامع الكنسية ، و تشاغل بوحدة الكنيسة ، وتأزمت الأوضاع بعد محاولة فرض ايمان الكنائس الغربية (4) على الايمان القبطي ، و أثبت التداخل بين الدين و الدولة من جديد أنه صفقة خاسرة للطرفين.

و في بدايات القرن السابع الميلادي ، وفي ظل الصراع الطائفي الداخلي في الامبراطوربية الرومانية بشقيها الغربي و الشرقي ، و كذا الحرب بين الرومان و الامبرطورية الفارسية و التي استمرت من 602-628 م ، نتج عنها خواء روحي و خلل سياسي في المنطقة مما سهل على برابرة المسلمين من الاعراب أن ينطلقوا في غزوات مثيلة بالتتار بدأت عام 632 م ، لينهوا على امبراطورية فارس و يستولوا على كل دول شمال أفريقيا الرومانية .

****
الكنيسة القبطية والظلام الروحي الاسلامي:

بدخول الاسلام إلى مصر و توطده فيها عام 642م ، دخلت الكنيسة عصر من الظلام الروحي و ظهرت اعراضه:

* بدأ بأن ازداد العبء على البطريرك القبطي ، فصار ملزما بتمثيل الاقباط سياسيا (راجع المقال الأول) ، و عندما بكى قداسة البابا شنودة الثالث و بكينا معه بعد أحداث الاسكندرية الأخيرة ، أدركت مدى العبء الثقيل الذي يحمله ، فهو يحمل هموم الاٌقباط السياسة قبل الروحية.

* و بعدها تم القضاء على اللغة القبطية ، و معها أنقطعت الصلة بين القبطي و تراثه من كتابات الآباء ، وفي محاولات معدودة لترجمة التراث القبطي إلى العربية ، بدأ ظهور بعض الموسوعيين من الأقباط (5) ، والذين تولوا ترجمة القوانين الكنسية و تجميعها ، و معها أضافوا الكثير من القوانين الكاثوليكية (الملكانية) إلى التراث القبطي (6) ، و التي تحمل في روحها أفكارا حولت قيادة الكنيسة من خدمة إلى سلطان متجاهلة قول المسيح "اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون آخر الكل وخادما للكل" (مرقس 9 :35).

* وبدأت الثقافة الاسلامية أيضا تنتشر بين الاقباط: فبدأ الاقباط يهتمون بالمظهر لا الجوهر ، فتضخمت الصلوات الكنسية دون ابداع طقسي أو لاهوتي (7).

* و أصبح "الكم" أهم من "الكيف" ، فازدادت عدد الاصوام الكنسية لتصل إلى ما يقرب من 260 يوما في العام (8) ، و معها ازدادت اصناف الطعام الصيامي ، في محاولة شعبية للتحايل على كثرة عدد أيام الصوم ، و بعد أن كان الصوم بهدف نوال قوة روحية للتبشير و النمو الروحي صار مجرد فرض ديني ، يكتفي معظم الأقباط بصومه دون انقطاع عن الطعام ، و دون هدف روحي معين.

* و من الثقافة الاسلامية دخل أيضا مفهوم التعالي الإلهي "الله تعالى" و بدأت صورة الإله الاسلامي تغزو العقول القبطية في العصر القبطي المتأخر ليبتعد المسيح إلى السماء السابعة ، على الرغم أن إله المسيحية ليس متعالي بل "وديع و متواضع القلب" (متى 11: 29) .

* ومع تعالي الإله احتاج الأقباط لبديل أكثر قربا من القلوب ، فتشوهت علاقة الاقباط بقديسي الكنيسة:
- و بدلا من أن نتمثل بإيمانهم و نعلن ايماننا ، صارت قصص استشهادهم تُذكر لمزيد من التعجيز و ترسيخ الشعور بالدونية لدى القبطي المعاصر مقارنة بقديسي العصور الأولى.
- وبدلا من علاقة حية مبتادلة مع القديسين (هم يصلون لنا و نحن نطلب عن نياحهم كما في القداس الالهي) ، يلتجئ القبطي إلى القديسين لحل مشاكله اليومية و التوسط له عند الإله المتعالي (علاقة احتياج إلى معجزة) ،
- و انتشرت فكرة تصور أن الله كالملك لا يمكن الوصول إليه إلا بوساطة الوزراء من القديسين ، مع أن الملك قد تجسد و صار بيننا ، و أن وساطة العهد القديم بين الله و الناس قد تلاشت عندما انشق حجاب الهيكل في قدس الاقداس (مرقس 15: 38) ، و بعدها صار الطريق إلى قدس الاقداس مفتوحا .
- و بعد أن نزل الرب ليتعامل معنا مباشرة ، نأبى إلا أن يكون التعامل على الطريقة الاسلامية من وراء حجاب و وساطة (كما كان الوحي الاسلامي بوساطة محمد و جبريل) .
- و بدلا من أن يقف القديس وراءنا ليدفعنا نحو المسيح ، صار يقف بيننا و بينه ليحجب المسيح عنا ، وننكرالحقيقة التي نكررها في القداس الإلهي أن إلهنا لم يأتمن ملاك ولا رئيس ملائكة و لا نبيا على خلاصنا و أنه نقض"الحاجز المتوسط " بين السماء و الأرض لكي يرفعنا إليه . كلام نردده يوميا دون أن نعنيه.

* وصار الخوف هو الحاكم ، و صارت كلمة الانجيل تقال همسا ، و تحول الاقباط إلى مسيحيين بالوراثة. و أصبح من الحكمة أن تكتم إيمانك ، ولا تعلن مسيحيك ، و على الرغم من أن القبطي يصلي في القداس الإلهي "بموتك يا رب نبشر و بقيامتك المقدسة نعترف" ، إلا أننا لم نعد نبشر به و لا نعترف بقيامته ، وصار مجرد كلاما محفوظا لا يمس أرض الواقع الملئ بالخوف.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
اعلان الحرب الروحية على الاسلام

و من وسط كل هذا فقد الاقباط أهم سلاح لهم ضد الغزو الاسلامي ، سلاح الروح القادر على هدم حصون الظلام "اذ اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون" (2كورنثوس 10 :4) .
- لقد استطاع إيليا النبي أن يتحدى آخاب الملك و يعيد شعب بني اسرائيل إلى عبادة الإله الحي (ملوك الأول: 18)
- لقد استطاع موسى أن يعبر بالشعب من أرض العبودية إلى الحرية بذراع الرب القوية. (خروج: 14)
- لقد استطاع بولس أن يخرس عليم الساحر و يفقده البصر لأنه تجرأ على الوقوف في وجه البشارة بالمسيح. (أعمال الرسل 13: 8-11)
هؤلاء كلهم و غيرهم لم يقف الشر في وجوههم و لم يتكلموا بحكمة الخوف بل بقوة الروح .

"وماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والانبياء
الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود
اطفأوا قوة النار نجو من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء" (عبرانيين 11 : 32-34)

* لقد آن الأوان أن نعامل الكتاب المقدس ككلمة حية نؤمن بها و ليست كأساطير ندعي الإيمان بها دون أن نعيشها ، لماذا صارت كلمات الخلاص و الايمان و التبشير صعبة على آذاننا و تفتقر للواقعية ؟ لماذا نشعر بالدونية الروحية أمام أبطال الايمان في كتابنا المقدس دون أن نثق أن إلهنا و إلههم واحد ؟ أم أن سلطان الروح في المسيح صار حكرا على قيادات الكنيسة لتحل و تربط ، و لا مكان للشعب مع الروح القدس و سلطان الروح القدس؟!!!

* لقد آن الأوان أن للقيادات الروحية أن تعلن الحرب على الشيطان الاسلامي و تقود المجتمع القبطي بكل طوائفه في هذه الحرب الشعواء بدلا من أن تكتفي بالدور الديني الطقسي المحدود و السياسي الذي لا طائل منه. فعندما صلت الكنيسة و صامت تم نقل جبل المقطم ( 979م في عهد المعز لدين الله الفاطمي) ، فإذا كنا بالايمان قادرون على نقل الجبال ، إننا بالتأكيد و بالايمان قادرون على تغيير شعوب بأكملها إلى حرية مجد أولاد الله.

* لقد آن للكنيسة بكامل طوائفها أن تتوقف عن الدخول في حروب مع الطوائف الأخرى (9) ، فالتخلي عن الخلافات الطائفية و استعادة روح الكنيسة الأولى حيث الايمان بلا صراع ، و التبشير بلا خوف هو الوسيلة الوحيدة لسد الفراغ الروحي الذي تركته الكنيسة في القرن السابع ليملأه الظلام الاسلامي.


* لقد آن للكنيسة أن تفتح الأبواب للتبشير بين المسلمين بلا خوف كما يفعل الأب القمص زكريا بطرس ، و أن نفضح كل فكرة اسلامية انتهكت حقوق الانسان و سببت الألم لشعوب ، وأضلت أمم، فلنكف عن الصمت أكثر من هذا بعد أربعة عشر قرنا من القهر. فلا ينبغي للمسيح أن يختبئ وراء الاعيب السياسة و الخوف من الحكام المسلمين و جموع الجراد الاسلامي المُضَللة بدين شيطاني. و كل تأجيل لهذا هو تأجيل الخلاص لشعب مصر و جريمة روحية في حق الأجيال القادمة.

* لقد آن للكنيسة أن تستعيد العلاقة السوية مع قديسي العصور الأولى فنطلب منهم الانضمام لنا في جيش الروح ضد أجناد الشر الروحية ، فنحن جيشا واحدا و كنيسة واحدة للرب . أنا واثق أنهم ينتظرون هذه اللحظة التي نتخلى فيها عن سلبيتنا الروحية ، و نترك فيها أمور التبرك بمتعلقاتهم و التمسح بقبورهم و ننضم لهم في معركة الخلاص.

* و أخيرا لقد آن للكنيسة عامة أن تتخلى عن روح الخوف و الخضوع وترفع صلاة لتنكسر روح الشر المسيطرة على الشرق الأوسط ، كما رفعت الكنائس جميعها صلوات حارة من الجبل المقطم هذا العام (2005) دون اعتبارا للملة أو المذهب أو الطائفة ، فالكل ذاب واحدا في المسيح ، و أن نصوم بالروح و الحق ، و ليس صوم الاعتياد "فهذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم و الصلاة" (مرقس 9: 29).

لقد شاهدت فيلم تسجيلي(10) أظهر بالوثائق كيف تحولت مجتمعات كاملة كانت مليئة بالعصابات و تجارة المخدرات و السحر و الزنا و كل نجاسة إلى مجتمعات صحية تحيا بالأمل و يحكم فيها المسيح على القلوب ، و كيف أكتشف المبشرون هناك أرواح شيطانية تحكم فوق هذه المجتمعات ، و كان لابد من الصلاة و الصوم لمدة شهور لكي يكسر الرب قوة الشيطان و تنفتح هذه المدن للمسيح ، و أنا أؤمن أن روح الشيطان الاسلامي الذي يحكم الشرق الأوسط يحتاج إلى الكثير من الصلاة و الصوم لتنفتح مصر و الشرق الأوسط كله للمسيح.

* لقد آن لنا كمسيحي الشرق الأوسط أن نعلن الحرب الروحية على الاسلام و التي تم تأجيلها لمدة 1400 عام ، آن لنا أن نلبس سلاح الله الكامل ، ونُري العالم كيف يحارب المسيح بسيف الروح ضد قنابل و سيوف محمد.

* أنا أسمع المسيح يقول لكنائس الشرق الأوسط : "انا عارف اعمالك وتعبك وصبرك وانك لا تقدر ان تحتمل الاشرار وقد جربت القائلين انهم رسل وليسوا رسلا فوجدتهم كاذبين. وقد احتملت ولك صبر وتعبت من اجل اسمي ولم تكلّ. لكن عندي عليك انك تركت محبتك الاولى. فاذكر من اين سقطت وتب واعمل الاعمال الاولى والا فاني آتيك عن قريب وازحزح منارتك من مكانها ان لم تتب ... من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فسأعطيه ان يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله " (رؤيا 2: 1-7).

فنحن مدعوون للتوبة و الغلبة .. آمين
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
الهوامش و المراجع:
1) الكنيسة الحقيقية هي جسد المسيح الذي لم تنكسر منه عظمة واحدة على الصليب ، و بالتالي الكنيسة الحقيقية مازالت واحدة جامعة رسولية من المؤمنين الحقيقين من كل الطوائف و الدول و الشعوب.
2) دار بين ثلاث كنائس رئيسية ، كنيسة روما و كنيسة القسطنطينية و كنيسة الاسكندرية . ففي كل المجامع الثلاث الأولى (نيقية و القسطنطينية و أفسس) ، كان رئيس المجمع من كنيسة الاسكندرية (البابا القبطي) ، مما أعطى الانطباع بأنه يرأس الكنيسة العالمية ، و كان هذا من العوامل التي أثارت أحقاد كنائس روما و القسطنطينية عاصمتي الامبراطورية الرومانية الغربية و الشرقية آنذاك.
3) لإختلاف لغة الكنائس بين اللاتيني و اليوناني في ذاك الوقت ، و أثبت الزمن أن الايمان كان واحدا ، وأنه على مدار 15 قرنا من الزمان كان الانشقاق لأسباب سياسية و لغوية ، و ليست إيمانية ، لمزيد من المعلومات عن الحوارات اللاهوتية اقرأ الاتفاقات اللاهوتية المشتركة بين كنائس الشرق و الغرب الارثوذكسية و التي توصلوا فيها لفكر لاهوتي مشترك : http://www.orthodoxunity.org/statements.html
4) ما يسميه الاقباط الايمان الملكاني .. أي التابع للملك
5) أمثال ابن كبر الذي ألف كتاب في القوانين الكنسية في القرن ال13 يسمى "مصباح الظلمة في ايضاح الخدمة" ، و كذلك أولاد العسال في كتابهم "المجموع الصفوي" ، وغيرهم
6) بدأت الثقافة الكاثوليكية تتسلل إلى الفكر القبطي بعد ذلك فعلى سبيل المثال استعارت الكنيسة القبطية مفهوم اسرار الكنيسة السبعة من الكاثوليك ، على الرغم أنه لا يوجد أي كتابات قبل القرن ال 15 الميلادي تشير إلى عدد الاسرار الكنسية ، وقد تم صك مفهوم اسرار الكنيسة السبعة في مجمع فلورانس/بازل/فيرارا الكاثوليكي (1431-1445 م) (http://www.piar.hu/councils/ecum17.htm ) ، ومنه دخل إلى الكنيسة القبطية ليصبح من خصائص الايمان ، ويصبح انكاره من علامات الهرطقة.
7) الكثير من الأواشي و التسبحات التي أضيفت في القرون 11- 14ميلادية
8) راجع مقدمة قطمارس الصوم الكبير في الكنيسة طبعة ابروشية بني سويف عن اضافة صوم يونان في عصر البابا ابرام بن زرعة واضافة صوم الميلاد في القرن ال11 على يد البابا خريدستولس البطريرك رقم 66، و اسبوع هرقل في أول الصوم الكبير في القرن السابع و الذي يسميه البعض الآن اسبوع الاستعداد.
9) أنا لا أقترح التخلي عن مفاهيمنا اللاهوتية ، و لكن علينا أن نقبل كل الطوائف بكل أخطائها ، كما على الطوائف الأخرى أن تقبلنا بكل أخطائنا ، و أن نصلي جميعا لكي يكشف المسيح هذه الأخطاء في نور الروح القدس ، فنعود واحدا في المسيح ... " لاني أخبرت عنكم يا اخوتي من اهل خلوي ان بينكم خصومات. فانا اعني هذا ان كل واحد منكم يقول انا لبولس وانا لأبلوس وانا لصفا وانا للمسيح. هل انقسم المسيح .ألعل بولس صلب لاجلكم. ام باسم بولس اعتمدتم" (1كورونثوس 1: 11- 13)
10) لرؤية الفيلم: http://www.islameyat.com/arabic/dera...al_ta7awol.htm
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 10:30 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط