|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
نجيب ساويرس يكتب رسالة إلى نيوتن: الإسلام الذى أوقره.. والقضاء الذى أحترمه.. ومصر الت
عزيزى الأستاذ نيوتن بعد التحية: أتابع منذ فترة العمود اليومى الرشيق الذى تتفضل بكتابته فى جريدتنا الغراء (المصرى اليوم)، تحت عنوان (وجدتها). ولقد تشرفت مرتين بأن كان اسمى موضوعا لعمودك هذا، مرة حين أشدت بالدفعة التى قام بها حزب (المصريين الأحرار) من خلال تحالف الكتلة المصرية فى الانتخابات البرلمانية، ومرة أخرى حين تناولت موضوع البلاغ الذى تقدم به بعض مواطنينا المصريين ضدى، بدعوى أننى ارتكبت (جريمة) (ازدراء الدين الإسلامى).. لقد سعدت بمقالك الداعم والمساند والمتوازن الذى نشرته تحت عنوان (ساويرس والذين أبلغوا عنه)، وقررت منذ اللحظة التالية لقراءته التعليق على ما جاء فيه. اسمح لى أيها الكاتب القدير أن أذهب نحو تعليقى هذا من جانب غير مباشر، فقد قرأت قبل أيام مقالا كتبه الدكتور طارق عبدالحميد الباحث المقيم فى واشنطن بعنوان (.... بل أريد ذلك الإسلام)، وفيه يتناول الباحث المحترم رؤيته للدين العظيم .. ويرى أنه الدين الذى أعطى للإنسان حرية الفكر واختيار العقيدة .. يقول القرآن (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).. الإسلام الذى لا يُكره أحدا .. يقول القرآن (لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) الإسلام الذى يقيّم الناس بالمحبة التى فى قلوبهم .. يقول القرآن (.. إلا من أتى الله بقلب سليم). الإسلام الذى يدافع أتباعه عن كنائس ودور عبادة غير المسلمين .. يقول القرآن (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) .. الإسلام الذى يتعبد أتباعه مع أهل الديانات الأخرى .. يقول القرآن (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم). لقد فتح لى هذا المقال نافذة واسعة على الإسلام الذى أعرفه كمواطن مصرى مسيحى أعيش هنا فى مصر وتعيش عائلتى وتمتد جذورها منذ قرون فى تآخ وود، رغم بعض المنغصات التى لا أشك أبداً فى أنها بعيدة عن جوهر العقيدة، أياً ما كان جذرها .. إسلامياً أو مسيحياً. لقد عرفت فى مصر الإسلام ديناً وسطياً يؤمن بالحرية ويحترم عقائد الآخرين، وقد تربيت بدورى على ثقافة بين أعمدتها ومكوناتها الدين المسيحى وهى تصر على حرية الآخر فى الإيمان بما يرى وحقه فى أن يعتقد فيما يشاء. ولعلك تتفق معى يا أستاذ نيوتن فى أن جوهر الديانتين الكبريين اللتين يؤمن بهما شعب مصر، أى الإسلام والمسيحية، هو الإيمان بوجود الله والقيم التى يحضنا عليها والأخلاق التى يدعونا إلى الالتزام بها، حتى لو اختلفت عقيدة هذا المصرى مع عقيدة أخيه المصرى الآخر فى أمور عديدة يعبر بها عن إيمانه ومعتقداته. لقد اقترحت علىَّ فى مقالك أن أذهب لزيارة صاحب الفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأعتقد أنك قد نسيت أنى قد ذهبت إليه بالفعل طالبا أن يتولى هو ملف المواطنة، بل قبّلت يده إجلالا وتقديرا لمكانته ومقامه الرفيع .. ولابد لى أيضا أن أثنى على الوثيقة التى أصدرها قبل أيام، داعياً إلى التمسك بالمجتمع المتعدد ومبادئ حرية العقيدة، معبرا عن إجماع عام، وعن عقيدة صافية، وعن قلب سمح، وناقلا مؤسسة الأزهر إلى عصر مختلف .. إننى أثق تماما فى أن فضيلته على قناعة بأننى لم أقصد إطلاقا أن أزدرى أى عقيدة وبالتأكيد لم أزدرِ عقيدة الإسلام، لاسيما أننى مَن خصص جائزة سنوية فى مارس ٢٠١٠ باسم العالم الجليل شيخ الأزهر الراحل د. سيد طنطاوى تكريما لعلمه ولشخصه .. لن أضيف ما لا يعرفه الناس حين أقول إنه عندما بنيت مصنعا لإنتاج السكر بالطريق الصحراوى كان أول مبنى انتهيت من بنائه هو المسجد الذى تخصص لعمال البناء وعمال المصنع من بعدهم. فى وقت سابق من العام الماضى، أصدر صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الوثيقة الأولى حول مستقبل مصر، التى أكد فيها (دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، التى تعتمد على دستور ترتضيه الأمة، ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها على قدم المساواة).. لقد تمسك الإمام الأكبر فى الوثيقة الأولى بما اختصر علينا بذل جهد كبير، كان علينا أن نقوم به لسنوات لولا أنه تقدم الجميع وأخذ بدفة المبادرة التى يحتاجها المجتمع. كما أن الوثيقة التالية حول حرية الاعتقاد وحرية الإبداع، التى صدرت عن صاحب الفضيلة قبل أيام، تمثل مقوما أساسياً لابد أن يلتزم بها التاريخيون الذين سوف يتبوأون مهمة إعداد الدستور المصرى الجديد، وفيها أكد (وجود نصوص قطعية وأصول دستورية وقانونية تكفل حرية العقيدة وما يرتبط بها من حق المواطنة الكاملة للجميع دون أن يمس ذلك الحق فى الحفاظ على العقائد السماوية وقداستها، بالإضافة إلى إقرار حرية إقامة الشعائر الدينية دون عدوان على المشاعر أو المساس بحرمتها، قولا أو فعلا، ودون خلل بالنظام العام). لقد أكد فضيلة الإمام الحق فى حرية الاعتقاد، والتسليم بمشروعية التعدد ورعاية حق الاختلاف، ووجوب مراعاة كل مواطن مشاعر الآخرين، والمساواة بينهم على أساس متين من المواطنة والشراكة وتكافؤ الفرص وجميع الحقوق والواجبات. أن إشادتى بهذه الوثيقة التاريخية إنما يجب أن أنقله إلى مرحلة أبعد. وبمناسبة الجدل المثار حول التصرف الذى قمت به على موقع «تويتر» قبل أشهر، فإننى كما أناضل من أجل الحق فى حرية الاعتقاد والتسليم بمشروعية التعدد - كما جاء فى نص الوثيقة - إنما أؤكد أيضا احترامى لمشاعر الآخرين والحفاظ على العقائد وقداستها بما فى ذلك الإسلام بالطبع. أصبح معروفا الآن أن الرسم الكارتونى الذى نشرته على موقع «تويتر» - مجسداً رسماً للشخصيتين الكارتونيتين الشهيرتين (ميكى ومينى) فى ملابس من الثقافة العربية الصحراوية - ليس من صنع يدى، وسبق نشره من قبل فى صحف عربية ومصرية، وهو يمثل نكتة أو طرفة .. تلك طبيعة تميز شعبنا المصرى، نرجو الله أن يحافظ عليها، وقد يكون التوفيق خاننى فيها ولكنها لا تتعلق بالعقيدة ولم أر لها أى مدلول دينى وإلا لما كنت قد أرسلتها عبر شبكة «تويتر» .. وأصدقك القول بأنى لا أعلم حتى الآن ما هو المدلول الدينى لارتداء القُسس الملابس السوداء أو إطلاقهم اللحى، وبالتالى وبالأحرى لم أر حينها أى مدلول دينى لارتداء (ميكى ومينى) ملابس تمثل الثقافة العربية الصحراوية وهى أزياء وافدة. ومن المؤكد أنك تذكر أننى قد أعلنت اعتذارى الواضح أكثر من مرة حين صادف ما فعلت قدراً لافتاً من سوء الفهم لدى عديد من مواطنى المسلمين .. إن مجرد البحث على شبكة الإنترنت سوف يكشف لك عن عديد من التصريحات والتسجيلات التى كررت فيها ذلك. وأذكرك بأن الأزهر هو صاحب التصريح الشهير بأن «النقاب عادة وليس عبادة» ولست أنا، كما صدر ذلك فى مطبوعات عن وزارة الأوقاف المصرية .. عموما، أنا أعتقد أن من أساء إلى الإسلام هو من رفع هذه الدعوى القضائية ضدى .. لأن الإسلام أكبر وأعظم من أن يختزل فى رداء ولحية. إننى أثق فى أن قضاء مصر سوف يكتشف حقائق الأمور، ويعرف كنه التصرف الذى قمت به، وتقدم ضده عدد من المحامين ببلاغ قانونى إلى النيابة، كما أعرف وتعرف أن لدى قضاء مصر تراثاً ممتداً فى حماية حرية الاعتقاد ومحاسبة الوقائع لا النوايا. إن مصر لم تعرف أبداً محاكم من هذا النوع الذى يسقط معانى غير موجودة على تصرفات لا تستهدف الإساءة للدين .. وفى هذا السياق فإننى أدعو إلى أن نعمل سويا بنوايا مخلصة، من أجل ترسيخ منطق التعايش المتسامح والقبول بروح وقيم التعدد .. وأن نترفع جميعا عن التشويهات المتنأثرة فى المناخ العام ضد أى عقيدة .. سواء كان مصدرها ينتمى إلى المسلمين أو إلى المسيحيين .. وقد بدأت أنا ذلك وأعتبر نفسى من الداعين إلى هذا المنطق، فتصريحاتى «أنى أكثر الأقباط قرباً للمسلمين» و«أنى أموت ولا أسىء إلى الإسلام» تؤكد وتحث على اعتناق هذا المنطق. عزيزى الأستاذ نيوتن.. إن مصر فى مفترق طرق، وكما بنيناها جميعا معا، وكما شيدنا حضارتها معا، وكما نقلناها إلى مرحلة مختلفة فى ٢٥ يناير التى نحتفل بذكرى ثورتها المجيدة خلال أيام، فإننا يمكن أن نطورها بالتسامح وننميها بالتعايش ونزهرها بقبول التعدد والمستقبل المشترك .. ولن يتأتى هذا إلا بالاحترام المتبادل للعقائد .. وهو ما أؤكده مجدداً فى ختام تعليقى هذا على مقالك المهم. خالص تحياتى... منقول
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
« شهادتنا ، وشهادتهم ! » | الحمامة الحسنة | المنتدى العام | 0 | 02-11-2011 01:38 PM |
ميكي ماوس يقدم بلاغ للنائب العام ضد نجيب ساويرس ! | abomeret | المنتدى العام | 0 | 05-07-2011 06:49 PM |
الأقباط والعلمانيون في مواجهة المادة الثانية من الدستور المصري | الحمامة الحسنة | المنتدى العام | 0 | 26-02-2011 09:44 PM |
رسالة إلى البابا شنودة ..الارهابيه زينب عبد العزيز | Jene | المنتدى العام | 4 | 19-02-2011 06:44 PM |
"فوكس نيوز": ساويرس قلق من استيلاء الإخوان على ثورة 25 يناير | princepino | المنتدى العام | 11 | 16-02-2011 07:15 AM |